أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد قاسم علي - الأدب الصيني في عصره الذهبي














المزيد.....

الأدب الصيني في عصره الذهبي


محمد قاسم علي
كاتب و رسام

(“syd A. Dilbat”)


الحوار المتمدن-العدد: 6949 - 2021 / 7 / 5 - 08:11
المحور: الادب والفن
    


الإتجاه نحو الشرق، يولي الأدب الصيني أهمية كبيرة للشعر، فأن الشِعر له مكانته الراسخة في الحضارة الصينية. هو المدون التأريخي الشاهد على الأحداث و الوقائع، عن طريقه يتم تمرير النقد السياسي، نقد أمور الحُكم، الهجاء و المديح و الرثاء، كل هذا و أكثر يُنَظم داخل نُظْم تحدها الحان و لغة خالية من التكلف بقصائد رباعية أو أطول، حيث كثيرًا ما تكون القصائد الصينية ذات سجع، و نغم. لأن من دونهما ستستنفد القصيدة جوهرها و أحدى أركانها. أن ضرورة إخضاع المتقدمين للوظائف الحكومية المرموقة لاختبار القدرة على نظم الشعر، وكتابة النثر، يُعد مبدأ مذهل يجب أن نأخذه بعين الإعتبار عند تقيمنا لرؤية الحضارة الصينية لمكانة الشعر.
يقول كونفشيوس في كتاب الأغاني "إذا لم تتعلم الشعر فلن تستطيع الكلام" ، هنا يظهر جلياً أهمية الشعر في الثقافة الصينية. فاللغة الصينية بطبيعتها شاعرية في معانيها، رسومية في كتابتها.
أن بروز أفضل الشعراء في الادب الصيني كان في عهدّي سلالة تانغ و سونغ كان من أبرز شعراء تلك الفترة الزمنية كُل من وانغ وي – لي باي – دو فو – يو جوي، هؤلاء هم العمالقة الأربعة في الشِعر الصيني في عصر الصين الذهبي. قصيدة " وداع الذاهبين بلا عودة " هزت كياني شخصيًا هذه القصيدة للشاعر الصيني الأشهر لي باي يقول فيها:

أوامر السّوق تتلاحق مثل الشُهب المتهاوية
و تعالت صيحات تستعجل إرسال النَّجدات
صيحات تُفزع الطير الراقد في الأعشاش
تطل الشمس و تسطع في ردهات القصر،
و كبار القادة في التفكير و التدبير.
في الأرض و السماء يُخيم السلام و الؤام
و على البحار الأربعة يهيمن الأمان
و يبرز السؤال، لماذا كل ذلك الضجيج
و تسمع الجواب، لنجدة الحدود يُجند الرجال من جديد
ليعبروا في شهر مايو اليانغتسي
و يزحفوا للحرب في يوننان
لا يصلح المجند القسري للقتال
في البلد المغمور في اللهيب لا تطاق.
وداعهم مناحة تطاول السماء،
فعام وجه الشمس و القمر
و شحب الضياء
وعندما تلاشت الدموع، تقاطرت دموعهم دماء.
قلوبهم كسيرة، لا صوت إلا النوح و النشيج.
كأنهم أيائل، في دربها المسدود تقاوم النمور.
كالسمك المرهق، تجري خلفه الحيتان.
من كل الف لا يعود سوى واحد،
وهل يرجى الجسد المرمي في النيران
أن يعود…..
يا حبذا لو يرقص الجنود
هناك بالرماح و التروس
ليغسلوا بالحب و الغناء
ضغائن النفوس.

و في قصيدة أخرى تنم عن شاعرية فذة و حس مرهف وليد عقل ذكي. قصيدة بعنوان "أشرب تحت ضوء القمر"



بين الأزهار، أنتظر إبريقاً من النبيذ،
أسكب لنفسي شراباً، لا محبوب بالقرب.
أرفع كأسي، أدعو القمر المُشرق.
والتفت الى ظلي، نحن الآن ثلاثة،
لكن القمر ، لا يفهم الشُرب،
و ظلي يتبع جسدي كالعبد.
الى حين، القمر و الظل سيكونوا رفاقي،
فرحة عابرة، يجب ان تستمر خلال الربيع.
أنا أُغني والقمر يتأرجح في السماء؛
أرقصُ ، و ظلي يتخبط كالمجنون.
بينما لا زال جلياً، لدينا وقتُ أنسٍ سوياً!
لكن في حالة ثمالةٍ و تعثر، كل واحد يتأرجح بمفرده.
أخطو قفزاً الى حين، نتجول بلا هوادة:
إلتم شملُنا أخيراً على نهر النجوم البعيدة.
في هذه القصيدة يُبرز لي باي شاعرية تؤهله الى أن يكون أحد أعظم شعراء الصين على الإطلاق.


