أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - علي الجنابي - دِلْدِلُ .. أختُ عَنْبَسَة















المزيد.....

دِلْدِلُ .. أختُ عَنْبَسَة


علي الجنابي
كاتب

(Ali . El-ganabi)


الحوار المتمدن-العدد: 6947 - 2021 / 7 / 3 - 01:40
المحور: كتابات ساخرة
    


دِلدِلُ, نَملةٌ مُمتَلِئةُ القوامِ، وحاضِرةُ الحُجَّةِ وذَكيّةُ,

قَرَصَتْ بَطنَ قَدَمي الطّريّة،
فَجَعَلَتني أستفيقُ من رِحلَةِ في عوالَمِ غَيبٍ صَفيّةٍ وَفيّة,
فعادَتْ بي إلى وَحلةِ عوالَمِ شهادةٍ شَقيّةٍ شَكيَّة.
وفي عَالَمِ الشَّهادةِ تَبدو النّفوسُ وكأَّنَّها..
في كارها سَعْيَّةٌ سَبْيَّةٌ، فَتراها تَبيعُ وتَستَبيحُ بَسماتٍ منِ كَذِبٍ لأجلِ لقمةٍ من عَيشٍ هَنيّة.
وفي دّارِها سَوْيَّةٌ سَخْيَّةٌ، فتراها تَستَريحُ وتَذيعُ بسماتٍ من إرثٍ عَذِبٍ من أولي بَقيّة.
أمَا وأنَّهُ أولى وأولى لبَسَماتِ الكَذِبِ تيكَ، ثمَّ أولى لها أن تكونَ على الشَّفتَينِ عَصيّةً،
وأن تَحبسَ بَسَماتِ كَذبٍ زَرْيّةً رَزِيَّةٌ،
وأن تَلبسَ بُردَةَ بَسَماتٍ مُوَحَّدةً، في كارِها كما في دارها، مزخَرَفةً برسماتٍ وَردِيّة ورَوِيّة،
وآنئذٍ ستَبيتُ النفوسُ زَكيَّةً زَهيَّةً وبَهيّة.

لكأنَّي ب"دِلدِلَ" نَملةٌ مأمُورةٌ بحِراسةِ عوالَمِ الغَيبِ، وبهِا كانَت حَفيّةً؟
أو أنَّها مَبعوثةٌ من حَرَسِ الأبوابِ بِرِسالَةِ تحذيرٍ مُبَيِّنةٍ وجَليّة :
"إبتعدْ وإلّا ستَرتَعِد بشُهُبٍ حارِقةٍ غيرِ خَفيّة, من رَاصَدٍ نِبالُهُ لرَميتِهِ وَفِيّة".

رَفَعْتُ النّملةُ "دِلْدِل" بينَ سبابتي وأبهامي بِأفَفٍ وإنفعالِ، بأنَّها قَطَّعَتْ أوصالَ خيالي,
وصَرخْتُ بها مُهدِّداً بوعيدٍ زائفٍ وأحتيالي:
- أنّى لكائِنٍ مِثلكِ سَخيفٍ نَحيفٍ وبلا أمصالِ، أن يَتعاطى العُدوان بالأفعالِ!
فلَأَتَرَفَّهَنَّ بتعذيبِكِ، ولَأَتَفَكَّهَنَّ بِتأديبِكِ، الآن وبإذلالِ,
إمّا حَرقاً بسَعيرِ سِيجارتي على إستِعجال، أو خَنقاً بعَسيرِ دُخانِها على إستِمهال.
لاغُفرانَ لكَ اليومَ، وإنّما العَفوُ عندي مُحالٌ ومن ضروبِ الخَيال.

