فاطمة شاوتي
الحوار المتمدن-العدد: 6998 - 2021 / 8 / 24 - 22:39
المحور:
الادب والفن
البحرُ يعرفُنِي منْ رائحةِ غرقَاهُ ...
لأنهمْ أصدقائِي الذينَ
لمْ أستطعْ إنقاذَهُمْ ...
يعرِفُنِي منْ رائحةِ الأسماكِ...
التِي ابتلعتْ هؤلاءِ
بلذةِ الغوصِ في الأعماقِ ...
عارياً ...
منْ كلِّ شيءٍ ذاكَ الغريقُ
إلَّا منَ الماءِ ...!
وأنَا شاهدةٌ على بحرٍ ...
كانَ بينْ موجةٍ وموجةٍ يغنِّي:
"البحرْبِيضحكْ لِيهْ "...؟
كلُّ المولودينَ طيورُ الجنةِ ...
ينقذونَنَا منْ جهنمَ
يولدُونَ عراةً /
يولدُونَ ورزقُهُمْ /
العُرْيُ حقيقةٌ أمْ مفارقةٌ
في ضميرِ الغيبِ ...؟
هلْ هوَ اللهُ يكسوهُمْ ويُطعِمُهُمْ
بعدَ أنْ طُرِدُوا منْ رحمِهِ ...؟
ألهذَا نسمعُ سقطةَ الوليدِ وصرختَهُ ...؟
أهيَ صرخةُ الجوعِ
وقدْ قُطِعَ الحبلُ ...؟
أهيَ صرخةُ البردِ في هواء
لَا يتنفسُهُ ...؟
أمْ لأنَّ الثيابَ والحليبَ
سرقهُمَا ملاكٌ في جلدِ إبليسَ ...؟
أمْ أنَّ سؤالَ البكاءِ
سؤالُ الحياةِ ...؟
أليسَ رفضاً للخروجِ
منْ عتمةِ الرحمِ إلى عتمةِ الحياةِ ...؟
وكأنَّهُ خطأٌ إلاهِيٌّ مقصودٌ
ثمنُهُ سؤالُ الإنسانِ عنْ معنَى وجودِهِ ...؟
وكأنَّهَا الحقيقةُ / عريٌ /
واللَّاحقيقةُ / كلُّ الأقمشةِ /
العريُ
وجهُنَا الواحدٌ ...
واللباسُ
وجوهُنَا المتعددةُ ...
فَأَيُّنَا الإنسانُ ...؟
#فاطمة_شاوتي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