|
من الأسوأ
نادية خلوف
(Nadia Khaloof)
الحوار المتمدن-العدد: 6967 - 2021 / 7 / 23 - 20:35
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
تبهرني الأسماء ، لا أعرف طريقاً يجعلني أخترقها . عندما كنت شيوعية التقيت في دمشق بوصال فرحة ، ذهبت من أجل اجتماع رابطة النساء السوريات.. . إلخ ، لكن لم يحضر أحد من المحافظات سواي فاستقبلتني في بيتها ، وكان اجتماعنا يتحدث عن خيانة زوج ابنتها السابق ، و عن الشام القديمة التي تدافع أم عمار عنها مع مجموعة من المدافعين . امتعضت من الحديث ، لكن كلمة الشّام القديمة رنّت في أذني فأحسست بجمال التعبير، وتمنيت أن تضمني لهذا العنوان ، لكنّني خجلت أن أطلب منها ذلك، يما بعد عرفت أن تلك الأسماء عاطفية، لكنني تأخرت في الفهم. الظواهر تتكرّر، و المعارضات اليوم قد تكون أسوأ من مارضات البارحة. كنا" نحن النّساء" محكومات بالأمية السياسية في القامشلي على الأقل، فأغلب النساء اللواتي انتمين للرابطة، وهن في نفس الوقت شيوعيات لم يتحدثن عن لينين، بل عن المرأة، وقد كان لدينا شعار محليّ: "على الفتاة الشيوعية أن تتفوق في الدراسة كي تثبت وجودها "، لكن قد يكون بتوجيه من الأميّة تدمرت الأفكار وتفرقنا ، لأن " المعلم عايز كدة" ، و المعلم يكنّ الكراهية للعلم والثقافة ، يخشى من التميّز ، وهو موجود بشكل مواز، وبشكل هرمي. انتهى ذلك الزمن ، و اليوم الأغلب يشتمون الشيوعية بعد أن تحولوا إلى ليبراليين! مع هذا، فمن يتابع نشاط تلك المعارضات يرى أنها نسخة " قص لصق" عن الشيوعية، لكنها ليست نسخة أصلية، فقد كانت مهرجانات الشيوعيين أصدق . على نطاق المعارضات نشأت مجموعات تحت أسماء مختلفة، و رأينا أسماء تلمع كسميرة المبيض، وسميرة المسالمة، بعض نسوة آل الأتاسي ، و الممثلة الفلانية وجميع هؤلاء النّسوة هن: نسويات، ثوريات ، أصحاب فكر حر ، وكونهن كذلك فإن يد القدر -التي كانت تعمل من دول النفط -اختارتهن لتمثيل الثورة و المعارضة، لكنهن لم يأتين من صفر. أتين من قلب " النّظام" ولهن تاريخ يتمثل في رأس مال الأقارب ، أو الضباط الذين يبيضون في الدول النفطية ، وهناك فئة نسوية أخرى يجب أن تكون غنية، ومحجبة حجاباً أبيض ، و الرجال لهم ذقن الإسلامي سوقتهم القنوات الفضائية . تحدثنا عن " النساء أولاً" ، يأتي دور الرجال الذين خرجوا ببدلاتهم الرسمية وهرّبوا أموالهم، وهم ليسوا من ضمن النّظام فقط بل كانت سيرتهم على مدار حياتهم سيرة أمنية تفوح منها رائحة المجارير، و أصبحت المنافسة من سوف يكون الرئيس المقبل. لو بدأنا باللدكتور رياض حجاب ، آل طلاس ، وجميع السفراء المنشقين، و أسماء كثيرة لرأينا نفس الرائحة لكن تححت أسماء جميلة ، و الآن اجتمع الأمني مع الأمني في الخارج ، وشكلوا عصابات ينضوي تحت لوائها بعض السوريين . لا أعرف جميع الأشخاص الذين أوردت كنياتهم أو أسمائهم ، لكنّني أعرف أنهم مطلوبون للحديث على القنوات، لكتابة الأبحاث على حرمون وقلمون، وصهيون ، و الطير الأبابيل ، أغلبهم يسبق اسمه حرف الدال، ولديهم قصص مشوقة . الغريب أن تلك المنصات التي يصنعونها ، و الأحزاب الليبرالية التي يؤسسون لها كأنها قادمة من النجوم ، فهم مكتفون بأنفسهم يصعب عليك أن تفكر مجرد تفكير في الاقتراب منهم. هم لا يبحثون عنك. بإمكانك لو شئت أن تصفق لهم . يبحثون عن البقشيش. عادة تتبنى المعارضة السياسية في أية دولة موضوع الميزانية، و أعتقد أن عدة أفراد من المعارضة في رأس الهرم أغنى من الدولة السورية، مع هذا يزحفون على بطونهم، ويفحون من أجل دولار ، وكذلك النسوية، وهي طبعاً ممولة ، لكنها لا تغني ولا تسمن من جوع، فهي تطلق شعارات ماراتونية، شريطة أن لا تكون مدفوعة الأجر لمن يتبناها، ولو قارنا الحركات النسوية حتى في الهند لرأينا أنها فاعلة إلى حد ما، على الأقل توكل محام للمرأة التي تستنجدهن. عندما أتمعن جلّياً ، أسأل نفسي: ممن هربت من سورية؟ لا أدري إن كنت قد هربت من نظام الأسد ، أم من هذه المعارضة ؟ لم أكن على تماس مع النّظام، لكنّني كنت على تماس مع بعض الأسماء الالامعة من المعارضات ، وقد أكون صادقة لو قلت أنهم هم من دفعني إلى الهروب من سورية حيث غادرتها في عام 2006 بعد أن حوصرنا من بعض المعارضة الحالية التي كانت موالاة يومها ، ولم تكن الثورة السورية قد اندلعت . السؤال هو: من الأسوأ : المعارضة، أم الأسد؟
#نادية_خلوف (هاشتاغ)
Nadia_Khaloof#
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
عزيزتي الفتاة
-
مرحلة الخراب الأدبي و الفني
-
ميزان الصداقة
-
احجز تذكرتك إلى الفضاء
-
مزامير أمل
-
من مذكرات امرأة مستورة
-
تعلّم الحريّة
-
امرأة لا مبالية
-
الحريّة الدينية
-
كأنّني انتحرت
-
لغة الصّمت
-
المارد الذي يعيش فيّ
-
حول انسحاب تركيا من اتفاقية استانبول
-
متى تخلع النساء ثوب الضحية؟
-
الفضاء الصيني
-
فنّ العيش الكريم
-
أثر الطلاق على المرأة
-
التوارث السّياسي الاجتماعي
-
هكذا هي الحياة
-
ذاتي تقابل ذاتي
المزيد.....
-
بعد ثلاثين عامًا في السجون الفرنسية: مصير بوعلام بن سعيد معل
...
-
-يأكل مما نأكل-.. القسام تنشر مشاهد جديدة لأسير إسرائيلي في
...
-
من رام الله - وزير خارجية ألمانيا يحذر إسرائيل من ضم الضفة ا
...
-
طهران تطالب واشنطن بالتعويض والضمانات قبل المفاوضات
-
التاكسي الطائر في دبي.. 10 دقائق من المطار إلى نخلة جميرا
-
بعد تصريحات روسية -استفزازية-.. ترامب يُعلن نشر غواصتين نووي
...
-
إسبانيا تسقط 5,500 حصة غذائية فوق غزة وتتهم إسرائيل بتجويع ا
...
-
ترامب: خطة أمريكية قيد الإعداد بهدف تأمين الغذاء لسكان غزة
...
-
كل ما تريد معرفته عن انتخابات مجلس الشيوخ المصري
-
محللون: تهديدات الضم تكشف مأزق نتنياهو في الحرب على غزة
المزيد.....
-
شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية
/ علي الخطيب
-
من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل
...
/ حامد فضل الله
-
حيث ال تطير العقبان
/ عبدالاله السباهي
-
حكايات
/ ترجمه عبدالاله السباهي
-
أوالد المهرجان
/ عبدالاله السباهي
-
اللطالطة
/ عبدالاله السباهي
-
ليلة في عش النسر
/ عبدالاله السباهي
-
كشف الاسرار عن سحر الاحجار
/ عبدالاله السباهي
-
زمن العزلة
/ عبدالاله السباهي
-
ذكريات تلاحقني
/ عبدالاله السباهي
المزيد.....
|