أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علي الجنابي - -خدودُ البرتقالةِ المفقودة-














المزيد.....

-خدودُ البرتقالةِ المفقودة-


علي الجنابي
كاتب

(Ali . El-ganabi)


الحوار المتمدن-العدد: 6741 - 2020 / 11 / 23 - 11:41
المحور: الادب والفن
    


حَلّقَ صَدى تَكبيراتٍ على أجنحةِ نسائِمَ فجرٍ ذي يومٍ برَبيع,
مُرَفرفةٍ أمامَ نافذةِ حُجرتي لِتُوقِظَني من نومٍ بأضغاثٍ كانت لي هي الضجيع.
جاهَدْتُ لنهوضٍ كأنّي أسيرُ حربٍ أو لكأنِّي لبونٌ رضيع،
ثمَّ إنسَلَلْتُ فتَسَلَّلتُ بعدَ وضوءٍ خاطفٍ بِخُطىً مُرتَجفةٍ بين أزقةِ حَيِّنا الوديع,
الى حيث مسجدِها المُستَقِّر على ضفةِ دجلةَ,
وذلك نهري أنا : نهرٌ خالدٌ وديع!
لكنَّ أمرَ المسجدِ أمرٌ مُستَغرَبٌ وفظيعٌ ! فالحيُّ كلّهُ خلفَهُ, فلِمَ التطرفُ في موقعِهِ, وذلكَ هو أمرٌ في الهندسةِ وضيعٌ, بل هو شنيع!
(أوليسَ المعابدُ تتوسطُ أحياءَها ! فما بالُ مسجدنا من أطرافِها لآذانهِ يُذيع!).
كنتُ أرمي الخُطى وسطَ ظُلمةٍ في الحيّ تُخفي البلايا, وسُباتٍ مطبِقٍ من قاطنيهِ من الرعايا,
كانوا في صمتٍ مُغرَقين كلهمُ, صمتٌ إلتقمَ حتى مما في الحيِّ من هَوامٍ وعظايا.
كنتُ أنَقِّبُ عن موطئِ قدمٍ لكلِّ خطوةٍ من خُطايا, مُتَغَمِّساً بآمالِ عفوٍ و غفرانٍ من خَطايا,
ومُتَوَجِساً ألّا تقعَ الخطى على هُرَيْرَةٍ جارٍ لي ودودٍ طيّبِ السجايا. هُرَيْرَةٌ مُسبلةُ الجفونِ فَأُفزِعُها فَتُفزِعُني وكلانا حسن النوايا,
أو أن أنتهِكَ ملكيّةَ سياجٍ لكلبٍ مُستَرخٍ حَذوَهُ ولِسانُهُ يلهثُ مُحَذِّراً : "لا تقترب يا صاحبي فالهوى هاهنا هوايا"
فيَغضبُ الكلبُ مني فيُطلقُ دَوِّياً مَكتوماً مَتبوعاً بِنَبحةِ غضبٍ تُميتُ النبضَ والحنايا, ويأبى تِكرارَها ولو أمدّوه بمددٍ من كلابِ صيدٍ في سرايا,
فنَدخلا نحنُ الإثنانِ في نِزاعٍ غيرِ مسبوقٍ بتفاوضٍ دبلوماسي معهودٍ في هكذا قضايا، أو..
أن تقعَ تلكَ الخُطى وسطَ بُحيرةٍ آسنةٍ من بحيراتٍ فضيةٍ مُتناثرةِ الزوايا.
بحيراتٌ وُلِدَتْ من أرحامِ أنشطةِ نساءِ الحيّ لنهارِ إنقضى و نشاطِ ما عندهنَّ من صبايا.
صبايا يقضينَ يومَهنَّ مُتَبَسِّماتٍ بِتَغَنُّجٍ وغرورٍ قِبَالَة أصنافٍ وألوانٍ من مرايا,
ويترعرعْنَ ما بينَ جبالٍ من حِليةٍ وقلائدَ و عطايا, ومابين تلالٍ من كسوةٍ, بعضُها مبتاعٌ بثَمنٍ وأكثرُها إستعارةٌ أو هدايا.
دخلتُ الحرمَ فتَطايرَتْ في فضائِهِ المنيرِ وحشةُ رحلَتي بين رعبِ الرَبايا,
وَلأستَغشيَ فيهِ بِثمارِ رحمةٍ مقطوعةٍ لا ممنوعة وخالِصةً لأهلِ مسجدي زُكاةِ المزايا.
أكملتُ نُسُكي وكررتُ عَوْداً في رحلةٍ مُتَلَهِّفة,
حيثُ الدفءُ في سريرٍ مُرتَقبٍ وتَرَفِ وِسادةٍ مُتَصَوِّفة,
لكنَّها كانت رِحلةٌ عن إختِها الأولى مختلفةٌ،
فالشَّمسُ قد أطلّتْ بخدودٍ خَجولةٍ أليفةٍ مؤتَلِفة,
لتستأذنَ الظلامَ بمَحوٍ, كي تنطلِقَ يدايَ الى الخيرات مُعتاشَةً مُغتَرِفة،
ولِيوليَ توجسِي من هُريرةِ جاري اللعوبِ المُتَعجرفة,
ولِيُفَلَّيَ فَزعي من إنتهاكِ السيادةِ لخصيمي الكلبِ ذي الميول المتطرِفة،
والبحيراتُ الفضيةُ أضحت مرئيةً لا يُخشى ماؤها, وتراها مُستَرخيةً ولدروبِ الحيِّ باتت مُزَخرِفة.
وصَلتُ الدّارَ فوقفتُ عند بابِها مُتَدَبِّراً ذاكَ الكنز ذاكا..
كنزٌ لخدودِ شمسٍ ساحرةٍ , كأنَّها تهفو لِلُقياكا!
ويكأنّها خدودُ برتقالةٍ ترنو معانقَتِكَ وتحنو لسُقياكَا !
وكأنَّكَ أنتَ تبغي تحليقاً لعناقٍ معها ولتحقيق مناكا .
خدودٌ حنونٌ تَكشفُ لكَ عن نفسِها في لحظاتِها هذهِ بحنانٍ مُستَعطِفةً, لتَحتَفي بك بعدَ رحلةِ دُجىً في مسراكا.
دَندَنْتُ لِنفسي بكلماتٍ قبلَ أن ألِجَ إلى حيث منامِي بِثقيلِ رثاءٍ :
يا لِبهاءِ خدودِ برتقالةٍ غَيَّبتُها عن بصائري بجفاءٍ, بل..
ما كنتُ أفتقدُها لِلَهوٍ منّي وإنشغالٍ بغباءٍ,
وسطَ هرولةٍ هوجاءَ عوراءَ,
وراءَ بصلٍ وعدسٍ وقثاءٍ,
في زحمةٍ (عولمةٍ) صماءَ بكماءَ عمياء
و مُبغِضَةٍ لكلَّ بهاءٍ وهناء.



