أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - مظهر محمد صالح - جامعة هارفرد و ميدان الحرب مع الحيوان














المزيد.....

جامعة هارفرد و ميدان الحرب مع الحيوان


مظهر محمد صالح

الحوار المتمدن-العدد: 6761 - 2020 / 12 / 15 - 14:08
المحور: التربية والتعليم والبحث العلمي
    


جامعة هارفرد و ميدان الحرب مع الحيوان

مظهر محمد صالح

يالها من ذكريات عظيمة في حي كمبردج من مدينة بوسطن الامريكية حيث ترقد جامعة هارفارد شامخة في وسط ذلك الحي العريق .
فحالما ان تعبر الجسر الذي يقطع نهر تشارلس الذي يتوسط مدينة بوسطن تكتشف نفسك امام منظر جميل من تدفق المياه التي تداعب تلابيب العقل .في حين اصطفت على ضفتي النهر ابنية اضفى الهدوء والجمال رونقاً انعكست ظلاله على مياه نهر تشارلس نفسه ولتجد نفسك في بقعة اكاديمية قل نظيرها كلما اقتربت من هارفرد الجامعة.
اذ تتمتع بوسطن نفسها ،وقبل العبور الى حي كمبردج ،بشبكة انفاق عملاقة كانت المهندسة المدنية المشرفة على هذه الانفاق والتقاطعات عراقية الاصل والولادة .وتقول الرواية الحقيقية في اعمار مدينة بوسطن ان هناك تراكم تاريخي من سلالات الجرذان التي عاشت بالتعاقب وتكاثرت بانفاق تحت الارض وجاءت الى اميركا برفقة البضائع المحملة على ظهر السفن التجارية لتعيش في بوسطن عاصمة ولاية ماساسيويتس الامريكية منذ القرن الثامن عشر . ففي النفق الاول العملاق واثناء عمليات الحفر تجمعت فيه ،اثناء حفره في الوهلة الولى ،اعدد قدرت بملايين الجرذان كانت جميعها على اهبة الاستعداد لمهاجمة المدينة واعمالها الانشائية مما اضطر المهندسة العراقية وبلدية بوسطن اعلان حالة الطواري القصوى والاستعانه بالحرس الوطني للولايات المتحدة الامريكية لصد هجمات الجرذان التي داهمها الجوع واللااستقرار تحت اراض مدينة بوسطن .ولم تنفك القوات المسلحة حينها الا باستخدام اسلحة الدمار الشامل لكي تتمكن الحفارات والحادلات والآليات الاخرى مواصلة اعمالها في اقامة واحدة من اعظم شبكات الانفاق والطرق السريعة في مدن العالم العصرية. وهكذا كانت الانفاق ساحة القتال بين الحيوان والانسان في اعماق الارض و باشراف وقيادة هندسية عراقية هذه المرة. حالفني الحظ بعد ان استمتعت بقصة معركة الجرذان واطرافها المنتصرة بان ازور احد اعظم الصروح العلمية في العالم( انها جامعة هارفرد )في حي كمبردج مرورا من فوق نهر تشارلس المحاط بالابنية الرائعة .اذ انسحبت تلقائيا من وسط مبنى الجامعة الى مكتبتها العريقة التي يؤمها نخبة من الدارسين في البحث عن الحقيقة ولم انته من زيارتي الا بحدثين لافتين ،الاول :اطلاعي على فعالية طلابية انتقامية تمثلت بقيام ثلة من طلاب (جامعة ييل )بوضع اصباغ غير
لائقة على تمثال مؤسس الجامعة الذي اعتمر شامخاً في وسط الجامعة وذلك تعبيراً انتقامياً عن خيبة املهم وخسارتهم امام فريق كرة القدم لجامعة هارفرد،وكانت اشبه ما بحرب الجرذان في تسللهم ليلاً لاجراء تلك الاعمال الانتقامية الساذجة .اما الحدث الثاني، يتمثل ببلوغي معرض بيع الكتب في جامعة هارفرد وقيامي بشراء كتاب حديث في الاقتصاد الكلي... تمتعت بالحصول عليه بكل يسر .
وختمت زيارتي لجامعة هارفرد في تناول طعام الغداء في واحده من مطاعم حي كمبردج التي تعج بخليط من الطلاب من كلا الجنسين .فالزبائن هم الطلبة وعمال المطعم هم من الطلاب ايضاً .... فبين الاجواء المهنية والاجواء الاكاديمية قضيت يوم عطلة الاحد في صيف بوسطن لاكتشف ملامح من السعادة شكلت رمزية رائعة من رموز الحلم الأكاديمي الذي افنيت حياتي في التطلع اليه . ومنذ ان غادرت مباني جامعة هارفرد في ذلك اليوم المشرق من نهايات صيف اميركا الشمالية مررت بمعهد ماساشوستس للتكنولوجيا الشهير MIT وانا احدث سري بتاريخ هذه المدينة الاقتصادي التي صارعت موانئها الناشئةً سفن تولت صناعة صيد الحيوانات البحرية العملاقة في المحيط الاطلسي الشمالي ، متذكراً في الوقت نفسه تلك الرواية الكلاسيكية للكاتب الاميركي هيرمن ميلفل التي صدرت في العام 1851 بعنوان :( الحوت الابيض) ثم تحولت اليوم الى دراما سينمائية حملت عنوانا آخر اسمه:( في قلب البحر). حيث جسد الفيلم معاني الرعب في تلك السفينة التي غادرت جزيرة(نانتكر)قبالة مدينة بوسطن الاميركية مبحرةً الى اعماق المحيط لصيد الحيتان. وبعد عام على ابحار تلك السفينة قاومها حوت ابيض عمل على تحطيمها ولم ينجُ في نهاية المطاف سوى خمسة من بحارتها حيث قَتل بعضهم البعض ليعتاشوا على جثث قتلاهم بعد ان نفد الطعام وشح الماء واصابهم الجوع والعطش والهذيان. كان الدافع وراء كل تلك المغامرة هو اصطياد الحيتان للحصول على دهونها وتصنيع لحومها وحتى عظامها. واللافت ان احد الناجين من كارثة الغرق اسس من فوره شركة مختصة بعمليات تمويل وتجهيز مستلزمات سفن صيد الحيتان وكانت من طلائع الشركات الاحتكارية الكبرى التي تاسست في ميناء بيدفورد الجديد في اميركا في العام 1859.
ختمت زيارتي لجامعة هارفرد وحادثة حرب الحيوان والصراع مع الجرذان والحيتان ظلت تلازم زيارتي الى جامعة هارفرد الى الابد.



