إلى جيل الكبار ... مع التحية

اسراء العبيدي
كاتبة واعلامية
([email protected])

الحوار المتمدن-العدد: 7093 - 2021 / 12 / 1 - 20:40
المحور: التربية والتعليم والبحث العلمي
    

لقد دأب جيل الكبار في بلادنا على إتهام الشباب بالتقصير في التزويد بالعلم والثقافة. ونحن نؤمن بأن الشباب في كل بلد هم مايريده الكبار أن يكونوا على ثقافة جيل الكبار ، والآباء في معظم الأحيان هم المسؤولون عما يلحق بأبنائهم . ومن قال إن ذلك غير صحيح ولكن الرجوع إلى البداية من الأمور المشيرة للسخرية أن يعيب الأب على طفله الصغير الذي لم تتح له بعد فرصة الاندماج في عالم سوى عالم اسرته المباشرة . وعند تفوه الطفل ألفاظ غير لائقة أو إكتسابه عادات سلوكية سيئة فإن هذا يعود إلى تعلمه من الأب أو الأسرة التي نشأ فيها لذلك عليهم الأنتباه جيدا إلى أنفسهم وتصرفاتهم وأن يزنوها جيدا بميزان الحكمة والحذر ، وفي الواقع نتيجة الظلم والعجز عن فهم الامور قد ينمو عنه إستهزاء بل قد يصل الأمر أن يعيب الجيل الأقدم على الجيل الأحدث في أمور لايمكن أن يكون الجيل الأحدث قد اختارها لنفسه بل لابد إنه تلقاها على هذا النحو ممن في يدهم مقاليد الأمور فقبل أن نصدر أي حكم عن موقف الشباب في العلم ومن الثقافة الجادة ينبغي علينا أن نسأل أنفسنا هل وفرنا لأبنائنا الجو الذي يكفل إقبالهم على المعرفة وسعيهم إلى توسيع آفاق عقولهم ؟ هل أنشأنا لهم المدارس الكافية ؟ هل قدمنا لهم برامج تعليمية تساعد على إثارة حب العلم في النفوس؟ هل عهدنا بهذه البرامج الى معلمين أكفاء يفهمون التعليم على أنه زيادة قدرة العقول على فهم الأمور ؟ هل زودنا مدارسهم بمكتبات كافية مع العلم يوجد الكثير منهم يعشقون القراءة والأطلاع؟ هل إستطعنا أن نفصل بين الرغبة في التعليم والرغبة في التخلص من ذلك الشبح المخيف شبح الامتحانات ؟ هل تقوم وسائل الاعلام لدينا بدورها في نشر الثقافة وتشجيع الاجيال الجديدة على أخذ امور حياتها أخذ الجد ؟ وربما كان الأهم من ذلك كله هل إستطعنا نحن الكبار أن نخلص أنفسنا من السطحية والجري وراء المصالح وان نضرب لأبناءنا مثلا صالحا من إحترام العلم والثقافة تلك بعض الاسئلة التى لابد أن تؤدي الاجابة عليها تذكير من يوجه الاتهامات إلى الشباب في مجتمعنا عبر الصحف والإذاعات والقنوات التلفزيونية فنحن في الواقع ندين أنفسنا كلما إتهمنا شبابنا بالتقصير في طلب العلم والثقافة ولكي يكون لهذه الاتهامات اساس الا لو كان جيل الكبار قد أدى بالفعل واجبه كاملا نحو الجيل الذي سيحمل الامانة من بعده .


والشباب هم اليوم من المجتمع يتعلمون لانهم من المجتمع يتكونون ولذلك فإن المجتمع هو المسؤول عن الثقافة والعلم والمعرفة لدى الشباب. هنالك امور كثيرة تحدث لربما لن يلاحظها سوى القليل وقد تكون معقدة لاتفهم بالشكل الصحيح لكنها لن تكون غائبة عن الذاكرة لان تصرفات بعض الكبار قد لاتخطر على البال أو قد لا تلاحظ بسهولة لانهم منشغلين دوما بالانتقاد دون الانتباه إلى أخطائهم وتصرفاتهم ، ولكن لكل حادثة حديث على الرغم من بعض الخلافات القائمة بين الاجيال على مر التاريخ.

وذلك بسبب زيادة سرعة التغير الثقافي في العصر الحديث بين الجيلين زيادة بالمقارنة مع المرات السابقة . وخاصة فيما يتعلق بإمور مثل الاذواق الموسيقية والازياء والثقافة والسياسة ، هذا وقد تم تضخيم حجم لم يسبق له مثيل من قبل جيل الشباب خلال الستينات ، والذي أعطى لها مقدار لم يسبق له مثيل على السلطة، والرغبة في التمرد على المعايير الاجتماعية.

#اسراء_العبيدي (هاشتاغ)       [email protected]#          

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات