أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - الطايع الهراغي - هل أتاك حديث البيْعة؟؟















المزيد.....

هل أتاك حديث البيْعة؟؟


الطايع الهراغي

الحوار المتمدن-العدد: 7093 - 2021 / 12 / 1 - 01:06
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


"وبعض الدّاء ملتـمَس شفاه *** وداء الحمق ليس له شفاء".
(قيس بن الخطيم)
"غضب كسرى على عاقل فحبسه مع أحمق".
"للغباء جناحا نسر وعينا بومة"
(مثل هولندي)
السّيّد رئيس جمهوريّة"الشّعب يريد"،ولا أحد إلاّه يعرف ما يريد، تحديدا رئيس الجمهوريّة الثالثة، بأكثر دقّة رئيس الجمهوريّة التّونسيّة ما بعد معجزة الفاتح من 25جويلية المبارك .والتّحديد للمهووسين بالدّقّة ضروريّ ومهمّ، وللمغرمين بتزويق التّزكيّات وتخليدها بالذّكر الحسن أهمّ. لقد تراخيت في مناشدتك عمدا لظنّ منّي يعود لغباء كنت أعتقد إلى حدود ليلة القدر- وما أدراك ما ليلة القدر، ليلة خير من ألف شهر،ليلة تهاطل الوحي على الفرقة النّاجية ودمغها الوعي فتبيّنت الخيط الأبيض من الخيط البنفسجيّ وبان لها طريق الحقّ والحقيقة في لحظة كشف ووجد فانكشفت لها جوائح النّهضة وربيباتها، كنت أعتقد أنّه حقّ طبيعيّ لا يجادل فيه ألاّ مفتر على ما هو محلّ إجماع في العهد العالميّ للمنتظم الأمميّ: الحقّ في الغباء كركيزة أولى من ركائز الحقوق الأساسيّة للإنسان، حقّ يُفترض أن نجازى عليه خير جزاء. فحكّامنا على مدار تاريخنا الحافل بالحماقات مفتونون بنعمة الحماقة التي قيل فيها أنّها أعيت من يداويها. فللغباء - لو كان القوم يعقلون- مآثر يصحّ فيها ما قاله عديّ بن ربيعة الملقّب بالمهلهل في خصال أخيه كليب"ما كلّ آلائه يا قوم أحصيها".
1 / في أفضال الغباء .
في تثبيته لميزة الغباء يقول نابليون بونابارت-وليس غيره- "الغباء في السّياسة ليس عائقا"وفي إعلاء لمقامه يقـرّ إدغار آلان بو بأنّ "الغباء هو موهبة"وإن كان" في سوء الفهم"."قيل لعيسى عليه السّلام،يا روح الله أنت تبرئ الأكمه والأبرص وتحيي الموتى بإذن الله.فما دواء الأحمق؟قال:ذاك أعياني."و"قيل لإبراهيم النّظّام،ما حدّ الحمق؟ فقال:سألتني عمّا لا حدّ له".هذا الذي لا حدّ له بفضله تربّع الحكّام على رقابنا. وعلى العرش استووْا وأقاموا دهرا وما زالوا، وهاجوا وماجوا وتناسلوا نسلا ممّا لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر.لقد خلتُ -وبعض الظنّ إثم- أنّ المناشدة لمّاعة برّاقة أو لا تكون،وإلاّ ذهبت ريحها، وذبلت نظارتها، وجفّ حلقها وبهت مفعولها السّحريّ وخبا. فهل تغفر لمن جافاه الحظّ وخذله السّعد؟فإن أخطأنا المقصد فما أخطأنا سبيل حسن النّيّة. لم يبق إلاّ أن نتسوّل فرصة حرونا، شاردة شرودا أو ضربة حظّ منفلتة من دبر التّاريخ وأسره. كنت أريدها مبايعة تحت داليّة وافرة ظلاها متدلّيّة أغصانها أو حذو جذع نخلة تسّاقط علينا رُطبا شهيّا جنيّا. فكان ما كان. استأثر مريدوك، بعد أن قرؤوا الأوراد وأكثروا الذّكر والفكر، بالنّبإ العظيم والقول الحقّ الذي فيه القوم يمترون وفيه النّاس بالألقاب يتمارون ويتنابزون. استصدروا ما كنتَ أشعته في الأمّة خيرا وفردوسا عميما تُورِثه لمن كان من شعبك تقيّا، يرتع فيه هو والبنون والولدان بكرة وعشيّا. أشادوا في القبائل والعشائر أنّ الأمّة أوكلت أمرها لأولي الأمر منها، فبهت من كان بالنّعم كفر ولجنّات عدن تجري من تحتها الأنهار حكمة وعسلا وألبانا جحد وما شكر. كنّا نعتقد (وكيف لنا أن نشكّ؟)، لحماقة متأصّلة وتردّد غير مبرّر، أنّ التّوبة كلّما تخمّرت وتقادمت ألهبت الأفئدة وأدمت قلوب من في نفوسهم مرض وأعمت بصر وبصيرة من أصابهم عطب بفعل حبوب هلوسة من إنتاج مؤسّسة الكتاب الأخضر، الدّرّة المكنونة والجوهرة المصونة في هجاء الإيديولوجيا والنّظرّيّات والأفكار."اللّجان في كلّ مكان" و"من تحزّب خان". حصل ذلك أيّام تآمر صاحب النّظريّة العالميّة الثّالثة (نظريّة لا شرقيّة ولا غربيّة، صنع محلّيّ خالص بعقل ليبيّ خالص في خيمة معمّر القذّافي لمقاومة الإيديولوجيّات) على الثورة التي قلتَ فيها
-سيّدنا الرّئيس ومولانا- القول الفصل وحسمت جدلا طال واستطال فبات مرضا عضالا وكشفت عوراتها ومهازلها وتهافتها. كنّا نموت شبقا من أجل توبة مشفوعة ببيْعة تذهل لها كلّ مرضعة عمّا أرضعت وتضع كلّ ذات حمل حملها
