أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - علي الجنابي - والله إنَّ هؤلاءِ لرجالُ مُخابراتٍ















المزيد.....

والله إنَّ هؤلاءِ لرجالُ مُخابراتٍ


علي الجنابي
كاتب

(Ali . El-ganabi)


الحوار المتمدن-العدد: 6883 - 2021 / 4 / 29 - 17:13
المحور: كتابات ساخرة
    


طرفةٌ زَفَّها إليَ صاحبٌ فرفرفت على رفوفِ شفتيَّ ببسمات،
حَنَفَ إليكمُ فؤادي بها وحَلَفَ أن يُشاطركُمُوهما: (الطرفة والبسمات),
فما النَّبض إلّا همساتٌ معطراتٌ بلينِ حرفٍ نسمات, ولَمَساتٌ من باقياتٍ صالحات, تنفعُ في هذهِ ذكرياتٍ طيباتٍ, وتدفعُ في الأخرى شررَ نارٍ جمالات,
ولا حرجَ في أنّها طرفةٌ من سجلاتِ الزعيمِ المُفدى منتقاة, خَطَّها سوطُ الزعيم على أجفان الحياة, فَأطَّت بها عيونُ فجرِنا بدمعٍ مكنونٍ في الحدقاتِ, لكنها بسماتٌ,
نحنُ ندعوها بسماتٍ, لأن فيها رسماتٌ ظاهراتٌ من بسمات, فَلْنَخلعْ - ولو كَذِباً – ونلْبِسْها بردةَ البسمات. وإليكم طرفة صاحبي بعد شذبٍ لها وتهذيباتٍ:
أيامِ ما كانتِ المسبحةُ في أناملِنا المرتجفاتِ, تُعَدُّ في دستورِ الزعيمِ من المحرَّماتِ,
وأيامَ أن كانَ إطلاقُ اللحىً دنيئةً موبقةً من المهلكاتِ,
وجريمةٌ يرتعشُ من تضاريسِها الزعيمُ وما أحاطَ به من حرسٍ حمّالين لعلاماتٍ, علاماتٍ مزخرفةٍ برسومٍ زيتونٍ وسنبلاتِ,
فتراهُ مُستَنفراً لأجلِ المسبحة جواميسَ (الأمنِ) ونسانيسَ (المخابراتِ), بل ويستهدي بنجمِ الشّعرى وماحول النجم من شهبٍ ومَجرَّات.
في تلكمُ الأيامِ كانَ هناكَ جاراً لي من عَفويَّ اللفظِ بهيُّ القسمات، يُدعى (خُضيْر): شابٌ نديٌّ نقيُّ الطّوياتِ.
أطلقَ خضيرُ لحيةً ليخفيَ آثاراً في حنكهِ من جراحات, إثرَ سقوطهِ من سُلَّمٍ كثير الدرجاتِ على كومةِ أسلاكٍ شائكات.
وإذ أنا ذاهبٌ إلى عملي عند إشراقةِ سبتٍ من السبتاتِ, راكباً دراجةً هوائيةً وَرِثتُها عن أبي عن أبيهِ عليهما من الرّحمنِ رحمات,
وكانت البِسكِلتةُ وصيةً خصَّني بها - فأنا البِكرُ - مِمّا خلفَهُ لنا من التَّركات, أما الورثةُ فمانالَهم من شيئٍ إلّا خزائنَ من قَفَشاتٍ كان أبيهم يترنَّمُ بهنَّ في مقهاهُ لاذعات.
وإذ كنتُ أقودُ دراجتي ذاتَ سلاسلَ وعجلاتٍ بِغَمِّ الرزقِ مثقلات،
وإذْ بسيارةِ دفعٍ رباعي, فترجَّلَ منها ثلاثةُ رجالٍ بستراتٍ سودٍ حالكات, كدُبَبٍ ضللن طريقَهُن قادمَات من براري أو من غابات,
رجالُ رعبٍ ما رَأَتْ عيناي مثلَ شواربِهُمُ مدمدمات, يَصطَفُّ على الشارب سِربُ صقورٍ جارحات, سألوني :
أينَ بيتُ خضير يا أخ؟ فأرشَدتُهم إليهِ بتوجسٍ وبأنفاسٍ مُختَنِقات. ثم سألوني عن خُلُقهِ ودينِهِ وعمّا خُفِيَّ فيهِ من مُنكرات؟
وبينَما أنا معهم في هات, وخُذ وهات, وفكري يَضربُ سبعاتٍ بتسعات! إلتَقطتُ أنفاسي فتأمَّلتُهم بِحِسٍّ إستخباريٍّ وبثبات, وأسررتُ لنفسي:
مؤكدٌ أنَّ هؤلاءِ أمنٌ أو مُخابراتٌ؟
أو لعلّهم إستخباراتٌ؟
نعم, هؤلاءِ مخابراتٌ ؟
(والله إنَّ هؤلاءِ لرجالُ مُخابراتٍ)
وإنَّ هدفَهم هو المسكينُ (خضيرُ) لإعتقالهِ بما أنبَتَ على حنكّهِهِ مُثلثِ برمودا من شُعيرات،
فظنّوهُ متطرفاً في دينهِ وكافراً بالاحزابِ ونافِراً من الأيدلوجيات!
أنا - شخصياً - مغرمٌ وولهانٌ بفنِّ المخابراتِ, وأملكُ من داخلها وبتفاخرٍ أصحاباً ضباطاً لا ضابطات,
وأحلامي في الليلِ كلها هلوسةٌ وهذهذات :
(فهد واحد يُنادي: لقد عثرتُ على الدجاجاتِ,حَوَّلْ؟).
