أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - مظهر محمد صالح - الصراع الطبقي المميت : كورونا والقضية الاجتماعية .














المزيد.....

الصراع الطبقي المميت : كورونا والقضية الاجتماعية .


مظهر محمد صالح

الحوار المتمدن-العدد: 6526 - 2020 / 3 / 30 - 21:11
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    


الصراع الطبقي المميت :
كورونا والقضية الاجتماعية .
مظهر محمد صالح
يصعب على المثقف العربي ان لايقرأ للكاتب والأكاديمي العراقي المميز في العلوم السلوكية والتحليل الاجتماعي الاستاذ فارس كمال نظمي ولاسيما في رائعته الاخيرة التي جاءت تحت عنوان :
الوباء الكوروني...واسئلة في السياسة والدين ....!
اذ تظهر احداث الايام الماضية على تفشي الوباء ملامح التصرفات البشرية في المجتمعات المهمشة وتمتعها بدرجة عالية من وعي اللامبالاة ازاء خطر الموت من وباء كورونا ،وهي نفسها الطبقات التي اعتادت ان تتلقى الموت القصدي المبكر بخوف عالي من قوى البشر نفسه .اذ تبدل الحال لديها هذه المرة وكانها في نقطة الحرية point of liberty او لحظاتها لتمتلك هذه المرة السيطرة كقوى طبقية على الضرورات necessities المسببة للموت القصدي او الموت قبل أوانه في العمر الزمني للإنسان . وتظهر هذه القوى المهمشة اللامبالاة في هذا التحول الزمني السالب بانها الاكثر استعداداً لانكار الخوف من ظاهرة موت تاتي من اسباب وعوامل وبائية عشوائية طبيعية randomly طالما لاتتدخل فيها تلك الضرورات البشرية من القوى الطبقية التي ظلت تحصد حياة الافراد بالموت القصدي او الموت قبل أوانه بالفقر والقمع . فقد اعتادت القوى المهمشة طبقياً الخوف من قوى تمتلك الثروة والقوة وادوات الموت في آن واحد وتختار الزمان والمكان في مسك انفاس من تريد من العينة الاجتماعية كلها ،لتظهر عدم اكتراثها من الموت الطبيعي غير القصدي ،حتى وان كان وباءاً .فالسلوك اللااكتراثي للموت يجسد ان ثمة شعور جمعي ببلوغ تلك الطبقات لحظات الحرية وسعادة الانعتاق من ضرورات necessities بشرية (مفروضة من بنية طبقية ملموسة مسلطة) اي توافر درجات عالية من الحرية طالما ان التهديد بالموت قد انفلتت مصادره من إرادة مؤسسات بشرية تخصصت في صناعة الموت المبكر او القصدي صوب الطبقات الهشة .وبهذا فان القوى المهمشة امست الاقوى في اظهار إيجابيتها في اجواء الموت السالبة وعدم قلقها في تحدي قضية الموت المبكر هذه المرة طالما كانت مصادر الموت متأتية من قوى طبيعية هي خارج مصانع الموت القصدي الطبقي . وبالرغم من ذلك ستصاب القوة الطبقية المهمشة بضرورات الخوف مجددا إذا ما اتضح لها ان مظاهر الموت المبكر بات قصدياً ومتأتي من مصانع الموت البشرية ومختبرات الحرب البيولوجية. وفي الجانب الاخر من معادلات الموت العشوائي و عدم الاكتراث من مصادر الموت الطبيعي المبكر او القصدي طالما تتوافر شحنات من الشعور النفسي بدور القوى السامية غير المنظورة في قرار مسار الموت المبكر والحياة الى اخر مساراتها . فثقافة حصانة الروح البشرية وحمايتها من الموت واهمال الاهتمام بالموت
القصدي العشوائي امست اليوم عاملا مضافاً في تحديات وباء كورونا في المجتمعات المهمشة .فطالما تتوافر (شركة روحانية للتامين على الحياة فلا خوف من الموت المبكر او القصدي )لهذة القوى الطبقية المهمشة .
واخيرا ،لابد من العودة إلى القوى الطبقية المالكة لادوات الموت المبكر وقصدية الموت الطبقي للقوى المهمشة ،اذ انقلب وضعها النفسي والسلوكي ،فانها بالغالب الوحيدة التي تعيش اليوم الخوف المطلق من خطر الموت المبكر العشوائي early random death اي الخوف من خشية الوباء الذي يقنصها عشوائيا ويدخل معسكراتها قصدياً في سبيل الموت بلا أستئذان لكونها لاتملك قوة قرار الموت المبكر (غير المخطط )هذه المرة لتحمي نفسها .فضرورات الخوف التي وضعت على رقاب وأعناق الطبقات الهشة كما ذكرنا هي اليوم تنتقل لتوضع على أعناق ورقاب المستبدين الاجتماعيين ممن يخشون ظاهرة الخوف من الموت العشوائي . فقد استبدل وباء الكورونا مخاوف الموت العشوائي كظاهرة موت قصدية طبقية وتحويلها من القوى المهمشة الى القوى الطبقية المالكة صانعة الموت القصدي او المبكر نفسه.اي ممن لايفزعها موت الملايين بالموت المبكر القصدي ،طالما هي من كانت تمتلك بنفسها مصدر الموت وادواته الطبقية.ختاماً،فتبدل الضرورات nessiceties في قصدية الموت بين الطبقات من (الهشة الفقيرة )إلى (المالكة الثرية)قد جاء بفعل ظاهرة الموت العشوائي واستقلاليته في اختيار الضحية وتحوله من مجرد الاقتصار على الطبقة المهمشة التي كانت تخشى الموت القصدي الى مراكز بديلة تتمثل بالخوف من الموت العشوائي .وان هذا التحول قد جاء بسبب انتقال ادوات الموت من الظاهرة القصدية purposely المسلطة غالباً على الطبقات الهشة او المهمشة بالفقر والعوز الى الانتقال إلى ظاهرة الموت العشوائي randomly للطبقة المالكة والتي ستبقى تمتلك صناعة الموت القصدي نفسه وتهديد به مابعد كورونا post Coronavirus.



