أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - اسماعيل شاكر الرفاعي - حركة التحرر الكردية : ثورات لا تنقطع ( 1 من 2 )















المزيد.....

حركة التحرر الكردية : ثورات لا تنقطع ( 1 من 2 )


اسماعيل شاكر الرفاعي

الحوار المتمدن-العدد: 6762 - 2020 / 12 / 16 - 09:21
المحور: الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية
    


لا يسر المتعاطف مع قضية التحرر الكردي ان تنتهي اول تجربة تحرر قومية في المنطقة الى ما انتهت اليه من حكم وراثي لعائلتي البارزاني ، وطالباني .
لقد كان احرار العالم ينتظرون من بارزاني وطالباني ، بما كان لهما من نفوذ وتأثير ناعمين يتجاوزان حدود اقليم كردستان : ان يلعبا دوراً متميزاً في اسناد خطا عرب الوسط والجنوب على السير قدماً صوب بناء تجربة سياسية ديمقراطية رائدة في المنطقة : سيما وان ممثلا الزعيمين الكرديين اثناء كتابة دستور : 2005 ، قد فرضا مباديء ومفاهيم متقدمة لإدارة الدولة : كمبدأ الفيدرالية لتنظيم العلاقة بين حكومة المركز في بغداد وحكومة الإقليم ، ومفهوم اللامركزية لتنظيم العلاقة بالمحافظات ، وان تظل اللامركزية مفتوحة على تكوين أقاليم . لكن لم يعمل الزعيمان الكرديان ولا عائلتيهما من بعدهما : بمنطق الفدرلة واللامركزية بل بمنطق الدولة المستقلة التي لها جيوشها وبيروقراطيتها الحكومية ووارداتها الريعية التي تتصرف بها كيف تشاء مصالح العائلتين ، ومنافذها الحدودية ودستورها المنفصل في توجهاته عن الدستور الفيدرالي . وقد شجع الكرد على هذا النزوع الانفصالي شيئان : الاول هو عدم ايمان السلطة السياسية في بغداد بالفيدرالية في ادارة الدولة : فحزب الدعوة الذي كان قطباً من اقطاب ادارة الدولة قد تربى على طروحات مدرسة الوعظ الشيعية التي تؤمن بضرورة خضوع جميع أطراف الدولة خضوعاً مركزياً لا نقاش فيه للأمام الذي يجلس على قمتها : وان يلتزم جميع سكانها على اختلاف قومياتهم وثقافاتهم وألسنتهم : بالتأويل الشيعي الفقهي في النظرة الى الكون والحياة واداء الطقوس ، اما القطب الثاني في ادارة الدولة فهو الحزب الإسلامي السني الذي لا يختلف وعي قادته بخصوص وظيفة الدولة عن فقهاء الشيعة بضرورة انصياع جميع البلدان وجميع الشعوب : للمركز الإمبراطوري الذي يجلس على قمته الخليفة والعمل بالتأويل الفقهي السني . الشيء الآخر الذي شجع القادة الكرد على رفض العمل بمنطق الفدرلة الديمقراطي هو واقع السكان العشائري والمناطقي الذي استغله الزعيمان في تثبيت المسار ، بما كانا يمنحانه من هبات وهدايا للمتنفذين والوجهاء ، صوب الحكم العائلي وتقاسم النفوذ ، وعد أربيل مملكة آل البارزاني الخاصة ، والسليمانية مملكة آل طالباني الخاصة . وقد تم تحجيم حركة " تغيير " التي حاولت التمرد على منطق الحكم العائلي - كما ادعت بياناتها - فيما لم تكن حركة برهم صالح صادقة في توجهاتها : اذ سرعان ما احتوته عائلة طالباني وإعادته الى طاعتها ، ما ان لوحت له بمنصب رئيس الجمهورية ...

