أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رياض قاسم حسن العلي - المحجر لمحمد خضير / كتاب قصصي بلا قصص















المزيد.....

المحجر لمحمد خضير / كتاب قصصي بلا قصص


رياض قاسم حسن العلي

الحوار المتمدن-العدد: 7068 - 2021 / 11 / 5 - 00:45
المحور: الادب والفن
    


دائما مايعمد اي اديب الى تجنيس عمله كأن يكون رواية او قصص او قصص قصيرة جداً او شعر او نصوص وهذا التجنيس يلزم الكاتب لكنه في نفس الوقت لايلزم القارئ الذي يكون حراً من توجيهات الكاتب مستقبلاً النص بحسب انطباعه الذي يتكون من قراءة واحدة او بعدة قراءات.
لذلك كنت في حيرة من امري وانا اقرأ كتاب محمد خضير المعنون ( المحجر ) والذي جنسه بكونه ( قصص) لكن هل وجدت فيه قصص؟

في النص الاول المعنون ( توازيات وتقاطعات "قصص تشرين") يقدم لنا الكاتب بيان لكنه جاء محمل بتقاطعات مع فهم اي قارئ فلم اتوصل وبعد عدة قراءات له الى مايريده الكاتب الا في بعض الجمل التي اذا جمعت معاً تكون غير مفهومة ولكن الاستهلال جاء بشكل يوحي للقارئ بأنه امام نص سردي وليس مقدمة توضيحية معقدة وغامضة ولكن بعد خمس اسطر يدخل القارئ في دوامة الالفاظ الفخمة والاراء العرضية والاستذكارات التي لايوجد اي رابط بينها وفي النهاية يضطر القارئ او لنقل يفترض او يتوصل الى نتيجة ان الكاتب يريد ان يكتب نصوص قصصية عن ثورة تشرين فهل يحتاج كتاب سردي الى مقدمة تبشيرية كهذه او بيان توجيهي لقارئ صار اكثر وعياً وفهماً .
في النص الثاني (تحت الجسر) يقسمه الكاتب الى ستة اقسام الاول ( المنقبون) والثاني ( الاجتماع) والثالث ( الاختطاف) والرابع ( التحقيق) والخامس ( الجصاصون) والسادس ( تحت الجسر) ولم اجد تشرين في هذا النص الذي يأخذ نصف صفحات الكتاب.
وفي هذا النص يمكن ان يكون عرض لكتاب حنة ارندت حول العنف وكتب اخرى ضمن مقتبسات واراء وليس قصة وفيه ايضاً تلمحيات بأن متظاهري تشرين كان لهم تنظيم سري واجتماعات تنظيمية تنظيرية وأن المتظاهرين يتخفون وراء اسماء وهمية ، في حين ان هؤلاء الشباب كانوا يتصدون للسلطة وصدورهم عارية واسماؤهم معروفة فمن اين جاء الكاتب بهذه الافكار غير الصحيحة ؟ وهل ان السرد المتخيل - اذا كان ثمة في النص سرد أصلاً- يمنح الكاتب سلطة على لوي عنق الحقيقة التي كلنا رأيناها وعشناها في لحظات عصيبة مرت على كل العراقيين.
وفي الحوارات التي وردت في القسم الثاني ( الاجتماع) او القسم الرابع ( التحقيق) اجد فيها نوع من السطحية والخطابية والتقريرية التي لا تليق بسارد مبتدء فكيف الحال بسارد يفترض ان تجربته السردية تعدت النصف قرن وربما سيأتي من يقول ان السارد حينما يكتب الحوار انما يكتبه على لسان الشخصية وحسب وضعها الاجتماعي والثقافي وهذا صحيح جداً لكن هذه الشخصيات التي تتحدث سبق وأن قدمها الكاتب على انها في مستوى عال من الوعي والثقافة فكيف تكون تلك الحوارات بهذه الشكل الذي ليس فيه اي صنعة.
ثم هل القارئ يريد من الكاتب - اي كاتب - ان يستعرض عليه مضمامين الكتب ومحتواها فالكاتب حينما يتولى مسؤولية الروي فانه لايروي بطريقة السارد العليم بل بطريقة انا الكاتب الذي قرأت كتباً كثيرة واريد ان اذكر لكم بعضاً من محتواها ونتف من مقتبساتها .
هذا غير التكرار في المشاهد وخاصة في قسمي الاختطاف والتحقيق حتى يشعر القارئ انه امام انسداد وعجز في ابتكار مشاهد سردية او القدرة على خلق حكاية يفهم منها القارئ شئ بعد صفحات من السير وراء رغبة الكاتب في استعراض مهاراته اللغوية دون ان تضيف هذه المهارات أي شئ لذائقة القارئ العطشى للمزيد من الحكايات التي يفترض انها موجودة في اي عمل قيل له حينما اشترى هذا الكتاب انه عمل سردي.
دلوني على احد افراد العصابات التي تختطف الصحفيين او الناشطين يعرف من هو ديدالوس.فالكاتب يتقمص الشخصيات في بعض الحوارات ويريدها ان تتكلم وفق ثقافته مرة ثم يهبط بها مرة اخرى الى حوار سطحي لا معنى له.
وفي القسم الخامس لم اتوصل لحد الان الى ثيمته او حبكته او ما اراده الكاتب منه الا في الجملة الاخيرة فقط.
في النص الثالث ( البرج) يتحدث الكاتب عن بناية المطعم التركي التي اتخذها التشرينيون مقراً منيعاً لهم ولا اعتقد ان كلمة البرج قد اطلقت عليه لا من المتضاهرين ولا من الاعلام حيث انه معروف عن ثقافة اهل العراق انهم لايطلقون كلمة الابراج على البنايات الكونكريتية بل على ابراج الاتصالات والابراج السياحية كبرج الزوراء مثلاً.
ويحاول الكاتب في هذا النص ان يستخدم الفنتازيا في موضوع لا يتحمل اي فنتازيا لأنه في واقعه هو اكثر غرابة من الفنتازيا لذلك يبقى هذا النص غير مترابط مع اي حدث واقعي ولا يمثل اي اضافة الى موضوعة تشرين التي اكبر من (العدميين) الذين لا اعرف بالتحديد من اين جاء بهم الكاتب وماذا يقصد بهم.
لنقرأ مثلا :(يحتوي البرج في أحد طوابقه على مركز كبير لتحليل بيانات الساحة المحيطة واعتراض سحابة التخاطرات الفيروسية الملولبة كسهم متعدد الشعب) وهذا المقطع نموذج من اسلوب الكاتب في هذا الكتاب وقد تعمدت ان اختار اقل المقاطع غموضاً والا ففي الكتاب أشياء كثيرة تفوقه في الغموض والتعقيد والانغلاق وانحسار السرد .
كان بودي الاستمرار في عرض باقي النصوص لكن الاحباط وعدم الرضا كانا ينتاباني بعد كل قراءة ولا اخفي عليكم بأني شعرت بالحزن لضياع وقتي اولاً ولكون هذا الكتاب ينسب لاهم سارد قصصي في البصرة وواحد من اهم مؤسسي الحداثة القصصية في العراق ثانياً.
ولما قلت ان المحجر كتاب جنّس على انه كتاب قصصي وهذا التجنيس لم يكن صحيحاً بدرجة كبيرة لأن هذا الكتاب بعيد كل البعد عن فن القص وعن السرد في اتجاهاته الحديثة بل حتى الكلاسيكية فنحن ازاء مايشبه التقارير الصحفية التي يكتبها صحفيين استقصائيين.
هل ثمة داعي للأستخدام المفرط لتقنية الميتاسرد التي بالغ في استخدامها الكاتب بدون اي مبرر او اضافة جمالية تثري النص او تثير في القارئ نزعة التشويق والحماس للاستمرار في القراءة.
ولا اعرف بالضبط لماذا يتجه بعض الكتّاب الى الغموض والانغلاق في كتاباتهم السردية وهل ان الاستعراض اللغوي والثقافي ضروري في كتابة السرد.
والشئ الذي لفت انتباهي ان الكاتب في استهلال النصوص يبدأ بداية سردية جميلة ثم يتراجع ويغوص في متاهات لفظية وجمل هلامية ويعود في جملة اعتراضية سردية وبعدها يمارس نفس اللعبة الحلزونية التي ترهق القارئ بحيث تشعره بالانزعاج والملل والندم لأنه اضاع وقته في كتابة لا تنفعه ولا تحقق له اي متعة يفترض انه يبحث عنها وهو يشتري كتاب قصصي.
ويلاحظ في هذا الكتاب ان الكاتب يتقمص دور السارد فلافرق بينهما فالكاتب هو نفسه السارد على النقيض مما ورد في صفحة 84 حيث يذكر الكاتب كنوع من التبرير : ( يحيل الراوي شبه العليم هذه القصة الى من يعلم أكثر من علمه فلربما أستطاع غيره ملء فراغات النص وتقريب الرؤى وحل التضاد ورفع الشبهة عما أستغلق واستبهم عليه) .
السؤال الذي يمكن أن اطرحه على نفسي قبل أي انسان أخر...هل اضاف الي كتاب المحجر شئ؟
اقول بكل صراحة : لا.