-لن تَتَجَرَّأَ فعلَ ذلكَ، ولن أسمحَ بهِ أيُّها الغَضوبُ بإفتِعال؟
- ويحكِ! أهيَ مُناجَزةٌ؟ أَنملةٌ وتُناجِزُ بأنَفَةٍ وعنفوان، حِيالي!
-ليسَ مُناجَزةً يا رَجُل! فعُرْفُنا ماعَرَفَ المُناجَزةَ على مَدى الأَنْسَالِ.
قد تَخَلِّينا عنها لبني جِنسِكم مِن كبارٍ ومِن أطفال.
بلْ قلْ: هوَ دفاعٌ وحقٌّ لي مصان في كاملِ الأحوال، هذا إن كنتَ تَدري ما الميزانُ، ولاتفتري على المِكيال؟
ثُمَّ إسمعْ: إنَّ العنفوانَ لو كانَ رهينَ فخامةِ الجُثْمانِ في الأجيالِ ،
لكانَ المَهينُ "عنبسة" الفيلُ سَيّدَاً على الأوطانِ بإجلال،
ولتأنَّفَ بخرطومِهِ عالياً يُطالبُ بالخَرَاجِ مِن السّحابِ الثِّقال؟
نحنُ-يا أنتَ- أمَمٌ أمثالُكُم مُنبَثِّين في بقاعٍ وأصقاعٍ وبإستقلال؟
أوَما علِمتَ أنَّ النّملَ نَمْلَى في حِلٍّ وترحال، فترانا نَسعى فنَرعى بإبتهال,
فَنَعرِشُ في ذُرىً لجبالِ، كما نَفرِشُ في قُرىً لأطلال،
ونَغتَمُّ ولانهتَمُّ ولا نبالي، ونَتضاحَكُ ولانتَعاركُ ولا نُغالي.
نحنُ أمّةٌ تَكِرُّ على مَن إعتَدى, ولا تَفِرُّ من الرَّدى في نهارٍ ولا في ليالي.

