أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علي الجنابي - ( رأسُ الشهرةِ : فسحةُ شاشةٍ )














المزيد.....

( رأسُ الشهرةِ : فسحةُ شاشةٍ )


علي الجنابي
كاتب

(Ali . El-ganabi)


الحوار المتمدن-العدد: 6761 - 2020 / 12 / 15 - 02:52
المحور: الادب والفن
    


يأبى الجفنُ - ومنذ زمنٍ - أن يسبلَ إزرارَه عشاءاً ما لم ينصت من ال(موبايل) تارةً الى لمسةٍ من لمساتٍ بيانيةٍ ينثرُ بها أستاذ فاضل يدعى (د. فاضل السامرائي) وتارةً تراه يَهوَى إنصاتاً تحتَ ظلالِ (وكالة ناسا) وما تُفصِّلُ في بنيةِ الكون وميكانيكا الكم والزمكان وغير ذل . و مابين تلكم الفضائين تلاقحٌ عجب وتزاوجٌ صبب, ينسفُ أغلالَ الذاتِ نسفاً , ليحلّقَ بها خارجَ كل مألوفٍ ! تزاوجٌ ليس هاهنا موضعُ تفصيلٍ فيه.
وإنما العلوم صنفان لا ثالث لهما : علومُ أدبٍ وعلومُ تطبيقٍ , فأمّا التطبيقُ فتراه يقتلعُ شهرتَه من أعينِ الناس إقتلاعاً على ماينجزُهُ من إبتكارٍ, فترى الناسَ مهطعين ورائه بحثاً عمّا هو جديد من مقياسٍ لفحصِ نبضِ أفئدتهم عن بُعدٍ, أو آملين بتصميمٍ لطائرةٍ تنفصلُ (كابينةُ) المسافرينَ عنها لحظةَ خللٍ فني , لتهبطَ الكابينةُ بمظلاتٍ تُفتَحُ بسلامٍ على الأرض , أو جيلِ جديدٍ من (آيفونِ) إتصالاتٍ وغير ذلك.
ذاك علمٌ مُقتَحِمٌ لابوابِ الشهرةِ , رغم أنه يعالجُ الابدان لا الارواح , بل إنَّ الشهرة تحت أذيالِه نَخَت وأطَّتِ صاغرة , وجَثَت (شاشاتُ) الاعلام داخرةً , لتنعمَ بنظرةِ عطفٍ منه عليها دائرة, وتحلمَ من خلاله ترويجاً لبضاعتها الخائرة.
أمّا صنوه : علومُ الادبِ ,
فذاك علمٌ إتّخذَ من آفاقِ الروح لا الابدان مختبراً لعلومه , وذروةُ إبتكارهِ تكمنُ في شدا فصاحة,ٍ وألقِ بيانٍ, وندا بلاغةٍ تُمَكِّنُهُ من إلانةِ الحرفِ لِيُهَيِّجَ غبارَ الزمنِ في صَدرِ قارئِه فيتغلغلَ رويداً رويداُ أسفل أضلُعِ ذاكَ الصدرِ, فيدغدغَ مشاعراً فيه مكبوتةً , ولعله -أي علم الأدب- ينالُ مِن بعدُ , مِن ذاك الصدرِ شهرةً فقيرةً يتكسبُ منها رزقاً , لكن القدر قد زَحلَقَ علوم الادب في عصرِنا صوبَ ذُلِّ المسألةِ والإستجداءِ من شاشةِ إعلامٍ أن تروّجَ له بضاعتَه وما أنجزَ قلمه في قرطاس والّا فالكساد والطمر خاتمته , وكم من أديبٍ مغمورٌ وذي علمٍ مطمورٌ!
فإن قيل : بل إنّ الابداعَ يفرضُ نفسه في الآفاق , قلنا له : لولا قناةُ (الشارقةِ)الفضائية لكانَ ( د. السامرائيّ ) موظفاً نكرةً براتبٍ شهري -إلّا من طلابه وهواة الضاد وبيانه وقليل ماهم - وقد لا أسمحُ أنا له بتجاوزٍ طابورٍ أنتظمُ فيه أمامَ أمين صندوقٍ في مصرفٍ مالي , وقد اكونُ محسناً عليه بأن يتبادلَ طرفَ حديثٍ معي , وخيرُ دليلٍ أنَّ كلَّ أساتذتهِ ( الزمخشري والجرجاني والفخر الرازي و..و..) همُ الآن نكراتٌ لا قيمةَ لهم بيننا , لانهم لا(شارقةَ ملونةَ تبنَّتهم وروّجت لكنوزٍ نفيسةٍ ثمينةٍ دفينةٍ وحدهم ملكوها.فترى (الشارقةَ)قد كشفَت عنه حتى جعلَت من عربيّ مقيمٍ في اقاصي فلندا لا يميزُ بين المبتدأ وخبره يُقبّل جبينَ السامرائي عبرَ الاثير .
شاشاتُنا العربية كانت أولَ أمرها تُنقِّبُ في الازقة :هل من عالمٍ؟هل من أديب؟ فَوَلَدَت لنا العقادَ والمنفلوطي ومن مثلهم , وهي اليوم وتوابعُها من صحفٍ مقروءةٍ -رُبَمَا هي مقروءة!- تزخر بزبدٍ وغثاءٍ ونعيقٍ, فهذه صحيفةٌ ثقافيةٌ كبرى تنشرُ نصّاً في ثلثِ صفحتها الثقافية يصفُ جلسةَ (كبابٍ) في مصيفٍ لا يمتُّ للضادِ بصلةِ رحمٍ , بل صلةُ رحمِ الكاتبِ مع هيئةِ التحريرِ هي الفاصلةُ وهي القاصمة , وتلكَ شاشةٌ فضائية ٌتتبجح بأنها الراعي الاول للادبِ وعلومه , لكنها تقضي ساعاتِ قيلولتِها -وقتَ الظهيرة- في إستعراضِ موضةٍ او في فك شفرةِ (إكسسوار) نسائي ! فإن سمَحَت لأديبٍ أن يتَنَفَّسَ في فضائِها شهقةً يتيمةً لثوانيَ معدودات ودون زفيرٍ ينفُثُهُ ,تراها تتملّق بشهقتِه اليتيمة تلك بأنّها الراعي الاول لأدبِ الزمانِ وعلومِه!
إن شاشاتَنا لفي شُغُلٍ دؤوبٍ وزحمةٍ من برامجٍ تجعلُ من ثواني الزمن عندها نادرة نفيسة وكلُّ ثانيةٍ عندها بمقدار وغالٍ ثمنُها حينما يتعلق الامر ببثِّ للأدب وعلومه فقط . فيا من كنتَ أديباً , تذكّر أنّ :
(رأسَ الشهرةِ فسحةُ شاشةٍ) ولو سَطَّرَت لنا أناملُك الزكية سجلاتٍ تعدلُ موسوعةَ المعارف البريطانية ومثلها معها .
كانت تلك خاطرة عابرة! لمَ خطَّها قلمي ودون تشذيبٍ وتهذيبٍ لحروفها!
لا أدري.



