أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد قاسم علي - دور البلطجة في تحديد الكتلة الأكبر















المزيد.....

دور البلطجة في تحديد الكتلة الأكبر


محمد قاسم علي
كاتب و رسام

(“syd A. Dilbat”)


الحوار المتمدن-العدد: 7050 - 2021 / 10 / 17 - 01:03
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ترقبوا حكومة ميليشياوية ستحكم بالبلطجة في قادم الأيام ، بعد الإقبال الضعيف جداً على الإنتخابات البرلمانية التي إجريت في 10 من اكتوبر لهذا العام المصادف 2021 بهدف تقديم نواب داخل قبة البرلمان العراقي. خلال عملية عد و فرز النتائج الأولية ، أضهرت تقدم ملحوظ و بفارق كبير للكتلة الصدرية على حساب الكتل و التيارات السياسية المشاركة النزاع في الإنتخابي ، حيث أن الكتل التي تأتي تباعاً للكتلة الصدرية لم تتجاوز ال 40 نائباً للكتلة بينما حصدت الكتلة الصدرية 72 مقعداً ، فيما لا يزال العد و الفرز قائماً الى الآن.
مراقبون سلطوا الضوء على أن هذه الإنتخابات تعد ضربة الى النفوذ الإيراني في العراق ، كيف؟! و على ماذا يستند هذا التحليل؟ ، في الوقت ذاته رأى مراقبون الحدث من زاوية أخرى تمثلت بالتخلف الشعبي الذي يتمحور على جهلهم بأهمية الإنتخابات من خلال الإقبال الهزيل على صناديق الإقتراع مما سيعيد بالضرورة تدوير الأحزاب السياسية التي حكمت العراق منذ عام 2003 الى يومنا هذا. تحت مسميات و شعارات جديدة.
ترقبوا عودة أخطر رجل في العراق- أخطر رجل ممكن أن يقدم نفسه كواجهة للإحزاب الإسلامية المبتذلة ، التي لم يجني منها العراقيين غير الدمار و الفوضى الخلاقة التي عصفت بالنسيج المجتمعي.
قام مقتدى الصدر مؤخراً بإجراء مناورة سياسية حيث أعلن في وثيقة رسمية موقعة من قبل شخصه بأنه سيعتزل أي عمل سياسي درءاً لما أسماه ب الإضرار في سمعة (آل الصدر)، حيث أن الوثيقة صادرة في ليلة السادس عشر من ربيع الثاني 1435 و تحمل الوثيقة توقيعه شخصياً
لكن ما لبث وأن عاد قبل الأنتخابات التي جرت خلال هذا الشهر ، بالتالي أحرز تقدم ملحوظاً على بقية الأحزاب السياسية و تياراتها. ربما الكثير منا لا يعرف أن هذا (القط السمين) يمثل واجهة غير مباشرة لإيران و هو على صلة وثيقة و لديه علاقات متجذرة مع نظام ملالي طهران فهو على الاقل و بصورة مباشرة يتبنى مشروعهم العقائدي و يعمل بطريقة مباشرة لتمرير أجندتهم السياسية داخل العراق ، مثل هذه الأحزاب لا تؤمن ببلد مدني و أنما كل إيمانها يتجه صوب حاكمية الإسلام ، عجباً لمن ينشد التغيير!. لا تكن متفاءلاً الى هذا الحد. لنعد قليلاً الى الوراء خلال الفترة الزمنية المتأزمة التي رافقت الإحتلال الأمريكي و ما تبعتها، ظهر مقتدى الصدر على هيئة مقاوم للإحتلال الأمريكي على حد زعمه هو. كان القائد السياسي لتيار كبير و في نفس الوقت زعيم ميليشيات مسلحة (قامت بقتل و تصفية الكثير حسب أنتمائهم الطائفي). العراقيين يعرفون من هم جيش المهدي و ما يحمل هذا الإسم من دلالة و كذلك يعرفون قياداته المجرمة التي بعضها أنفصل من الفصيل و أنشئ فصيل اًخر، يعد منخرطاً جداً في أعمال تصفية و أبادة جماعية نذكر من هذه الشخصيات قيس الخزعلي الذي قتل اكثر من 1500 شخص أنتقاماً لمقتل أخيه( تخيل حجم الجرم و الأستهتار). بالتالي نحن نعرف محتوى هذه الشجرة الخبيثة التي دائماً كانت متورطة أما بأعمال ترويع و إرهاب و إما أعمال فساد دائماً ما تطفو على السطح بملفات تهز الرأي العام. فأي تغيير يرجى من هؤلاء.
إن الحقوق المدنية و الكرامة الإنسانية لابد لها أن تتعرض الى إنتهاكات صارخة على يد هذه الجماعات التي تحمل إيديولوجية مشوهة ، التي تقف بالضرورة من الضد دائماً فيما يتعلق ب فردانية الإنسان و حقوقه الأساسية. أنا أقف هنا متسائلاً عن أي شئ سيأول اليه الأمر.
1 أكتوبر عام 2019
