أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - مظهر محمد صالح - لمحات من تاريخ العالم الاقتصادي . الجزء الثالث/شجرة البن














المزيد.....

لمحات من تاريخ العالم الاقتصادي . الجزء الثالث/شجرة البن


مظهر محمد صالح

الحوار المتمدن-العدد: 6163 - 2019 / 3 / 4 - 11:33
المحور: الادارة و الاقتصاد
    


لمحات من تاريخ العالم الاقتصادي . الجزء الثالث/شجرة البن
مظهر محمد صالح

استيقظت مبكراً ووجدت نفسي على موعد مع الفترة القصيرة التي ينبغي ان لا تتجاوز السرعة اللائقة لاْولئك من وضعتهم الحياة خارج عجلة الزمن من هم في منتصف عقدهم الستيني وهم منشغلون بأعمال الفراغ! احتسيت قدح القهوة، الذي ادمنت عليه صباحاً، بشيْ من السكينة كي اتمكن من أخذ نصيبي من مكتبتي التي ادمنت عليها ايضا، ولم يبق في قدحي الا طلاسم بنية اللون مبهمة توفر لي نسيان الماضي دون ان تفقدني تلك الرسوم الغامضة التذكر بان القدح الذي نرتشفه هو اكسير البحث عن الراحة والصفاء بعد ان انتزعتهما متاعبنا الفكرية وابقت لنا همومنا ومضت وهي تطوي بين جوانحها قوة عمياء لا تصلح للتفكير الا في اعمال الفراغ او خارج جدران مكتبتي!

نظرت بحزن وانا اطالع اسطر كتبت بالانجليزية على جرة مسحوق القهوة تقول انها من افضل البن في العالم انها قهوة (اربيكا) التي يتذوقها 70% من سكان العالم من محتسي البن يومياً ولاسيما الامة الامريكية في ولاياتها الشمالية، ذلك لطيب مذاقها وعذوبة طعمها. ومن الواضح ان القصد من اربيكا... انها هي القهوة العربية!!

قلت في سري حقا ، فقد ازدهرت بلاد العرب ولاسيما ارض اليمن بمحصول البن ، الذي امتدت زراعته الى الحبشة (اثيوبيا) و تولت الاخيرة تصديره الى ايطاليا في القرن السابع عشر وعلى وفق ما علمتنا الجغرافية الاقتصادية في شبابنا، ليبتدء بعدها العشق الاستعماري الايطالي اليها!

فاذا كان انتشار القهوة في اوربا ومن ثم شيوعها في القارة الامريكية قد بدأ بخط (اديس ابابا - روما) قبل خمسة قرون، فلا بد من ان اطماع روما الاستعمارية في اثيوبيا قد تقلبت على ظهر قدح من االقهوة (اربيكا) لامحال!! فانتصار القوات الاثيوبية على الغزاة الايطاليين في معركة (عدوه) واضطرار ايطاليا الى الانسحاب من تلك البلاد وتوقيعها معاهدة سلام مع اثيوبيا في 26 تشرين الثاني اكتوبر 1896، لم ينف الغليان الاستعماري اللاحق لايطاليا بعد ان عدت روما معركة (عدوه) بمثابة اهانة للشرف الوطني الايطالي، ما دفع الرئيس الفاشي (موسليني) الى احتلال اثيوبيا في تشرين الاول 1936 وضم اجزاء من اراضي الصومال وارتيريا ليعلن عن تشكيل (الامبراطورية الايطالية). ولكن وعلى الرغم من ذلك، انتهى الاحتلال الايطالي بعودة امبراطور الحبشة (هيلا سي لاسي) من منفاه في انكلترا في العام 1941وانهزمت ايطاليا وظلت تترع مر هزيمتها على قدح من البن الاثيوبي!

وبهذا استمرت اثيوبيا تنتج والعالم كله اليوم حوالي 2 ونصف مليون طن من حبات البن ، ويعيش حوالي 100 مليون انسان على سطح الارض من مزارعي ومسوقي البن في العالم حيث يشكل البن مصدر عيشهم ومادة رزقهم و دخلهم الاساس.

واللافت ان محصول البن يعد من اكثر المحاصيل استهلاكا للمياة في العالم ، حيث تعيش اشجاره في المناطق الحارة الرطبة من الكرة الارضية، و تستهلك شجرة البن ما بين 600 الى 1100 لتر من المياه لقاء الحصول على كمية من البن تعادل لترا واحداً فقط من سائله. لذا تعد المياه بمثابة التحدي الاكبر للتوسع في زراعة البن في العالم. فمثلما توسعت زراعة الرز في فيتنام، وهو المحصول الاخر الذي يستهلك الكثير من المياه، فقد تعاظمت زراعة البن في هذا البلد . وتستحوذ فيتنام حالياً على حصة تعادل حوالي 45% من انتاج البن العالمي آنفا وبمقدار يزيد على واحد مليون طن بن سنويا لوحدها، الى جانب البرازيل واثيوبيا ورواندا وغيرها من البلدان.

