أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - اسماعيل شاكر الرفاعي - حول الاتفاقية العراقية اللبنانية














المزيد.....

حول الاتفاقية العراقية اللبنانية


اسماعيل شاكر الرفاعي

الحوار المتمدن-العدد: 6969 - 2021 / 7 / 25 - 20:56
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


نوع نادر من الاتفاقيات التي تم توقيعها بين بلدين من بلدان الشرق الأوسط ، لم يتوخ احدهما من الآخر شرط التبعية السياسية كما هي الغاية من الاتفاقيات الاقتصادية والتجارية التي تعقدها قطر والسعودية والإمارات مع البلدان العربية ، وكما هي عادة طهران في ما تطلبه من شرط الولاء لها ، قبل ان تشرع مخابراتها في دعم تأسيس حزب او ميليشيا جديدة في البلدان العربية ذات الوجود الشيعي . ولهذا تزهو هذه الاتفاقية ببعدها الانساني وباشعاع اخلاقي عظيم : يستوفي العراق ما يقدمه من نفط خام - على شكل خدمات صحية ، وغيرها من الخدمات الإنسانية التي تكمل خبرة العراقيين في سعيهم لصد هجوم كورونا في موجتها الجديدة ...

واللمسة الإنسانية في هذه الاتفاقية انها موجهة - على خلاف المساعدة العراقية بعد تفجير او انفجار مرفأ بيروت - لكل الشعب اللبناني ، وليس لطائفة دينية محددة فيه ، وهذا ما اثار غضب احزاب الطوائف في العراق التي اعتادت ان ترسل لامتداداتها الطائفية في لبنان بشكل سري وغير معلن : اموالاً ومساعدات مهربة ترسلها احزاب شيعة العراق الى احزاب شيعة لبنان ، ومن احزاب سنة العراق الى احزاب سنة لبنان ، ومن كنائس الخارج الى كنائس لبنان ، هذا اضافة الى الامتدادات الآيدلوجية حيث تبادر الاحزاب الاسلامية بمساعدة شقيقاتها اللبنانيات ، وأحزاب اليسار والاشتراكية والليبرالية الى أشباههم في لبنان ، وقد تمتد يد الكرم العائلي الى الأصهار في لبنان : سيما وان اثنين من أصهار اللبنانيين اصبحوا رؤساء وزارات ، اضافة الى وزراء ونواب ...

لم يكن دور العراق في هذه الاتفاقية القيام بمنح : عملة صعبة الى لبنان بل نفطاً خاماً ، يستخرج عادة من باطن الارض ، ولم يصرف عليه العراق اي جهد من مثل الجهد الذي يبذل لتحويله الى مشتقات نفطية : والجهد المبذول في استخراج النفط الخام يعود للشركات المستخرجة والمسوقة له ، ومعظمها اجنبية ، فلماذا الضجيج ؟

مع بداية انتشار فايروس كورونا ، ولجوء حكومات العالم الى اتخاذ تدابير عزل الناس ، وغلق الكثير من الاقتصادات ذات الكثافة السكانية ، اضافة الى غلق المطاعم والمقاهي والبارات ، ومحلات الترفيه ، تحول هذا النفط المطمور في باطن الارض الى سلعة كاسدة ، ولأن الحكومات العراقية المتعاقبة لم تتحسب للمستقبل ، وتدخر أموالاً للأجيال القادمة في صناديق خاصة ، ولأنها أقفلت مئات المصانع ولم تعمل على تنويع مصادر اقتصادها : تعالى النحيب والبكاء ، وما كان أمام ( العبقري الفذ ) وزير المالية ، الا ان يوجه مدافعه الى العملة الوطنية بقرار زيادة سعر صرف الدولار . من هذه الزاوية : زاوية التخلف والعنف والاستبداد التي تسود علاقات دول المنطقة ، انظر الى الاتفاقية على انها اتفاق جديد قد يكسر تحكم تركيا وايران ودويلات الجزيرة بالعلاقات بين الدول ، وبمضمون الاتفاقات ببنها . انها نوع من المقايضة التي يتبادل فيها الطرفان ما يمتلكان تخلو من اي نوع من انواع الاستغلال : فالعراق يساعد اخوانه بنفط مطمور تحت الارض ، ويسد اللبنانيون إثمانه على شكل خدمات متطورة ...

