أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - محمد رياض اسماعيل - الاعلام الحُر ليس حُراً/ الجزء الثاني














المزيد.....

الاعلام الحُر ليس حُراً/ الجزء الثاني


محمد رياض اسماعيل
باحث

(Mohammed Reyadh Ismail Sabir)


الحوار المتمدن-العدد: 6962 - 2021 / 7 / 18 - 14:55
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    


بلداننا تشكلت في احداث عشوائية، ونزوات تاريخية متعاقبة، تجمعت في تشكيلها، منحنا فيها الناهبون الواهبون دولاً، على حد التعبير الذي كان يستخدمه الدكتور علي الوردي، أولئك الناهبون اللذين اشبعوا الأرض دمارا، وجاؤها عابرين الجبال والادغال والمحيطات، يحفزهم الجشع، خصوصا إذا كان عدوهم غنياً؛ ينظرون إلى الثروة والعوز بنفس الحماسة للتخريب والذبح والاغتصاب تحت ألقاب مستعارة، يسمونها امبراطوريات. وتشكلت دولنا واُعِدت لها دستوراً للمبادئ التي تعمل وفقاً لها، ينوي مؤسسوها غرسها مستندة على الفضيلة والاستقامة! مستندة على الأعراف الطبيعية والدينية والثقافية السائدة في مجتمعاتنا، والتي يمكن استناداً اليها اثبات حسن نيتها وشرعنه لوجودها قانوناً. ثم تحول في النهاية مزارعها الغنية الى ارض مقفرة، الى صحاري! ويسمون بلادنا، بلاد متحررة، ديموقراطية، حرة!! ويسمون أنفسهم محررين، صناع السلام!
عدت لاحتساء قهوتي هذه المرة، بينما يستمر المطر في الهطول، وعادت صوت سقوط قطراتها الى اذاني، بعد انقطاع في زخم الأفكار التي تزحف لمخيلتي، احتفل بالمطر قبل ان يباع لي، فسيأتي يوماً يبيعون لنا المطر. أفكر في هولاكو وجنكيز خان، طهماسب، سليمان القانوني، الجنرال ستانلي مود، رامسفيلد، قادة أغنوا بلدانهم واغتنوا من الغنائم، هؤلاء وغيرهم قطفوا كل ازاهير بلداننا الخضراء وحولوها الى صحراء قاحلة، وصنعوا المجد لإمبراطورياتهم، أغنوا بلدانهم وتركوا لإحفاد بلداننا الدموع والاحزان واللهث وراء اللقمة وضحايا أبرياء.. ماتوا جميعا اغنياء، ترى لو عادوا هؤلاء اليوم ونظروا في عيون ضحاياهم الأبرياء واحفادهم من الأطفال والنساء والشيوخ، ماذا سيقولون؟ هل كانوا مؤمنين بالله ام بقدرة أسلحتهم؟ هل سيعتذرون لضحاياهم الأبرياء ويتوسلون المغفرة منهم؟ هل حروب الصدمة والترويع للأطفال والنساء والشيوخ التي ذبحت واصهرت اجسادهم سيجعلهم يبتسمون ابتسامتهم الدامية؟
عاد الرعد المتدحرج وضربة البرق ليوقظ فكري الشارد، وعاد صوت مطر السلام، في زخم الفكر في صناع الخراب. وعدت الى من لايزال يحرفنا عن الحقيقة، وتذكرت ان كل الاعلام عبيد الاسياد، وأدوات ستحرق الأرض تحتنا..
ما قيمة الأفكار التي تأتي لنا في قمة التأمل؟ ففي أجواء ساحرة، ترى فيها المطر يبعث الروح في الأرض، لتخرج منها ما يحيي الكائنات أي تهب لها الحياة، انها مكافأة السماء، جديرة بالتقدير، ذا قيمة لا تقدر بثمن، فليس كل ثمين يباع في السوق. فما قيمة الافكار ان لم تترجم الى فعل، لتهب الحياة للآخرين، وما قيمة الانسان بلا أفكار؟ سيكون وجوده من عدمه سواء.. أتأمل الفاكهة التي احياها ارض ترويها الماء، فأخرجت كل فاكهة عشرات البذور نسلاً لها، وتشبثت في صيرورة كل بذرة شجرة متكاملة تحمل مئات الثمر، وفاكهة ذبلت وتحللت، تقدم مثالاً لعمق الوجود والصيرورة...
عندما نمر بالمقابر، حيث يرقد فيها البشر بسلام، كل فرد منهم كان عزيزاً لدى خاصته من الاهل والأصدقاء، يرقد فيها العبد والملك، الغني والفقير، العالم والجاهل، القليل منهم ترك رسائل تحمل كلمات تحيي اجيالاً من النسل، والكثير من ذبل ولم يترك اثراً له.. الان اجلس مع قهوتي وأتساءل، متى تعطي الكلمة شيئاً مجانياً، كما تفعل الأشجار المثمرة، تحيي بها انسالنا! هل المطر يخص الأشجار وحدها؟ وهنا اسال كل الذين طبلوا للطغاة، حيث يرقدون بسلام، ما الذي جنينا من كل صخبكم وكلماتكم ذات الثمن الباهض؟ ونحن مع نسلكم اليوم، نحصد الدمار والخراب.. انها الكلمة المجانية، التي تصنعها الأفكار النيرة، هي التي تربي وتفرش لمستقبل زاهر.
اظن ان قيمة المطر كانت غائبة في رسائل الطغاة واعلامها في كل عصر، فبدلاً عن تأمل نزول المطر من السماء، تأملوا الصواريخ والقنابل والقذائف المحرقة، عند نزولها من السماء. فاحرقوا ارضنا، وأصبحنا من العالم ما بعد الثالث! انهم يطبلون اليوم للسلم والسلام العالمي!



