أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - اسماعيل شاكر الرفاعي - موقفي ككوزموبوليتي من حرب : الليكود وحماس ( 1 )















المزيد.....

موقفي ككوزموبوليتي من حرب : الليكود وحماس ( 1 )


اسماعيل شاكر الرفاعي

الحوار المتمدن-العدد: 6916 - 2021 / 6 / 2 - 01:12
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


موقفي ككوزموبوليتي من حرب الليكود وحماس


اخشى على روح اسرائيل من وطن اسرائيل
آنشتاين


لم تكن الحرب التي أوقف العالم الخارجي وحشيتها قبل ايام قد جرت بين الشعبين الفلسطيني والاسرائيلي . هذان شعبان ينتميان الى الجنس البشري ، لا الى جنس اليمين المتوحش الحاكم في اسرائيل وفي غزة . وقعت هذه الحرب كحلقة في سلسلة مستمرة من الحروب التي يطلقها اليمين السياسي للشعبين لتأبيد سطوته وسيطرته ، ولخنق الاصوات الاخرى المحبذة لمنطق الحوار البشري ، والرافضة لمنطق حوار الأسلحة . صحيح انه لا تضمهما غرفة عمليات مشتركة ، لكن يضمهما اعتقاد مشترك : بأن الحرب والحرب وحدها ، هي الطريق الكفيلة بتحرير فلسطين ( من النهر الى البحر ) كما هو برنامج حماس ، او بأعادة الاستيلاء على أراضي الضفة والقطاع اضافة الى مصادرة أراض اخرى في الأردن وسوريا ، كما يطمح الى ذلك حزب الليكود الاسرائيلي بقيادة نتنياهو . لكن تكرار اشعال هذه الحروب في أعوام 2008 و 2014 و 2021 ، دون ان تحرر حماس شبراً واحداً ، ودون ان ينتقل الليكود خطوة في طريق تحقيق برنامجه باستعادة الضفة والقطاع : تجعلنا نبحث عن اسباب اخرى لتفجير هذه السلسلة من الحروب ، لا علاقة لها بسعي حماس الى استعادة كامل فلسطين وإلقاء اليهود في البحر ، ولا علاقة لها بسعي الليكود الى التخلي عن اتفاقية اوسلو واسترجاع الأراضي التي احتلتها اسرائيل في حرب 1967 . هذان الحزبان اليمينيان يكذبان على شعبيهما حين يجعلان سبب حروبهما : سعيهما الدؤوب الى تحرير الارض ( حماس ) او سعي الليكود الى إلغاء اتفاقية اوسلوا واستعادة الضفة والقطاع . تكذب حماس لأنه ليس بامكانها ان تقنع العالم بشرعية توجهها الى ذبح وتهجير سبعة ملايين يهودي يعيشون في اسرائيل اليوم من اصل تسعة ملايين ، كما ان حزب الليكود يكذب على يهود اسرائيل وعلى يهود العالم بادعائه بأنه يمتلك القدرة على ذبح وتهجير ملايين الفلسطينيين في الضفة والقطاع : وقد اثبتوا في اكثر من مواجهة حربية تصميمهم على مواجهة الذبح ورفض التهجير . ان حماس والليكود اليمينيان ينتميان الى مرحلة تاريخية : ولت وانتهت ، ومعها تلاشى لهب نيران حرق الانسان حياً او خنقه في معسكرات المحارق النازية ، وتوقف نبض الأصابع التي ضغطت على ازرار مصادرة الحياة بالسلاح النووي كما حدث لمدينتي هيروشيما وناكازاكي . تتضمن برامج الحزبين اليمينيين مناشدة صريحة لشعبيهما بالتوجه الى الشعب الآخر وتطهيره عرقياً ، وهو ما يرفضه شعبا فلسطين واسرائيل : اللذان بدأآ يدركان محدودية تأثير امتلاك الصواريخ في مساعدة حماس على تنفيذ برنامجها التحريري ، ( وهي لا تستطيع حماية غزة التي تتهدم بيوتها ، في كل حرب ، على رؤوس ساكنيها ) وبالمقابل فأن حزب الليكود لا يستطيع الاستمرار بتوسيع نطاق الاستعمار الاستيطاني وحمايته بالتلويح بامتلاكه لتكنولوجيا السلاح النووي ، امام التطور المتنامي لارادة الشعب الفلسطيني في تصميمه على التمسك بحقه في ان يكون له وطن ذو سيادة وان يشعر داخله بالأمان . اننا نرى ان اسباب هذه الحروب الجزئية ، التكتيكية ، المتقطعة : كامنة ليس في برنامج حماس الخرافي : بتدمير دولة اسرائيل وإلقاء ساكنيها من اليهود - بمجزرة مروعة - في البحر ، ولا تكمن اسبابها في برنامج الليكود الخرافي بإعادة السيطرة على كامل التراب الفلسطيني : بل نرى اسباب الحرب كامنة