أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سامي عبد الحميد - لماذا يلجأ الممثل الكوميدي الى نمطيّة الأداء؟!














المزيد.....

لماذا يلجأ الممثل الكوميدي الى نمطيّة الأداء؟!


سامي عبد الحميد

الحوار المتمدن-العدد: 7069 - 2021 / 11 / 6 - 11:10
المحور: الادب والفن
    


نلاحظ على أغلبية الممثلين الكوميديين ،إن لم نقل كلهم، نمطية الاداء عند اشتراكهم في تمثيل ادوار في المسرح او في التلفزيون او في السينما، بمعنى انهم يستعملون التقنيات نفسها بما يخص الأداء الصوتي والجسماني مهما اختلفت مضامين واشكال الأعمال الفنية التي يشتركون فيها، فلماذا؟
ألا يشاهد القارئ او المشاهد ممثلا كوميديا مثل المصري وهو يؤدي ادواره في المسرح والسينما والتلفزيون كما لو كانت شخصيات مستنسخة حيث يستخدم وسائل التعبير الجسدي والصوتي نفسها في جميع الأعمال التي يشترك فيها . فهو يمثل على الدوام شخصية الانسان الساذج البليد او الأبله او المغفل ، وكذلك الحال مع الممثل العراقي (ماجد ياسين) فتراه في جميع اعماله وكأنه ذات الشخصية لا تغير يذكر في صفاتها ولا في تصرفاتها.
يمكن القول ان شخصيات المسرحيات الكوميدية منذ قديم الزمان وحتى اليوم، عبارة عن انماط تمثل فئات تتشابه في صفاتها وهنا نذكر على سبيل المثال شخصيات الكوميديات الايطالية لفرق (الكوميديا دي لارتا) التي اشتهرت في عصر النهضة . فكلها انماط، فهناك (البانتالونا) و(الدوتورا) و(الأرليكانو) و(الكابيتانو) التي تتكرر في جميع المسرحيات التي كانت تقدمها تلك الفرق مهما اختلفت موضوعاتها واشكالها. ونذكر مثلاً آخر في مسرحيات موليير الكوميدية فإن الشخصيات الرئيسة فيها هي الأخرى انماط، فالبخيل يمثل فئة البخلاء جميعاً و(مريض الوهم) يمثل فئة كبيرة من امثاله و(طرطوف) الرجل الذي يتخذ من جلباب الدين وسيلة لتحقيق نواياه الخبيثة ولذلك يمثل فئة كبيرة من الناس. وفي السينما الصامتة كانت شخصية الممثل الكبير (شارلي شابلن)، في جميع افلامه متشابهة في مظهرها وفي تصرفاتها ولذلك يمكن اعتباره ممثلاً نمطياً الى ان ظهرت السينما الناطقة وحتمت عليه ترك النمطية في ادائه واللجوء الى التنوع وفقاً لتنوع صفات الشخصية التي يمثلها.
هناك سببان رئيسيان يدعوان الممثل الكوميدي الى اللجوء الى نمطية الأداء، السبب الأول هو خشيته ان يفقد جمهوره الذي اعتاد على رؤيته بصفاته النمطية اذا ما تخلى عنها حيث اشتهر وكسب جمهوراً واسعاً لكونه استمر على نمطيته. السبب الثاني هو محدودية امكاناته التي تمنعه من تنويع ادائه مهما اختلفت الشخصيات التي يمثلها، ومن دون شك ليس هناك في الحياة من شخص يشبه شخصاً آخر في جميع صفاته. او ربما لا يريد هذا الممثل الكوميدي او ذاك اجهاد نفسه في البحث عن الاختلافات وبالتالي ينوّع اداءه على وفقها.
من وجهة النظر المنطقية في الحياة وفي الفن ايضاً، ان التكرار والاستنساخ مرفوض لانه يدعو الى الملل ولذلك فإن شعبية الممثل الكوميدي النمطي قد تتناقص يوماً بعد يوم الى ان يتحول ذلك الممثل الى ما يشبه الآلة الجامدة التي لا حياة فيها ولا جاذبية تميزه عن غيره. ولذلك ايضاً يصبح التنوع في الأداء من الضرورات الفنية. اما كيف يمكن الوصول الى التنوع فتلك مهمة يشترك فيها الممثل الكوميدي نفسه ومخرج المسرحية التي يشارك فيها الممثل، وتقتضي تلك المهمة ان يبحث الاثنان معاً في مضمون المسرحية اولاً وفي ابعاد الشخصية ثانياً. وفي الظروف التي افترضها مؤلف النص المسرحي والتي تحيط بالشخصية الكوميدية وان يبحثا معا عن وسائل اضحاك اخرى غير تلك التي اعتاد الممثل على استخدامها.



#سامي_عبد_الحميد (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مرة أخرى نناقش (السينوغرافيا)
- الاحتفال بذكرى ميلاد شكسبير
- الوحدة في العمل المسرحي ومعارضوها
- القناع والتقنع
- المسرح العربي ومواكبة العصر!!
- أساليب الإنتاج المسرحي وأنظمة التمثيل
- التنوع واللاتنوع في التمثيل
- بيتر شافير في العراق
- المسرح والسيموطيقا
- تبقى (السينوغرافيا) مصطلحاً مشوشاً!!
- لابد أن نعتذر للكبير (شكسبير)
- لابد أن نعتذر للكبير (شكسبير) 2
- لابد أن نعتذر للكبير (شكسبير) 3
- المسرح في العراق بين الأمس واليوم! 3
- المسرح في العراق بين الأمس واليوم! 2
- المسرح في العراق بين الأمس واليوم!
- لكي تكون مخرجاً مسرحياً ناجحاً!!
- تربية خاطئة لجيل مسرحي جديد!!
- المسرح التحريضي في العراق
- لماذا نختلف نحن المسرحيين فيما بيننا؟!


المزيد.....




- كيت بلانشيت ضيفة شرف الدورة الـ8 من مهرجان الجونة السينمائي ...
- رائحة الزينكو.. شهادة إنسانية عن حياة المخيمات الفلسطينية
- لحظة انتصار على السردية الصهيونية في السينما: فيلم صوت هند ر ...
- -أتذوق، اسمع، أرى- كتاب جديد لعبد الصمد الكباص حول فلسفة الح ...
- “انثى فرس النبي- للسورية مناهل السهوي تفوز بجائزة “خالد خليف ...
- وفاة الممثل والمخرج الأمريكي روبرت ريدفورد عن عمر ناهز 89 عا ...
- الشلوخ في مجتمعات جنوب السودان.. طقوس جمالية تواجه الاندثار ...
- سوريا.. فوز -أنثى فرس النبي- بجائزة خالد خليفة للرواية في دو ...
- المغرب: الحفاظ على التراث الحرفي وتعزيز الهوية الثقافية المغ ...
- ناوروكي وماكرون يبحثان الأمن والتجارة في باريس ويؤكدان معارض ...


المزيد.....

- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سامي عبد الحميد - لماذا يلجأ الممثل الكوميدي الى نمطيّة الأداء؟!