أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مظهر محمد صالح - العقد الاجتماعي المالي الجديد للعراق















المزيد.....

العقد الاجتماعي المالي الجديد للعراق


مظهر محمد صالح

الحوار المتمدن-العدد: 6457 - 2020 / 1 / 6 - 02:17
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



د.مظهر محمد صالح
١-تمهيد :
ملامح الموازنة العامة الاتحادية ٢٠١٩
——————————————
بنيت موازنة 2019 على ايرادات نفطية شديدة الواقعية أي 56 دولارا للبرميل وهو سعر ظل يحمل هامشا ريعيا موجبا لمصلحة الموازنة العامة يتذبذب بالارتفاع او الزيادة منذ بداية السنة المالية وحتى اليوم بين 5 – 8 دولار اعلى من سعر الموازنة ، ما ساعد على تغطية نسبة مهمة من العجز المخطط … وبالرغم من ذلك نجد ان هناك فجوتان : الاولى، ان الموازنة التشغيلية ذات الطابع الاستهلاكي الحكومي ظلت بالغالب تمتص ايرادات النفط كافة حتى مع هامش الريع الموجب المذكور آنفاً . وان الموازنة الاستثمارية الحكومية التي هي اساس النمو المباشر ظلت هي الاخرى تعتاش على الايرادات غير النفطية . اذ تشكل الموازنة الاستثمارية حوالي 30 بالمائة من اجمالي الانفاق الكلي السنوي في حين تشكل الايرادات غير النفطية المقابلة سوى 10 بالمائة في افضل الاحوال . ما يعني ان مشاريع الاعمار (بالذات غير النفطية) ستنفذ عن طريق الاقتراض الخارجي المتاح في الموازنة وهي مشاريع خدمية مهمةً تشكل نسبة 45 من اجمالي المشاريع الحكومية الاستثمارية وان التمويل الخارجي او القروض الخارجية المتاحة لا تلبي سوى 10-12 بالمئة من التمويل المتاح للاستثمار الحكومي .لذا فان خلاصة العجز السنوي ستمتصه مشاريع الدولة غير المنفذة . وهنا يتحول او يرحل عجز الموازنة من عجز مالي الى العجز حقيقي سيقع عبئه على موازنة العام 2020 حقاً انها مشكلة مستعصية في السلوك الريعي السائد في بلداننا اليوم و القائم على تجردات ما يسمى بالفهم السلبي للتصرف بالإيرادات العامة النفطية وعدها غنيمة ابتداءً وليس توظيف منتج لبناء الانسان والقدرات المادية الاخرى اللازمة لاستدامة الحياة . فمن اخطر المبادئ السائدة في مجتمعاتنا اليوم هي المناداة بتوسيع الوعاء المالي المجاني او م ايسمى free lunch base في كل مفاصل الحياة اليومية وهذا يفسر الاصرار تعاظم الصرف على حساب ضياع الاوعية الايرادية المهمة ( او ما اسميها بالأوعية الهاربة) .كما ان الاتساع المجاني للتصرف الاستهلاكي بالإيرادات العامة قد أخذ يتعالى بصوته مع تزايد ريوع النفط التي يرافقها تعطل طيف من برامج التنمية والتوزيع غير العادل للثروات وظهور استدامة للبطالة لم تقل عن مرتبتين عشريتين على الرغم من تحقق نمو في الناتج المحلي الاجمالي الحقيقي بنحو ٤،٨٪بالمائة بفعل نشاطي الزراعة والطاقة الكهربائية مقارنة بالعام الذي سبقه. انها معادلة صعبة اذا ما استمرت بهذا الشكل الخاطئ ستعطل حاضر التنمية البشرية وتصادر مستقبلها لا محال.

