أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - علي الجنابي - حكايةُ *كَسَّار*مع حُقنَةِ الحُمّى














المزيد.....

حكايةُ *كَسَّار*مع حُقنَةِ الحُمّى


علي الجنابي
كاتب

(Ali . El-ganabi)


الحوار المتمدن-العدد: 6922 - 2021 / 6 / 8 - 21:54
المحور: كتابات ساخرة
    


حَدَثٌ ذكَّرنيهُ حفيدُ أبي خلف..
وأبو خَلَف هو" كَسَّارُ" شَيخٌ عَجوزٌ، جارنُا بالجَنبِ مذُ بدء قَرنٍ إندرَسَ و سَلَف.
رَحَلَ الشيخُ عنّا في ثَمانينياتِ ذاكَ القرنِ، وفي طيّاتِهِ قد دَلَف.
شيخٌ فؤادُهُ بينَ الأرحامِ مؤتلِف إن أغْدَقَ و مؤتلَف إن قَطَف،
وخلجاتُهُ بين الأنامِ لاصفةٌ إن حَدَّقَ أو إن وَصَف،
وبديهتُهُ بين الكرامِ عاصفةٌ إن أشفَقَ أو إن عَصَف،
وقفشاتُهُ في الخصامِ قاصفة إن أطرَقَ أو إن قَصَف.

أبو خلفٍ لهُ من الخَلَفِ وَلَدٌ وَحيدٌ، إي نعم هو:"خَلَف".
وخَلَفٌ مُضَمِّدٌ ماهرٌ، وفي صالةِ العملياتِ مَشرَطُهُ مُحتَرَمٌ ومُعتَرَف.

وقد حَمَلَ الجَارُ" كَسَّارُ" حُقنةَ حُمّىً، وما يلازمُها من أففٍ وقَرَف،
فإتَّجَهَ يتهادى ومُتمايلَ الخُطى، وجفنُهُ يغضُّ الطرف، صوبَ دارِ"أبي سالمَ" ، دارٌ جاثمةٌ في ذاتِ الطرف.
وسالمٌ هذا تلميذٌ في أوّلِ سنةِ في الطّبِّ قدِ إعتَكف،:
"أزرُقْني ياسالمَ، يانُطفةَ طبيبٍ مازالَت في النُطَف!
أفَنطفةَ طبيبٍ تجاورني! أوَ مُضَمِّدٌ وطبيبٌ، يا لذاك من ظرائفِ ولطائفِ الصُدَف".
زَرَقُهُ سالمُ بإبرةٍ مُغَمَّسةٍ بودٍّ وتوقيرٍ وشَغَف، ثمَّ أردفَ قائلاً لأبي خلَف:
" صِحَةً وعُمُراً حميداً وحديداً يا جدَّنا أبا خَلَف".
قهقهَ الشيخُ لدُعاءِ"سالمَ" وإستَهجَنَهُ، بل وعلى ذلكَ حَلَف:
" واللهِ -يا نُوَيّةً لطبيبٍ، لاصِحَّةَ من تحتِ يديكَ ولا من ولدي خَلَف!
وأنّى للصِّحَةِ أن تغشانيَ كما غَشّى كَفّيَ الكَلَف"؟.
ردَّ سالمُ على إستحياءٍ، وبحرفٍ قد إعتَصَرَهُ عصراً وبهِ صَفَف:
"علامَ التّشاؤمُ يا شَمعةَ الحيِّ، وعلامَ اليمين والحَلف!".
إستَلَّ أبو خَلَف مما في ناموسِهِ من لُطَف، وتَلَّ من قاموسِهِ حُقنَةً وعَطَف:
" وَخَزتَني مَجّاناً، وحُقنتي قد سَرَقَها مِنَ المَشفى خَلَف!
فأنّى لصّحةٍ أن تَرِدَ بَدَنَ أبي خَلَف! فماهذا الزّمانُ ياسالمُ، وماهذا القَرَف"؟!