لا يملك العراقيون شيئاً مهماً فوق سطح الارض : فعدا عن المتاحف ودور العبادة وبيوت السكن ، لا توجد في العراق منشآت هامة تنتج سلعاً وخدمات ، فرطت بها الاتفاقية . والشعارات التي يضج بها العراق لا حاجة للبنان المتخم اصلاً بالشعارات : اليها...

انا متعاطف بقوة مع هذه الاتفاقية ، لأنني أتعاطف بالفطرة مع اي حركة تقوم ضد الاحتكار ، والطائفية السياسية المقيتة في العراق وفي لبنان هي ذروة الاحتكار ، اذ سعت وتسعى الى احتكار السياسة والاقتصاد والقرار والثروات ، فأوصلت البلدين الى ما وصلتا اليه من : بطالة كثيفة ، وانهيار العملة وانهيار مؤسسات الدولة ، وقبل ذلك انهيار اخلاق الناس ...



#اسماعيل_شاكر_الرفاعي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التفجيرات ثقافة اسلامية أصيلة وغير مجلوبة
- حكومة الكاظمي : صفر حقيقة
- عن حلم مقتدى الصدر
- الجزء الرابع من مقال : موقفي ككوزموبوليتيني من حرب حماس والل ...
- موقفي ككوزموبوليتي من حرب اليمين الفلسطيني والاسرائيلي / الج ...
- الجزء الثاني من مقال : موقفي ككوزموبوليتي من حرب الليكود وحم ...
- موقفي ككوزموبوليتي من حرب : الليكود وحماس ( 1 )
- 6 من 7 من مقالنا : السياسة والحب
- 5 من 7 من مقالنا : السياسة والحب
- مع من سأعيد ، مع السنة أم مع الشيعة
- السياسة والحب : 3 و 4 من 7
- السياسة والحب 1 و 2 من 7
- شهيد أم قتيل
- بعد ان تجاوزت الإصابات الملايين
- الأمن والتفجيرات
- لماذا تفضلون العيش في عالم التخلف ؟
- السودان : من مقولات - الترابي - الجهادية الى مفاهيم الحكومة ...
- رحلة حرة في ذاكرة العراق التاريخية القريبة
- كيف نجا الأدب بشقيه الشعري والسردي من مجازر الردات السياثقاف ...
- الوحوش


المزيد.....




- وحدة أوكرانية تستخدم المسيرات بدلا من الأسلحة الثقيلة
- القضاء البريطاني يدين مغربيا قتل بريطانيا بزعم -الثأر- لأطفا ...
- وزير إسرائيلي يصف مقترحا مصريا بأنه استسلام كامل من جانب إسر ...
- -نيويورك تايمز-: الولايات المتحدة تسحب العشرات من قواتها الخ ...
- السعودية.. سقوط فتيات مشاركات في سباق الهجن بالعلا عن الجمال ...
- ستولتنبرغ يدعو إلى الاعتراف بأن دول -الناتو- لم تقدم المساعد ...
- مسؤول أمريكي: واشنطن لا تتوقع هجوما أوكرانيا واسعا
- الكويت..قرار بحبس الإعلامية الشهيرة حليمة بولند سنتين وغرامة ...
- واشنطن: المساعدات العسكرية ستصل أوكرانيا خلال أيام
- مليون متابع -يُدخلون تيك توكر- عربياً إلى السجن (فيديو)


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - اسماعيل شاكر الرفاعي - حول الاتفاقية العراقية اللبنانية