أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - محمد رياض اسماعيل - استدراك النفس في ميلودرامية الحياة والموت














المزيد.....

استدراك النفس في ميلودرامية الحياة والموت


محمد رياض اسماعيل
باحث

(Mohammed Reyadh Ismail Sabir)


الحوار المتمدن-العدد: 6980 - 2021 / 8 / 6 - 14:40
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


مع تقدم العمر والتجارب والمطالعة، اتامل ميلودرامية الحياة والموت في محاولة لاستدراك النفس. ارى بأن المرافقات او الملصقات الفكرية او المتعلقات الذهنية، تصبح جزءا من شخصية الانسان في حياته. بل كعضو من اعضاء جسده، وكما تتأذى حين يجرح احدهم عضوا فيك، وتباشر على الفور بالدفاع عن نفسك، لان الجرح سبب لك ألماً، كذلك المرافقات الشخصية، كالعقيدة والوطن وعائلتك والقومية، يؤلمك وتدافع عنها اذا حاول احدهم المساس بها ومهاجمتها.
يتولد الألم من الحزن، ويعيش الانسان مع الحزن لأنها تُخزَن وتُسَجل في الذاكرة ولا تفارق حياته، فهل نستطيع التخلص من الحزن؟ إنك تتعلم كل شيء من خلال تسجيلها في الدماغ، اللغة والاحداث، وخارطة بيئتك المعيشية ومعظم ما تركز عليها في الحياة مبرمج على التسجيل، ولولا التسجيل لما تذكرت موقع بيتك واصدقاؤك ومعارفك وكل تفاصيل حياتك، فهل يمكن ان تكون انتقائيا؟! أي تمنع تسجيل الحزن وحده!!! الحزن نظرة انانية للحياة؟ اي انوية يخص ذات الشخص، فإذا ماتت زوجتك او أحد افراد عائلتك، يلتصق الحزن في فكرك وذهنك ويسجل في الدماغ، فتبدأ المعاناة وهناك دموع والم مرافق لهذا الحزن، لا يحصل الشيء عينه فيك حين يحصل نفس الشيء للآخرين خارجك؟ انت وحدك معني بمشكلتك. طفلك يعني انت، انه ملتصق بك في الفكر، أصبحوا جزءا منك، حين يختفي الملصق يبقى لديك احساس الوحدة والفراق والفراغ، وهذه الامور هي اسباب المعاناة. انت تحب أمك لأنك كنت ملتصقا بها 9 أشهر جسدياً وفكرياً، تحب زوجتك لأنها أيضا من الملصقات. كل ما تلامسه باستمرار يحث فيك صورة فكرية وتصبح من ملصقات العقل. الانسان التعيس هو الذي يزداد ملصقاته الفكرية باضطراد، كلما فقد أحدها يتألم ويعاني، والانسان السهل الانقياد ذي ملصقات محددة، هو الأقل تعاسة.
عند فقدك أحد افراد عائلتك، تتعرف على ذاتك، تحس بان لا أحد يفهم ما تعانيه في حزنك، تنعزل وحيداً، الحادثة جعلتك تكتشف حالتك، فجأة تعرفت على وحدتك، ضياعك، حرمانك من شيء ملتصق بك، لقد كشف لك الحادث الادراك النفسي، اي معرفة احاسيسك، لكن هناك إدراك للنفس قبل ذلك، الادراك بأن هذه الحادثة ليست الحزن الوحيد الملتصق بك، فالحزن موجود طالما النفس هنا، الحزن اصيل في حياة الانسان، لهذه العبارة تنهزم امام الحزن.
الموت نهاية طوعية للإنسان لا يمكن التفاوض فيه، في الموت نهاية للملصق في ذاكرتك وعقلك والذي كنت دائما تخافه، ان الموت مثل عادة تدخين السكائر وادمان الكحول، تتركه غير راغب فيه. الموت هو النهاية، ينتهي عاداتك، اعتقاداتك، افكارك، جميع تصرفاتك، وكل ما في ذهنك من معرفة تنتهي بهذه النهاية. الانسان يخاف ان ينهي شيئاً بالتطوع، لأنه يعتبر النهاية عقاباً. لكن إذا كنت تعرف بان مع كل نهاية بداية، يختفي فيك كل المرفقات الشخصية، المعتقد، العادات، افكارك، وغيرها، ويبدأ شيء جميل جديد سرمدي داخلك، شيء طازج غير ملوث. هناك مثل يقول إذا ذهبت الى قمة جبل، لا تحمل اثاثك معك على كتفيك! فكر بعمق الموت هو خارج الزمن، أي تعيش خارج الزمن، بفكر طازج طري. انتبه، العقل لغز خفي غامض.