هكذا كانَ يتحدَّثُ زمانُ " كَسَّارُ" أبو خَلَف!
زمانٌ موسوسٌ مُوَهوسٌ من سُحتٍ، ومن وَجَفٍ، ومن رَجَف، ومُهفهفٌ وشَفشفٌ بالشرف،
زمانٌ خشيَ ربَّهُ بالغيبِ، وجعلَ رضوانَ ربِّهِ ذؤابةَ أمانيّهِ، وهي لنبضِهِ شغفٌ وترف.
زمانٌ لم يُفَرِّقْهُ تَحلُّقاً لمرتبٍ شهريٍّ، ولا يَهتَمُّ للبئرِ إن نضَخَ أو إن نّشَف،
زمانٌ لم يؤَرِّقْهُ تَمَلُّقاً لسلطانٍ، وتَهَجَّدَ بينَ يديهِ وأستسلمَ وإعتَرَف،
زمانٌ ما لَهَثَ وراءَ درهمَ على أنقاضِ موطنِهِ، لِيَقبِضَهُ بفَرحٍ، وتراهُ متحايلاً قدِ إنصَرَف.
زمانٌ يدَندِنُ: "ليرتفعَ البنيانُ ياوطني، ولا ضيرَ إن شَبَعَت بطني من لحمِ كتفٍ أو من عَلَف".
زمانٌ يغفو بعَينٍ، وعينٌ تهفو للوثوبِ على الهَدَف! أيُّ هَدَف!
لكَ الحقُّ -ياجليس- أن تَستَفهمَ عن الهَدَف، وقد تُهتَ، فما عُدّتَ تَمِيزُ ال...وسادةَ مِن اللّحَف.
إنّهُ (الأقصى) الهَدَفُ، أوَما سَمِعتَ عن ذا الهَدَف؟ قِبلةٌ في فِلسطينَ، عزفُ القردِ بـ "هاتيكفاه" في محرابها، فنَزَف المحرابُ وإنخسفَ.
زمانٌ لا تيوسَ فيه، ولا يَؤوسَ ولا نُتَفَ، ولا جاسوسَ ولا قُحَف .

وذاكَ زمانُ " كَسَّارُ" بقيّةُ الزّمانِ الذي ..
عَفَّ وما حَلَف، وجَفَّ وما أفَف، وصَفَّ وما ضَعَف، ونَسَفَ وما أسف، وعَنَّفَ بأَنَف،
وخَفَّ فَدَنَفَ معَ الصّافِّينَ في العَنانِ في عزّةٍ وعُنفوانٍ وأَنَف.
رَحِمَ الله زماناً فيهِ كَسّارُ ، المُكَنّى: أبو خلف.
فَهَلّا أعدناهُ وأنقذنا الضمائرَ من التَلَف،
هَلّا أشَدنا بفجرٍ لا رَفثَ فيهِ، ولا لَهْثَ وراءَ كأسٍ من خَزَف،
ولاتَزَلُّفَ لذي مالٍ، ولا تقتيرَ ولا سرف،
ولا أيْمَانَ كَذِبٍ مُغَلَّظَةٍ، وما لإحدٍ فينا إن تَحَدَّثَ حَلَف،
هَلَا أجَدْنا بالعفافِ، وأبَدْنا بسماتٍ من كذبِ، وسرقاتِ الحُقنِ كما سرقَها من المشفى خلف؟
وما سرَقَ خلف، بل هكَذا تَوَجَّسَ وخُيِّلَ لأبي خلف.



#علي_الجنابي (هاشتاغ)       Ali_._El-ganabi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مفهومُ السَّكينةِ بين (مَكَّة) و (لاس فَيغاس)
- مَفاعلُ غَزّةَ النُوويّ
- ( أنا الثورُ ياغزّة)!
- والله إنَّ هؤلاءِ لرجالُ مُخابراتٍ
- -إي وَرَبّي: لا أَوفى ولا أَصفى مِن مِهنةِ المُخابرات-
- ★عندما يشُعُّ الظلامُ ★
- *لغز الرَغَدِ والسَعدِ*
- (الله يِخْرِبْ بَيْتَكْ, دَمَّرِتْنَهْ بشَخصِيتَكْ)!
- حَيهَلا رمضانَ
- * حَمُودِي ضَاغِطُهُم *
- *غسولُ الذات*
- فِرعَونُ البَغل
- *ظِلٌّ في الزُّقاقِ مُرعِبٌ*
- روبةُ عَرَب
- *مِن أبنِ الرافدين لديارِ الحرمين*
- نريدُ إسلام كما يريدُهُ صدام
- شَيّءٌ مِنَ الأُف
- الصمتُ الناطق
- هجاءُ الأخِلّاء
- زفرةٌ معَ أبي العَتاهية


المزيد.....




- شغال مجاني.. رابط موقع ايجي بست EgyBest الأصلي 2024 لتحميل و ...
- في وداعها الأخير
- ماريو فارغاس يوسا وفردوسهُ الإيروسيُّ المفقود
- عوالم -جامع الفنا- في -إحدى عشرة حكاية من مراكش- للمغربي أني ...
- شعراء أرادوا أن يغيروا العالم
- صحوة أم صدمة ثقافية؟.. -طوفان الأقصى- وتحولات الفكر الغربي
- غَيْرُ المَأسُوْفِ عَلَيْهِم -
- وفاة الفنان العراقي عامر جهاد
- غَيْرُ المَأسُوْفِ عَلَيْهِم
- غَيْرُ المَأسُوْفِ عَلَيْهِم .


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - علي الجنابي - حكايةُ *كَسَّار*مع حُقنَةِ الحُمّى