أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - رياض قاسم حسن العلي - شئ عن اللغة/ بمناسبة اليوم العالمي للغة العربية















المزيد.....

شئ عن اللغة/ بمناسبة اليوم العالمي للغة العربية


رياض قاسم حسن العلي

الحوار المتمدن-العدد: 7110 - 2021 / 12 / 18 - 16:06
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


اللغة جانب مهم من جوانب ثقافة الشعوب ومن خلالها يمكن التعرف على حياة ونمط العيش والحالة الاقتصادية والدينية والفكرية للكثير من الشعوب.
ولافرق عندي بين ما يسمى باللغة الفصحى واللغة المحكية بل ان هذه الاخيرة يمكن من خلالها التعرف على ثقافات المتكلمين بها أكثر من الاولى والغريب ان البعض مازال يعتقد ان هذه المحكية خرجت من الفصحى بينما الحقيقة ان المحكية هي لغة المجتمع التي تتطور بكل حرية بحيث تعطي وتأخذ بكل اريحية في حين ان التعصب القومي لدى أكثر اللغويين جعل من الفصحى كتلة صماء يتوجب على الانسان ان يتعلمها في المدارس كي يفهمها ويتكلم بها -ان استطاع- والمضحك ان حتى اساتذة الفصحى لا يتكلمون بها حتى اثناء تدريسهم لها.
أي لغة في العالم تنشأ من الحاجة اليها وليس للقدسية أي دور في هذه النشأة بل ان هذه القدسية تأتي من خلال اعتقاد المؤمن بأن لغته هي التي تتفوق على باقي اللغات لأن كتابه المقدس جاء بهذه اللغة .
وحتى التقسيمات الحالية لشجرة اللغات اخذها شلوتزر سنة 1781من التوارة وهذا التقسيم اوقع الكثيرين من بعده في مشاكل كثيرة ومنهم الباحثين العرب واذا اخذنا حسن نية شلوتزر وانه كان يريد توفيق تاريخي لتقارب اللغات واشتراكها في الكثير من الخصائص الفيلولوجية الا أن هذا التقسيم اصبح تقسيما تاريخياً للشعوب نفسها لأنه هكذا جاء في التوارة بالاصل ولا يمكن بأي حال من الاحوال الاعتماد على مرويات دينية لأتخاذها اساساً للبحث العلمي لأن هذا الامر يؤدي الى التعسف في الرأي والخطأ في المنهج .
على سبيل المثال ان المحكيات العراقية المختلفة هي تطور واضح لتلك اللغات التي كانت موجودة في السابق من سومرية وبابلية وآشورية وكلدانية وآرامية وسريانية وكذلك التلاقح اللغوي مع اللغات الفارسية والتركية المختلفة بحكم التقارب الجغرافي والاحتلالات وكذلك مع النبطية الشمالية التي سميت فيما بعد بالعربية ناهيك عن باقي اللغات التي عرفها العراق بسبب النزوح لبعض المجاميع البشرية فلايمكن والحالة هذه ان نوصم المحكيات العراقية بانها لغات متخلفة وانها ادنى من الفصحى هذا من ناحية ومن ناحية اخرى ولأسباب عديدة فأن واضعي المعاجم العربية ولكونهم لا يعرفون الكثير من المفردات العربية استعانوا ببعض الاعراب من ساكني البادية لمعرفة الكثير من المفردات المعجمية وبمقابل مادي وكان لهؤلاء الاعراب من الخبث بحيث اوهموا واضع المعجم بآلاف المفردات التي اخترعوها من عندهم وهي لا اساس لها ولا اصل لذلك جاءت تلك المعاجم وهي مليئة بالمفردات التي لا يتكلمها أي انسان والا هل يعقل ان للسيف الف اسم وللاسد 500 اسم في الوقت الذي تخلو فيه كل الجزيرة العربية من اي وجود طبيعي للأسد وهذا الامر أدى الى توسع افقي غير مسبوق في الالفاظ العربية وكذلك أنتج انتحال الكثير من النصوص الشعرية والخطابية ونسبتها الى الجاهلية وكذلك جعل الكثير من النساخ ان يتلاعبوا بالمخطوطات مثلما حدث مع مخطوطات الجاحظ العراقي بحيث ابدلوا الكثير من الالفاظ المحكية بما يماثلها من الالفاظ المعجمية .
فحتى وقت قريب من ظهور الاسلام لم يكن ثمة لغة تسمى باللغة العربية فلكل مجتمع كان يتكلم بلغته الخاصة به والتي ربما لا يفهمها الاخر والامثلة كثيرة على ذلك فاللغة العربية التي نعرفها الان نشأت بعد سنوات طويلة من ظهور الاسلام حيث كتب القرآن بلهجة قريش الوسطى وبخط سرياني وهو الخط الذي تطور فيما بعد عن طريق اضافة النقاط والحركات ليسمى بالخط العربي ، ونقول لهجة قريش الوسطى لأنها اللهجة الاقرب للفهم من باقي اللهجات التي كانت تتحدث بها القبائل والشعوب القاطنة في جزيرة العرب نتيجة تنقلاتهم الكثيرة في المنطقة بحيث كان تواجدهم في مكة لمجرد اخذ قسط من الراحة قبل ان يواصلوا رحلاتهم الشتائية والصيفية في الجنوب والشمال وهذه الرحلات اكسبتهم خبرة في التعامل مع الشعوب الاخرى وكذلك منحتهم ثقافة واسعة اهلتهم لفهم الكثير مما جاء في القرآن من معتقدات وقبولهم له في الاخير ككتاب ديني يفاخرون به باقي الشعوب .
فتجار قريش لم يكونوا مغلقين حضارياً مثل باقي القبائل القاطنة في البادية لذلك فانهم لم يتعاطوا صنعة الشعر لأعتقادهم بأن هذه الصنعة هي صنعة بدائية لاتليق بهم كتجار اولاً ثم للنظرة المقدسة التي كان ينظر بها اليهم باقي القبائل كحراس للبيت المقدس .
لذلك فأن لهجة قريش هي الاكثر تطوراً من باقي لهجات القبائل وكان المعجم اللغوي لقريش يتفوق على المعجم البدائي للأخرين غير ان معجم قريش اللغوي مهما كان متطوراً فإنه لا يقارن بأي حال من الاحوال مع المعاجم اللغوية في الهلال الخصيب او مصر فلهجة قريش كانت تغلب عليها الفاظ التجارة والربح والخسارة والبيع والشراء وماشاكل ذلك فمكة لم تكن مدينة زراعية او صناعية ولم تكن مدينة صانعة لمحتوى ثقافي ذو شأن فهي على اية حال مجرد محطة استراحة وسوق رائج للبضائع المستوردة ومكان مقدس لوجود البيت الحرام وكانت تخلوا في اكثر شهور السنة من التواجد البشري الا في ايام المناسبات الدينية والنشاط التجاري وكانت بيوتها مثل المخازن او قاعات المؤتمرات التي يتم فيها عقد الصفقات التجارية او حل النزاعات ناهيك عن اماكن اللهو التي تكثر في تلك المناسبات او في حالة تنشيط السوق في فترات معينة من السنة حينما يكون الطقس ملائما لذلك فهي غير صالحة لتكون عاصمة ادارية لأي دولة لكنها تصلح ان تكون مكاناً مقدساً لاهميتها الدينية التي اكتسبتها منذ عهود طويلة.
ونتيجة للتقارب الجغرافي والتواجد السياسي والديني للقبائل العربية في العراق سواء قبل الاسلام او بعده فأن المحكيات العراقية اخذت الكثير من لهجات هذه القبائل والعكس صحيح لكن الاساس اللغوي للمحكيات العراقية بقي كما هو بدون أي تغيير فلكون هذه القبائل لا تعرف شيئاً عن الصناعة او الزراعة مثلاً لذا فإن الكثير من الالفاظ المتعلقة بها بقيت في المحكية بدون أي اضافة او تبديل اللهم الا التطور الصوتي الاعتيادي الذي يحدث لكل لفظ لأسباب عديدة وكذلك اسماء المدن والقرى والانهار والجبال والاماكن الاخرى.
لكن بحكم السيادة السياسية ولكون لغة القرآن هي التي صارت لغة الحكم للطبقة الحاكمة ولغة الدين ولكون هذه اللغة هي اصلاً مفهومة للمجتمع لأنها لغة قريبة من النبطية الشمالية لذلك صار اغلب المثقفين والشعراء يكتبون بها حتى لو كانوا يتحدثون بمحكية مختلفة بعض الشئ عنها كما حدث مع الجاحظ مثلاً وهو الامر الذي استمر لحد الان على نفس المنهج والطريقة .
فاللغة العربية صارت وسيلة تفاهم ولغة وسطى للتواصل بين الشعوب فلا يمكن للعراقي مثلاً ان يفهم الجزائري الا من خلال هذه اللغة الوسيطة لكن وهذه حقيقة يجب ان تقال ان حتى المصنفات الادبية التي تكتب بهذه اللغة الوسيطة تختلف الفاظها من دولة عربية الى اخرى بأختلافات يمكن التغاضي عنها لأن اي كتابة ادبية لا يمكن ان تكتب بلهجة قريش كما وجدت وانما تدخل عليها كلمات من بيئة الكاتب والامثلة كثيرة على ذلك.
علينا اذن ان نأخذ اللغة على أنها مجرد وعاء ثقافي يفهم منه حركة المجتمع الثقافية لا غير وأن ننهي هذه التفرقة الظالمة بين المحكية وبين الفصحى وكذلك ان ننهي قدسية اللغة.