بالضبط في انتفاض الشعبين : الفلسطيني والاسرائيلي على الوعي العنصري الذي تنشره كل من الحركتين اليمينيتين لتكبيل وعي شعبيهما به ، حين تطرح الحرب كمخرج وحيد للصراع : أي بالقضاء على احدهما . بدأ انتفاض وعي الشعب الفلسطيني على مقولات الحل الدموي منذ بداية تأسيس حركة فتح 1964 التي اختطت لنفسها طريق الحرب : بتساؤلات عميقة رفعتها بوجهها طليعة من المثقفين الإنسانيين المتنورين : عن وسائل العمل الفدائي ، وعن المدى الذي يمكن ان يصل اليه العمل الفدائي . وقد اثبتت الاحداث صحة تساؤلاتهم ، فبعد اكثر من نصف قرن من : " طالعلك يعدوي طالع " لم يتم تحرير مدينة فلسطينية او حتى قرية طرفية ، فيما اثبتت قيادته الحربية والسياسية فشلها التام : اذ تم تدمير قوة فتح والمنظمات الفدائية الاخرى من قبل العرب ، وليس من قبل اسرائيل ابتداء من أيلول 1971 . وما تلا هذا التاريخ من اجلاء الفدائيين الى تونس ، ولم يعد ياسر عرفات الا بقوة اتفاق السلام 1994 ، حين منحته اتفاقية السلام في أوسلو لأول مرة : سلطة وطنية ومنحت لقبه كرئيس : شرعية معترف بها دولياً . اما اسلحته وفدائييه فقد دخلوا الأراضي الفلسطينية في غزة ( قبل تمرد حماس ) وفي القطاع بموافقة من اسرائيل ، فمعاهدة السلام في اوسلو 1994 هي التي يمكن التأريخ انطلاقاً منها ( بعودة الوعي ) الفلسطيني الذي أضلته وغربته اناشيد المعارك الوهمية ، التي تبادل الشعبان فيها الاعتراف بحقهما في العيش الآمن على التراب الفلسطيني وفقاً لما حددته المعاهدات الدولية . لا يعترف اليمين بهذا الحق ، ولا بأي مشترك يمكن ان يوجد ولهذا يفجران الحرب بينهما ، فبالنسف الواعي والمقصود للمشترك ألذي نما وتجذر بين الشعبين بواسطة الحرب ، يمكن نسف معاهدة أوسلو للسلام ، وبالفعل تمكن اليمين الحمساوي واليمين الليكودي من تعطيل العمل بمعاهدة السلام لأكثر من عقدين من السنين ، وتمزيقها باشعال الحرب تلو الاخرى ، وقد ساعد هذا الفعل التخريبي على الانتشار عربياً ، فتم بمساعدته القضاء على نواة الحداثة السياسية في الشرق الأوسط التي تبدأ حين يتكرس الحل السلمي للصراع : بدولة واحدة او بدولتين . لقد تمرس طرفا اليمين بالتقاط الاحداث الداخلية العابرة وتوظيفها في خدمة إشعال الحرب ، مثلما تمرسا بايجاد الوقت المناسب لأيقافها . ان ازمة الانتخابات ، أو بالأصح أزمتهما في الانتخابات ، دفعتهما بقوة الى ارتكاب هذه الجريمة بحق شعبيهما ، ( وبحقنا نحن الذين يجبرنا اليمين السياسي مع كل حرب على ان نخرج من إنسانيتنا وننحاز لواحد من طرفي النزاع ، بدل ان نستقل عنه ونتوجه اليه بالنقد لإيجاد مخرجاً إنسانياً ثالثاً للنزاع ) فقد تصور كل منهما بأن تفجير هذه الحرب ستساعده في الحصول على اكبر كم من الاصوات الانتخابية تؤهله للفوز فيها ، كما وستحقق هزيمة نكراء بمنافسه السياسي . فالحرب هذه - من هذه الزاوية : ابنة تناقضات داخلية تتمثل بعدم قدرة اليمين الاسرائيلي على تحقيق النصاب المطلوب لتشكيل الحكومة الا بشراكة احزاب اخرى ، كما وتتمثل بما تعيشه حماس من شرعية منقوصة منذ اغتصابها للحكم في غزة . اذاً لم يكن الدافع الى هذه الحرب استعادة الضفة والقطاع من قبل حزب الليكود اليميني ، أو بالقضاء على دولة اسرائيل وإلقاء شعبها في البحر كما تقول الدعاية المتواصلة للقوميين العرب منذ ثلاثة ارباع القرن ثم الاسلاميين فالحمساويين منذ ربع قرن . فمن طبيعة اليمين انتهاز الفرص لارتكاب المجازر أداة لتحقيق غاياته . وقد سبقت حزب الليكود وحزب حماس الى ذلك : النازية ، وسبقتهما امريكا في هيروشيما وناكازاكي ، وارتكبها الجنرال فرانكو في اسبانيا ، وارتكبتها جميع الانطمة العربية ضد شعوبها : كما ارتكبتها الشعوب العربية ضد نفسها وهي تعيد انتاج جلاديها ...