#محمد_رياض_اسماعيل (هاشتاغ)       Mohammed_Reyadh_Ismail_Sabir#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الليبراليون الغربيون دعاة حرب!
- جدلية الانسان والخالق
- الكاظمي امام تحدي الدولة العميقة
- تداعيات انسحاب أمريكا من أفغانستان والعراق
- الدستور العراقي في ضوء المعطيات والنتائج
- المعاناة في العلاقات الزوجية
- السعادة على طريقة ابو خضير
- متى تنال الخرفان حريتها؟
- الاعلام الحُر ليس حُراً/ الجزء الثاني
- الاعلام الحُر ليس حُراً
- تأملات في برمجة التصاميم البشرية
- الدستور والعدالة
- العراق بين سياسة أمريكا وعلة الواقع الكارثي
- خاطرة قصيرة على التعليم في العراق
- في الاقتصاد العراقي وعلى هامش تأسيس شركة النفط الوطنية
- الخداع الفكري لرؤية الحقيقة
- متى يكون العقل سليماً معافى؟
- أثر البناء الفكري للإنسان على مستقبله/ الجزء الثاني
- أثر البناء الفكري للإنسان في تقدم الامم / الجزء الاول
- التنوير


المزيد.....




- السعودية.. هند صبري تتألّق بفستان من توقيع زهير مراد في ليلة ...
- حمَلة المفاتيح.. من يقف بخزائن سوريا الجديدة؟
- -لم أنم منذ الأمس-.. وزير داخلية الكويت فهد اليوسف يكشف قضية ...
- سوريا.. أحمد الشرع يصدر مرسوما بإعفاء ضريبي للأعوام 2024 وما ...
- مادورو يتهم الولايات المتحدة بـ-القرصنة- بعد احتجاز ناقلة نف ...
- واشنطن تقترح ممثلا في -مجلس غزة- وضغوط لبدء المرحلة الثانية ...
- كيف علق مادورو على احتجاز الولايات المتحدة ناقلة النفط؟
- ضغط أميركي على طرفي حرب السودان لقبول هدنة إنسانية
- تقرير إسرائيلي: نتنياهو يخطط لزيارة القاهرة ولقاء السيسي
- زلزال بقوة 6.5 درجة قبالة شمال اليابان وتحذير من تسونامي


المزيد.....

- العقل العربي بين النهضة والردة قراءة ابستمولوجية في مأزق الو ... / حسام الدين فياض
- قصة الإنسان العراقي.. محاولة لفهم الشخصية العراقية في ضوء مف ... / محمد اسماعيل السراي
- تقديم وتلخيص كتاب " نقد العقل الجدلي" تأليف المفكر الماركسي ... / غازي الصوراني
- من تاريخ الفلسفة العربية - الإسلامية / غازي الصوراني
- الصورة النمطية لخصائص العنف في الشخصية العراقية: دراسة تتبعي ... / فارس كمال نظمي
- الآثار العامة للبطالة / حيدر جواد السهلاني
- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - محمد رياض اسماعيل - استدراك النفس في ميلودرامية الحياة والموت