أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد نضال دروزه - خلاصة الصراع بين الايمان الديني والايمان بالعلم.














المزيد.....

خلاصة الصراع بين الايمان الديني والايمان بالعلم.


محمد نضال دروزه

الحوار المتمدن-العدد: 7009 - 2021 / 9 / 4 - 11:32
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


أن الصراع بين المؤمنين بالدين ومن يؤمنون بالعلم يقوم حول نقطة جوهرية وأساسية تتمثل في مضمون الإجابة عن السؤالين التاليين:
- من جانب المؤمنين بالدين: من خلق الكون؟
- من جانب المؤمني بالعلم:من خلق الله؟
و إذا كانت إجابة المؤمنين هي أن الله أزلي وبالتالي فهو لا يحتاج إلي خالق, فإن إجابة المؤمنين بالعلم أيضاً وبنفس الطريقة هي إن الكون (الاكوان) أزلي ولا يحتاج إلي خالق.
ويمكن تلخيص الصراع بين المؤمنين بالدين والمؤمنين بالعلم في كلمة واحدة هي ((الأزلية). فالمؤمنون ينسبون الأزلية إلي الله بينما ينسبها المؤمنين بالعلم إلي الكون. وعليه فنحن أمام فرضيتين لا ثالث لهما :
الفرضية الأولي ( فرضية المؤمنين بالدين ): وجود خالق أزلي لهذا الكون . وبما انه خالق أزلي فهو لا يحتاج إلي خالق سابق له لان الأزلية تنفي أن يكون هناك خالق للخالق . فالله لم يكن في وقت من الأوقات غير موجود بالتالي ليس هناك خالق له.
الفرضية الثانية ( فرضية المؤمنين بالعلم ): إن الكون (الاكوان) أزلي وبالتالي فهو لا يحتاج إلي خالق.
وما كان لهذا الصراع بين الفريقين أن يستمر إلي الأبد , فقد تدخل العلم بمنهجيته الصارمة وبراهينه المنطقية العلمية والعقلية وبادلته المادية القابلة للقياس والاختبار المعملي ليقول في حسم غير قابل للدحض إن الكون أزلي .وان المادة والطاقة ازلية لا تفنى ولا تخلق من العدم. وليس لها خالق.
اذن فالايمان بالعلم موقفٌ مسلّح بالمعرفة العلمية والمنطق العلمي النقدي والثقافة العلمية. لانّ قناعات المؤمن بالعلم تقوم على ملاحظة الظواهر الطبيعية والبيولوجية وفهم ماهيتها وعلاقتها ببعضها البعض. بالملاحظة والقياس والتجربة المتفاوتة؛ فتارة ملاحظة شبه خالصة كعلم الفلك، وتارة تجريبية كالكيمياء، والجمع بينهما كالطب وغيره، كلّ هذا تحت مسمى المنهج الاستقرائي العلمي المؤدي الى المعرفة العلمية بها.
فمثلا: استقراء الإنسان للمعدن أنه يتمدد بالحرارة بتجارب محددة، ثم يعمم على المعادن هذا التمدد وتُستنتجُ قاعدة: المعادن تتمدد بالحرارة وكل معدن -ولو لم يخضع للتجربة- داخل في القاعدة أيضاً، ولكي يقوم العلم التجريبي لا بُدَّ من عقيدةٍ لا دليلَ عليها أيضا، تسمى "اطّرادُ الحوادثِ"، وهي الإيمان بأنّ قانونًا مثلَ (المعادن تتمدد بالحرارة..) كان في الماضي هكذا كما هو الآن وكما هو آت.والإيمان بالجزء الخارج عن التجربة -وهو باقي المعادن- واطّراد الحوادث هو التجربة التي يقوم عليها العلم والمعرفة العلمية.
وقد اثبت علماء الفيزياء الكونية ازلية الاكوان وانها غير مخلوقة.واثبت علماء البيولوجيا التطورية ان الحياة نشأت على الارض منذ اكثر من ملياري عام وتطورت حتى وصلت في تطورها الى ما هي عليه الان وليست مخلوقة وليس لها خالق.
اذن من المؤكد ان التدين هو ايمان العقل بعقيدة افتراضية غيبية ظنيه تخمينية غير مثبتة علميا.وان العقائد الدينية صناعة بشرية.لتدجين البسطاء والعامة من القبائل والمجتمعات في قطعان بشرية متصارعة لخدمة مصالح السلطة المكونة من شرائح الاستبداد السياسي المتحالف مع القوة العسكرية وشرائح رجال الدين والرجعية.
ومن تربى وتعود على العقيدة الدينية افرادا وجماعات فهو مغيب العقل في اعتقاده وقتاعاته بثقافة الجهل المقدس.وهو عاجز عن تجاوزها وغالبا ما يكون احمقا مغفلا متعصبا لققناعته بجهله المقدس. لا يستطيع التفكير الحر والابداع والعمل على التغيير والتطور والتحديث.وهذا ما هو سائد في المجتمعات المتعصبة دينيا التي يسودها الجهل المقدس ومنها المجتمعات العربية..لانها لم تستطع فصل التفكير العلمي عن التفكير الديني في ممارستها لحياتها.ولم تستطع فصل السياسة عن الدين.
اما القاعدة الاساسية للمؤمن بالعلم بعد خروجه من لعنة مستنقع الجهل المقدس. فهي اقتناعه اليقيني بالمعرفة العلمية الطبيعية والبيولوجية والانسانية والاجتماعية ومتابعة اكتشاف قوانينها والتمرس على التفكبر العلمي النقدي التطوري في حياته واصراره على التزود بالمعرفة العلمية والثقافة العلمية الطبيعية والبيولوجية.
اذن فالمؤمن بالعلم يستطيع فهم المتدين لانه يستوعب اسلوب تفكيره الافتراضي الظني التخميني الغيبي. اما المتدين فلا يستطيع ان يفهم المؤمن بالعلم الا اذا استطاع ان يفكر ويفهم بنفس اسلوب ومنهج تفكير المؤمن بالعلم ومنهجه.الذي يقوم على أسس المنهج العلمي في التفكير الحر المفصول عن منهج التفكير الديني الافتراضي الظني الغيبي. وفهم الظواهر الطبيعيه والظواهر البيولوجيه والبشرية والانسانية والاجتماعية. القائمه على ثقافة حرية الاعتقاد وحرية التعبير وحرية المرأة وحرية الاختلاط بين الجنسين.وفصل السياسة عن الدين. وعلى اسس ثقافة مبادئ حقوق الانسان.ونشر ثقافة العلمانية الديمقراطية في المجتمع.