٢-الاقتصاد الكلي للعراق :القوة الواعدة .
——————————————

ثمة تفائل بتصاعد معدل النمو الاقتصادي
الحقيقي في الناتج المحلي الاجمالي في العام 2020 الذي تقدره الاوساط الاقتصادية ولاسيما البنك الدولي بانه سيبلغ قرابة 5,1%منطلقاً من انتعاش الاقتصاد العراقي في العام الراهن 2019 الذي قدر النمو فيه بنحو 4,8%
فضلاً عن تعاظم النشاط الحكومي دون تراجع اذ سيرافق ذلك ارتفاع في نسبة الايرادات الحكومية الى الناتج المحلي الاجمالي ايضاً لتكون في العام 2020 بنحو 3,7%ونيف مقارنة بالعام 2019 التي تقدر بنحو 36%.
وبشكل عام سيتحسن متوسط نصيب المواطن العراقي في الناتج المحلي الاجمالي ليبلغ في العام 2019 بنحو 6200 دولار سنوياً مقارنة بالعام 2019 بنحو 5700 دولار سنوياً.
علماً ان الناتج المحلي الاجمالي الذي يقدر بحوالي 235 مليار دولار في العام 2019 سيرتفع هو الاخر الى 254 مليار دولار في العام 2020.اضافة الى ما تقدم فثمة عاملين اقتصاديين مساعدين مهمين سيرفعان من النمو الاقتصادي ويشكلان الرؤية المتفائلة في النمو الحاصل في الاقتصاد الحقيقي اولهما انتعاش القطاع الزراعي وارتفاع مساهمته في الناتج المحلي الاجمالي من 4%الى قرابة 7,5% هذا العام لتوافر المياه مسنوداً بسياسات زراعية وتجارية داعمة للنشاط الزراعي كما يحصل اليوم من تطور في قطاع انتاج وتسويق الحبوب ومختلف المحاصيل الحقلية والثاني ،التحسن النوعي في قطاع انتاج الطاقة الكهربائية وازدياد ساعات التجهيز بتوافر 19 الف ميغاواط من اصل ٢٣ ميغاواط بحاجة الى تحسين الضياعات الفنية والتي ازرها النشاط الاقتصادي الاهلي واثر ذلك على تطور نشاط السوق وتفعيل تنفيذ السلوك الاستثماري بشكل اكثر ايجابية .فضلا عن الاستقرار السعري الذي تشهد فيه البلاد حالة من اللا تضخم ، اذا لم ينمو المستوى العام للأسعار اكثر من ١٪؜ في الاحوال كافة وهو الاقل في التاريخ الاقتصادي الحديث في العراق ذ…
٣-مستقبل الموازنة العامة الاتحادية 2020
—————————————————
اثارت الكتابات هنا وهناك وهي تتناول وبحذر شديد موضوع الموازنة العامة الاتحادية للعام 2020ووجهت لي شخصياً نصوص تحذر من عجز كبير قادم في موازنة البلاد وبالنص القائل:

((عجز الموازنة المقبلة لعام 2020 سيدمر الاقتصاد العراقي ان لم تتخذ التدابير الوقائية لضغط النفقات وترشيد غير الضرورية منها وتعظيم الايرادات من خلال دعم المنتج المحلي الحفاظ على العملة الصعبة قدر الامكان واستيفاء الضرائب والكمارك وعدم التلاعب بها عجز الموازنة سيبلغ 40 مليار دولار يعني 3,5 مليار شهريا تقريبا نصف الايراد الشهري
كيف سيتم تدبيرها؟! ))
امام هذا التساؤل الكبير فلابد لي من استشراف المستقبل الاقتصادي والمالي للعراق وعلى النحو الآتي:
ستظل الموازنة العامة الاتحادية للعام 2020
بحاجة الى عملية
جراحية تمويلية جريئة ليس التقشف ديدنها بل السعي الى تحقق الاستدامةً المالية ذات الاداء العالي للمالية العامة ،اي توافر سبل ومبادئ الانضباط المالي للعراق من دون تقشف او حرمان .وان من يفكر بالاقتراض الخارجي لسد عجز الموازنة التشغيلية القادم ودوام تسيير مفاصل إدارة الدولة بإنتاجية هابطة ...فهو واهم .....!!ا فالقرار المالي القادم ينبغي ان يكون من اصعب القرارات واشدها وقعاً .
فهو بحاجة ماسة الى قوة نفاذ قانونية وإجرائية من جهة اتخاذ القرار ولاسيما من نخبة متخذي القرار ممن يعول عليها الشعب على مستوى السلطتين التنفيذية والتشريعية .ولاسيما النخبة التي لاتملك ذلك التراكم التاريخي السالب للثروة المالية .وهو التراكم الذي قام على مزايا التخدير الامتيازي (طوال العقد ونصف الماضي) ظلت رافعته المالية انفلات الموازنة التشغيلية لمصلحة تجمعات امتيازيه آكلة دون عطاء .فقد تطور مفهوم استلابي ،يرى في التمتع بالإنفاق العام لموارد الدولة على انه فرصة للتعويض والاستلاب بعد اشاعة فكرة الدولة -الغنيمة وفلسفتها القائمة على الأخذ دون العطاء .فلا يمكن للقناعات التضامنية بين الدولة والشعب ان تلاقي القبول اطلاقا في شن الجراحة المالية التصحيحية مالم يتوافر للشعب ثمة (شخصية معنوية )تبرهن قوتها الإصلاحية الخالصة الصادقة ونكران ذاتها لمصلحة ضمان استعادة ملامح مستقبل اقتصادي واعد يعزز النمو ويعظم الازدهار والرفاهية للبلاد
ضمن عقد اجتماعي مالي جديد قادر على ان يستثمر قوة الاقتصاد الكلي الكامنة الشديدة التفاؤل التي أظهرها الاقتصاد الوطني طوال العام 2019 وما نتوقعه في العام 2020.
شبكة الاقتصاديين العراقيين