- آه، مِن فَمِكِ أدينكِ، وقد أُلْتِ بسوءِ مَآل:
" أمّةٌ تَكِرُّ على من إعتدى, ولا تَفِرُّ من الردى",وذلكَ خيرُ ماهُديتِ من قيلٍ وقال،
فأيُّنا هُنا - ياأختَ عنبَسةَ- مَن إعتّدى ومَن بَدَأَ بالقتال؟
- أنتَ مَنِ أعتَدى، وإن غُمَّ عَليكَ هِلالُ الحقِّ، ولَكَ ما بَدَا بإستدلال! يا أخا الهَندَسَةِ، وليتَكَ كنتَ فتىً عِندَ عالِمِ النحو عنبسة،
وأَخَالَكَ أنّكَ لاتَفهَمُ ماخطوطُ الهَندَسَةِ، وتَجهَمُ حَتَّى لمافي كُتُبِها من فهرَسَة، ولا تنهَمُ منها سِوى البَسْبَسَة،
وما أنتَ بِقادرٍ على رَسمِ حَتَّى خُنْفُسَة، فَدَعْكَ -ياذا سيجارةٍ- مِن الغَطرَسةِ،
بئِسَ الكُليّاتُ كُليَات الهَندَسَة، وسُحقاً لها من جامِعةٍ علّمتكم، وتبّاً لها مِن مَدرَسَة.
فقد مَضى قرنٌ أو يزيد على تأسِيسِ علمِ الهَندَسَة في دياركم دِيارِ الهَلْوَسَة، ومَا بَنَيتُمُ ناطِحَةً ولا جِسراً ولا بُرجاً وما صنعتم حَتَّى كابِسَةً أو مَكنَسَة!
بل ما جَنَيْتُمْ إلّا خَلْطَ طلّابِ الهَندَسَةِ، فكانَ (الوَلدُ في الصَّفِّ جَنبَ الآنِسَة)، ثمَّ كانَ عاقبتُكم..
أن أضحى البنيانُ خَائِراً فَاسِداً ،
وأصبحَ الولدُ بائراً كَاسِداً،
والآنسةُ أمسَتْ معَنِّسَة!
وباتَتِ الهلوَسَةِ هيَ عندكم المَرهَمُ للهّمِّ والوسوسة!
ونادرٌ ماينفعُ مَرهَمٌ، إن مَرَّ هَمٌّ دونَ مَرهَمِ.
- ذَرِي أمرَ الهَندَسَةِ جانباً الآن ياآنسة (عَنبَسة)، فلن أنزَلقَ لما تَبغينَ للأمرِ من (أبلَسةٍ).
أفَقَرَصتُكِ أنا من بَطنِ قَدَمِكِ، يا أيَّتُها السُوسَةً المُتَسَوِّسة!
ثمَّ مهلاً: ألِقدمِكِ بطنٌ ظاهرةٌ أو حتى مُغَمَّسة؟ بل أنتم لابطونَ لكمُ و لاظهورَ، لامُستَقيمةً ولامُقَوَّسة.
رُبَما إستَحوَذَت على فسحتِها عيونكمُ المُخَمَّسة، فعلامَ إذاً تلامُ البَطن بذي غَطرَسة!
لعلَّكم سُلالةُ عناكبٍ مُنْطَمِسة،
طُمسِتْ في غابرِ حقبةٍ لزَمَن مُنْدَرِسة, الى أفواجٍ من هَوامٍ مُتَكَدِّسَة،
وفي القَذَارَة مُنْحَبِسة، ومن روائحِها باتَت أبدانُها مُتَنَمِّلَةً ومُتَكلِّسة، ومنها جاءَت تَسمِيةُ " النَّملُ" مُنْبَجِسة؟
- أحذِّرُكَ يا صَلصالَ طينةٍ مُتَنَفِسة، تَحُـكُّ جَرَبَها وبحَكِّها تراها مُستَأنِسة, فذَر الْحَـكَّ كيلا تكونَ أردافُ الإِسْتِ للحَكِّ مُتَحَمِّسَة.
حِذاريَ مِن سخريةٍ سفيهةٍ سمِجةً مجَّةٌ مُبْتَئِسة، لاتَليقُ بِسَحنَةٍ فيِكَ تبدو ليَ سَحنَةً و..ودُودةً ومُؤتَلَفَة، وللمعروفِ مُتَحَسِّسَة.
- حسناً، إنَّ النَّملةَ تُهدِد!
هَباءَةٌ هلاميةٌ كادَت أن تُصنفُ في السِجلِّ بكائناتٍ مِجهريةِ! تُحَذِرُ الخليفةَ في الأرضِ ذا الكَعبِ العليّة!
الذي وَضَعَ حَروفاً صُوريّة فَمِسمارِية، وأتقنَ الحرثَ والصُنعَ وحفظَ الحروفَ الأبجَديّة.
أنَسيتِ أنّي أنا أول مَن نَفَعَ الأناسيّ بمَسَلّةٍ بابليّة!
(كان ذاك صفحةً من مسودة الجزء الأول من كتابي :
(حواري مع صديقتي النّملة).



#علي_الجنابي (هاشتاغ)       Ali_._El-ganabi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أَجَل: هَكذا تُورَدُ الإبِلُ ياغَزَّةَ
- رِحْلَةُ الفِنْجَانِ
- إعترافٌ مِن وَالِد
- حكايةُ *كَسَّار*مع حُقنَةِ الحُمّى
- مفهومُ السَّكينةِ بين (مَكَّة) و (لاس فَيغاس)
- مَفاعلُ غَزّةَ النُوويّ
- ( أنا الثورُ ياغزّة)!
- والله إنَّ هؤلاءِ لرجالُ مُخابراتٍ
- -إي وَرَبّي: لا أَوفى ولا أَصفى مِن مِهنةِ المُخابرات-
- ★عندما يشُعُّ الظلامُ ★
- *لغز الرَغَدِ والسَعدِ*
- (الله يِخْرِبْ بَيْتَكْ, دَمَّرِتْنَهْ بشَخصِيتَكْ)!
- حَيهَلا رمضانَ
- * حَمُودِي ضَاغِطُهُم *
- *غسولُ الذات*
- فِرعَونُ البَغل
- *ظِلٌّ في الزُّقاقِ مُرعِبٌ*
- روبةُ عَرَب
- *مِن أبنِ الرافدين لديارِ الحرمين*
- نريدُ إسلام كما يريدُهُ صدام


المزيد.....




- -باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - علي الجنابي - دِلْدِلُ .. أختُ عَنْبَسَة