أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - محمد رياض اسماعيل - الدستور والعدالة














المزيد.....

الدستور والعدالة


محمد رياض اسماعيل
باحث

(Mohammed Reyadh Ismail Sabir)


الحوار المتمدن-العدد: 6954 - 2021 / 7 / 10 - 12:45
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


هناك معارك تاريخية للدستور مع الحكم المطلق، ولعل إنكلترا وفرنسا ثم إيطاليا هي الاقدم بين الشعوب في هذه المعارك بين الحاكم والشعب. والدولة العثمانية في أواخر وجودها شهدت مثل هذه المعركة التي انتهت بعزل السلطان الحاكم والعمل وفق مشروطية الشعب(الدستور). وتأثرت مناطق النفوذ العثماني بذلك، وكانت سبباً رئيساً في الترحاب بالإنكليز والفرنسيين وقبول الانتداب..
انتهت قيادة الشعب في إنكلترا، اخر الامر الى اوليفر كرومويل، وتشارل الأول، اشد الملوك حرصا على حقوقه كملك مستبد، وقال عند شنقه "يجب ان تعلموا ان حريه الشعب انما هي في ان تكون له حكومة وليست في ان يكون له نصيب في الحكومة، فذلك ليس من حقوقه، والملك والرعية شيئان مختلفان". كما ان محاكمة ماري كوين في فرنسا، كانت تعسفاً في استخدام الحق ومسوقاً للقسوة والظلم، لا يبررها غير حرص اليزابيث على الحكم والملك.
كما ان الكنيسة كانت قاسية تجاه الحقائق من الناحية الأخلاقية، وعين الشيء فعلته شيوخ الإسلام عبر التاريخ، وكان لدور الإفتاء وشيخ الاسلام والعلماء الدينيين فصلاً تجاه الحقائق التي تعتبرها تدخل في باب الخطيئة، كما فعل الجيش الإنكشاري بالسلطان عثمان الثاني، الذي مزق قرار اهل الفتوى لمنعه من حج بيت الله، كانت والدة السلطان "عالمة سلطان" ووالدة السلطان مصطفى والسلطانة "كوسم" وقفوا وراء الثورة على عثمان الثاني، واستصدروا القرار عن طريق الفتوى! واُعدِم السلطان خنقاً بوتر قوس على عادة ال عثمان بحق النبلاء!
كما تغلب بعض اولياء العهد، فخلعوا ابائهم باسم الشعب او قتلوهم، واعتبر ذلك اخلاصا صريحا للوطن، متمثلين بقول بروتس، على اثر قتل صديقه الحميم قيصر "لقد كنت احب قيصر، لكن كنت اكثر حبا لروما".
كانت العدالة في حرب الانسان لسيادة الدستور، مسخرة لإزهاق الأرواح، حبا للشهوة التي دفعت لمحاكمة الخصوم بوسائل الخداع التي كان يلجأ اليها المحققون، اللذين يسيغون شرب دماء امثالهم من بني الانسان، ارضاءا لنهمهم للسلطة وشديد حرصهم على استبقاءها، لا ينازعهم فيها منازع. جاءت الثورات كضرورة لإحقاق العدالة، فالفرخة حين تكبر في البيضة، تثور على محيطها، وتندفع الى بيئة جديدة قد لا يتوفر فيها الأمان، لكن ولادتها نتيجة طبيعية للوجود. كانت الغزوات حالها حال الثورات تنازعا للبقاء، يندس فيها ذوي المروءة والنجدة، يأبى عليهم شرفهم وتأبى كرامتهم ان يسلبوا، وان يكونوا لصوصا سارقين، لكن غير هؤلاء ما يلبثون يندسون وفي نية اكثرهم ان تسود الفوضى، ليزداد حظه من الاسلاب والمغانم.. وهذه مآخذ على الثورات، لأنها تزهق ارواحا وتسفك دماءاً لمظلومين، تحرك في النفس الإنسانية القبس المضيء الخالد لردع الظلم. قالت كورداي قبل اعدامها " الى متى ايها الفرنسيين التعساء تؤثرون الاضطراب والتفرقة؟ الا لقد طال الامد الذي غلب فيه الادعياء ورعاة الانقسام مصالحهم واطماعهم على المصلحة العامة، فلم تبطشون أنتم (ضحية اطماعهم) بعضكم ببعض فتقيموا بذلك صرح استبداهم على أنقاض فرنسا".
جاء حكم الشعب في أوروبا، بعد تلك المعارك التاريخية، كانت بدايتها يصور مهزلة فاجعه، تمليها شهوات اولي الامر وليس فيها للقانون والقضاء والعدالة سوى الاسم ، فالتحقيق والقضاء والعدالة لا تكون الا حيث يكون ضمير القاضي وحده هو صاحب التقدير والحكم، وحيث يكون التحقيق والقضاء قادرين ان يقضيا على صاحب القوه بنفس النزاهة التي يستطيعان ان يقضيا بها على من يناصبه صاحب الحكم الخصومة، ولم يكن شيء من ذلك في اية واحدة من المحاكمات الكبرى التي عرفها التاريخ، بل كان الملك او الطاغية يقرر الحكم الذي يصدر، ثم يكلف المحققين والقضاة بتمثيل مهزلة العدالة التي تجعل لهذا الحكم امام الشعب الصور الشكلية التي يتخذها القضاء ليكون محترما في نظر الشعب. وبحسب القضاء ان يكون ذلك مظهره ليكون غير جدير باي تقدير، وبحسب الخصومة بين اثنين ان يكون اساسا الشهوة، ليكون الحكم لأي من المتخاصمين حكم مشوبا بأهواء اهل العصر ومؤرخيه، ممن يتأثرون هم ايضا بناحيه من نواحي الخصومة أكثر من تأثرهم بوحي العدالة ونزاهة القضاء.
وبات الانسان يبحث عن دستور يراعي مصالح الشعب، ان يكون بمثابة الاب، يحتكم به القضاة بقلب محب لأطفاله ولا يمكن ان يدينهم كيفما اتفق. جاءت الدساتير في أوروبا نتيجة لتلك المعارك التاريخية، وبعد نضال طويل لإحقاق الحق المجرد من اهواء السلطة والمتنفذين، وتحقيق مصالح الشعوب وحفظ حقوق الانسان الذي كرمه الله، و بموجب مقتضيات العدالة فحسب، ووفق هيكليتها الاجتماعية وتراثها وثرائها العلمي والثقافي.. وكانت الدساتير في البلدان المنتدبة ومنها العراق، نسخ لنضال شعوب اخرين! لا يتطابق مع الواقع، ولم تكن وليدة معاناة وصراع وثورات شعبية حقيقية، بل كانت الثورات تتعاقب ويسمع بها الشعب من المذياع ووسائل الاعلام!! فلاتزال شعوبها تبحث عن نفسها أولاً، ثم تصيغ دستوراً صالحاً لها!!!! ولا نزال في مرحلة الصراع بين الشعوب والسلطات، وكلما كبرت المعاناة، اقتربت الولادة......



