أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علي الجنابي - شَيّءٌ مِنَ الأُف














المزيد.....

شَيّءٌ مِنَ الأُف


علي الجنابي
كاتب

(Ali . El-ganabi)


الحوار المتمدن-العدد: 6818 - 2021 / 2 / 19 - 01:28
المحور: الادب والفن
    


(خاص بجيل الستينيات : جوازُ عتريس من فؤادة باطلٌ)
هَمَسَ لخليلهِ خفيّاً لِيحاوِرَهُ عن حصادِ دهرِهما وإرصاده،
وإذ هما يَستَرخَيان على وريقاتِ خَريفِ العُمُرِ ويسترعِيان غرغرةَ غابةِ الصمتِ وإمتداده،
وإذ صَيّرَت عَبَراتُهما صرصرةَ الأيامِ فُرُشاً وخرخرتها وسادة،
وإذ حيَّرَت نَظَراتُهما سَبْتَ كلِّ مُتَلَبِّدٍ في تَأمِّلٍ، وكَبْتَ كلِّ مُتَكَبِّدٍ في (يوغا)، وخَبْتَ مُتَعَبِّدٍ في عبادة، همسَ لِخِلِّهِ فقال:
-( أُفّ ياخَلّ ! قدِ إستَحضَرَ فؤادي “شيئاً من الخوفِ” فلبئسَ الخوفُ ولبئس دُسرهُ و أوتاده. لاتَوجلْ ياخِلُّ! وإنّما أحَدِّثُكَ عن”فِيلمٍ في سيلما”وما ضخَّهُ ونضخَّهُ الفيلمُ آنئذٍ في الوجد من تمرُّدٍ وعناده !
فهَوِّن عليكَ وأهجرْ الخوف وأكفر بإرتعاده ! فما عادَ في ديارنا ميدانُ حربٍ ولادرعٌ ولاعتاده. وماعاد فيها تبخترٌ لخطىً بعلوٍّ في عينِ دخيلٍ، ولا تمخترٌ لسعفٍ بسموٍّ في نخيلٍ وإعتداده،
أفَتذكرُ ياخِلُّ فيلم “جوازُ عتريس باطلٌ من فؤادة” ؟ فلَنِعمَ الفنُّ ذاك، ولنِعمَ الصنعةُ والإجادة ؟ فهلّا -خِلَّ- أولو بقيةٍ من وَجْدٍ يَزأرُ الآن بِعنفوانٍ ولانبغي زيادة: “لا هوانَ وجوازُ عتريسَ باطلٌ من فؤادة”؟
أفَترى الزئيرَ قد خَنَسَ في ضميرِ إبنِ الضادِ وغطسَ في نكيرهِ وفَطَسَ في فُؤاده؟ أوَتَرى الصفيرَ قد طَمَسَ هديرَ شبلِ الضادِ وكنَسَ سطرَ الإجادة والإفادة : “لاخنوعَ، فإمّا نصرٌ مبينٌ وإمّا شهادة”)؟

-(مهلاً وعلى رسلِكَ ياخِلّ! فلا خنسٌ ولا كنسٌ في أمّةِ عدنانَ وقريش والشام والقيروان، ثمَّ بغدادَ: مدادُ القلمِ ومنها رحيقه وإستزاده.
نحنُ -يا خِلّ- أمّةٌ بقرآنٍ مُعجِزٍ عَجَب، وبيانٍ موجزٍ وحسبٍ، ونسبٌ يعلو الإشادة.
أمّةٌ كفرت بالغرانيق، وظفرت ببيتٍ عتيقٍ، وروضةٍ ببريقٍ، وأقصىً عريق : وذلك تثليثُ السيادة.
نحنُ -ياخِلُّ- أمّةٌ سَلَفُها اُسْدٌ وخَلَفُها أُورِثُوا رُشدَ الريادة، يرضعُ العرشَ لبناً ولايَتقَلّدُ إلا عِزَّتَهُ قِلادة.
أمةُ تأبى خُنوعاً وتَخشَاها الجَهالةُ والرَّمادة. أمَّةٌ لا تَعرفُ همّاً ولاغمّاً ولاعجزاً ولاحجزاً أو بَلادة).

