أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مظهر محمد صالح - العراق مرآة الفكر والحكمة














المزيد.....

العراق مرآة الفكر والحكمة


مظهر محمد صالح

الحوار المتمدن-العدد: 6683 - 2020 / 9 / 21 - 02:51
المحور: الادب والفن
    


عندما تتعاظم المصائب يمحو بعضها بعضاً وتحل بك سعادة جنونية غريبة المذاق ،وتستطيع ان تضحك من قلب لم يعد يعرف الخوف .فاذا كانت هذه هي حكمة بلاد النيل كما قالها الاديب الراحل نجيب محفوظ ،فلابد من ان نبحث عن مرايا الحكمة في ذاكرة تتفاعل على ارض بلاد الرافدين لتعكس الحاضر بمفارقاته وتضع خطاها على مرتسم يقظة تجده بديلاً آخر في رسم مسارات الحياة وآمالها العظيمة المستقبلية وهي تدوس على جراحاتها.
فالحكمة هي تجسيد لهيئة القوة العقلية العلمية المتوسطة بين الغريزة التي هي إفراط هذه القوة، والبلادة التي هي تفريطها. وتجيء على ثلاثة معان: الأول الإيجاد، والثاني العلم. والثالث الأفعال .
لذا اضحى الكل في بلادي يبحث عن الحكمة لبلوغ مناخ متجانس من السكينة والرفاهية في جدل الحرية وبودقتها التي لم تبتعد عن مناخات الاجتماع السياسي واجتماعيات علم الاقتصاد .
ففي ثلاثية فكرية تصدت لمفاهيم الحكمة وانصرفت لثلاث مفردات وهي :النصف والمقادير والسياج ،
اثارالمفكر حسين العادلي وبصوت عالي وهو يحاكي في ثُلاثيته كينونة الحياة وتناقضاتها ،اذ يجد في النصف: ان نصف الحكمة(التفكر) والنصف الثاني(التجاهل)، كما يرى في (المقدار )ان
الوعي بقدر (الإتعاظ)، وليس بقدر (الإطلاع) والسعادة بقدر (الطمأنينة)، وليس بقدر (المقارنة).واخيرا جاء الى فكرة السياج فوجد : ان سور الشجاعة (الحكمة) وبين الشجاعة والتهور (حُسن) التقدير.
وبهذا قادتني موجبات الحياة الى التحري عن تفاعلاتها وتلمس تناقضاتها لاضع بصمتي مع ثلاثية الحكمة في ارض الرافدين كي اتصدى بنفسي (للنصف، والمقادير،والاسوار) مايجعلني اطرق روافع الحياة والتحري عن مجاهيلها وثوابتها مدركا بنفسي عن ماذا اريد بلوغه :
(فالنصف )في نظري هو كلمة تدق مسمارها في جدران الضمير البشري الحي ولاسيما عندما يبلغ الاغتراب اوج صورته وينفصل الفرد عن مجتمعه ويصبح ضحية لسيادة الطغيان والتسلط وانعدم العدالة وضياع الحق وفقدان الموازين. هنا تضحى الانسانية مجرد شبح متحرك لا قيمة وجودية له. انه اقرب الى الاغتراب الاجتماعيSocial alienation وهو اخطر حالات الضياع البشري في المجتمعات التي تفتقر الى دينامكيات اللحاق بالمدنية باحثة عن مستقبل متسع الافق في السعادة ولكنها مازالت تخلوا تماما من شي اسمه الحرية.
اما( المقادير ) فتعني تحريك وتعبئة الكميات والابعاد والاوزان والزمن والتي جميعها تمتزج لبلوغ التكوين الامثل . واذا ما اختلت المقادير اختل توازن النماء والحياة وحركة الكون كله. فحتى الطعام واعداده يتوقف مذاقه الامثل على المقادير وتعني دقة واتساق المواد فيما بينها للحصول على طعام طيب المذاق ingredients . فنشوء الكون بعد الانفجار العظيم Big Bang ظلت الحياة والتصرفات البشرية مُثلى طالما اعتمدت المقادير ، ويوم تنفقد المقادير تنفلت الامور من عقالها الى المجهول واللاعقلانية والدمار والحروب والاخلال بالطبيعة والانفلات من الميول الفطرية البشرية.
وأخيرًا ، هل هناك اسيجة ام قيود ؟
فالحرية بلا (اسوار )هي مجرد( قيود constraints )تُفقد الفرد متسع حمايته في التمتع بالامثلية في ممارسة الحرية دون اختراق من الابعاد الثلاثة والزمن وبخلاف ذلك ستعني في نهاية المطاف انقلاب على الحرية الشخصية نفسها. فلكي تمارس الحريات الشخصية دون اختراق لا بد من (اسوار حامية) لحريات افراد المجتمع دون اختزال توُلده (قيود) يفرضها البعض على البعض بما فيها حالات الفقدان في الحماية الرقمية واختراقاتها في العصر التكنولوجي الراهن. (فالاسوار) هي آصرة الحريات وهي المحرمات او التابوهات Taboos لمجتمع الحريات واختراقها يعني الاعتداء وتلون في نوع الحرية وفقدان نقاءها والسبيل الى اشاعة التوحش وممارسة العنف وفقدان العدالة وغياب الحق في المعتقد والتملك وفي التصرفات السياسية ، اي السماح باستعادة قسرية (للضرورات necessities.).
فكلما اتسعت الاسيجة الحامية للحريات قلت القيود القامعة لها وغابت (الضرورات ). فبين (السياج) و (القيد) مسافة تمثل حالة الابتعاد بين نقطتين شديدتي التطرف في بلوغ اقصى درجات الحرية degree of freedom في مجتمع يتطلع الى الامثلية.
وبهذا ، ستظل الاسيجة بمثابة اسس محسوبة ومعرفة في الحسابات الانسانية لتعبر عن مسالك مستقلة لمجتمع حر يتمتع بديناميكية عالية في التعاطي الانساني المستقر دون اختراقات مستفزة تستبدل (أسيجة)الحرية (بقيود)الاضطراب والعودة بضرورات ما قبل الحرية وفقدان درجاتها .
ختاما، ستبقى كتابات وادي الرافدين تدق مسمارها في جدران الضمير البشري الحي ولاسيما عند التصدي لمشكلات الاغتراب في اوج صوره ومخاوف ان ينفصل الفرد عن مجتمعه في تجمعات رقمية هجينة التكوين ويصبح الانسان ضحية لسيادة الطغيان والتسلط وانعدام العدالة وضياع الحق وفقدان الموازين. هنا تضحى الانسانية مجرد شبح متحرك لا قيمة وجودية له. انها حالة اقرب الى الاغتراب الاجتماعيSocial alienation وهي اخطر حالات الضياع البشري في المجتمعات التي تفتقر لاستقرار المدنية وسبل استدامة السعادة فيها وتخشى في الوقت نفسه ان تخلوا من شي اسمه الحرية.
فالعراق جذر الحكمة ومستقر الاحرار على الدوام وعلى وفق ما خطته الحضارة السومرية في اخر رُقمها الطينية

