أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - مظهر محمد صالح - الفرهود في الفلوجة سنة 1941














المزيد.....

الفرهود في الفلوجة سنة 1941


مظهر محمد صالح

الحوار المتمدن-العدد: 7017 - 2021 / 9 / 12 - 19:44
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


الفرهود في الفلوجة سنة 1941
:خاطرة لايذكرها احد.—————————————
مظهر محمد صالح
تعرضت مدينة الفلوجة سنة
1941( وهي واحد من اكبر اقضية لواء الدليم او محافظة الانبار اليوم )الى اعمال سلب ونهب سميت ب (فرهود الفلوجة ) وهي عملية فرهود جائرة تولاها العديد من اللصوص ممن ضاعت هويتهم الوطنية ومات ضميرهم ذلك في اعقاب فشل الحرب العراقية البريطانبة في مايس 1941 وتقهقر قوات الجيش العراقي في آخر معاقله في ازقة واسواق المدينة من جانب القوات البريطانية المهاجمة . اذ تعقبت الوحدات البريطانية الجيش العراقي المنسحب من مواقعة على تلال سن الذبان المطلة على معسكر الحبانية لتنتهي الحرب على انقاض مدينة الفلوجة نفسها بالهزيمة والانكسار .فاثر سقوط المدينة بيد القوات البريطانية ( التي شاركتها قوات متطوعة كانت تسمى قوات الليفي leavy ومعظم ) فقد استبيحت المدينة هذه المرة من جانب اللصوص بعد ان هجرها اهلها المدنيون وتركوا منازلها وجلهم من الموظفين الحكوميين والتجار واصحاب المهن والمصالح فضلاً عن خلو الدوائر الحكومية كافة من موظفيها . اذ جاء انكسار الجيش العراقي في معركة سن الذبان في غرب الفرات جراء حرب مايس 1941 وتقهقر القوات المسلحة العراقية الى داخل مدينة الفلوجة شرق الفرات ، كي يسهل للطائرات البريطانية مواصلة قصف قوات الجيش من قاعدتها الجوية في الحبانية مستهدفة القطعات العسكرية المنسحبة من الجيش العراقي والتي تقهقرت شرق الفرات ،ليرافق ذلك اشتباكات مسلحة شرسة متقطعة بين وحدات العشائر المؤازرة للجيش العراقي مع القوات البريطانية وحلفائها داخل المدينة نفسها .
ومع خسارة آخر معركة خاضتها العشائر مع القوات الغازية داخل الفلوجة (التي يروى فيها ان الدماء قد سالت في سوق المدينة بسبب شدة الالتحام بين القوتين المتحاربتين وبالسلاح الابيض )فقد خسرت بلادنا الحرب مع المحتل البريطاني لتحل على اجواء المدينة المحطمة في تلك الساعات والايام القصار شي من السكينة المظلمة التي سمحت بتسلل مجموعات من اللصوص بشكل زمر متخاذلة مستسلمة لتتولى (حرب سالبة )من نوع آخر مكنت العدو من التمترس جيدا ذلك بالسماح بممارسة مهمة نهب منازل اهالي المدينة المهجورة من الموظفين الحكوميين والتجار واصحاب المصالح والمهن منذ اول يوم دخلها القائد البريطاني الجنرال كلارك . ولم يتمكن الكثير من اللصوص الذين زحفوا بالغالب من خارجها الاستفادة من الاثاث المنهوب في تسويقه او نقله فقاموا ببعثرته بين ازقة المدينة لتتحول الى حطام في نهاية الامر .
روى لي الرجل المنكوب الذي كان موظفا حكومياً في مدينة الفلوجة اثناء حرب مايس 1941 وما قام به الجيش العراقي من هدف وطني وقت ذاك ،اذ كانت غايته تحرير العراق من الغزاة البريطانيين (في توقيت استراتيجي ساذج تم تخطيطه في خضم اشتعال الحرب العالمية الثانية ) كي تتحول الفلوجة الى مدينة اشباح بعدما كانت تسمى درة الفرات بجمالها ونظارة خضارها وازدهار زروعها ، اذ هجرها اهلها كافة قبل اندلاع الحرب التي بدات على مرتفعات سن الذبان المطلة على معسكر الجيش البريطاني المتمركز في حيز الحبانية بايام قليلة .
وفي رواية الرجل الصالح عن حكاية ( الفرهود الذي حل بالمدينة ) وكيف ان داره التي كانت حديثة العمران و كيف انتهى لتوه من بناءها قبل اشهر قليلة على قيام الحرب في وقتها ،وكيف امسى (مدينا ماليا صافيا) في تلك السنوات لبعض الاصدقاء الذين ساعدوه على استكمال داره التي لم يسكنها وهي الدار الجديدة ليواجه دمار الحرب باشهر قليلة. اذ تعرضت داره الحديثة البناء الى قذيفة من طائرة بريطانية(دانة كما كانت تسمى ) هدمت نصف الدار ليدخل اللصوص بعدها في نهب بقايا اثاث المنزل.
وبهذا انتهت حرب العام 1941 ودفن جنود الجيش العراقي الابطال المضحين (وهم من مختلف مناطق العراق ) في مقبرة خاصة في أطراف مدينة الفلوجة سميت بمقبرة شهداء حرب مايس 1941،والتي مازالت شاخصة حتى اللحظة لتضم عدد من شهدائها من بين مئة شهيد من الضباط والمراتب والجنود الابطال .
روى محدثي الرجل الكبير السن قصة اعادة اعمار داره ثانية و تاثيثها مجددا ليصبح (مدين مجدداً )للدار نفسه بنسبة الضعف هذه المرة . فبين مطلع الاربعينيات ومطلع الستينيات سدد الرجل ما بذمته من دين عن داره التي اكلتها الحرب بعد ان ارهقت الديون نمط عيشه ومسارات مستقبله والتي غدت تسير في دوائر الصعاب جراء نتائج حرب خاسرة سميت بحرب مايس 1941 ليؤدي الرجل آخر اقساط ديونه للدائنين من الاصدقاء والاهل عام 1961 قبل تقاعده من الوظيفة بسنوات قليلة .
ختاماً ،انه فرهود الفلوجة في حرب مايس 1941 التي شكلت خسارة مضافة الى الحرب العراقية - البريطانية والتي نالت المدنيين العزل وذالك قبل ان يتسلم القائد العسكري العراقي حسام الدين جمعة مهام متصرف لواء الدليم في حزيران 1941 ليحسم امر المدينة باعادة الحياة المدنية اليها .
انتهى