-( إذاً فماليَ -ياخِلّ- أرى أمّتي تتباهى بأمّةٍ “آرب تالنت” وزرعِهِ وحَصاده؟
أفَتظنُّ ياخِلُّ أنَّها رَكَنَتْ فَسَكَنَت إلى “عصابةِ توتو واللّمبيّ وحَمادة” ؟
أوَما تَرى عِلمَها باتَ “شَخبط لخابيط” وإستمرأت لهوَهُ ولغوَهُ وفَسَادَه ؟
أوَما تَرى شروقَها أضحَى كَسُرْوٍ مُتنططٍ يتقافز تيهاً بين الأمم، والسُروُ إبنُ الجرادة؟
أوَما تَرى غُروبَها أمسى بلا نُكرانَ لتَدليكٍ بين ذُكرانٍ وإناثٍ, سواءً على الوِسادة؟
أما تراها قد إستَلطَفَت عباءةَ “شاهدٍ مشافشِ حاجة” لِتَتَغشّى بها من جورِ السلطانٍ, ولتَتَمشّى بها في ظلالِ حِياده)؟

-( كلا ياخِلُّ كلا، فلا تَخاطبْها بعصابة توتو، أو بسروٍ لجرادة، بل عاتبْها:” ألم يَأنِ لكِ أن تَعتَبِري من أممٍ فَقَدَت الحِكمَةَ والحُلمَ والقيّادة؟
من أمَّة نَحَتَت من الجَبلِ بَيتاً وقَصراً وعِمادَه، وإنْ بَطَشَت فجبَّارةً على الضعيفِ ظلماً تبغي أضطهادَه، فكانَت عاقبتُها صيحةً تَدميرٍ وإبادة.
ومن أمّةٍ زَنَت، ومَا زَنَت مِكيالَها تَرنو استزادَه، فأخذَتْها رجفةٌ دَمَّرَتِ حرثَها والنسلَ إلا فضاءً أو جَماده.
ومن أمّةٍ شَيَّدَتْ صرحاً إلى إلإلهِ تبغي إنتقاده، بأيديَ قومٍ وبخنوعهِ وبإنقيادِه، وكنزتْ كُنوزَاً وزينةً بِخُيَلاء ووهمٍ من سعادة، فكانَ جَزاؤُها خَسْفاً أطاحَ بالنفسِ والدَّارِ فما كان من حَولٍ ولا إرادة، ثمّ قُطيْراتُ ماءٍ أَيبَسَتْ عُودَ مَعبودِهُمُ وأركسَتْ أجنَادَه).

-( أجل ياخِلُّ، صدقتَ، وذَيَّاكَ هو الغَضَبُ المَحذُورُ وذَيَّاكَ الذي..

لابأسَ يَرفعُهُ، لا صمودَ يَدفعُهُ، ولا تنفعُهُ ضمادة. بيد أنيَ أوسوسُ:
ألا من مُزَمجرٍ اليومَ ولو بفِيلمٍ، وأنا لن أبغي زيادة: “نحنٌ لن نستسلمَ، فنصرٌ مبين أو شهادة”،
و”جوازُ القرد من الأقصى باطلٌ رغمَ قِيودِ الفكرِ وحيودِ فؤاده.
أُفٍّ لكَ ياخِلُّ أُف! مالكَ عليَّ لاتَرُدُّ ولا تَحُفّ!
أَوَّاه، مُغرَمٌ أنتَ بثُعبانِ الغفوةِ على حين غفلةٍ ولا تبغي إفتقاده. لا حرج عليكَ، ونَمْ ياخِلُّ ودعْ شَخيرُكَ يعزِفُ ليَ سمفونية “أسبابَ القهرِ وأنيابِ إضطهاده”).

تَحيةٌ لزمانِ الطبيبين.



#علي_الجنابي (هاشتاغ)       Ali_._El-ganabi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الصمتُ الناطق
- هجاءُ الأخِلّاء
- زفرةٌ معَ أبي العَتاهية
- تَفصيلٌ‮ لرحلَتي‮ حَجٍّ‮ غَيرِ مبرورٍ
- طُرفةُ صَديقتي الخَالة
- * إتيكيتُ ذي السيجارةِ *
- القُدسُ!
- أَفَحقاً يَتَعامَلُ الإلهُ بالآجل؟
- ( رأسُ الشهرةِ : فسحةُ شاشةٍ )
- (نصف سي سي)
- *القصفُ : سَأَلَنِي فطَأطَأتُ بِلا جَوَاب! *
- أفحقّاً يتعاملُ إلهُنا ب (الرِّشوة) !
- *وإذ نحنُ حَولَ مائِدَتِنا قُعودٌ*
- كيلا تَخلُوَ الأكمامُ مِن ثَمَراتِها
- (وَكُلٌّ مُغرَمٌ بِلَيلَاهُ يَاحَمدَانَ)!
- *حقائق الخطى*
- ** حدقة السعادة **
- -خدودُ البرتقالةِ المفقودة-
- المسيو-ماكرون- وجدّتي المُدام:-نونة-
- * حبيبتي : إنتِصار*


المزيد.....




- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علي الجنابي - شَيّءٌ مِنَ الأُف