تظاهرات تشرين في بغداد و المحافظات الجنوبية أو ثورة تشرين على أصح تعبير ، التظاهرات التي إنطلقت تنديداً بالفساد الإداري و سوء الأحوال المعيشية و تردي الإقتصاد و تفشي البطالة و زيادة النفوذ الإيراني على العراق. قام المتظاهرون بالإعتصام أياماً أمام جسر الجمهورة المؤدي الى المنطقة الخضراء ، كما قام العديد من المتظاهرين في الجنوب بحرق القنصليات الإيرانية إستنكاراً منهم لدور إيران الخبيث و السلبي على القرار العراقي و التدخل في شؤونه الداخلية. بالتالي جوبه المتظاهرون بأشد أنواع الإجرام من قبل (الطرف الثالث) على حسب زعم الحكومة آنذاك ، أما المتظاهرون فيقدمون تشخيص واضح و صريح للأحداث و يوجهون أصابع الإتهام بطريقة مباشرة الى أذناب إيران من الميليشيات الولائية ، التي قامت بأعمال القنص المباشر على المدنيين العزل في ساحة التحرير و العديد من ساحتات التظاهرات في جنوب العراق. مما خلف هذا الإرهاب و العنف المفرط قتل و إصابة و إعاقة للآلاف من المتظاهرين الذين طالبوا بمطالب بسيطة في بادئ الأمر. الى أن تطورت المطالب ب إسقاط الحكومة التي سقطت بالفعل بعد فترة زمنية أدت فيها أعمال و حلول ترقيعية لأوضاع العراق ، كان أبرز نداء المتظاهرين آنذاك عبارة "نريد وطن" هذا كان حال صوت العراقيين.
القبعات الزرق
في تغريدة له على حسابه في تويتر ، غرد مقتدى الصدر في تاريخ ال 4 من فبراير لعام 2020
"بسم العراق ، القبعات الزرق واجبها تأمين المدارس و الدوائر الخدمية سلمياً... و ليس من واجبها الدفاع علي و قمع الأصوات التي تهتف ضدي .... شكراً لكم. أخوتي (القبعات الزرق) كما أن واجبكم تمكين القوات الأمنية من بسط الأمن و حماية الثوار و حينئذ ينتهي دوركم. عاشق العراق مقتدى الصدر"
بكل وقاحة و فجاجة يخول لنفسه إنشاء جسم رديف للدولة في كل المستويات وعلى جميع الأصعدة ، بالبلطجة و القوة قاموا آنذاك بألاعتداء على المتضاهرين مستخدمين الهراوات و المضارب و العصي و حتى الأسلحة الخفيفة لفك التظاهرات ، الآن هذا الشخص يتصدر المشهد السياسي و يسيطر على جزء كبير من مفاصل الدولة. القبعات الزرق خرجت من رحم ميليشيات سرايا السلام التي نشأت عقب ظهور تنظيم داعش الإرهابي و إجتياحه لمساحات شاسعة من العراق ، جيش المهدي أتى من رحمه تنظيم إسمه سرايا السلام و من سرايا السلام إنبثقت عصابات القبعات الزرق. إنجب الملعون جرواً فاق في النبح أباه. من هذه النماذج ستتشكل الحكومة الجديدة ، أين التغيير إذاً.
الكوميديا السوداء مع قليل من التراجيديا التقليدية تنتظر المواطنين في قادم الأيام ، و الوقت سيكشف الكثير ، سنرى و نسمع الكثير عن أفعال جماعة التيار الصدري من الأوغاد في الأيام المتلاحقة.
الدور الخارجي في التأثير على الإنتخابات
مما لا شك فيه ان هنالك تدخلات خارجية فجة تؤثر على المسرحية الهزلية المسماة بالإنتخابات ، ليس خفياً على أي مراقب للشأن العراقي حجم التدخلات الخارجية و التوافقات الإقليمية و الدولية في تحديد شكل الحكومة ، مما لا شك فيه أن التدخلات الخارجية تؤثر بشكل كبير على المشهد السياسي ، أما أن مقولة الأنتخابات نزيهة 100% هي بحد ذاتها نكتة سخيفة. فنحن نعرف أن الدول العظمى يمكن أن يلتمسها الكثير من التعكير على الأنتخابات ، فكيف بحال بلد مستباح مثل العراق لا يملك لا سيادة ولا إرادة و لا حتى أدوات تفرض القانون. بالتالي أن القول بنزاهة الأنتخابات ما هو إلا كوميديا من الدرجة الثانية.
بدلاً من أن يمثل أمام المحاكم للجرائم التي إرتكبها بصفته زعيم ميليشيات و عصابات إجرامية و لتعمده في الإخلال بالبنية المجتمعية و إضراره بالنسيج المجتمعي ، الآن يمثل مقتدى الصدر زعيماً لأكبر كتلة سياسية و تيار سياسي في العراق ، عجباً!.
و أخيراً ، المطالبة بدولة مدنية في ظل حكومة صدرية يعد ضرباً من الخيال. لمن ينشد التغيير عليه قراءة التاريخ و التعلم من دروسه ، على الأقل التعلم من الماضي القريب ، حَكِم عقلك و وازن أفكارك ، لترى غولاً مشوهاً قادم من رحم الأزمات السابقة متسللاً بسلاسة الى جسد دولة منهكة و ضعيفة.