وترى النّاس سكارى وما هم بسكارى من هول الدّهشة وفرط الزّحمة. أليست نشوة التّخميرة في علاقة بسكر الخمر رعشة وانتعاشة أشدّ وقعا وأكثر وطأة من مبايعة على عجل، تماما كسكر الغنى ونزوة المال عند بخيل الجاحظ ،
شيخ علم الكلام وفارسه،-إذا صدّقناه-.ولِم لا نصدّق والرّجل درّة مصره موسوعة عصره ؟
2/ وكان ماكان
سدّ صحابتك الصّالحين- رضوان الله عليهم جميعا إفرادا وجمعا - كلّ المنافذ المؤدّيّة إلى جنّة الخلد (الفردوس المفقود) ورمونا بالعيّ والبهتان. غالبتهم الأنانية فغلبتهم فأرادوا البيعة فرض كفاية لا فرض عين . لا بورك لهم في احتكار
تحصّنوا به درعا ولا في فتوى استصدروها شرعا.كنّا نمنّي النّفس، وهي تتلوّى وتتشفّع وإلى باريها تتذرّع، ببيعة تشقّ عباب بحر الظّلمات حتّى البحر الأحمر والأزرق وبحر قزوين، وترتجّ لها الأرض وتنشقّ، وتكاد لها السّماوات تنفطر،
وتخرّ لها الجبال هدّا، وتنضاف إلى عجائب الدّنيا السّبع (وفي رواية أخرى العشر)، "ومثل هذا لا يكتسب إلاّ بالرّأي ولا يكون إلاّ سماويّا"(الجاحظ).كنّا نريد أن نعمّدك أميرا على الإنس والجان، كما تفعل كلّ الأمم الرّاقيّة،
وليس فقط على نفر من العربان نظير ما تأتيه العرب العاربة. مشايعوك حرموا الأمّة من إقامة الأفراح واللّيالي الملاح بما يلهب العقول التي في الصّدور سائر اللّيالي والأيّام .صادروا فرحة شعب توّاق إلى الغناء.كم كان يتمنّى أن يسهر اللّيالي وطولها ويكابد الأيّام وأهوالها؟. وليس له ألاّ أن يرفع عقيرته بالغناء.وليس له إلاّ أن يغنّي "ليلة والمزود خدّام/ واركز يا زينة الأقدام/ حبّوبة بالصّوت يغنّي مطلع الفجر البسّام". أقاموا بيننا وبينك سدّا منيعا. لا ثبت الله لهم أجرا، ولا أنبت لهم زرعا،
وجعل أرضهم كلّها بلحا وجدبا، وسلّط عليهم طيرا أبابيل. أرادوك عليهم ولهم نذيرا وبشيرا، وبايعناك للبشريّة جمعاء هاديا وشفيعا،يوم لا ينفع مال ولا بنون. نكتوي بلظى الحرقة ولوعة الفرقة عسانا نستلّ الفكرة في ليل أليل بهيم من
براثن الحقرة كما تُستلّ الشّعرة من العجين فتنفخ فينا ما لم يرد في عجائب الأمصار ولا حواه كتاب من نطق بنادر الأخبار، علاّمة عصره صاحب كتاب العبر في تلاوين البشر. على فكرة ابن خلدونكم هذا "المدينة أوسع من خطاه" وهو أديب، وما هو بمؤرّخ. فكيف يكون مؤرّخا من نسج على منوال السّلف في الأخذ من كلّ شيء بطرف؟. رحم الله الجاحظ وطيّب ثراه، "المدينة أضيق من خطاه"علاّمة مصره، ومنارة عصره، سبق ابن خلدون ومقدّمته وعبره بخمسة قرون كاملات، ومع ذلك توقّع الخطأ واحتاط منه فعمد إلى تعريف الأدب (وليس التّاريخ) على أنّه الأخذ من كلّ شيء بطرف. بطانتك طوّح بهم الانتشاء فلم يجدوا بديلا عن الإقصاء.
آه كيف سيبرّرون شنيع فعلتهم يوم الحدث العظيم، يوم يشتعل الرّأس شيبا ويقول الكافر ليتني متّ قبل هذا، ويقول الجاحد ليتني كنت ترابا، ويقول من تلكّأ في تدبيج المدائح والأذكار يوم انبلج فجر
العيد الأوّل لعيـدِ الثورة، ليتني كنت نسيا منسيّا. خاب مسعاي يا مولاي لأنّه أغمي علي من هول الدّهشة ومشاقّ الرّحلة وتطاول وتمطّط السّفرة وعمق نفق غرق فيه من غرق.؟؟
3 / قطْع الشّكّ باليقيـن
وحقُّ من سبحت البريّة في ملكوته وأعيتها الحيلة في الإفلات من جبروته وستظلّ تسبح إلى يوم الميعاد الذي تحشر فيه الأجساد ،والذي نفس محمد بيده سننتحي رغما عنهم مكانا قصيا ونبايعك بيعة تقطع الشّكّ باليقين بعد طول العهد واتّصال البعد، في خلوة تسع الأرض ومن عليها، أوادم وأنعاما، ألفة وألاّفا، خلّة وولدانا،إخوان الصّفاء وخلاّن الوفاء. بيعة بها نبزّ أهلك وعشيرتك، وصحبك وذويك، خصومك ومنافسيك. فلا نذرُ للحاسدين مسلكا ولا ندع لأعدائك مهربا.وحقّ من فطر السّماوات والأرض واستوى على العرش، والذي بعث محمّدا بالحقّ مبشّرا وبشيرا، وحقّ من انتبذت به مريم مكانا قصيّا وأنطقه الرّحمان في المهد صبيّا، وجاه أجمل بنات الطّرابلسيّة حفيدة عليسة ليلى بن علي الأخيليّة التي دحرجت الرّجال من أعالي الجبال ،وبركات بــ"حيث" الباجيّة نسبة إلى الباجي وليس الباجيّة.قسما بشرف من أمطر سليانة بالرّشّ، لندبّجنّ فيك معلّقة معجزة أين منها لغو المعلّقات السّبع، إذا نثرنا أبياتها فاح للتّوّ رحيقها ،هي البيان وسحره والمجاز وروعته والإعجاز وإشراقاته. حالما نلقيها يصبح الدّهر منشدا وينطّ من هول إعجازها من قبره طرفة وقد تحقّقت نبوءته، وهو كالطّير يغرد ويغنّي ّ"ستبدي لك الأيّام ما كنت جاهلا /// ويأتيك بالأخبارمن لم تزوّد".
عهد هو عهد من في عشقك ذاب وغرق في من بالحقّ والحكمة وحيدا نطق.