#محمد_رياض_اسماعيل (هاشتاغ)       Mohammed_Reyadh_Ismail_Sabir#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العراق بين سياسة أمريكا وعلة الواقع الكارثي
- خاطرة قصيرة على التعليم في العراق
- في الاقتصاد العراقي وعلى هامش تأسيس شركة النفط الوطنية
- الخداع الفكري لرؤية الحقيقة
- متى يكون العقل سليماً معافى؟
- أثر البناء الفكري للإنسان على مستقبله/ الجزء الثاني
- أثر البناء الفكري للإنسان في تقدم الامم / الجزء الاول
- التنوير
- الشرق الأوسط في ميزان السياسة
- حب الانسان هو وجوده..
- النظام العالمي التي تديرها الشركات المساهمة
- كوردستان
- ما السبيل الى التعايش السلمي بين البشر؟
- التعايش بين البشر وسبيل التحرر من القيود المشروطة عليه
- استراتيجية التوازن بين استهلاك الطاقة وتسعيرتها
- هل يمكن القضاء على العنف جذرياً - الجزء الرابع والاخير
- السواد
- هل يمكن القضاء على العنف جذرياً - الجزء الثالث
- هل يمكن القضاء على العنف جذرياً - الجزء الثاني
- متى سيقضي الانسان على العنف جذرياً؟


المزيد.....




- “اعرف صلاة الجمعة امتا؟!” أوقات الصلاة اليوم الجمعة بالتوقيت ...
- هدفنا قانون أسرة ديمقراطي ينتصر لحقوق النساء الديمقراطية
- الشرطة الأمريكية تعتقل متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين في جامعة ...
- مناضل من مكناس// إما فسادهم والعبودية وإما فسادهم والطرد.
- بلاغ القطاع الطلابي لحزب للتقدم و الاشتراكية
- الجامعة الوطنية للقطاع الفلاحي (الإتحاد المغربي للشغل) تدعو ...
- الرفيق جمال براجع يهنئ الرفيق فهد سليمان أميناً عاماً للجبهة ...
- الجبهة الديمقراطية: تثمن الثورة الطلابية في الجامعات الاميرك ...
- شاهد.. الشرطة تعتقل متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين في جامعة إيم ...
- الشرطة الإسرائيلية تعتقل متظاهرين خلال احتجاج في القدس للمطا ...


المزيد.....

- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين
- الأنماط الخمسة من الثوريين - دراسة سيكولوجية ا. شتينبرج / سعيد العليمى
- جريدة طريق الثورة، العدد 46، أفريل-ماي 2018 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - محمد رياض اسماعيل - الدستور والعدالة