الخطوة التاريخية الجبارة - التي اخرجت البشرية من ظلام الحكومات الإقطاعية المتحالفة مع الدول والإمبراطوريات الدينية : المسيحية والاسلامية ، وسارت بها نحو نور التحرر والديمقراطية : بدأت تاريخياً بكتابة دستور ذي توجه ديمقراطي في بلدان الديمقراطيات العريقة كأمريكا وفرنسا وبريطانيا ، وبناء دول انطلاقاً من مفاهيم هذه الدساتير الديمقراطية : كالعلاقة الفيدرالية والعلاقة اللامركزية ، والمساواة امام القانون ، ومفهوم حقوق الانسان ومفهوم المواطنة : وهي ارقى المفاهيم السياسية التي جاء بها عصر الأنوار ، وقد تم استلهامها في القرون اللاحقة في عملية بناء نموذج للدولة جديد كل الجدة في التاريخ العالمي ، هو النموذج المعروف بنموذج : الدولة - الامة ، الذي تكامل بعد الكساد العظيم 1929 ، بفضل الاقتصادي الليبرالي البريطاني : جون ماينارد كينز ، الذي ادخل في صلب آليات عمل الدولة الرأسمالية الكثير من الآليات الجديدة لاعادة توزيع الثروة ، أخذت شكل مساعدات اجتماعية وصحية وتعليمية وخدمات متعددة ، في ما تم الاتفاق على تسميته : بدولة الرفاه : وهي أرقى النماذج الدولتية التي بنيت في التاريخ العالمي لحد الآن ، بعد ان سقط سقوطاً مدوياً نموذج الدولة الدينية التي ترعى فقط اعضاء المذهب الديني للدولة . ومعه سقط النموذج الإمبراطوري الزراعي اثناء الحرب العالمية الاولى ، وسقطت اثناء الحرب العالمية الثانية : النماذج العنصرية الفاشستية ، ثم جاء سقوط نموذج دولة جوزيف ستالين في نهاية القرن العشرين ، وانقلاب نموذج دولة ماو تسي تونغ على رؤيته الاقتصادية ، والأخذ مع أواسط الثمانينيات بنموذج التنمية الرأسمالية . وفشل هذين النموذجين الأخيرين يعود الى فشلهما في ابداع وإنشاء مؤسسات خاصة بالدولة الاشتراشيوعية ، واستعارتهما مؤسسات الحكم البرجوازية - الإقطاعية ، كالحكومة والبرلمان والقضاء والمحاكم التي ساعدت بيروقراطية الاحزاب الشيوعية على الاستيلاء على الكم الأكبر من الواردات القومية . لكن ما يسترعي الانتباه هو انبعاث القوة في الدعاية الدينية في الشرق الأوسط : بعد ثورة المواصلات العالمية اثر اكتشاف البترول بكميات تجارية كبيرة ، هذه الدعاية التي تأوجت بتقوية الجهاد العالمي في أفغانستان والقيام بالثورة في ايران ونشوء نظم الريع النفطية في السعودية والعراق ومحميات الخليج وسواهما ...


ما كان يتمناه احرار العالم : من نجاح في بناء الجهاز الأمني والقانوني لتجربة التحرر الكردية : لم يحدث ، وحدث العكس : اذ تأثرت عائلتا البارزاني وطالباني برؤية عائلتي الحكيم والصدر الخرافيتين عن شكل الدولة وعن وظيفتها الداخلية خاصة ( اذ ان وظيفة الدولة الخارجية في تصور فقهاء الاسلام على اختلاف مذاهبهم : هي الغزو وإضافة أراض جديدة الى الدولة الاسلامية عن طريق الفتح ) وهي الرؤية التي ترى بضرورة جلوس خليفة او امام على قمتها : تجبى له الواردات من أطراف إمبراطوريته ، ويتم تجميعها له في بيت المال ، بانتظار اوامره في توزيعها على شكل هبات لشراء ذمم قواد جيوشه ، وذمم وزرائه وأفراد حاشيته وشعرائه ، والجميلات من محضياته ، وما ملكت يمينه من الجواري الحسان . لم يعرف اي خليفة من خلفاء الإمبراطوريتين العباسية والعثمانية ، ولا اي امام من أئمة الدولة الفاطمية ، ولا دول الزيدية في اليمن : معنى الاستثمار ، فيشرعوا قبل اوربا باستثمار الواردات المالية الوفيرة في خطة مستقبلية في التنمية وبناء دولة الرفاه . وكما انتهت دولة العوائل والفقهاء والاحزاب الدينية في بغداد بالإفلاس ، انتهت دولة العائلتين : البارزانية والطالبانية بالإفلاس ايضاً ( افلاس الدولة وليس افلاس العائلتين ) ...