(صقر إثنان يُنادي: أُستِلمَت. شاغِلِ الهدفِ في الحفرياتِ حَوِّلْ, الفَلّاحُ قادمٌ إليكَ بالسُّنبلاتِ , حَوِّلْ).
ويالِجَمالِها من سُنبلاتٍ! ويا لكمالها من فاقعات: صُفرٌ يابساتٌ! مَن إلتَقَمَ منها حَبَّةَ سنبلةٍ..
إِحوَلَّ بؤبؤُهُ, أو إثوَلَّ سمعُهُ, أو إزوَلَّ نبضُهُ ومات.
لكنّي أشهدُ والشهادةُ للهِ وبكلماتٍ مسؤولاتٍ :
(إنَّ خضيرَ آدميٌّ طيبٌ زكيُّ الخلجاتِ)
ولا اتمنى أن يُطعَمَ بعودٍ من سنبلات. وقد خَشيتُ عليهِ فكذَّبتُ عليهمُ بِحنكةِ المخابرات, وأعلنتُ لهم مستيقناً وبحروفٍ حاسمات:
يا عَمّي!
قُبِّحَ خضيرٌ هذا الفاجِرٌ, زيرٌ للمومساتِ،
خَمّارُ حارتِنا الأولُ ومالمحتُهُ إلّا مُترنحٌ بالمسكرات،
سفيهٌ أغبرٌ, ما ركَعَ الأحمقُ للهِ ركعةً واحدةً في صلاة,
بل ما فَعَلَ من باقياتٍ صالحات, وسِجِلُّهُ صحراء مغبرةٌ بسَمومِ السيئاتَ ومافيها نَبتةُ من حَسَنات .
صارَ الجميعُ يضحكُ ثم ركبوا مركبَتَهم وانصرفوا تحت ظلال القهقات ...
أُفّ! قد أنتصرتُ عليهم فلا نامَت أعينُ الجبناء الواهنات. لن تغلبَني ثلاثةُ دببٍ قطبياتٍ! وأنا الخبيرُ بعِلمِ المُخابراتِ!
تركتُ الأمرَ سِرّاً في نفقِ الظلماتِ, وما أخبَرتُ (خضيرَ) لِئلّا يقلقَ وكيلا يخافَ من نائباتٍ قادمات,
ولأنّهُ هكذا هوَ علمُ المخابراتِ, تَعَلَّموه مني وخذوه عني, فما عندكم مثلي أصحابٌ مخابرات. إنه علمُ سرّيٌّ في ظلماتٍ بعضُها فوقَ بعضٍ مُتراكمات.
لكنِ خضيرُ أختفى كضفدعةٍ حبلى في طين سبات، وما عُدّتُ أشاهدُهُ لا في مقهىً ولا في دربونات!
مضى عشرون يوماً فهجَمَتْ عليَّ هواجسٌ مزلزِلاتٌ , فهرعْتُ أسألُ، وإذ بأُمّهِ تفتحُ بابَ دارٍ فُرُشُها قَشٌّ وحُصيّات, دارٌ بُنِيَت من أموالِ زكوةِ وصدقاتِ، سألتُها بلهفاتٍ جانحاتٍ:
يا خالةَ, أين بدرُ زمانكِ ونجمُ الأنجم المتلألأت؟ قالَتْ:
أيّة لألأت بُنَيَّ! مريضٌ هو من عشرين يوماً فلا نظرات يا حسرتي ولا لألأت. فناديتُهُ:
خضير! يا أنت يا خضير!
فأتانيَ, وإذ به مُكعكعُ النَبراتِ مُضَعضَعُ العَبَراتِ، كأنَّهُ مُنبَعثٌ من بعد مَمات! قلتُ له:
خير ! ما خطبكَ وكأنّك خفّاشٌ عَرِمٌ مخمورٌ في مغارات , أو هِرٌّ هَرِمٌ مطمورٌ في نفايات؟!ردّني خضير :
(أسكتْ يا سندَ خافقِي في الأزمات, قد رزقنيَ اللهُ بفتاة ، جميلةَ الجميلاتِ ,
نبيلةَ السُلالات, أحبَبْتُها حُبّاً يَعدِلُ عشقَ عناترِ الأرضِ للعبلاتِ,
ثمّ جاءَ أهلُ الفتاةِ قبيلَ الخطبةِ بساعات, يسألونَ عَمّا في..صفاتي..من..سَوْآتٍ.. مَخفيّات!
آه,..
ليتَني أعرفُ من ذا ( السّافلُ إبن السافلِ) الذي شَهِدَ عليَّ بأقبحِ الكلماتِ, فأبلغَهُمُ أنّي زيرُ نساءٍ مومساتٍ, وخَمّارٌ مُحترِفٌ في الحانات)؟!
وَسوَستُ لِخنَّاسي وهَسهَستُ له:
وَيْ! وَيْ!
قد أجهَزَ شغفي بفن المُخابرات على مُستقبلِ خضير فما عادَ لهُ من مُخرَجات.
لكنَّ فِراستي في فضاءِ المُخابراتِ ماوَهَنَت وستَبقى مُحَلِّقةً, رغمَ أنّها ما درَسَت في معهدٍ للمُخابرات.
عاشَ الزعيمُ:(ظِلُّ اللهِ في الأرضِ) وسَيِّدُ السّادات،
عاشَ رجالُ المخابراتِ : (رجالُ الظِلِّ للظِّلِّ) حُماةُ قلاعِنا المُحَصَّناتِ, وحَمَلَةُ أمناءُ غيارى لسنبلاتِنا الفاقعاتِ المُغَذِّيات .
والخلاصةُ:
(لا تجتَهدنَّ إن لَم تكنْ لديكَ مُؤهلاتٌ), فتَحرِمُنا من بعدِ ذلكَ أن نَجمعَ رأسينِ بالحلالِ فنبتهجُ بأعراسٍ ومَسرّات.