#علي_الجنابي (هاشتاغ)       Ali_._El-ganabi#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- (نصف سي سي)
- *القصفُ : سَأَلَنِي فطَأطَأتُ بِلا جَوَاب! *
- أفحقّاً يتعاملُ إلهُنا ب (الرِّشوة) !
- *وإذ نحنُ حَولَ مائِدَتِنا قُعودٌ*
- كيلا تَخلُوَ الأكمامُ مِن ثَمَراتِها
- (وَكُلٌّ مُغرَمٌ بِلَيلَاهُ يَاحَمدَانَ)!
- *حقائق الخطى*
- ** حدقة السعادة **
- -خدودُ البرتقالةِ المفقودة-
- المسيو-ماكرون- وجدّتي المُدام:-نونة-
- * حبيبتي : إنتِصار*
- حتى أنت يازول!
- إنَّهُ خَليلي : نَبَاتُ الصّبَّار
- (أنكالُ صاحبي الحَمَّال مابين بَشرَلَونَة وخَصِيمِها الرِّيا ...
- [ القتل االصامت ]
- -$- هارونُ الرّشيد في خطابِ مُتَلفَز -$-
- ( أيُّنا المُستَبِدّ )؟
- * غَبَشُ الغُرُورِ وَ جَهلُه *
- * يُسمعني جرذي حينَ يقاطعني *
- *مَضَارِبُ الصَمتِ *


المزيد.....




- معرض -حنين مطبوع- في الدوحة: 99 فنانا يستشعرون الذاكرة والهو ...
- الناقد ليث الرواجفة: كيف تعيد -شعرية النسق الدميم- تشكيل الج ...
- تقنيات المستقبل تغزو صناعات السيارات والسينما واللياقة البدن ...
- اتحاد الأدباء ووزارة الثقافة يحتفيان بالشاعر والمترجم الكبير ...
- كيف كانت رائحة روما القديمة؟ رحلة عبر تاريخ الحواس
- منع إيما واتسون نجمة سلسلة أفلام -هاري بوتر- من القيادة لـ6 ...
- بعد اعتزالها الغناء وارتدائها الحجاب…مدحت العدل يثير جدلا بت ...
- ترشيح المخرج رون هوارد لجائزة -إيمي- لأول مرة في فئة التمثيل ...
- توم هولاند -متحمس للغاية- لفيلم -Spider-Man 4-.. إليكم السبب ...
- 100 فيلم لا تُنسى.. اختيارات نيويورك تايمز لسينما الألفية ال ...


المزيد.....

- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علي الجنابي - ( رأسُ الشهرةِ : فسحةُ شاشةٍ )