#مظهر_محمد_صالح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الذكرى الخمسون في معتقل شرق المتوسط: قصر النهاية.
- اليَقَظَة والغفلة : مَرارات الاضداد وصراعاتها
- المسيرة الديمقراطية على مفترق طرق: العراق انموذجاً
- العقل الشرقي المعتقل : أكذوبة حرب الكويت
- الكراسي الموسيقية
- رئيسان صينيان في دفاتر ذاكرتي الشخصية.
- أشياء لا تموت!
- #الكلمة_شرف
- السيولة العامة ومشكلات الائتمان في العراق
- باتيل صانعة الجوارب: الحب الدامي
- قسمة ضيزى:
- الاشكالية والنقد في الفكر العراقي المعاصر
- الاهداف الذكية :بين النجاح والفشل.
- الذات: بين مرايا الفلسفة و الضمير...!
- الى السيد علي عباس الخفيف /المشرف الاداري على موقع ملتقى الم ...
- المفارقة في حاضنة الفكر العراقي
- لينين:همس عراقي في ذكرى وفاته
- مستجدات المالية العامة في العراق: من التقشف (الثنائي )الى ال ...
- حوار السلطة الموازية في الفكر العربي :بين مرتسم (الدولة ) وق ...
- بذور العراق تبحث عن منبت : مأزق الأبداع !


المزيد.....




- حادثة طعن دامية في حي سكني بأمريكا تسفر عن 4 قتلى و7 جرحى
- صواريخ -حزب الله- تضرب صباحا مستوطنتين إسرائيليتن وتسهتدف مس ...
- عباس يمنح الثقة للتشكيلة الجديدة للحكومة
- من شولا كوهين إلى إم كامل، كيف تجمع إسرائيل معلوماتها من لبن ...
- فيديو:البحرية الكولومبية تصادر 3 أطنان من الكوكايين في البحر ...
- شجار جماعي عنيف في مطار باريس إثر ترحيل ناشط كردي إلى تركيا ...
- شاهد: محققون على متن سفينة دالي التي أسقطت جسر بالتيمور
- لافروف: لن يكون من الضروري الاعتراف بشرعية زيلينسكي كرئيس بع ...
- القاهرة.. مائدة إفطار تضم آلاف المصريين
- زيلينسكي: قواتنا ليست جاهزة للدفاع عن نفسها ضد أي هجوم روسي ...


المزيد.....

- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم
- افغانستان الحقيقة و المستقبل / عبدالستار طويلة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - مظهر محمد صالح - الفرهود في الفلوجة سنة 1941