#رياض_قاسم_حسن_العلي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قراءة في رواية ( اوتو ) لخلدون السراي
- الشعر النهودي
- كائنات البن ل بلقيس خالد انحسار السرد أمام طغيان الشعر
- شئ عن المدينة
- الادباء والمقهى
- قراءة في مجموعة جنوب خط 33 القصصية للكاتبة خولة الناهي
- جمود فكري
- جمود فكري
- شئ عن التنوير/اراء ومواقف
- مقدمة في الحاجة الى منهج جديد للتفكير


المزيد.....




- مصر.. الفنان محمد عادل إمام يعلق على قرار إعادة عرض فيلم - ...
- أولاد رزق 3.. قائمة أفلام عيد الأضحى المبارك 2024 و نجاح فيل ...
- مصر.. ما حقيقة إصابة الفنان القدير لطفي لبيب بشلل نصفي؟
- دور السينما بمصر والخليج تُعيد عرض فيلم -زهايمر- احتفالا بمي ...
- بعد فوزه بالأوسكار عن -الكتاب الأخضر-.. فاريلي يعود للكوميدي ...
- رواية -أمي وأعرفها- لأحمد طملية.. صور بليغة من سرديات المخيم ...
- إلغاء مسرحية وجدي معوض في بيروت: اتهامات بالتطبيع تقصي عملا ...
- أفلام كرتون على مدار اليوم …. تردد قناة توم وجيري الجديد 202 ...
- الفيديو الإعلاني لجهاز -آي باد برو- اللوحي الجديد يثير سخط ا ...
- متحف -مسرح الدمى- في إسبانيا.. رحلة بطعم خاص عبر ثقافات العا ...


المزيد.....

- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رياض قاسم حسن العلي - المحجر لمحمد خضير / كتاب قصصي بلا قصص