#مظهر_محمد_صالح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الجبنة في مزرعة الحيوان
- سراب الحياة ووهج ظلالها
- تأملات في المالية العامة الموازية
- الاقتراض الحكومي العراقي : بين الضرورات والمخاطر
- زها حديد : نساء من بلاد الرافدين
- العقل المعتقل والاقتصاد المعتقل:بين اليمين واليسار
- العراق والبنك الاحتياطي الفيديرالي الامريكي : الدبلوماسية ال ...
- جيفارا والعراق .بمناسبة الذكرى 53 لاستشهاد الثائر الشجاع جيف ...
- الموازنة العامة للعراق ٢٠٢١وأحتمالات ...
- المشاريع الاستثمارية الحكومية في العراق: بين الطموح والتعثر
- العراق مرآة الفكر والحكمة
- شذرات من قلم الأمة العراقية:حسين العادلي
- العولمة التشاركية :إلى أين؟
- ‎النخبة العراقية وصعود الطبقة الوسطى:وجهة نظر
- النفط الخام ومشكلات انتقال القيمة-مقاربة ماركسية
- ثلاثة رجال في مرايا الراي والسياسة والحياة في العراق.
- الراسمالية المركزية :من الصراع الطبقي الى التحول الاجتماعي - ...
- نصف الدخان
- السندات السيادية المقومة بالنفط الخام: جدل التمويل في اقتصاد ...
- تدهور اسواق النفط: آليات الحاضر واستشراف المستقبل .


المزيد.....




- مراهق اعتقلته الشرطة بعد مطاردة خطيرة.. كاميرا من الجو توثق ...
- فيكتوريا بيكهام في الخمسين من عمرها.. لحظات الموضة الأكثر تم ...
- مسؤول أمريكي: فيديو رهينة حماس وصل لبايدن قبل يومين من نشره ...
- السعودية.. محتوى -مسيء للذات الإلهية- يثير تفاعلا والداخلية ...
- جريح في غارة إسرائيلية استهدفت شاحنة في بعلبك شرق لبنان
- الجيش الأمريكي: إسقاط صاروخ مضاد للسفن وأربع مسيرات للحوثيين ...
- الوحدة الشعبية ينعي الرفيق المؤسس المناضل “محمد شكري عبد الر ...
- كاميرات المراقبة ترصد انهيار المباني أثناء زلازل تايوان
- الصين تعرض على مصر إنشاء مدينة ضخمة
- الأهلي المصري يرد على الهجوم عليه بسبب فلسطين


المزيد.....

- اللغة والطبقة والانتماء الاجتماعي: رؤية نقديَّة في طروحات با ... / علي أسعد وطفة
- خطوات البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- إصلاح وتطوير وزارة التربية خطوة للارتقاء بمستوى التعليم في ا ... / سوسن شاكر مجيد
- بصدد مسألة مراحل النمو الذهني للطفل / مالك ابوعليا
- التوثيق فى البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- الصعوبات النمطية التعليمية في استيعاب المواد التاريخية والمو ... / مالك ابوعليا
- وسائل دراسة وتشكيل العلاقات الشخصية بين الطلاب / مالك ابوعليا
- مفهوم النشاط التعليمي لأطفال المدارس / مالك ابوعليا
- خصائص المنهجية التقليدية في تشكيل مفهوم الطفل حول العدد / مالك ابوعليا
- مدخل إلى الديدكتيك / محمد الفهري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - مظهر محمد صالح - جامعة هارفرد و ميدان الحرب مع الحيوان