#اسماعيل_شاكر_الرفاعي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- 6 من 7 من مقالنا : السياسة والحب
- 5 من 7 من مقالنا : السياسة والحب
- مع من سأعيد ، مع السنة أم مع الشيعة
- السياسة والحب : 3 و 4 من 7
- السياسة والحب 1 و 2 من 7
- شهيد أم قتيل
- بعد ان تجاوزت الإصابات الملايين
- الأمن والتفجيرات
- لماذا تفضلون العيش في عالم التخلف ؟
- السودان : من مقولات - الترابي - الجهادية الى مفاهيم الحكومة ...
- رحلة حرة في ذاكرة العراق التاريخية القريبة
- كيف نجا الأدب بشقيه الشعري والسردي من مجازر الردات السياثقاف ...
- الوحوش
- اطردوا اشباح الماضي
- دولة الإمارات العربية المتحدة / ملاحظات أولية
- عن استراتيجية بث الذعر والخوف
- ( 2 ) الجلوس على عرش : شجرة عيد الميلاد
- الجلوس على عرش - شجرة عيد الميلاد - ( 1 )
- حركة التحرر الكردي : ثورات لا تنقطع ( 2 من 2 )
- حركة التحرر الكردية : ثورات لا تنقطع ( 1 من 2 )


المزيد.....




- رغم تصريحات بايدن.. مسؤول إسرائيلي: الموافقة على توسيع العمل ...
- -بيزنس إنسايدر-: قدرات ودقة هذه الأسلحة الأمريكية موضع تساؤل ...
- إيران والإمارات تعقدان اجتماع اللجنة القنصلية المشتركة بعد ا ...
- السعودية.. السلطات توضح الآلية النظامية لتصريح الدخول لمكة ف ...
- هل يصلح قرار بايدن علاقاته مع الأميركيين العرب والمسلمين؟
- شاهد: أكثر من 90 مصابا بعد خروج قطار عن مساره واصطدامه بقطار ...
- تونس - مذكرة توقيف بحق إعلامية سخرت من وضع البلاد
- روسيا: عضوية فلسطين الكاملة تصحيح جزئي لظلم تاريخي وعواقب تص ...
- استهداف إسرائيل.. حقيقة انخراط العراق بالصراع
- محمود عباس تعليقا على قرار -العضوية الكاملة-: إجماع دولي على ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - اسماعيل شاكر الرفاعي - موقفي ككوزموبوليتي من حرب : الليكود وحماس ( 1 )