من تحت ركام الاوكسجين ومصاعب كورونا كتبت هذه المقالة عن العراق ... / مظهر



#مظهر_محمد_صالح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شذرات من قلم الأمة العراقية:حسين العادلي
- العولمة التشاركية :إلى أين؟
- ‎النخبة العراقية وصعود الطبقة الوسطى:وجهة نظر
- النفط الخام ومشكلات انتقال القيمة-مقاربة ماركسية
- ثلاثة رجال في مرايا الراي والسياسة والحياة في العراق.
- الراسمالية المركزية :من الصراع الطبقي الى التحول الاجتماعي - ...
- نصف الدخان
- السندات السيادية المقومة بالنفط الخام: جدل التمويل في اقتصاد ...
- تدهور اسواق النفط: آليات الحاضر واستشراف المستقبل .
- الصراع الطبقي المميت : كورونا والقضية الاجتماعية .
- اسواق النفط :نحو اعادة ترتيب قواعد اللعبةوالنفوذ العالمية.
- المالثوسية والفائض الاقتصادي العالمي :من حرب العملات إلى الح ...
- توازن لعبة الحرب التجارية القائمة : الرابحون والخاسرون في ال ...
- ملامح الموازنة العامة الاتحادية للعراق ٢٠٢ ...
- رؤية في الإنقلاب الديمقراطي:
- سيناريو انتاج النفط الأمريكي :بداية امتصاص اقتصاديات الفائض ...
- من صراع المكونات إلى صراع الطبقات
- السوق الحمراء وتفكيك الصدمة الاقتصادية: الصين انموذجاً
- الصين و العراق : مرارات العقود الضائعة في التنمية.
- التهديد المالي والنفطي للعراق :هواجس واحاسيس


المزيد.....




- قيامة عثمان حلقة 157 مترجمة: تردد قناة الفجر الجزائرية الجدي ...
- رسميًا.. جدول امتحانات الدبلومات الفنية 2024 لجميع التخصصات ...
- بعد إصابتها بمرض عصبي نادر.. سيلين ديون: لا أعرف متى سأعود إ ...
- مصر.. الفنان أحمد عبد العزيز يفاجئ شابا بعد فيديو مثير للجدل ...
- الأطفال هتستمتع.. تردد قناة تنة ورنة 2024 على نايل سات وتابع ...
- ثبتها الآن تردد قناة تنة ورنة الفضائية للأطفال وشاهدوا أروع ...
- في شهر الاحتفاء بثقافة الضاد.. الكتاب العربي يزهر في كندا
- -يوم أعطاني غابرييل غارسيا ماركيز قائمة بخط يده لكلاسيكيات ا ...
- “أفلام العرض الأول” عبر تردد قناة Osm cinema 2024 القمر الصن ...
- “أقوى أفلام هوليوود” استقبل الآن تردد قناة mbc2 المجاني على ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مظهر محمد صالح - العراق مرآة الفكر والحكمة