#مظهر_محمد_صالح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اسواق النفط :نحو اعادة ترتيب قواعد اللعبةوالنفوذ العالمية.
- المالثوسية والفائض الاقتصادي العالمي :من حرب العملات إلى الح ...
- توازن لعبة الحرب التجارية القائمة : الرابحون والخاسرون في ال ...
- ملامح الموازنة العامة الاتحادية للعراق ٢٠٢ ...
- رؤية في الإنقلاب الديمقراطي:
- سيناريو انتاج النفط الأمريكي :بداية امتصاص اقتصاديات الفائض ...
- من صراع المكونات إلى صراع الطبقات
- السوق الحمراء وتفكيك الصدمة الاقتصادية: الصين انموذجاً
- الصين و العراق : مرارات العقود الضائعة في التنمية.
- التهديد المالي والنفطي للعراق :هواجس واحاسيس
- البجعة السوداء :حقيقة في الجدل الاقتصادي
- ريعية المصارف الاهلية في العراق: السلوك والاداء!
- حماية اموال العراق في منطقة الولاية القضائية الامريكية/وجهة ...
- العراق بين مشهدين :وجهة نظر في الاقتصاد السياسي
- العقد الاجتماعي المالي الجديد للعراق
- إطلالة على تاريخ ديون العراق السيادية
- خريف الذكريات :الفرج بعد الشدة
- (الوجبة المجانية في المالية العامة للعراق)
- الوجبة المجانية في المالية العامة للعراق
- توازن لعبة الحرب التجارية القائمة: الرابحون والخاسرون في الا ...


المزيد.....




- فيديو غريب يظهر جنوح 160 حوتا على شواطىء أستراليا.. شاهد رد ...
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 1000 عسكري أوكراني خلال 24 سا ...
- أطعمة تجعلك أكثر ذكاء!
- مصر.. ذعر كبير وغموض بعد عثور المارّة على جثة
- المصريون يوجهون ضربة قوية للتجار بعد حملة مقاطعة
- زاخاروفا: اتهام روسيا بـ-اختطاف أطفال أوكرانيين- هدفه تشويه ...
- تحذيرات من أمراض -مهددة للحياة- قد تطال نصف سكان العالم بحلو ...
- -نيويورك تايمز-: واشنطن سلمت كييف سرّا أكثر من 100 صاروخ ATA ...
- مواد في متناول اليد تهدد حياتنا بسموم قاتلة!
- الجيش الأمريكي لا يستطيع مواجهة الطائرات دون طيار


المزيد.....

- النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف ... / زهير الخويلدي
- قضايا جيوستراتيجية / مرزوق الحلالي
- ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال ... / حسين عجيب
- الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر ) / حسين عجيب
- التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي ... / محمود الصباغ
- هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل / حسين عجيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع / عادل عبدالله
- الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية / زهير الخويلدي
- ما المقصود بفلسفة الذهن؟ / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - مظهر محمد صالح - الصراع الطبقي المميت : كورونا والقضية الاجتماعية .