أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الرحيم الرزقي - سور كتوم ...














المزيد.....

سور كتوم ...


عبد الرحيم الرزقي

الحوار المتمدن-العدد: 6962 - 2021 / 7 / 18 - 23:51
المحور: الادب والفن
    


ــــ سور كتوم ..
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ





ازدان الصمت بلون ملائكي أخاذ على مغيب باهت .. تبدد إثره نهار مليء بثقل صيف يبعث على التشفي .. إنها ــ المراكش ــ تختلط حيطانها للتو حمرة مع سعفات نخيلها المدوخ بالاهمال .. سر على ما كتب ..
لابد أنها ظروف ترادفت وتداركت لتحيل هذا التاريخ جريحا .. وتجعل من هذه الكآبة وهذا الصمت رتابة معلبة لاتنتظر منها سور هذا اللون الجميل العاكس ذكريات المدينة البالية .
فضول المقاهي يوحي أن جمهرة اجتمعت بقصد فك المربوط .. والتكتم في كيف نمضي قداما ؟..لكن الأمر غير ذلك .. هي المنامل الدويرات شاخصة في اللامحدود تنتظر دمس الليل .. لتنلفظ زرافات نحو بيوتها الصدئة أو باراتها الرخيصة .. يجترون مآسي زمانهم .ز ويقهقهون بشكل مكبوت لأشياء تافهة .. لايقل عنهم سوءا الآخرون الذين قصدوا المساجد بشكل ميكانيكي .. يخرجون نملا من سورة ــ النمل ــ ليلبسوا ــ عبس ــ عميانا تنتظرهم زوجات ــ شالوطيات ــ تسائلنهم عن المصروف .. وتذكرنهم الاحتفاظ بالتوازن الشهري .. لأنها تلاحقهم مصائب الدهر التي لاتنتهي .
هذه الكائنات التي ولى عنها النهار .. تعزف هذه ــ الكاسيطة ــ على مدار العام .. هذه الكائنات سواء الكحولية منها أو الورعة .. حفظت كل هذه المراسيم عن ظهر قلب .. ولم تعد تملك حافزا على تغيير الأوضاع .. اللهم تغيير أوضاعهم في الفراش فوق زوجاتهم المولعات بالتغيير آنف الذكر .. منه تستنبطن حوارت مخدومة .ز ولربما تتغايزن فيما بينهن في الصباح الموالي مفتخرات أو مدحورات .. وقد تجلبن لذلك كل ألوان الخيال حتى تكن منتصرات .
الصمت المهيب في سماء الحمراء يومض بالغروب .. عندئذ يضطر الضوء إلى ترك مداومته الروتينية نحو السواد المتوالد وهنا على وهن .
يروي الناس في كل الأصقاع عن المدينة أنها ليلية بامتياز .ز ويعزون حمرة حيطانها باتفاق على أنه لون الغروب ..
الغروب مصاحب ليله يتخذ أشكالا مختلفة لكنه يؤدي إلى الى الليل .ز إلى هذا الجسم الحالك المصبوغ بنغمة الملل والروتين .. يؤدي إلى الأحلام .. أو الكوابيس .. يؤدي إلى الهوامش .. فيها كبرنا ونشأنا .. ننحشي متربصين بأذيال المساءات المترادفة داخل حجراتنا التي انحشت هي الأخرى داخل دورنا المنحشية بدورها داخل أحيائنا المنذورة لنا بالستر داخل السور الناضج تاريخا لذيذا .
وتربصاتنا عموما الخائبة .. ليداعب الكرى رويدا جفوننا على الايقاعات السحرية للساحة .. والتي ظلت تعود مسامعنا بموازينها وطبولها ومهرجاناتها في لون ناظق بالتعب اللذيذ .
هو السور ياسيدي يردني إلأى معقل انتهاء قرص الشمس الدامية .. والتي و كلما عاودت استرجاعها .. وهممت تقوقعت لتنجرف في قلب تذكاري .
.. وأنا التذكار كله ياسيدة الجنوب .. ونحاسية القلب وحمراء الغروب .
.. فآه بي لطفا يامختبرة صبري .. فحتى صبري له نقطة انتهاء .
صبري عدو يبتديء صباحا في تخوم الساحة .. وينتهي فيها .. لكن الساحة ليست سوى محطة أولى وضعت لأقف عندها كلما شدني الحنين .. وكلما غلبني البكاء .. أو ــ لبكا ورا الميت خسارة ــ



ـــ نص قصصي : عبد الرحيم الرزقي
مركش الحمراء ــ المغرب .



#عبد_الرحيم_الرزقي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دموع سقاية ...
- آلعيان ..
- لعبة الغمامة .. قصة .
- عنق زجاجة .. حرج .
- مواويل .. قصة .
- انصراف ..
- قراءة نقدية في المجموعة القصصية سيلان من شقوق لعبد الرحيم ال ...
- النطيح والمنطيح ..
- النطيح والمنطوح .. سرد قصصي
- الكونجي
- الخرف .. سرد قصصي
- قراءة في المجموعة القصصية سيلان من شقوق لعبد الرحيم الرزقي ...
- ميساء العاصمة // قصة ..
- ترنيمة آية ..
- الضحى والحجر
- سفراء الكوفيد
- سلطانة التاج
- الموقف ..
- الوثيقة
- البلاستيكي ..


المزيد.....




- أقوى أشارة لتردد قناة روتانا سينما 2024 لمشاهدة أحلى الأفلام ...
- زوج الممثلة الإباحية يتحدث عما سيفعلان -بعد نهاية محاكمة ترا ...
- الممثل الأمريكي هاريسون فورد لم يساند في هذا الخطاب المظاهرا ...
- مسلسل قيامة عثمان الحلقة 160 مترجمة باللغة العربية وبجودة HD ...
- لأول مرة.. مهرجان كان يخصص مسابقة لأفلام الواقع الافتراضي
- مشاهدة ح 160 مترجمة… مسلسل قيامة عثمان الحلقة 160 والموعد ال ...
- ضجة وانتقادات تحيط بزيارة محمد رمضان لمعرض الكتاب بالرباط
- اليابان بصدد تطوير منظومة قائمة على الذكاء الاصطناعي للترجمة ...
- بالغناء والعزف على الغيتار بملهى في كييف.. بلينكن للأوكرانيي ...
- وفاة -سيدة فن الأقصوصة المعاصر- الكندية أليس مونرو


المزيد.....

- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الرحيم الرزقي - سور كتوم ...