أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد رياض اسماعيل - الدستور العراقي في ضوء المعطيات والنتائج














المزيد.....

الدستور العراقي في ضوء المعطيات والنتائج


محمد رياض اسماعيل
باحث

(Mohammed Reyadh Ismail Sabir)


الحوار المتمدن-العدد: 6967 - 2021 / 7 / 23 - 16:17
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في العام 1981 كنت محاضرا في المعهد التكنولوجي، كان أحد الاخوة من المصريين المحاضرين في إجازة في مصر، وكلفني العميد ومدير القسم بتقييم أجوبة الطلاب لمادة التأسيسات الكهربية، في ضوء الأسئلة التي وضعها الأستاذ المجاز قبل مغادرته. وجدت ارقام المعطيات تعطي نتائج غير تلك التي خلص اليها ذلك الأستاذ في الأجوبة التي وضعها وسلمت لي(أي النتيجة هي 18 متر على حد ما اتذكر، لكن ارقام البيانات لا تخلص الى هذا الرقم)، وعند تدقيقي وجدت اغلب النتائج التي توصل اليها الطلاب مطابقة مع بعضها، فبدلاً من ان تكون نتيجة طول قضيب الأرضي المطلوب حسابه في السؤال 18 متراً (3م×6)، جاءت نتائج الطلاب بالكيلومترات، كانت جميع الأجوبة صحيحة في ضوء معطيات أستاذ المادة، وخاطئة بل خيالية في ضوء الواقع، وهناك في ذاكرتي بعض من هكذا امثلة، يخطأ الأستاذ في رقم معين(كانت بعض الاسئلة تكتب باليد)، تأتي نتائج غريبة، مثلا جهد التجهيز المنزلي(الفولتية) التي يفترض ان تكون 220-240 فولت، تكون بسبب خطأ رقمي 136863 فولت على سبيل المثال! والطالب لا يعير أهمية لمكنون النتيجة ومعقوليتها، بقدر اهتمامه بصحة خطواته ودقة عملياته الحسابية.
تأتي النتائج دائما في ضوء المعطيات والمدخلات، تؤدي المشاكل القائمة على البيانات المعيبة او المدخلات الفاسدة الى نتائج لا قيمة لها. تعتمد نتائج التصويت على عناصر تأسيسية دقيقة، مع المواد المادية والأرقام الدقيقة كوسيلة تبرر الغاية. في التركيبات الاجتماعية والسياسية، وفي الواقع، في كل ما يتعلق بالمتاهة المتشابكة والمربكة للشؤون الإنسانية، لا يمكن أبدًا تحقيق الدقة المطلقة. أفضل ما يمكن أن يقال عنهم هو أنه كلما كان الأساس الذي تقوم عليه الفرضية الاجتماعية أو السياسية سليماً، زادت احتمالية توقع تطوره والتنبؤ بحالته المستقبلية. الدساتير، ان لم تراعي المعطيات الاجتماعية بواقعية، يكون دستوراً غير منتجاً. بلداننا كانت ولازالت تجرفها الحوادث، وان الاحداث العشوائية نتيجة النزوات التاريخية وشذوذ الاقوام التي جاءت غازية لبلداننا، شكلت مجتمعات غامضة يتعذر تعقبها.
في العرف الحديث، عندما تتشكل الدول، تعد دستورًا للتعبير عن نفسها وشعبها وللعالم، عن المبادئ التي تقترح أن تعمل وفقًا لها. وهذا من طبيعة الوصية على الفضيلة والاستقامة التي ينوي مؤسسوها غرسها وتنفيذها من خلالها. وهي تستند دائمًا إلى مجموعة "القوانين" المهيمنة المعترف بها (الطبيعية أو الدينية أو الثقافية)، التي يمكن على أساسها إثبات حسن نيتها كدولة شرعية وقانونية قابلة للحياة. استند دستور العراق الى ثلاث ركائز أساسية للفكر السياسي والديني والاقتصادي الأمريكي تلقيناً، العنصر السياسي عبارة عن توليفة من المثل العليا الجوهرية لعصر التنوير وكما ورد في كتاب" رسالة بشأن التسامح" للوك. العنصر الديني مشتق من الإسلام الشيعي (في أمريكا من المسيحية البروتستانتية). جاء التأثير الاقتصادي حصرياً من الرأسمالية الكلاسيكية. عندما يتعرض شعب لعقود من الزمان لتلقين لا نهاية له في القسوة والخداع، فإن الاستيقاظ من تلك الحالة الدعائية يجب أن يكون مؤلمًا، إذا كان ذلك ممكنًا..
لقد تم تدمير الديموقراطية منذ البداية بقوة الخداع الرسمي، وحُرم منها السواد من الشعب الفقير الجاهل. كان الإسلام الذي تم اقراره رسمياً، خادعا واجوفاً، تم ترديده باعتباره تعويذة للطبقة الحاكمة، ولم تمارس في الواقع ابداً الا للقرصنة وتوسيع نفوذ الكتل. وقد استند الاقتصاد(الحر) الى استخلاص الربح من عرق ودم العمالة في القطاع العام والخاص، من اجل تعظيم موارد المستغلين الأثرياء...



#محمد_رياض_اسماعيل (هاشتاغ)       Mohammed_Reyadh_Ismail_Sabir#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المعاناة في العلاقات الزوجية
- السعادة على طريقة ابو خضير
- متى تنال الخرفان حريتها؟
- الاعلام الحُر ليس حُراً/ الجزء الثاني
- الاعلام الحُر ليس حُراً
- تأملات في برمجة التصاميم البشرية
- الدستور والعدالة
- العراق بين سياسة أمريكا وعلة الواقع الكارثي
- خاطرة قصيرة على التعليم في العراق
- في الاقتصاد العراقي وعلى هامش تأسيس شركة النفط الوطنية
- الخداع الفكري لرؤية الحقيقة
- متى يكون العقل سليماً معافى؟
- أثر البناء الفكري للإنسان على مستقبله/ الجزء الثاني
- أثر البناء الفكري للإنسان في تقدم الامم / الجزء الاول
- التنوير
- الشرق الأوسط في ميزان السياسة
- حب الانسان هو وجوده..
- النظام العالمي التي تديرها الشركات المساهمة
- كوردستان
- ما السبيل الى التعايش السلمي بين البشر؟


المزيد.....




- ميغان ماركل تنشر فيديو -نادرا- لطفليها بمناسبة عيد الأب
- مصدر لـCNN: إيران تبلغ الوسطاء أنها لن تتفاوض مع أمريكا لحين ...
- منصة مصرية لإدارة الأمراض المزمنة والسمنة
- لماذا يستخدم الكثير من الأطفال السجائر الإلكترونية، وما مدى ...
- إسرائيل تستشيط غضبًا بعد إغلاق أربعة أجنحة تابعة لها في معرض ...
- إيران تهدد بالانسحاب من معاهدة الأسلحة النووية وسط التصعيد م ...
- مفوض أممي يحث على إنهاء الأزمة الإنسانية في غزة
- اكتشاف دور للسكر في حماية الدماغ من الشيخوخة
- طبيب يفند خرافات شائعة عن ورم البروستاتا الحميد
- ما الذي يسبب العدوانية غير المنضبطة؟


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد رياض اسماعيل - الدستور العراقي في ضوء المعطيات والنتائج