#علي_الجنابي (هاشتاغ)       Ali_._El-ganabi#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المسيو-ماكرون- وجدّتي المُدام:-نونة-
- * حبيبتي : إنتِصار*
- حتى أنت يازول!
- إنَّهُ خَليلي : نَبَاتُ الصّبَّار
- (أنكالُ صاحبي الحَمَّال مابين بَشرَلَونَة وخَصِيمِها الرِّيا ...
- [ القتل االصامت ]
- -$- هارونُ الرّشيد في خطابِ مُتَلفَز -$-
- ( أيُّنا المُستَبِدّ )؟
- * غَبَشُ الغُرُورِ وَ جَهلُه *
- * يُسمعني جرذي حينَ يقاطعني *
- *مَضَارِبُ الصَمتِ *
- *ضيفي اللزِج*
- ( أنينُ الجِسرِ : وفراكُهُم بَجَّانِي )!
- همسةٌ بقلم -الفيلسوف- عنترة بن شداد
- تأملات في أمواجِ فنجانِ قهوةٍ عربيٍّ
- ( سَأُحاجِجُكِ عِندَ ذي العَرشِ أُمَّاهُ )
- *لا قُبحَ في الوُجُودِ*
- * خَرِيفُ العُمرِ*
- * رِحالُ الكَلِماتِ!!!*
- *نَواميسُ الصُدفَةِ*


المزيد.....




- ميغان تشوريتز فنانة جنوب أفريقية عاشت الأبارتايد ونبذت الصهي ...
- السنوار في الأدب العالمي.. -الشوك والقرنفل- من زنازين الاحتل ...
- شعوذة.. طموح.. حب.. موسيقى وإثارة.. 9 أفلام تعرض في سبتمبر
- قصة ملك ليبيا محمد إدريس السنوسي الذي أطاح به القذافي
- كيف أصبح مشروب شوكولاتة للأطفال رمزا للاستعمار الفرنسي؟
- المخرج الأميركي جارموش مستاء من تمويل صندوق على صلة بإسرائيل ...
- قطر تعزز حماية الملكية الفكرية لجذب الاستثمارات النوعية
- فيلم -ساحر الكرملين-.. الممثل البريطاني جود تدرّب على رياضة ...
- إبراهيم زولي يقدّم -ما وراء الأغلفة-: ثلاثون عملاً خالداً يع ...
- النسخة الروسية من رواية -الشوك والقرنفل- تصف السنوار بـ-جنرا ...


المزيد.....

- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علي الجنابي - -خدودُ البرتقالةِ المفقودة-