#محمد_قاسم_علي (هاشتاغ)       “syd_A._Dilbat”#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإرهاب
- خطاب الكراهية
- ثقافة التهجم و التحاسد
- الإستخفاف و رفاهية الحزن
- الأدب الصيني في عصره الذهبي
- يا لها من وقاحة
- شئء من شعر دو فو
- دعوات لهدم تمثال المنصور بعدما هدّموا الدولة.
- لماذا أتعلم اللغة الصينية وما تأثير الشعر في ذلك؟
- جريمة مشتل الأعظمية، كلبُ عَرّى مجتمع و جُناة.
- العراق تحت خِناق الميليشيات و سُراق المال العام
- السياسة في العالم العربي
- الإسلام يقف حاجزاً في وجه مجتمع مدني سعيد
- دو فو الشاعر المؤرخ
- جرف الصخر و عمليات التجريف الطائفية
- عودة إبن فضلان
- المقامة البغدادية
- دو فو اعظم شعراء الصين
- الْيَهُودْ
- لهذا انا إشتراكي ديموقراطي


المزيد.....




- لماذا تهدد الضربة الإسرائيلية داخل إيران بدفع الشرق الأوسط إ ...
- تحديث مباشر.. إسرائيل تنفذ ضربة ضد إيران
- السعودية.. مدير الهيئة السابق في مكة يذكّر بحديث -لا يصح مرف ...
- توقيت الضربة الإسرائيلية ضد إيران بعد ساعات على تصريحات وزير ...
- بلدات شمال شرق نيجيريا تشكل وحدات حماية من الأهالي ضد العصاب ...
- أنباء عن -هجوم إسرائيلي محدود- على أهداف في العمق الإيراني و ...
- قنوات تلفزيونية تتحدث عن طبيعة دور الولايات المتحدة بالهجوم ...
- مقطع فيديو يوثق حال القاعدة الجوية والمنشأة النووية في أصفها ...
- الدفاع الروسية: تدمير 3 صواريخ ATACMS وعدد من القذائف والمسي ...
- ممثل البيت الأبيض يناقش مع شميغال ضرورة الإصلاحات في أوكراني ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد قاسم علي - دور البلطجة في تحديد الكتلة الأكبر