#الطايع_الهراغي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فصل المقال في ما بين البيعة والبدعة من غريب الاتّصال
- زلزال 25 جويلية/ محنة الفعل السّياسيّ في تونس
- راضية النّصراوي/ راهبة النّضال ومصدح الحرّيّة
- في نقد اليسار في تونس/جائحة النّقد المنفلت من عقاله
- النّخبة في تونس/متى تطير السّمرة وتحضر الفكرة؟؟
- -تونس المريضة حسّا ومعنى-/ عنق الزّجاجة ومرض التّوهّم
- خصوصيّات التّجربة التّونسيّة وعذاباتها
- تونس/جوائح الأمّيّة السّياسيّة
- دفاعا عن الثّورة التّونسيّة / متى نطلّق الأوهام؟؟
- تونس: مكرالتّاريخ وتشعّب الرّهانات.
- تونس: -ما هكذا تورد يا سعد الإبل-
- تونس: شرّ البليّة ما يّضحك وشرّ البلايا ما يهتك
- النّخبة التّونسيّة وورطة التّاريخ
- غسّان كنفاني في ذكرى استشهاده / الشّاهد والشّهيد
- جائحة الكورونات وجوائح الحكومات/ مرض الغباء
- الشّيــخ إمـــام في ذكرى رحيله السّادسة والعشرين / ما كلّ ال ...
- الشّهداء يتماوتون ولا يموتون / بعض الانتصارات أشدّ عارا من ا ...
- إرادة التّحرير في فلسطين / النّظام العربيّ في محكمة التّاريخ
- - أرض البرتقال الحزين - / - جذور تستعصي على القلع -
- فلسطين ، إرادة التّحرير/ تهافت الهرولة إلى التّطبيع


