أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - مظهر محمد صالح - السيولة العامة ومشكلات الائتمان في العراق














المزيد.....

السيولة العامة ومشكلات الائتمان في العراق


مظهر محمد صالح

الحوار المتمدن-العدد: 6905 - 2021 / 5 / 21 - 13:55
المحور: الادارة و الاقتصاد
    


مظهر محمد صالح
يخضع النظام الائتماني المصرفي في العراق الى تراكيب موروثة ومعقدة ، يتمثل قيدها الاول بارتفاع مخاطر استرداد الديون والتعثرات في تحصيل القروض الممنوحة والتي تبلغ١٨٪؜ في حين ان النسبة المعيارية العالمية للتعثرات لاتزيد على ٣٪؜ ما يدفع المصارف الى اجراء تحوطات كبيرة وباستمرار حول راس المال لمواجهة الخسائر الائتمانية بسبب نوعية الضمانات نفسها والتي غالبا هي عقارية غير القابلة للتسييل عند التعثر وهو الامر الذي يزيد من درجة التردد في منح الائتمانات النقدية او القروض او يساعد على ارتفاع مخاطر الائتمان بالتشدد بالفائدة المصرفية المرتفعة والتي تتمثل بمعدل الانتشار spread بين الفائدتين المصرفيتين الدائنة والمدينة الى ضعف او اكثر من معدلاتها التقليدية في العالم . فمازالت القروض الممنوحة من المصارف الى الجمهور او الاهلين لاتزيد على ٥٪؜ من الناتج المحلي الاجمالي وهي الاقل عالميا .اما القيد الثاني ويتمثل بانخفاض قدرة المصارف على تعبئة السيولة العامة المتسربة خارج الجهاز المصرفي وهي بحوزة الجمهور وبصورة اكتنازات نقدية ، وتعد مقتطعة من دورة الدخل وهي خارج سيطرة الجهاز المالي الرسمي وتخضع لسلوك الجمهور في الطلب على السيولة النقدية بسبب عاداته وتقاليدة في تقديس السيولة النقدية المتاحة تحت اليد فورا .وتعد تلك الاموال في الاحوال كافة فوائض مالية مهمة وثروة نقدية كبيرة (غير متحركة ولاتساعد على نشاط الاستثمار الاهلي الا جزئيا، ولو اودعت حقا في المصارف كما هو الحال في البلدان المتقدمة مصرفيا لأمكن اقراضها بكلفة فائدة منخفضة عبر الجهاز المصرفي نفسه بدلا من اكتنازها في المنازل .وتقدر متوسطاتها كسيولة فائضة مكتنزة خارج الجهاز المصرفي اليوم ما يعادل قرابة ٢٥٪؜ من الناتج المحلي الاجمالي للعراق .
وبناء على هذه الانماط من العادات النقدية والتعاطي البدائي مع السيولة النقدية الفائضة خارج الجهاز الائتماني المصرفي القانوني ،فقد تشكل جهاز ائتماني (ربوي )في السوق المالية الموازية او غير الرسمية.اذ مازالت السوق الموازية تمنح قروضها النقدية الربوية الى الجمهور بشروط اقراض عالية الكلفة جدا ، اذ تبلغ الفائدة الربوية السنوية فيها ما بين ٥٠-٨٠٪؜ (وهو مايسمى بالربا الفحش) ..وتعد السوق الربوية سوق مالية موازية (غير منظمة )شديدة الاستغلال عالية المخاطر ولكنها تمتلك في الوقت نفسه مرونة عالية في التعاطى مع السيولة النقدية الراكدة عن طريق تحريك اداة الفائدة الربوية . وتقدر مبالغها كما نوهنا انفاً ( كاموال متسربة متاحة تقع خارج المنظومة المصرفية )بنحو ربما يبلغ ٥٠ تريليون دينار .وهي اموال مهمة. وحيوية تتداول حالياً خارج سيطرة النظام المصرفي القانوني او الرسمي.
فكلا المشهدين سواء في السوق المالية او المصرفية الرسمية المنظمة او السوق الربوية الموازية( غير الرسمية وغير المنظمة )قد صعبتا سهولة حصول الجمهور على الائتمانات او القروض سواء
بالكلف او الشروط المعقولة المعقولة ولاسيما القروض التي تتناسب مع متوسطات دخل عموم الطبقة الاجتماعية التي هي بحاجة الى المال... ما دفع السياسة النقدية بالذهاب حقا الى التدخل (الكمي المباشر )في سوق الائتمان الرسمي بتبني سياسات التيسير الائتماني ودعم السوق بقروض ميسرة جدا ومنخفضة الكلفة والتي قدم جلها (ضمن مبادرة البنك المركزي العراقي )سواء بشكل قروض اسكان عبر الجهاز الائتماني العقاري الحكومي (المصرف العقاري وصندوق الاسكان)او بصورة دعم النشاط الاقتصادي بالقروض الصغيرة والمتوسطة والكبيرة في مختلف المجالات الاقتصادية.
ونظرا للتعقيدات المؤسسية في ادامة التواصل بين الجمهور والمصارف في التعاطي السهل ، اصبح لزاما ادخال ادوات مالية وسيطة مساعدة تحمل فائدة مصرفية بشكل (سندات )تبتاع على نحو اختياري الى الجمهور الراغب من حملة الفوائض النقدية وتكون تلك الادوات مؤمنة من اي اخفاق في التسديد من جانب مؤسسات ضمان رسمية ومنح حائزيها امتيازات حتى عند الاقتراض وقبول تلك الادوات كضمانات مصرفية مثلى عند الحاجة للائتمان وقابلة للتسييل فورا في السوق المالية الثانوية كسوق العراق للاوراق المالية. حيث ستساعد السيولة المتحصلة من تلك السندات بكونها ادوات دين ممتازة في تنشيط منح الائتمان خصوصا الى صغار المقترضين وبشروط ميسرة عن طريق المصارف او الشركات المالية الرقمية وغيرها والمجازة التي تتولى التعاطي بالسندات بيعا وشراءً اوتوسطا وتكون اعمالها وفق القانون بغية التعاطى في الائتمانات الصغيرة او التمويل الاصغر .



