أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد قاسم علي - دو فو : قصيدة من 500 كلمة، إفكار منعكسة على الطريق من العاصمة إلى مدينة فنغ شيان














المزيد.....

دو فو : قصيدة من 500 كلمة، إفكار منعكسة على الطريق من العاصمة إلى مدينة فنغ شيان


محمد قاسم علي
كاتب و رسام

(“syd A. Dilbat”)


الحوار المتمدن-العدد: 7081 - 2021 / 11 / 19 - 00:41
المحور: الادب والفن
    


انا شخص متواضع من مدينة دو لينغ مٌسن لكن أكثر عزماً
مُتمسكاُ بأمنية سخيفة أن أكون كيساُ ك جي و جينغ
لا تزال تلكم الامنيات لم تتحقق فوق ذلك، أهترأ شعري الأبيض
حتى يٌغلق نعشي، مصيري لن يتغير.
دائماً ما كٌنت مؤمناً بنفسي، يوماً ما يجب ان ألتمس مٌرادي
طِوال السنين حملت هموم الناس، بقلبِ يغلي مع كٌل تنهداتي.
كٌل أصدقائي في الفصل سخروا مني، لكنني كافحت مع الترنيم.
كٌنتٌ تواقاً للسفر بين البحار و الأنهار، أبدد وقتأ تحت أشعة الشمس و ضوء القمر.
على أن إمبراطورنا كُيّس، لذا لم يكن بمقدوري تبديد تلك الفرصة.
بلى، هنالك قدرات تملئ الديوان الإمبراطوري، لسنا أعمدة منقوصة في باحات البلاط.
على ان ، زهر عباد الشمس دائماً ما يرقب الشمس، ليس بالإمكان سلب خاصيتها الطبيعية.
لا أحبذ ان أكون مثل النمل و الديدان، جٌل إهتمامي في نفسي و فتحة المسكن.
و لا أنا مٌعجب بالسمك العظيم في البحر، يسبح و يتراشق المياه بحرية.
لأنني حققت المبتغى من حياتي، يكمن بالأجتهاد لنيل الأفضل ، بما أمتلكه.
لذا، بأستقامة و أنفراد عملت لغاية الآن، مٌتحملاً كٌل المشقة كالغبار في الريح.
والآن، أشعرقليلاً بالحرج من نفسي، مقارنة بأولئك النٌساك في العصور الغابرة.
لذا، أحتسي الشراب لأجلب لنفسي بعض المسرة، أٌرنم بصوت عالٍ مٌطلقاً الحزن الذي يكتنفني.
أحببت سنواتي غروب الشمس و العشب ذابل ، رياح هوجاء فوق قمة التل تتدفق.
السماء مُعتمة و الغيوم مٌضطربة هذه الأيام، أنا ، نزيل، قطعتٌ طريقي في منتصف الليل.
صقيع ضبابي بارد ، أصابعي المتثلجة تعجز عن عَقد حزامي المترهل.
بحلول الصباح، أدركت جبال لي، قصر الإمبراطور كان فوق تلكم التلال.
هَبَت رياح الشمال، السماء باردة زرقاء، كٌل دٌرج كان زلقاً على الجرف و في الوادي.
رغم ذلك، لم أزل أٌبصر بخار الينابيع الحارة، تتصاعد من رِماح حٌراسِ لا حصر لهم.
الإمبراطور و النبلاء يحفلون هناك، صدى عزف الموسيقى يتردد بين التلال.
سوياً ، إستحم جميع أفراد العائلة الإمبراطورية، الموضفون المتواضعون لا يٌسمح لهم بالإنضمام.
الحرير الذي يرتدوه نُسج بواسطة الفقراء، النساء، اللواتي ضٌرب أزواجهن للجباية.
الأباطرة القٌدامى أغدقوا المسؤولين بالهدايا، كي يٌقدموا افضل أداء لخدمة الناس.
أذا لم يفهم المسؤولون هذا المغزى، لِم لا يزال يغدق الإمبراطور الحرير؟
آه، الكثير من هؤلاء ملأوا البلاط، الشخص المستقيم يخشى الضلوع.
ناهيك عن كنز البلاط، بمجمله مٌخَزَن في نٌزل العائلة المالكة.
السيدات الجميلات في ردهات القصر عوملن كالآلهة، المباخر تتوقد طوال الوقت لبشرتهم المتزينة.
مٌرتدين معاطف فراء السمور ليكَنفهم الدفئ، مٌتنغمين بأجود الموسيقى، مٌطعَمين ب حساء الجمل.
ضيوفهم يتلذذوا بالمأكولات الغريبة، و البرتقال و الفاكهة طازجة تٌقَدم مع الصقيع.
داخل جدران قصرهم الحمراء، اللحوم مٌخزنة للتعفن و الشراب.
في الخراج من البوابة على قارعة الطريق، النحيلون بارزي العظام تجمدوا حتى الموت.
الفخامة تجاور الذبول، قلبي لا يقوى الأحتمال ، عاجز عن التعبير.
بينما ركبت عربة متجهة الى نهر وي و جينغ، عند الحاجز أجبرونا على سلك طريق آخر.
كٌل الأنهار تتدفق من الجبال الغربية، يبدو ان مصدرهم قمم كونغ دونغ.
للحظة، ظننت ان عمود السماء يتهاوى، لحسن الحظ ان الجسر أن الجسر فوق النهر لم يكن خرباً.
تعاونا مع بعض لحمل أمتعتنا ، بمجرد المرور نسمع قرقعة الجسر.
قطعنا الجسر فوق النهر المتدفق ، زوجتي تنتظرني في فنغ شيان.
أنا و أولادي التسعة إنفصلنا بفعل العاصفة، أي زوج ممكن أن يتخلى عن عائلته لمثل هذه الفترة الطويلة من الزمن.
لا بد لي من التعجل لأكون معهم، معاً في الجوع و العطش.
على عتبة باب المنزل سمعت نحيباً، مات إبني الأصغر من الجوع.
حتى و إن أمتنعت عن النحيب، جيراني ليس بوسعهم كتم جهش البكاء.
أنا خَجل من كوني أباً، أنا مسكين! ذلك لا يقدر على جلب الطعام لتغذية إبني.
لم أعهد ذلك مٌطلقاً في الخريف، موسم الحصاد، تضورا الفقراء جوعاً حتى الموت.
أنا من الذين حضوا بأمتياز، مٌعفى بموجب القانون من الضرائب و التجنيد الإلزامي.
إذا كانت حياتي مريرة لهذا الحال، إذاً كم هي رديئة حياة العاديين.
الذين فقدوا اهلهم و منزلهم، جنوداً بعيدين في ساحات المعركة.
الحزن يٌثقل قلبي، كالجبال العاليات في الجنوب، و الجوف ينخر فؤادي بفراغ لا متناهي.



