أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - علي الجنابي - *غسولُ الذات*














المزيد.....

*غسولُ الذات*


علي الجنابي
كاتب

(Ali . El-ganabi)


الحوار المتمدن-العدد: 6858 - 2021 / 4 / 3 - 09:46
المحور: كتابات ساخرة
    


سألني رفيقُ عمرٍ قبلَ سويعات، أن أكتبَ مقالةً عن "غسولِ الذات"، فرددتُ مُعتذراً ومُبَيِّناً ما في الأمرِ من إستحالةٍ ومن متاهات،
ثم تركتُ حاسوبي لنزهةٍ راجلةٍ ولأرميَ بعضاً من خطوات، صحبةَ صغيرتي فيما يُسمى تنطعاً ب(المتنزهات)،
وماهي بمتنزهات ، بل ترهاتٌ نحن ندعوها تملّقاً متنزهات.
وإذ كنا نتمشّى، إذ بجرادةٍ عملاقةٍ وحبلى بجرادات، تقفز من تحت قدميّ لتَحطَّ على سياجٍ للمتنزه من شجيراتِ مصفوفات،
قلتُ لأقبضَنَّ عليها بيميني بقبضةٍ واحدةٍ لا قبضات، ولأحملنَّها الى الدار كسلاحٍ محرّمٍ ومن الممنوعات،
سأرعبَ بها مَن فيها ( أرعِبُ بالجرادة مَن في الدار من أشقياء الدار والشقيات) ثم أُعيدُها كرة أخرى هاهنا بهونٍ وبرحمات،
ولكن..
ما إن مرقت يدي الأغصان، حتى فوجئتُ بقصرٍ ذي جلبةٍ وصخب،
وبترحيبٍ قل نظيرهُ من أربعةِ أفراخٍ ذوي زغب،
لطيرٍ يدعى بلهجتنا العراقية (أبو الزَّعَر) بحجم خمسِ عصفور لو إنّا نزعنا عنه ريشَهُ ومنقارَه ذا اللجاجةِ والشغب.
طيرٌ لا قيمة له بين قبائل الطير ولا حسب،
ولعلّه حشرةٌ تحالفت مع أمم الطير لأجل التشريفِ والنسب،
وطمعاً منها برتبةِ حتى ولو كانت الرتبةُ في أدنى الرتب.
أبو الزعر هذا يصدر اصواتاً خافتة لا شجنَ فيها ولا طرب.
كانتِ الأفراخُ مكنونةً في عشٍ خفيٍّ بتمويهٍ مدهشٍ عجب!
التمويهُ كان مُذهلاً ياسادة ! التمويهُ كان مُعجِزاً!
إنَّ أمرَ التمويهِ والغشِّ والإختفاءِ في قاموس أبي الزعر لأمرٌ عجب!
فمَن علَّمَ خُمسَ عصفورٍ أن ينتقيَ مادةَ بناءٍ لقصرهِ من خيوطِ صوفٍ وليس من عيدانِ حطب،
كي يوهمَ العدوَّ إن إقترب، بأن القصرَ كومةُ صوفٍ منفوشٍ علقت بين الأغصان إثرَ ريحٍ عاصفٍ جدب؟
بل مَن علَّمَهُ أن يُصَمِّمَ البوابةِ فيَجعَلها مخفيةً من القصر وفي الجنب،
وليست في أعلاه، فيضربُ بذلكَ صفحاً بعُرفِ البنيان في أمم الطيرِ وهندستهِ والمنطقِ والسبب؟
وإن هيَ إلا لحظاتٌ حتى قَدِما الوالدانِ (أبو زعر والسيدة أمُّ زعر) للمتنزه، فسلقوني بالسنةٍ حدادٍ وبوابلٍ من تحذيرٍ صبب،
وشتائمٍ من فحشِ وغليظِ القولِ تبب، ولا يسعني أن أنقل لكم هنا إلا بعضَ ماقالاه مما يصلحُ للنشرِ،ولا يخدشُ الحياءَ ولا يسيئ للأدب:
(إغربْ من هنا، يا ذا جثمانٍ متكلِّسٍ، لا أجنحةَ فيه ولا منقاراً ولا ذنب!
أغربْ يا ذا وجهٍ أحمقٍ عبوسٍ كأنه ما أغتسلَ صُبحاً ونافحٍ للشؤمِ وللغضب.
إرحلْ ودع صغارنا في أمنٍ وأمان تحتَ رحمةِ الوهّابِ وما يهب،
أغربْ من هنا الى حيث قُدسِكم المغتصب، وما في أكنافها من جهادٍ واجبٍ وجب، بل ماهبَّ شاربٌ من شواربكم إليها ووثب).
رحلتُ بل ولّيتُ مسرعاً تحتَ تهديدِ أبي الزعر وما خطب.
تهديدٌ كاد أن يهزَّ مساكنَ حيينا وحتى الترب،
ويلٌ لحيينا من غضبةِ أبي زعرٍ إذا غضب!
رحلتُ متسائلاً، وحصبُ الفكرِ مشتعلاً بخيالٍ وبرهب:
إنَّ سرَّ الوجودِ في أمرين إثنين لا ثالثَ لهما:
(مبنىً ومعنىً)..
فأمّا المبنىً فذاكَ هو تكوينُ القِشِ للعشِّ، وقالَ عنه الجاحدون زوراً: " قد بنى القشُّ العشَّ، فلا إلهَ هناك، بل خَلْقٌ هَامَ وطَشّ.
وأمّا المعنى فكامنٌ في دهاءِ وهندسةِ بوابةِ العشِّ.
فإن نفرّ وننكر خالقَ القصر والمبنى، فهل لنا من بدٍّ إلا أن نُقِرَّ ونشكرَ فالقَ الإيحاء والمعنى؟
لعلّنا - ياسائلي- قد عثرنا عند زعيمنا أبي الزعر فيما بنى،
بعضاً من مكامنِ غسولِ الذاتِ، حيثُ سياحة الفكرِ، وما دنى فجَنَى،
وتلك هي بهجةُ الروح الحقِّ، بهجةٌ واحدةٌ فريدةٌ فلا مثنى،
وبُعداً لبهجةٍ بدينارٍ وخمرٍ وجوارٍ راقصاتٍ وتغزلٍ ومغنى.
فسبحانَ (الَّذِي أَعْطَىٰ كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى).
مابال القوم إستأنسوا أبا الزعر وآنسوا فنسوا أمرَ الجرادةِ الحبلى،
أنجت أم كان ختامها الإبادة والفنى؟



