أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - مظهر محمد صالح - العقل الشرقي المعتقل : أكذوبة حرب الكويت














المزيد.....

العقل الشرقي المعتقل : أكذوبة حرب الكويت


مظهر محمد صالح

الحوار المتمدن-العدد: 6978 - 2021 / 8 / 4 - 02:19
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    


العقل الشرقي المعتقل : أكذوبة حرب الكويت
مظهر محمد صالح
لم تدهشني في هذه الايام انباء الفساد في دهاليز الدواويين الحكومية او المضاربين في اسواق البلاد بقدر ما ادهشني حوار دامي ظل يهتف خداعاً بإسم الحب والسلام والحماس كي تخوض بلادي اشرس حروبها مع جيش العولمة تحت ذريعة تحرش الاعداء بالحدود لنعيش بعدها عقود من الانكسار ظلت نبضاتها ملكومة حتى اللحظة. فبعد ان اخذت الاحزان تزحف في رحلة شاقة تتقلب في شغاف قلوبنا ، فليس امام الامة التي خذلتها حروبها المهلكة سوى ان تزدحم لتصطف في نهايات عقل (معتقل) الوعي لا يكترث سوى لمكر الساسة وامراء الحروب ورمي الشعب بالخيال والحلم والجنون. فهو العاشق للحقيقة المرة في معتقلات عقله المغلق وامامه فرصة ممارسة طقوس الايمان بمعتقدات تلك الحروب دون ان تشغله الشواغل ... !!! انها اكذوبة حرب الكويت.
فقد كتب الاعلامي العراقي سلام مسافر مقالاً قصيراً مفاده: ان جهدًا مميزًا بذله الكاتب العراقي رياض محمد في تسليط الضوء على الوثائق الامريكية التي يتم اماطة اللثام عنها حول العراق . وكان موضوع غزو واحتلال الكويت في الثاني من آب/اغسطس ١٩٩٠ موضوع اهتمامه بالارتباط مع الذكرى ٣١ للكارثة. واللافت كما يقول ان الوثائق كلها تدل بشكل قاطع على ان واشنطن عبر سفيرتها (إبريل جلاسبي) في بغداد وقت ذاك(١٩٨٨-١٩٩٠) حذرت بوضوح من مغبة العمل العسكري ومن ثم فان نظرية المؤامرة التي مازالت تتفشى في عقول العرب وعموم الشرق لا اساس لها ، وان المؤامرة الاصلية هي في عقل الرئيس العراقي وقت ذاك بكل امراض البداوة وضيق الافق واوهام العظمة والشكوك واحتقار المعرفة و الاعتقاد ان العالم يلوذ بجهلهِ ، وان الحروب العبثية هي الوحيدة القادرة على وضع البلاد في طريق التنمية والتقدم الاقتصادي والازدهار الاجتماعي.
ففي واقعة حقيقية جمعتني بسفير الولايات المتحدة الأمريكية الاسبق في بغداد (١٩٨٥-١٩٨٨) السيد ديفيد جورج نيوتن على طاولة غداء في ظهيرة يوم ٢٠ تشرين الاول /اكتوبر ٢٠٠٩ ذلك على هامش مؤتمر الاستثمار العراقي في واشنطن ، فبعد ان تحدث الدبلوماسي الامريكي المتقاعد عن تجربته المثيرة في العراق قبل ان تتسلم السفيرة ابريل جلاسبي عملها الدبلوماسي في بغداد ، بعد مدة انقطعت فيها العلاقات بين البلدين منذ حرب حزيران عام ١٩٦٧ وكيف انها أُعيدت عام ١٩٨٥ على يده وانه بعد تقاعده يمارس الاعمال الاستشارية في وزارة الخارجية الامريكية فضلاً عن كونه باحث مستمر في معهد واشنطن للشرق الاوسط .كذلك عرض السفير الأسبق تصوراته عن حقيقة النظام السياسي العراقي في تلك الحقبة الزمنية التي شغلتها نيران الحرب العراقية الايرانية. قلت في نفسي (اني كأحد ضحايا العقل المعتقل) وانها فرصتي لكل افلت من جدرانه الوهمية التي حاصرتني على مدى عقود طويلة ، كي افاجئ الرجل الدبلوماسي السابق في العراق متسائلاً عن السفيرة ابريل جلاسبي مفترضا كعقل معتقل ان ابحث عن الحقيقة الضائعة التي اشاعها النظام السياسي السابق وقتها ومفادها ، ان فحوى اللقاء بين جلاسبي ورئيس النظام السابق قبل ايام من غزو الكويت هي اشارة دبلوماسية مبطنة بأن بلادها ليس لها شأن في حل النزاع الحدودي بين البلدين والتي فهمها صدام انه لامانع من دخول الكويت في اب/١٩٩٠ .وهكذا بدأت تبُثُ في سري عواصف عقلي الشرقي المعتقل الذي انفلت من عقاله دون ان يكفهر الجو على مجلس طاولة غدائنا المستديرة التي جمعتنا سوية وانا منشغل في احزان بلادي المفجوعة بحروبها وحماقات ساستها .
فسألته من دون تبرم ، هل ياسعادة السفير ان السفيرة جلاسبي هي من اشعرت رأس النظام السابق بان حل الخلافات بين البلدين الجارين يمكن عبر فوهة البندقية او بالطرق غير الودية ؟
وهنا سكتت أصوات المعالق وتوقفت حركات الشوكه التي كانت تطرق ماعونه فوق الطاولة ، قائلاً لي هل هذه الحقيقة لديكم ؟قلت له كلا ...ولكن يشاع في العقل المعتقل هكذا امر في بلادنا فجر حرب الكويت. و رَنَا الرجل إلي طويلاً بعينيه الزرقاوان متجنبا الاجابة التقليدية التي يضيق بها العرف الدبلوماسي فعاد بالجواب قائلاً: انه من القبح والحزن والضعف في السلوك الدبلوماسي والعلاقات بين الامم ان تشجع دولة على شن الحرب او القيام بالاعمال العدوانية على دولة اخرى في حل الخلافات دون الوسائل السلمية. ثم نظر الرجل إلي طويلاً حتى شعرت ان نظراته اخذت تجري في دمي وتتردد مع انفاسي ... ثم سكت واحسست من صمته كانما يقول : انكم ايها الشرقيون مشدودون لاكاذيب كهنتكم كي تحزن اقوى الاسباب لديكم بهذه الاوهام.