#مظهر_محمد_صالح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- باتيل صانعة الجوارب: الحب الدامي
- قسمة ضيزى:
- الاشكالية والنقد في الفكر العراقي المعاصر
- الاهداف الذكية :بين النجاح والفشل.
- الذات: بين مرايا الفلسفة و الضمير...!
- الى السيد علي عباس الخفيف /المشرف الاداري على موقع ملتقى الم ...
- المفارقة في حاضنة الفكر العراقي
- لينين:همس عراقي في ذكرى وفاته
- مستجدات المالية العامة في العراق: من التقشف (الثنائي )الى ال ...
- حوار السلطة الموازية في الفكر العربي :بين مرتسم (الدولة ) وق ...
- بذور العراق تبحث عن منبت : مأزق الأبداع !
- ثروة الامم :
- العائلة المقدسة
- العجز المالي وتنقيد الدين:الموازنة العامة الاتحادية ٢& ...
- العراق بوابة الفكر ومفتاح المعرفة.
- الاجوبة في حوارات الفكر
- جامعة هارفرد و ميدان الحرب مع الحيوان
- الجبنة في مزرعة الحيوان
- سراب الحياة ووهج ظلالها
- تأملات في المالية العامة الموازية


المزيد.....




- فيديو خاص: تعرف على أرض الذهب الأسود في إيران
- -نحن بحاجة إلى معجزة-: الاقتصادان الإسرائيلي والفلسطيني متضر ...
- بركان في القارة القطبية الجنوبية -ينفث الذهب-!
- هل ستؤدي زيارة رئيسي لإكمال مشروع نقل الغاز إلى باكستان؟
- بوتين يحدد أولويات السلطات في التعامل مع أضرار الفيضانات
- مستقبل التكنولوجيا المالية في منطقة المشرق العربي
- بعد تجارب 40 سنة.. نجاح زراعة البن لأول مرة في مصر
- كندا تسمح لـ-إيرباص- بشراء التيتانيوم الروسي
- -أرامكو- السعودية توقع صفقة استحواذ ضخمة
- مشروع ضخم جديد بين مصر والسعودية


المزيد.....

- تنمية الوعى الاقتصادى لطلاب مدارس التعليم الثانوى الفنى بمصر ... / محمد امين حسن عثمان
- إشكالات الضريبة العقارية في مصر.. بين حاجات التمويل والتنمية ... / مجدى عبد الهادى
- التنمية العربية الممنوعة_علي القادري، ترجمة مجدي عبد الهادي / مجدى عبد الهادى
- نظرية القيمة في عصر الرأسمالية الاحتكارية_سمير أمين، ترجمة م ... / مجدى عبد الهادى
- دور ادارة الموارد البشرية في تعزيز اسس المواطنة التنظيمية في ... / سمية سعيد صديق جبارة
- الطبقات الهيكلية للتضخم في اقتصاد ريعي تابع.. إيران أنموذجًا / مجدى عبد الهادى
- جذور التبعية الاقتصادية وعلاقتها بشروط صندوق النقد والبنك ال ... / الهادي هبَّاني
- الاقتصاد السياسي للجيوش الإقليمية والصناعات العسكرية / دلير زنكنة
- تجربة مملكة النرويج في الاصلاح النقدي وتغيير سعر الصرف ومدى ... / سناء عبد القادر مصطفى
- اقتصادات الدول العربية والعمل الاقتصادي العربي المشترك / الأستاذ الدكتور مصطفى العبد الله الكفري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - مظهر محمد صالح - السيولة العامة ومشكلات الائتمان في العراق