أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد قاسم علي - دعوات لهدم تمثال المنصور بعدما هدّموا الدولة.














المزيد.....

دعوات لهدم تمثال المنصور بعدما هدّموا الدولة.


محمد قاسم علي
كاتب و رسام

(“syd A. Dilbat”)


الحوار المتمدن-العدد: 6922 - 2021 / 6 / 8 - 07:44
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


عويل و صراخ و أنين يصدر من قِبَل شراذم و مخلفات الإحتلال الذين ما لبثوا و أن قوت شوكتهم و عظمت سطوتهم تحت ظله.
هؤلاء المنغمسين في أحقاد الماضي، والذين بدورهم لا يفوتوا فرصة إلا و إستغلوها أبشع إستغلال للإنقضاض على ما تبقى من الحاضر و الفتك به و تشويهه تشويهاً تاماً. فلا عجب و لا إستغراب لأفعال هؤلاء القتلة من الميليشيات الإرهابية المجرمة و من يلف لفهم من الذباب الألكتروني المتمترس خلف مواقع التواصل الأجتماعي من أن يدعوا الى هدم تمثال أبو جعفر المنصور (مؤسس بغداد) بعدما فجروه مسبقاً في عام 2005، حيث تعالت دعوات الجيوش الألكترونية و أبواق الأحزاب الفاسدة عبر منصات التواصل الإجتماعي، مُطلقين هاشتاك #يسقط_صنم_المنصور.
المُلفت للإنتباه أن اللافتات التي تم نشرها في بغداد، تدل على تورط الأحزاب الموالية لإيران بهذا الفعل، فإن هذه اللافتات مكلفة. لكن ليست عصية على سُراق المال العام. الذين بدورهم كانوا حفاة عراة قبل مجيء الإحتلال و هدمه للدولة المترنحة أصلاً. هذا ما كُتب في إحدى البوسترات في بغداد "قال الإمام الباقر (عليه السلام) في حق ولده الإمام الصادق (عليه السلام): نعزي مولانا الإمام محمد إبن الحسن المهدي (عليه السلام) و الأمة الإسلامية بذكرى شهادة الأمام الصادق (عليه السلام) مسموماً على يد الطاغية أبو جعفر الدوانيقي الملقب بال (المنصور) (لعنه الله) في ال 25 من شهر شوال." فهؤلاء النفر من الرعاع و شذاذ الآفاق ما هم إلا نتاج الإحزاب الإسلامية الموالية لإيران التي تعمل بأياديها الخبيثة على تدمير السِلم المجتمعي و التحريض على إراقة الدماء بدعواتها المريضة للنيل من جزء كبير من تاريخ العراق. فالذي لا يعرف من هو أبو جعفر المنصور الخليفة الثاني في السلالة العباسية، من المهم أن يطلع على تاريخه. أما الشخص الذي يعرفه حق المعرفة فيجب أن ينظر اليه من زاوية ما أنجز في رفد الحضارة الإنسانية بالعطاء.
الصوت النشاز الذي يطالب بهدم تمثال أبو جعفر المنصور يبدأ بالصراخ هذه المرة قبل موعد الإنتخابات، لتشويش النظر و إثارة الرأي العام. يبدو واضحاً و جلياً أن مثل هذا العمل هو عمل مخابراتي لدول خارجية. كواليس الحادثة لا تخلو من ذلك، عمل وضيع لتحريك حفنة من الرعاع ضد التمدن و المدنية. من جهة أخرى هنالك رفض في الشارع العراقي لدعوة تحطيم تمثال أبو جعفر المنصور بإعتبار أنها دعوة طائفية بامتياز وتهدف إلى هدم رمزية العراق والعاصمة بغداد. المشكلة التي لا يمكن نكرانها و التي هي تمثل جرح كبير في جسد المجتمع بأن الحقيقة تكمن بإنقياد جزء كبير من المجتمع الساذج الذي تداعبه مكنونات عقليته الهشة وراء هؤلاء النفر المخربين، بالتالي نحن أمام أزمة ثقافية خطيرة للغاية، هي نفسها تلك الأزمة التي تُدعم أضطهاد الآخر و إقصاء الغير و التعدي على الأملاك العامة وهدم ما هو مخالف. نقف الآن في مواجهة مجتمع من القطيع الذي تداعبه الهتافات، و تقوده الشعارات و تعالي الصيحات الى المأساة مراراً و تكراراً، و في كل مرة يفشل هذا المجتمع امام حقيقة قبول الحضارة و التعايش و التأقلم مع المدنية و حفظ مشاعر الناس و مقدراتهم و مزاجهم. هؤلاء النشاز الذين يعكرون صفو المدنيين بدعواتهم القبيحة المريضة، ما هم إلا أُناس من رعاع القوم و حثالة المجتمع، وأن المخيف في الأمر هو أن عددهم في أزدياد هذه الأيام، كأنهم خرجوا من ظلمات مياه الصرف الصحي دفعة واحدة. الحل في الوقت الراهن يكمن في الإطاحة بالساسة الرعاع سُراق المال العام و منتهكي حرمة البلد و المعتدين على مقدراته، ف بوجودهم لا خير يلوح في الأفق فأن أقصائهم من العمل السياسي هو حاجة مُلِحة للبدء في إزالة مخلفاتهم كخطوة أولى لترميم ما تم تخريبه و تشويهه، إن الذين يدعون الى تهديم تمثال أبو جعفر المنصور هم نفسهم الذين هدموا مؤسسات الدولة بالكامل، هم تلكم الرؤس التي تستولي على أموال الشعب بالبلطجة و قوة السلاح، هم هؤلاء الذين إستولوا على أراضي و عقارات، هم هؤلاء الذين يُقيمون في قصور صدام.
و إن من الماضي تؤخذ العِبر.
دعوات لهدم تمثال المنصور بعدما هدموا الدولة.