#علي_الجنابي (هاشتاغ)       Ali_._El-ganabi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فِرعَونُ البَغل
- *ظِلٌّ في الزُّقاقِ مُرعِبٌ*
- روبةُ عَرَب
- *مِن أبنِ الرافدين لديارِ الحرمين*
- نريدُ إسلام كما يريدُهُ صدام
- شَيّءٌ مِنَ الأُف
- الصمتُ الناطق
- هجاءُ الأخِلّاء
- زفرةٌ معَ أبي العَتاهية
- تَفصيلٌ‮ لرحلَتي‮ حَجٍّ‮ غَيرِ مبرورٍ
- طُرفةُ صَديقتي الخَالة
- * إتيكيتُ ذي السيجارةِ *
- القُدسُ!
- أَفَحقاً يَتَعامَلُ الإلهُ بالآجل؟
- ( رأسُ الشهرةِ : فسحةُ شاشةٍ )
- (نصف سي سي)
- *القصفُ : سَأَلَنِي فطَأطَأتُ بِلا جَوَاب! *
- أفحقّاً يتعاملُ إلهُنا ب (الرِّشوة) !
- *وإذ نحنُ حَولَ مائِدَتِنا قُعودٌ*
- كيلا تَخلُوَ الأكمامُ مِن ثَمَراتِها


المزيد.....




- قبل فيلم -كشف القناع عن سبيسي-.. النجم الأميركي ينفي أي اعتد ...
- بعد ضجة واسعة على خلفية واقعة -الطلاق 11 مرة-.. عالم أزهري ي ...
- الفيلم الكويتي -شهر زي العسل- يتصدر مشاهدات 41 دولة
- الفنانة شيرين عبد الوهاب تنهار باكية خلال حفل بالكويت (فيديو ...
- تفاعل كبير مع آخر تغريدة نشرها الشاعر السعودي الراحل الأمير ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 158 مترجمة على قناة الفجر الجزائري ...
- وفاة الأمير والشاعر بدر بن عبدالمحسن عن عمر يناهز 75 عاماً ب ...
- “أفلام تحبس الأنفاس” الرعب والاكشن مع تردد قناة أم بي سي 2 m ...
- فنان يحول خيمة النزوح إلى مرسم
- الإعلان الأول حصري.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 159 على قصة عش ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - علي الجنابي - *غسولُ الذات*