أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - علي الجنابي - مفهومُ السَّكينةِ بين (مَكَّة) و (لاس فَيغاس)














المزيد.....

مفهومُ السَّكينةِ بين (مَكَّة) و (لاس فَيغاس)


علي الجنابي
كاتب

(Ali . El-ganabi)


الحوار المتمدن-العدد: 6917 - 2021 / 6 / 3 - 17:38
المحور: كتابات ساخرة
    


حدّثَنيَ التعيسُ "إبليسَ"، فقال:
قد تعلمُ يا أنتَ أنَّ (مَكّاو) هي مستقرٌّ لشياطين الأنسِ في الأرض، ومستودعٌ للأباليس!
إذ إنّها حازت أكبرَ كازينو للقمارِ في العالم بقلاعهِ والمتاريس؟
وإذ الكازينو - يا أنتَ - قد شُيِّدَ على مساحة أربعة كلم مربع، تطل على البحر بفضاءٍ فاخرٍ ونيس.
أولستَ بمصدقيّ؟
إذاً فأذهبْ وتصفحْ الأنباء في وكالة (الأسوشيتد بريس).
قد جرى تشييد الملهى من قبل شركةِ: "لاس فيغاس ساندييس"،
و بإجمالي كلفةٍ ملياري دولار، ثم تبعها نصفُ مليار أُضِيفَ لل(إكسسوارِ) وال(سيرفيس).
وقال رئيس المجموعة المالكة له (شيلدون أديلسون)، إنّه مشروعٌ واعدٌ بكل المقاييس،
مضيفا أنّ الأمر ببساطة مُتَعلّقٌ بنقل (لاس فيغاس) إلى "مكاو" وجعلها للصخبِ وللنُصبِ والقمار المركز الرئيس.

الكازينو - يا أنتَ - قد حوى (3000) جناحاً فندقياً بأفخمِ زخرفٍ وبأثاثٍ نفيس،
وبإنارةٍ من عجائبِ المصابيح وغرائبِ الفوانيس، و(1150) طاولة قمارٍ كي يحَمِيَ حولها الوطيس،
و(7000) آلة نقدية للجادّين من أهلِ ال(بزنيس)، و(350 ) محلاً تجارياً ،ومركزاً للمؤتمراتِ، وملعباً وحدائقَ فيها ببغاواتٍ ومومساتٍ وطواويس.
والكازينو يحمل اسم "The Venitian" ومُفَتَّحةٌ أبوابهُ للأثرياءِ ، ولعصاباتِ المافياتِ والسرّاقِ من خلفِ ال(كواليس) ـ
ودخولُه مجانيّ لأعضاء (آيباك) ومثلهم في (الكونغريس)، بيدَ أنّ أبوابَهُ مُغَلَّقةٌ بوجهِ حثالاتِ الفقراء المناحيس.

أنا السيدُ إبليسَ! وقد بلغَ رقم الأعمال في ميدان القمار في "مَكّاو" في عامٍ واحدٍ نحو (14)مليار دولار ، ربحاً زُلالاً عبأتُهُ بيديَّ فإستقرَّ في الكيس.
فأنا السيدُ إبليسَ ولا فخر!

مهلاً عليَّ يا سيدُ إبليس ، فأنا ذو حظٍّ وافرٍ إذ أحدّثُكَ عياناً وأنتَ الرئيس.
أقولُ ، مادمتَ قد جنيتَ خزائنَ الأموالِ كلها مكدّسةً في كراديس.
وقد بنيتَ في أسواقِ كلِّ مدينةٍ في الأرض آلافاً مؤلفة من ملاهيَ لعراةٍ بصخبٍ، عاملةً ناصبةً من الخميسِ الى الخميس.
وقد عمّرتَ مراقصَ ليليةٍ لسراةٍ بجلبٍ، ومؤمّنةً بعيونِ (كاميراتٍ) ورجالِ (بوليس).
وقد عرشتَ بمهرجاناتِ الطربِ في ساحاتِ الأرض بسببٍ ودونَ سبب، تجذبُ بها العوائلَ الهوامُ من الأنامِ كجذبِ (مغناطيس).
وقد فرشتَ الأرضَ بمثليةٍ جنسيةٍ وجزرِ عراةٍ ولهوٍ ولعب، وبمكرٍ وخُبثٍ وتدليس.
وقد صيّرتَ الليلَ نهيقاً ودعارةً ونعيقاً إذا وقب، فمحوتَ كلماتِ الزبرِ والصحفِ الأولى والنواميس.
وقد صيّرتَ النهارَ بالظلامِ مُستَتِبَ، وللسحتِ الحرامِ مُستَحِب، ومرتَعاً للفزعِ والجفلاتِ والكوابيس.
مادمتَ أيّها السفيهُ:
قد أطَّرتَ كل أولئكَ وسيطرتَ، ومَكّنتَ شياطينكَ فَتَمَكَّنتَ، وزغردتَ عالياً بخُيلاءَ وغَرَّدتَ، فهلّا..
تدعْ لنا مكبرَ صوتٍ واحدٍ عندَ منبرِ "مكّةَ" بلا لَجَمٍ ولا تَكميمٍ ولا تنكيس؟ أفحقاً نَغَمُ آذانِ "مكّةَ" مُزعجٌ لكَ وللناسِ بضوضائهِ وخسيس؟
أفحقاً منابرُكَ كلُّها هادئةٌ وهانئةٌ ويُطَيِّبُ صخبُها ويشفي عِللَ بني آدم، ويدغدغُ مافيهم من أحاسيس، ولربما باتت تغفو على ألحانهِ مُتَسَلطِنةً حتى قِططنا والجواميس.
هلّا تَكَرَّمتَ عليَّ يا إبليس فتصدرَ أوامركَ لوكلائكَ القابعينَ في القصورِ بين المتاريس، بأن يغضّوا الطرفَ عن صوتِ " مَكّةَ" ومساجدَ أمةِ محمد كونها بقيةَ ملاذٍ لنا، وللنفسِ نقاهةٌ وتنفيس؟
ووعداً منّا لكَ يا إبليس..
أننا لن نكونَ عابدينَ على خطى النبيّ سيد الثقلينِ أو خطى أخيه النبي "إدريس"، بل سنبقى لكَ أوفياءَ في كلِّ نُسُكٍ نُؤَديهُ بوسوسةٍ وتثاقلٍ وإقتصادٍ، وبقبسٍ قليلٍ من خشوعٍ و تقديس.
ردّنيَ إبليسُ بغضبٍ صببٍ وحقدٍ حبيس:
"ويحكَ يا أنت، أما علمتَ أن جعيرَ"مَكّاو" أحبُّ إليِّ من زئيرِ "مكّةَ" وما حولها من تضاريس، وأنَّ كلَّ قوايَ مسخرةٌ لتكونَ "بّكّةُ" أثراً نُكراً في القراطيس؟ فكم أنتَ ساذجٌ -بسؤلكَ هذا- أيها المُسلمُ الموحِدُ البئيس!