المزيد.....




- ضغوط أميركية لتغيير نظام جنوب أفريقيا… فما مصير الدعوى في ال ...
- الشرطة الإسرائيلية تفرق متظاهرين عند معبر -إيرز- شمال غزة يط ...
- وزير الخارجية البولندي: كالينينغراد هي -طراد صواريخ روسي غير ...
- “الفراخ والبيض بكام النهاردة؟” .. أسعار بورصة الدواجن اليوم ...
- مصدر التهديد بحرب شاملة: سياسة إسرائيل الإجرامية وإفلاتها من ...
- م.م.ن.ص// تصريح بنشوة الفرح
- م.م.ن.ص// طبول الحرب العالمية تتصاعد، امريكا تزيد الزيت في ...
- ضد تصعيد القمع، وتضامناً مع فلسطين، دعونا نقف معاً الآن!
- التضامن مع الشعب الفلسطيني، وضد التطبيع بالمغرب
- شاهد.. مبادرة طبية لمعالجة الفقراء في جنوب غرب إيران


المزيد.....

- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين
- الأنماط الخمسة من الثوريين - دراسة سيكولوجية ا. شتينبرج / سعيد العليمى
- جريدة طريق الثورة، العدد 46، أفريل-ماي 2018 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - الطايع الهراغي - هل أتاك حديث البيْعة؟؟