#مظهر_محمد_صالح (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إطلالة على تاريخ ديون العراق السيادية
- خريف الذكريات :الفرج بعد الشدة
- (الوجبة المجانية في المالية العامة للعراق)
- الوجبة المجانية في المالية العامة للعراق
- توازن لعبة الحرب التجارية القائمة: الرابحون والخاسرون في الا ...
- العلامة محمد سلمان حسن: دروس في الحياة المعرفية الاقتصادية. ...
- العلامة محمد سلمان حسن: دروس في الحياة المعرفية الاقتصادية.( ...
- الشام وجرار زيت الزيتون
- رجل في العصر الاستعماري لسنغافورا:(السير ستانفورد رافلسSir T ...
- من أفضل ما قرأت اليوم . قصة حقيقية من مصر:
- حديث الاربعاء
- إقتصاديات اللحوم ... الى اين ؟
- غرائب إقتصادية...!
- امريكا اللاتينية... اجنحة الاقتصاد القوية
- الاسواق الناشئة..... قوة اقتصادية لا تُقهر
- لمحات من تاريخ العالم الاقتصادي . الجزء الثالث/شجرة البن
- لمحات من التاريخ الاقتصادي للعالم . الجزء الثاني /الضريبة ون ...
- لمحات من تاريخ العالم الاقتصادي . الجزء الاول/اوروبا والشرق
- حرب الخليج : اللعبة ذات المجموعة السالبة ! / الجزء الثاني
- حرب الخليج : اللعبة ذات المجموعة السالبة!/الجزء الاول


المزيد.....




- هل يعيد تاريخ الصين نفسه ولكن في الولايات المتحدة؟.. وما علا ...
- مجلس الشيوخ الأمريكي يناقش مشروع قانون ترامب للإنفاق وسط انق ...
- محكمة إسرائيلية توافق على تأجيل جلسات محاكمة نتانياهو في قضا ...
- يضم معارضين سياسيين ومواطنين أجانب... القصف الإسرائيلي يلحق ...
- فرنسا تعتزم أداء -دور محوري- في مفاوضات النووي وطهران تبدي - ...
- مشاهد للجزيرة توثق قصف مسيّرة للاحتلال فلسطينيا يحمل كيسا من ...
- ماذا تعرف عن إنفلونزا العيون؟
- الفساد يطيح بوزير يوناني و3 نواب
- غزة تنزف منذ 630 يوما.. إبادة ممنهجة ومعاناة لا تنتهي في ظل ...
- للمرة الأولى.. أطباء أسناء يركّبون سنًّا لدب بني


المزيد.....

- الوعي والإرادة والثورة الثقافية عند غرامشي وماو / زهير الخويلدي
- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مظهر محمد صالح - العقد الاجتماعي المالي الجديد للعراق