(مُسلمٌ موحِدٌ بئيس)! أوَأنا بنظرِ إبليسَ التعيس: (بئيس)؟ وقد كنتُ أظننيَ - وحتى زمنٍ قريبٍ - المُكَرَّمَ على ظهرها، وأنّهُ هو وجنودهُ التعيسُ السفيهُ والبئيس!
أأضحى نغمُ آذان (مكّةَ) ومنبرُ الجمعةِ مزعجاً للمزاجِ والأحاسيس!
أوَقدِ (اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مُّعْرِضُونَ) عن مُنقَلَبٍ عقيمٍ عجزت عن وصفِهِ المقاييس، و(لاَهِيَةً قُلُوبُهُمْ) ببايدنَ وميركلَ وفرويدَ وسارترَ بتقديس، ثم بتمجيدِ بيكاسو وبتهوفنَ وعنخ آمونَ ،وذاكَ الثانيَ ما إسمهُ ؟ أظنهُ : الربَّ الأحولَ رمسيس.
أوَقدِ إقتربتِ الساعةُ وتسيّدت " مكّاو" الأرضَ يا إبليس؟ وطغى جنودكَ : شاكيرا وحسن شاكوش وهنري كيسنجر وكازم الساهر ومن قبلهم جاكسون وخوليو والفيس، و..هلمَّ جَرَّا من رعاعٍ ونسانيس.

ضَحِكَ إبليس ضحكةً صفراءَ ولم يُعَقِّبْ.



#علي_الجنابي (هاشتاغ)       Ali_._El-ganabi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مَفاعلُ غَزّةَ النُوويّ
- ( أنا الثورُ ياغزّة)!
- والله إنَّ هؤلاءِ لرجالُ مُخابراتٍ
- -إي وَرَبّي: لا أَوفى ولا أَصفى مِن مِهنةِ المُخابرات-
- ★عندما يشُعُّ الظلامُ ★
- *لغز الرَغَدِ والسَعدِ*
- (الله يِخْرِبْ بَيْتَكْ, دَمَّرِتْنَهْ بشَخصِيتَكْ)!
- حَيهَلا رمضانَ
- * حَمُودِي ضَاغِطُهُم *
- *غسولُ الذات*
- فِرعَونُ البَغل
- *ظِلٌّ في الزُّقاقِ مُرعِبٌ*
- روبةُ عَرَب
- *مِن أبنِ الرافدين لديارِ الحرمين*
- نريدُ إسلام كما يريدُهُ صدام
- شَيّءٌ مِنَ الأُف
- الصمتُ الناطق
- هجاءُ الأخِلّاء
- زفرةٌ معَ أبي العَتاهية
- تَفصيلٌ‮ لرحلَتي‮ حَجٍّ‮ غَيرِ مبرورٍ


المزيد.....




- من إلغاء جولتها الفنية إلى طلاقها.. جنيفر لوبيز تكشف كيف -ان ...
- غزة.. عزف الموسيقى لمواجهة البتر والألم
- لعبة التوقعات.. هل يفوز عمل غير غربي بجائزة نوبل للآداب 2024 ...
- اندمج في تصوير مشهد حب ونسي المخرج.. لحظة محرجة لأندرو غارفي ...
- تردد قناة روتانا سينما 2024 الجديد على نايل سات وعرب سات.. ن ...
- الممثل الخاص لوزير الخارجية الايراني يبحث مع نبيه بري قضايا ...
- سيدني سويني وأماندا سيفريد تلعبان دور البطولة في فيلم مقتبس ...
- فشلت في العثور على والدتها وأختها تزوجت من طليقها.. الممثلة ...
- -دبلوماسية الأفلام-.. روسيا تطور صناعة الأفلام بالتعاون مع ب ...
- كريستوفر نولان يستعد للعودة بفيلم جديد ومات ديمون مرشح للبطو ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - علي الجنابي - مفهومُ السَّكينةِ بين (مَكَّة) و (لاس فَيغاس)