#رياض_قاسم_حسن_العلي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا علينا أن نقرأ لعزيز الشعباني؟ قراءة غير متكاملة في الم ...
- ليست رواية بل مسودة رواية
- المحجر لمحمد خضير / كتاب قصصي بلا قصص
- قراءة في رواية ( اوتو ) لخلدون السراي
- الشعر النهودي
- كائنات البن ل بلقيس خالد انحسار السرد أمام طغيان الشعر
- شئ عن المدينة
- الادباء والمقهى
- قراءة في مجموعة جنوب خط 33 القصصية للكاتبة خولة الناهي
- جمود فكري
- جمود فكري
- شئ عن التنوير/اراء ومواقف
- مقدمة في الحاجة الى منهج جديد للتفكير


المزيد.....




- هل تصريح نتنياهو ضد الاحتجاجات في الجامعات يعتبر -تدخلا-؟.. ...
- شاهد: نازحون يعيشون في أروقة المستشفيات في خان يونس
- الصين تطلق رحلة فضائية مأهولة ترافقها أسماك الزرد
- -مساع- جديدة لهدنة في غزة واستعداد إسرائيلي لانتشار محتمل في ...
- البنتاغون: بدأنا بالفعل بنقل الأسلحة إلى أوكرانيا من حزمة ال ...
- جامعات أميركية جديدة تنضم للمظاهرات المؤيدة لغزة
- القوات الإيرانية تستهدف -عنصرين إرهابيين- على متن سيارة بطائ ...
- الكرملين: دعم واشنطن لن يؤثر على عمليتنا
- فريق RT بغزة يرصد وضع مشفى شهداء الأقصى
- إسرائيل مصدومة.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين بجامعات أمريكية ...


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - رياض قاسم حسن العلي - شئ عن اللغة/ بمناسبة اليوم العالمي للغة العربية