أما الشاعر دو فو الذي خلده الكوخ و نبذه القصر، فهو شاعر الصين الأعظم، يُلقب بالشاعر المؤرخ، من خلال ترجمتي لبعض من قصائده الى اللغة العربية، إستوقفتني قصيدة تستحق الوقوف عندها قليلاً


أدار رأسه، أشار الى ولده الأكبر؛
"إنه محترف القوس و النشاب" 
إسمه مسجل في سِلاح الخيالة 
قبل أيام أطلقوا سراحه للعمل في المزرعة، 
لينقذ جسدي المٌتهالك من المشقة المريرة. 
سأقوم بالكدح و أدفع الضريبة حتى الموت، 
اٌقسم، أنني لن أهرب مع الأسرة.

من خلال شعر دو فو ، لعل أكثر ما يٌلفت الأنتباه هو قدرته على إيجاد طرق جديدة للمدح. تم تحويل مدح دو فو لراعيه يان وو في تشنغدو ، الى جار من الفلاحين يعبر عن إمتنانه لإطلاق سراح إبنه ، أثناء الخدمة العسكرية ، للمساعدة في أعمال المزرعة الموسمية.
دو فو يكتب عن كل شئ يجده ضرورياً للتدوين فهو بذلك يعطي قيمة لما يُدونه و ليس العكس.


إن المسؤلية تقع على العمل المؤسساتي في إبراز هذا الجانب المهم من الأدب الشرقي و تدريسه للأجيال لكي ينهلوا العلم و المعرفة من الحضارات الانسانية الأخرى، فأن المجهودات الفردية لهي نقطة في بحر.



#محمد_قاسم_علي (هاشتاغ)       “syd_A._Dilbat”#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يا لها من وقاحة
- شئء من شعر دو فو
- دعوات لهدم تمثال المنصور بعدما هدّموا الدولة.
- لماذا أتعلم اللغة الصينية وما تأثير الشعر في ذلك؟
- جريمة مشتل الأعظمية، كلبُ عَرّى مجتمع و جُناة.
- العراق تحت خِناق الميليشيات و سُراق المال العام
- السياسة في العالم العربي
- الإسلام يقف حاجزاً في وجه مجتمع مدني سعيد
- دو فو الشاعر المؤرخ
- جرف الصخر و عمليات التجريف الطائفية
- عودة إبن فضلان
- المقامة البغدادية
- دو فو اعظم شعراء الصين
- الْيَهُودْ
- لهذا انا إشتراكي ديموقراطي
- الخطاب الساذج و الضحل
- مُعجب بالأدب الإنجليزي
- الجميل في قادم الأيام إن....
- صفات لا تفارق الاُمم المضمحلة
- على نهج بو يانغ في النقد اللاذع


المزيد.....




- السحر والإغراء..أجمل الأزياء في مهرجان كان السينمائي
- موسكو تشهد العرض الأول للنسخة السينمائية من أوبرا -عايدة- لج ...
- المخرج الأمريكي كوبولا على البساط الأحمر في مهرجان كان
- تحديات المسرح العربي في زمن الذكاء الصناعي
- بورتريه دموي لـ تشارلز الثالث يثير جدلا عاما
- -الحرب أولها الكلام-.. اللغة السودانية في ظلامية الخطاب الشع ...
- الجائزة الكبرى في مهرجان كان السينمائي.. ما حكايتها؟
- -موسكو الشرقية-.. كيف أصبحت هاربن الروسية صينية؟
- -جَنين جِنين- يفتتح فعاليات -النكبة سرديةٌ سينمائية-
- السفارة الروسية في بكين تشهد إزاحة الستار عن تمثالي الكاتبين ...


المزيد.....

- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد قاسم علي - الأدب الصيني في عصره الذهبي