#محمد_قاسم_علي (هاشتاغ)       “syd_A._Dilbat”#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل إستخدمت أمريكا السلاح النووي ضد العراق؟
- مٌحاولة إغتيال رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي و دور الميليشيات ف ...
- يبدو أن قادة الميليشيات قد أسرفوا بالتمادي
- الطائفية ، كيف يٌمكن أن يكون ذلك طبيعياً؟
- -فرقة الموت- التي قتلت الصحفي البصري أحمد عبد الصمد في قاعة ...
- باسكال-علاقة القلب بالإيمان المسيحي
- كٌسرت الجرة فوق رأس هادي العامري
- ساهمة الأدباء في رسم سور الأمة و بناء جسدها و نقل تأريخها و ...
- القديس أوغسطين و تأثيره على الفكر السياسي الغربي
- دور البلطجة في تحديد الكتلة الأكبر
- الإرهاب
- خطاب الكراهية
- ثقافة التهجم و التحاسد
- الإستخفاف و رفاهية الحزن
- الأدب الصيني في عصره الذهبي
- يا لها من وقاحة
- شئء من شعر دو فو
- دعوات لهدم تمثال المنصور بعدما هدّموا الدولة.
- لماذا أتعلم اللغة الصينية وما تأثير الشعر في ذلك؟
- جريمة مشتل الأعظمية، كلبُ عَرّى مجتمع و جُناة.


المزيد.....




- وفاة الفنان المصري المعروف صلاح السعدني عن عمر ناهز 81 عاما ...
- تعدد الروايات حول ما حدث في أصفهان
- انطلاق الدورة الـ38 لمعرض تونس الدولي للكتاب
- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد قاسم علي - دو فو : قصيدة من 500 كلمة، إفكار منعكسة على الطريق من العاصمة إلى مدينة فنغ شيان