#محمد_قاسم_علي (هاشتاغ)       “syd_A._Dilbat”#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا أتعلم اللغة الصينية وما تأثير الشعر في ذلك؟
- جريمة مشتل الأعظمية، كلبُ عَرّى مجتمع و جُناة.
- العراق تحت خِناق الميليشيات و سُراق المال العام
- السياسة في العالم العربي
- الإسلام يقف حاجزاً في وجه مجتمع مدني سعيد
- دو فو الشاعر المؤرخ
- جرف الصخر و عمليات التجريف الطائفية
- عودة إبن فضلان
- المقامة البغدادية
- دو فو اعظم شعراء الصين
- الْيَهُودْ
- لهذا انا إشتراكي ديموقراطي
- الخطاب الساذج و الضحل
- مُعجب بالأدب الإنجليزي
- الجميل في قادم الأيام إن....
- صفات لا تفارق الاُمم المضمحلة
- على نهج بو يانغ في النقد اللاذع
- حرب داحس و الغبراء بعد عام 2003


المزيد.....




- بريكس منصة لتشكيل عالم متعدد الأقطاب
- رئيس الأركان الأوكراني يقر بأن الوضع على الجبهة -تدهور- مع ت ...
- ?? مباشر: وفد حركة حماس يزور القاهرة الاثنين لمحادثات -وقف ...
- منظمة المطبخ المركزي العالمي تستأنف عملها في غزة بعد مقتل سب ...
- استمرار الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين في الجامعات الأميركية ...
- بلينكن ناقش محادثات السلام مع زعيمي أرمينيا وأذربيجان
- الجيش الأميركي -يشتبك- مع 5 طائرات مسيرة فوق البحر الأحمر
- ضرب الأميركيات ودعم الإيرانيات.. بايدن في نسختين وظهور نبوءة ...
- وفد من حماس إلى القاهرة وترقب لنتائج المحادثات بشأن صفقة الت ...
- السعودية.. مطار الملك خالد الدولي يصدر بيانا بشأن حادث طائرة ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد قاسم علي - دعوات لهدم تمثال المنصور بعدما هدّموا الدولة.