#محمد_رياض_اسماعيل (هاشتاغ)       Mohammed_Reyadh_Ismail_Sabir#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاعلام الحُر ليس حُراً
- تأملات في برمجة التصاميم البشرية
- الدستور والعدالة
- العراق بين سياسة أمريكا وعلة الواقع الكارثي
- خاطرة قصيرة على التعليم في العراق
- في الاقتصاد العراقي وعلى هامش تأسيس شركة النفط الوطنية
- الخداع الفكري لرؤية الحقيقة
- متى يكون العقل سليماً معافى؟
- أثر البناء الفكري للإنسان على مستقبله/ الجزء الثاني
- أثر البناء الفكري للإنسان في تقدم الامم / الجزء الاول
- التنوير
- الشرق الأوسط في ميزان السياسة
- حب الانسان هو وجوده..
- النظام العالمي التي تديرها الشركات المساهمة
- كوردستان
- ما السبيل الى التعايش السلمي بين البشر؟
- التعايش بين البشر وسبيل التحرر من القيود المشروطة عليه
- استراتيجية التوازن بين استهلاك الطاقة وتسعيرتها
- هل يمكن القضاء على العنف جذرياً - الجزء الرابع والاخير
- السواد


المزيد.....




- شاهد: مظاهرات غاضبة في أرمينيا تطالب رئيس الوزراء بالاستقالة ...
- بوتين للغرب.. لن نسمح بتهديدنا وقواتنا النووية متأهبة
- إصابة عنصري أمن بالرصاص داخل مركز للشرطة في باريس
- -إصابة شرطيَين- برصاص رجل داخل مركز للشرطة في باريس
- مصر.. أسعار السلع تتراجع للشهر الثاني على التوالي منذ -تعويم ...
- ألعاب نارية مبهرة تزيّن سماء موسكو تكريما للذكرى الـ79 للنصر ...
- -هجوم جوي وإطلاق صواريخ متنوعة-.. -حزب الله- ينشر ملخص عمليا ...
- روسيا تجهز الجيش بدفعة من المدرعات وناقلات الجنود المعدّلة ( ...
- شاهد: لحظة اقتلاع الأشجار واحدة تلو الأخرى بفناء منزل في ميش ...
- شاهد: اشتعال النيران بطائرة بوينغ 737 وانزلاقها عن المدرج في ...


المزيد.....

- النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف ... / زهير الخويلدي
- قضايا جيوستراتيجية / مرزوق الحلالي
- ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال ... / حسين عجيب
- الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر ) / حسين عجيب
- التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي ... / محمود الصباغ
- هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل / حسين عجيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع / عادل عبدالله
- الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية / زهير الخويلدي
- ما المقصود بفلسفة الذهن؟ / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - محمد رياض اسماعيل - الاعلام الحُر ليس حُراً/ الجزء الثاني