أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد قاسم علي - شئء من شعر دو فو














المزيد.....

شئء من شعر دو فو


محمد قاسم علي
كاتب و رسام

(“syd A. Dilbat”)


الحوار المتمدن-العدد: 6930 - 2021 / 6 / 16 - 00:57
المحور: الادب والفن
    


من خلال شعر دو فو ، لعل أكثر ما يٌلفت الأنتباه هو قدرته على إيجاد طرق جديدة للمدح. تم تحويل مدح دو فو لراعيه يان وو 嚴武 في تشنغدو الى جار من الفلاحين يعبر عن إمتنانه لإطلاق سراح إبنه ، أثناء الخدمة العسكرية ، للمساعدة في أعمال المزرعة الموسمية.

أدار رأسه، أشار الى ولده الأكبر؛
"إنه محترف القوس و النشاب"
إسمه مسجل في سِلاح الخيالة
قبل أيام أطلقوا سراحه للعمل في المزرعة،
لينقذ جسدي المٌتهالك من المشقة المريرة.
سأقوم بالكدح و أدفع الضريبة حتى الموت،
اٌقسم، أنني لن أهرب مع الأسرة.

هذا هو المديح في مفتاح مختلف تمامًا عن الموضوعات المعتادة ، والثناء الذي سيُقدره بالتأكيد خادم مُخلص للإمبراطورية.
يتطرق دو فو الى أكثر القضايا إلحاحاً بالنسبة للسٌلالة التي نادراَ ما يتناولها الشُعراء الآخرون. و تحت ضغوط الضرائب المستمرة لدعم الجيش المُتضخم ، كانت عائلات الفلاحيين تفر من أراضيها و تقلل من القاعدة الضريبية ، الأمر الذي وضع عِبئاَ لا يٌطاق بشكل مُتزايد على الفلاحين الذين مكثوا. يعرف دو فو بأنه لا يوجد مدح للمفوض العسكري الإقليمي أكبر من الثناء على وعد فلاح عجوز بعدم الفرارمن أرضه مقابل نعمة الإفراج المؤقت عن إبنه لمساعدته في جلب الحصاد.
إن الحياة اليومية هي التي تجعل السمو مٌمكناً في شِعر دو فو. سعى الشُعراء اللاحقون الى السمو عن الحياة اليومية غير مدركين حاجتهم الى بعضهم البعض.

لم يكن دو فو مُجدياً بأي شئ سوى كتابة الشعر – ولكن بما أنه كان ، كما يمكن القول ، شاعر الصين الأعظم ، فهذا يكفي. و على مستويات اخرى ، فإن تعاطفه مع معاناة عامة الناس يٌعوضه الى حدِ ما ، لكن أحكامه السياسية غالبًا ما كانت مُظِلة و ساذجة و منحازة لصالح أصدقائه. كانت الأوقات بحاجة الى رِجال يتمتعون بالفطنة السياسية أو القدرة على إتخاذ الإجراءات. لم يكن لدى دو فو أي منها. لم يكن لديه فهم للتوازنات السياسية اللارمة للحفاض على الإمبراطورية المترنحة. يبدو أن منصب السيكرتاري الذي شَغِله لفترة وجيرة في هوازو كان المستوى المناسب لقدراته البيروقراطية ، وقد إستاء من العمل بشِدة. كان يحظى بدعم آخرين ،":أصدقاء قٌدامى ب مراتب كبيرة" لقد إعترف مِراراً أنه كان كسولاً و لا يٌجيد إدارة شؤونه – و هذا صحيح. يبدو أنه إرتقى الى مرتبة "الفللاح النبيل" الصغير في كويتشو، لكنه تخلى عن ذلك ليطارد الصداقة و الآفاق الوهمية لرعاية أفضل بعيداً أسفل نهر اليانغتسي في جينغزو.
مثل الشٌعراء الآخرون إستخدم دو فو الشعر للحفاظ على شبكته الإجتماعية ، و للبقاء على إتصال مع الأصدقاء الموجودين في تشانغآن و بعد ذلك في حياته المنتشرة في جميع أنحاء الإمبراطورية. حصل على فائدة عملية من بعض هذه العلاقات ، و أبرزها يان وو ، و الذي سمح له منصبه العسكري بتعين طاقمه الخاص. في تشينغدو عُيين دو فو في ذلك الفريق ، و عاد الى تشانغآن للعمل في المحكمة ، إستحصل يان وو لدو فو على تعينه الفخري في مجلس الأشغال و الذي خَدَمهُ جيداً لبقية حياته.
يكتب دو فو الى كل من معارفه الإجتماعية بالمثل ، مستفيداً من مخزونه الرائع من الأصوات : في مقطع من أربعة أسطر ذو قوافي بديلة يطلب الفَخار، وتهنئة رائعة للأصدقاء على الترقيات (مٌذَكِراً دعمه إياهم عندما كان في الديوان وهم لم يكونوا كذلك) ، رداً على قصائد لصديق وانغ وي 王維 (701-761) المقرب بَيي دي 裴迪 بأسلوب مؤرخ في ذلك الوقت شارك بَيي دي مع وانغ وي، مُشيداً برجال الجيش لشجاعتهم. كانت هنالك مجموعة من السجلات التي يمكن من خلالها معالجة الأفراد المختلفين في المواقف المختلفة. ولكن لا يوجد مكان يُقدم فيه دو فو لقارئ الترجمة مشاكل أكثر مما يُقدمه في قصائده الطويلة المنظمة (بايلو) 排律 في "الأسلوب الرفيع". معظم هذه – مع بعض الإستثناءات الشهيرة – موجهة الى الاشخاص في شبكته. يمكن التعرف عليها غالباً من خلال عدد الحواشي المطلوبة لفهمها و من خِلال التعيين في العنوان لعدد المقاطع التي تحتوي عليها ، في بعض الحالات،