يعبر افلاس الحاكم : المالي والفكري والروحي عن نفسه باستخدام العنف لحمل الناس على الانصياع القهري لحكمه ، والمثال البارز على ذلك بعد 2003 يتمثل بحكومة عادل عبد المهدي التي لم يعرف الناس لها إنجازاً اقتصادياً او اجتماعياً ، وكان إنجازها الأمني يتمثل بذبح ستمائة شاب مع آلاف الجرحى . كان بإمكان عادل عبد المهدي ان يتلافى ذلك كله بتجنب استخدام العنف في معالجة التظاهرات والاحتجاجات ، وانا متأكد من خلال قراءتي للكثير من مقالاته قبل ان يصبح رئيساً للوزراء ، بأنه لا يؤمن بهذا الأسلوب البربري في معالجة الأزمات . واذا كان وعي عادل السياسي السابق لحكمه في معالجة التحديات ينطلق من استخدام أساليب غير عنيفة ، فلماذا استخدم اسلوب العنف والقتل اذا لم يكن يؤمن بانه الطريق الأمثل لمعالجة تحدي ثورة تشرين ؟ ان ذلك يعود الى واحد من شروط تعيينه رئيساً للوزراء : وهو الشرط الذي يفرض عليه اختيار العنف طريقاً لحل الأزمات لا الحوار ولا السلمية ، مما يؤكد لي ان توحش الحاكم شرطاً من شروط ترشيحه للحكم : وهو في ذلك غير مخير ، لأنه اضعف من ان يناور او يختار ، كونه جاء الى الحكم بلا رصيد انتخابي ومن خارج آلية الانتخاب . لقد فرض عليه أولي نعمته من الميليشيات المسلحة ان يسلك هذا الطريق اذا أراد لتعيينه كرئيس لمجلس الوزراء ان يتم . ( والكاظمي يشبهه من هذه الزاوية فهو مثله بلا رصيد انتخابي وبلا قوة في البرلمان ، وانه لا محالة واقع تحت رحمة التيار الصدري ومنظمة بدر وجماعة المالكي والعبادي ...



#اسماعيل_شاكر_الرفاعي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مساء الليلة الماضية
- البيت الشيعي
- شيعة العراق ومقتدى الصدر
- تعيين الكاظمي بمنصب رئيس الوزراء ليس شرعياً
- توقفوا عن تدوير هذه الزبالة السياسية
- بمناسبة الانتخابات الأمريكية
- في الفضائية العراقية
- حكومة الكاظمي ومنطق مستشارها السياسي
- في الذكرى الاولى للثورة
- صدام حسين ، حيدر العبادي
- قصيدتنا
- وجها العرب في عالم اليوم
- انه عاشوراء
- تبيح السلطة الفلسطينية لنفسها ما لا تسمح به لغيرها
- الاتفاق الصعب
- عن بعض قناعاتي الشخصية
- انبعاث فيروس الطائفية مجدداً
- بيروت
- طاحض هيچ وحدة وطنية
- ألعاب الطفولة في العراق


المزيد.....




- مصدر التهديد بحرب شاملة: سياسة إسرائيل الإجرامية وإفلاتها من ...
- م.م.ن.ص// تصريح بنشوة الفرح
- م.م.ن.ص// طبول الحرب العالمية تتصاعد، امريكا تزيد الزيت في ...
- ضد تصعيد القمع، وتضامناً مع فلسطين، دعونا نقف معاً الآن!
- التضامن مع الشعب الفلسطيني، وضد التطبيع بالمغرب
- شاهد.. مبادرة طبية لمعالجة الفقراء في جنوب غرب إيران
- بالفيديو.. اتساع نطاق التظاهرات المطالبة بوقف العدوان على غز ...
- الاحتجاجات بالجامعات الأميركية تتوسع ومنظمات تندد بانتهاكات ...
- بعد اعتقال متظاهرين داعمين للفلسطينيين.. شكوى اتحادية ضد جام ...
- كاميرا CNN تُظهر استخدام الشرطة القوة في اعتقال متظاهرين مؤي ...


المزيد.....

- سلام عادل- سيرة مناضل - الجزء الاول / ثمينة ناجي يوسف & نزار خالد
- سلام عادل -سیرة مناضل- / ثمینة یوسف
- سلام عادل- سيرة مناضل / ثمينة ناجي يوسف
- قناديل مندائية / فائز الحيدر
- قناديل شيوعية عراقية / الجزءالثاني / خالد حسين سلطان
- الحرب الأهلية الإسبانية والمصير الغامض للمتطوعين الفلسطينيين ... / نعيم ناصر
- حياة شرارة الثائرة الصامتة / خالد حسين سلطان
- ملف صور الشهداء الجزء الاول 250 صورة لشهداء الحركة اليساري ... / خالد حسين سلطان
- قناديل شيوعية عراقية / الجزء الاول / خالد حسين سلطان
- نظرات حول مفهوم مابعد الامبريالية - هارى ماكدوف / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - اسماعيل شاكر الرفاعي - حركة التحرر الكردية : ثورات لا تنقطع ( 1 من 2 )