واخيرا ، اردف الرجل وهو يحتسي قهوته ان السفيرة ابريل جلاسبي هي متقاعدة وعلى قيد الحياة وعكس ما يشاع عنها ولكونها من اصول جنوب افريقية فإنها تتردد بين الولايات المتحدة وكيب تاون . ختاماً،ودعت السفير السابق ديفيد جورج نيوتن الذي ازداد ظل ابتسامته إمتداداً وانا اتلقى نظراته المستدقة باطمئنان وثبات وبلا تردد.ثم عدت الى شفرة عقلي مجددا لاخفي قلقي وانتهي الى رأي آخر لا عدول عنه بعد ان غادر عقلي معتقله الشرقي القديم.



#مظهر_محمد_صالح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الكراسي الموسيقية
- رئيسان صينيان في دفاتر ذاكرتي الشخصية.
- أشياء لا تموت!
- #الكلمة_شرف
- السيولة العامة ومشكلات الائتمان في العراق
- باتيل صانعة الجوارب: الحب الدامي
- قسمة ضيزى:
- الاشكالية والنقد في الفكر العراقي المعاصر
- الاهداف الذكية :بين النجاح والفشل.
- الذات: بين مرايا الفلسفة و الضمير...!
- الى السيد علي عباس الخفيف /المشرف الاداري على موقع ملتقى الم ...
- المفارقة في حاضنة الفكر العراقي
- لينين:همس عراقي في ذكرى وفاته
- مستجدات المالية العامة في العراق: من التقشف (الثنائي )الى ال ...
- حوار السلطة الموازية في الفكر العربي :بين مرتسم (الدولة ) وق ...
- بذور العراق تبحث عن منبت : مأزق الأبداع !
- ثروة الامم :
- العائلة المقدسة
- العجز المالي وتنقيد الدين:الموازنة العامة الاتحادية ٢& ...
- العراق بوابة الفكر ومفتاح المعرفة.


المزيد.....




- السعودية تعلن ضبط أكثر من 25 شركة وهمية تسوق للحج التجاري با ...
- اسبانيا تعلن إرسال صواريخ باتريوت إلى كييف ومركبات مدرعة ودب ...
- السعودية.. إغلاق مطعم شهير في الرياض بعد تسمم 15 شخصا (فيديو ...
- حادث جديد يضرب طائرة من طراز -بوينغ- أثناء تحليقها في السماء ...
- كندا تخصص أكثر من مليوني دولار لصناعة المسيرات الأوكرانية
- مجلس جامعة كولومبيا الأمريكية يدعو للتحقيق مع الإدارة بعد اس ...
- عاجل | خليل الحية: تسلمنا في حركة حماس رد الاحتلال على موقف ...
- الحوثيون يعلنون استهداف سفينة نفط بريطانية وإسقاط مسيّرة أمي ...
- بعد الإعلان التركي عن تأجيلها.. البيت الأبيض يعلق على -زيارة ...
- ما الذي يحمله الوفد المصري إلى إسرائيل؟


المزيد.....

- الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن / مرزوق الحلالي
- أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا ... / مجدى عبد الهادى
- الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال ... / ياسر سعد السلوم
- التّعاون وضبط النفس  من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة ... / حامد فضل الله
- إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية / حامد فضل الله
- دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل ... / بشار سلوت
- أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث / الاء ناصر باكير
- اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم / علاء هادي الحطاب
- اطروحة التقاطع والالتقاء بين الواقعية البنيوية والهجومية الد ... / علاء هادي الحطاب
- الاستراتيجيه الاسرائيله تجاه الامن الإقليمي (دراسة نظرية تحل ... / بشير النجاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - مظهر محمد صالح - العقل الشرقي المعتقل : أكذوبة حرب الكويت