#محمد_نضال_دروزه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في العقل والنفس ضجة وصراع.
- ألقديسة والحرية والحب والسلام.
- ما هي اسباب عجز الاحزاب اليسارية والتقدمية عن تحقيق مهامها؟
- كيف تتكون ثقافة التغيير؟
- حبيبتي ... أريحيني على صدرك.
- ألثالوث المحرم يغتصب حرية الانسان ويغتصب أنسانيته.
- حبيبتي عشيقة مهجتي سوسو.
- أنت لي وحدي حبيبي ...
- ما يفعله عرس الحب في نفسي ونفسك.
- غابت الشمس وكنا بالفلا نشكوا الغراما.
- أحتويك حبيبي ... بك أتمسك.
- فضفضة وعتاب سميحة.
- أنت الشهية ألشهوانية سميحة.
- تحررت من خوفي الذاتي والاجتماعي ... هل تغيرت؟
- ما العمل للأنتقال من ثقافة البداوة الى ثقافة التمدن والتحديث ...
- نشوتنا في عرسنا تنتصر باعياد حرياتنا.
- يا صديقي يا حبيبي يا...
- أيها النساء الحرات ...أيها الرجال الاحرار دعونا نلتقي ...
- ألحريات ألوطنية المدنية ألعلمانية ألديمقراطية.
- تعال حبيبي ...أحتضني ...


المزيد.....




- تونس.. وزير الشؤون الدينية يقرر إطلاق اسم -غزة- على جامع بكل ...
- “toyor al janah” استقبل الآن التردد الجديد لقناة طيور الجنة ...
- فريق سيف الإسلام القذافي السياسي: نستغرب صمت السفارات الغربي ...
- المقاومة الإسلامية في لبنان تستهدف مواقع العدو وتحقق إصابات ...
- “العيال الفرحة مش سايعاهم” .. تردد قناة طيور الجنة الجديد بج ...
- الأوقاف الإسلامية في فلسطين: 219 مستوطنا اقتحموا المسجد الأق ...
- أول أيام -الفصح اليهودي-.. القدس ثكنة عسكرية ومستوطنون يقتحم ...
- رغم تملقها اللوبي اليهودي.. رئيسة جامعة كولومبيا مطالبة بالا ...
- مستوطنون يقتحمون باحات الأقصى بأول أيام عيد الفصح اليهودي
- مصادر فلسطينية: مستعمرون يقتحمون المسجد الأقصى في أول أيام ع ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد نضال دروزه - خلاصة الصراع بين الايمان الديني والايمان بالعلم.