وعلى سبيل المفارقة، فان العراق هو من بين الشعوب المتميزة التي تستهلك الرز على نطاق متسع في وجبات طعامها. وبسبب قيد المياه في رافدي العراق وهبوط مناسيبهما الى نصف مستوياتهما التاريخية، فقد تقلصت زراعة الرز في بلادي الى مستوى الانتاج الرمزي للرز العراقي ، ما جعل العراق يندفع في يوم ما الى تعويض نقص انتاجه من الرز وسد حاجته منه الى شراء مزرعة رز فيتنامية. ولا ادري اليوم وامام تعاظم همومنا والاحساس بالادمان المطلق لاحتساء القهوة، فهل نندفع لشراء مزرعة قهوة فيتنامية على غرار مزرعة الرز؟ ونحن امة مستهلكة بقوة للبن العربي - الفيتنامي( اربيكا) بعد ان اخذت فيتنام تزرع رز(المشخاب) العراقي!!



#مظهر_محمد_صالح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لمحات من التاريخ الاقتصادي للعالم . الجزء الثاني /الضريبة ون ...
- لمحات من تاريخ العالم الاقتصادي . الجزء الاول/اوروبا والشرق
- حرب الخليج : اللعبة ذات المجموعة السالبة ! / الجزء الثاني
- حرب الخليج : اللعبة ذات المجموعة السالبة!/الجزء الاول
- الفضة..عظام الآلهة الفرعونية!
- الهيدونية والريعية الاقتصادية
- الماس بين الاطيان
- قانون باركنسون ... جد أم هزل!
- المدفع الملكي الصامت
- فيليب هوفمان....الساعة ٢٥
- السياسة النقدية الامريكية: صراع الصقور و الحمائم . الجزء الث ...
- السياسة النقدية الامريكية: صراع الصقور و الحمائم
- قصر النهاية
- المكارثية واليسار الأقتصادي الامريكي
- تراكم رأس المال المالي :أثرياء بلا حدود
- الشخصية الاكثر تأثيراً في التاريخ الرأسمالي الحديث..!
- دواخل سوق العمل وخوارجها..!
- دروس في الأزمة المالية الدولية:قاعدة فولكر
- فقراء اميركا على مقياس أورجنسكي
- الكفاءة والمساواة الاقتصادية..؟


المزيد.....




- الكويتي بكام.. سعر الدينار الكويتي أمام الجنيه المصري في تعا ...
- صناعة السيارات.. قصة نجاح مغربية بـ700 ألف مركبة سنويا
- -أبل- تسحب واتساب وثريدز من متجرها الإلكتروني في الصين
- النفط يتراجع بعد تقليل إيران من شأن الهجوم الإسرائيلي
- “مش هتصدق” أسعار الذهب فى مصر الجمعة 19 ابريل 2024 جرام 21 ي ...
- لافروف يحدد المهة الرئيسية لـ-بريكس- خلال رئاسة روسيا للمجمو ...
- الهجوم على إيران يقفز بأسعار الذهب
- -ضربات إسرائيلية على إيران- تشعل أسعار النفط
- ستاندرد آند بورز ?تخفض تصنيف إسرائيل
- الإمارات وكولومبيا توقعان اتفاقية شراكة اقتصادية شاملة


المزيد.....

- تنمية الوعى الاقتصادى لطلاب مدارس التعليم الثانوى الفنى بمصر ... / محمد امين حسن عثمان
- إشكالات الضريبة العقارية في مصر.. بين حاجات التمويل والتنمية ... / مجدى عبد الهادى
- التنمية العربية الممنوعة_علي القادري، ترجمة مجدي عبد الهادي / مجدى عبد الهادى
- نظرية القيمة في عصر الرأسمالية الاحتكارية_سمير أمين، ترجمة م ... / مجدى عبد الهادى
- دور ادارة الموارد البشرية في تعزيز اسس المواطنة التنظيمية في ... / سمية سعيد صديق جبارة
- الطبقات الهيكلية للتضخم في اقتصاد ريعي تابع.. إيران أنموذجًا / مجدى عبد الهادى
- جذور التبعية الاقتصادية وعلاقتها بشروط صندوق النقد والبنك ال ... / الهادي هبَّاني
- الاقتصاد السياسي للجيوش الإقليمية والصناعات العسكرية / دلير زنكنة
- تجربة مملكة النرويج في الاصلاح النقدي وتغيير سعر الصرف ومدى ... / سناء عبد القادر مصطفى
- اقتصادات الدول العربية والعمل الاقتصادي العربي المشترك / الأستاذ الدكتور مصطفى العبد الله الكفري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - مظهر محمد صالح - لمحات من تاريخ العالم الاقتصادي . الجزء الثالث/شجرة البن