كما هو الحال مع أي خطاب في العلاقات الإجتماعية، يتكيف الإسلوب مع العلاقات الخاصة. العلاقات الحميمة السهلة تكون مناسبة أحياناً، حتى بالنسبة لأولئك الذين يمتلكون سلطة كبيرة على ثروتك. غالباً ما كتب دو فو بحميمية (مراعية) لراعيه يان وو ، عندما كان على قيد الحياة. عندما مات، عومل يان وو ب "الأسلوب الرفيع". على الرغم من صعوبة قراءته الآن ، "الأسلوب الراقي" كان محبوباً للغاية في تانغ ، مع كرامة التغيير الثقافي محا بشكل كبير في الشِعر الصيني في عهد أسرة سونغ؛ من الصعب استعادة جاذبية هذا الأسلوب في الوقت الحاضر. من الجيد، على الأقل أن نتذكر ما تعنيه : لقد كان شرفاً عاماً.



#محمد_قاسم_علي (هاشتاغ)       “syd_A._Dilbat”#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دعوات لهدم تمثال المنصور بعدما هدّموا الدولة.
- لماذا أتعلم اللغة الصينية وما تأثير الشعر في ذلك؟
- جريمة مشتل الأعظمية، كلبُ عَرّى مجتمع و جُناة.
- العراق تحت خِناق الميليشيات و سُراق المال العام
- السياسة في العالم العربي
- الإسلام يقف حاجزاً في وجه مجتمع مدني سعيد
- دو فو الشاعر المؤرخ
- جرف الصخر و عمليات التجريف الطائفية
- عودة إبن فضلان
- المقامة البغدادية
- دو فو اعظم شعراء الصين
- الْيَهُودْ
- لهذا انا إشتراكي ديموقراطي
- الخطاب الساذج و الضحل
- مُعجب بالأدب الإنجليزي
- الجميل في قادم الأيام إن....
- صفات لا تفارق الاُمم المضمحلة
- على نهج بو يانغ في النقد اللاذع
- حرب داحس و الغبراء بعد عام 2003


المزيد.....




- أوركسترا قطر الفلهارمونية تحتفي بالذكرى الـ15 عاما على انطلا ...
- باتيلي يستقيل من منصب الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحد ...
- تونس.. افتتاح المنتدى العالمي لمدرسي اللغة الروسية ويجمع مخت ...
- مقدمات استعمارية.. الحفريات الأثرية في القدس خلال العهد العث ...
- تونس خامس دولة في العالم معرضة لمخاطر التغير المناخي
- تحويل مسلسل -الحشاشين- إلى فيلم سينمائي عالمي
- تردد القنوات الناقلة لمسلسل قيامة عثمان الحلقة 156 Kurulus O ...
- ناجٍ من الهجوم على حفل نوفا في 7 أكتوبر يكشف أمام الكنيست: 5 ...
- افتتاح أسبوع السينما الروسية في بكين
- -لحظة التجلي-.. مخرج -تاج- يتحدث عن أسرار المشهد الأخير المؤ ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد قاسم علي - شئء من شعر دو فو