#علي_الجنابي (هاشتاغ)       Ali_._El-ganabi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -إي وَرَبّي: لا أَوفى ولا أَصفى مِن مِهنةِ المُخابرات-
- ★عندما يشُعُّ الظلامُ ★
- *لغز الرَغَدِ والسَعدِ*
- (الله يِخْرِبْ بَيْتَكْ, دَمَّرِتْنَهْ بشَخصِيتَكْ)!
- حَيهَلا رمضانَ
- * حَمُودِي ضَاغِطُهُم *
- *غسولُ الذات*
- فِرعَونُ البَغل
- *ظِلٌّ في الزُّقاقِ مُرعِبٌ*
- روبةُ عَرَب
- *مِن أبنِ الرافدين لديارِ الحرمين*
- نريدُ إسلام كما يريدُهُ صدام
- شَيّءٌ مِنَ الأُف
- الصمتُ الناطق
- هجاءُ الأخِلّاء
- زفرةٌ معَ أبي العَتاهية
- تَفصيلٌ‮ لرحلَتي‮ حَجٍّ‮ غَيرِ مبرورٍ
- طُرفةُ صَديقتي الخَالة
- * إتيكيتُ ذي السيجارةِ *
- القُدسُ!


المزيد.....




- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - علي الجنابي - والله إنَّ هؤلاءِ لرجالُ مُخابراتٍ