أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علي الجنابي - إعترافٌ مِن وَالِد














المزيد.....

إعترافٌ مِن وَالِد


علي الجنابي
كاتب

(Ali . El-ganabi)


الحوار المتمدن-العدد: 6926 - 2021 / 6 / 12 - 23:21
المحور: الادب والفن
    


(خاص بالآباء).

تَعُجُّ وسائلُ الإعلامِ ببواحٍ لَجٍّ مُعتَمَد،
وتَثُجُّ صفحاتُ التواصلِ الإجتماعي بنواحٍ مَجٍّ مُحتَشَد، عن (دورِ العجزةِ) وما حوَتَ من عقوقٍ لوالدةٍ وأبٍ مُضطَهَد.
لَعمري إنّ هذا لهوَ هراءٌ مبينٌ مُضطَرِبٌ مُضطَرَد!
أما وقد رحلت رُوحُ وَالدي باكراً الى حيث مستودعٍ ومُلتحَد، فَلربما روحي قد جهلت عوالمَ بِرِّهِ، وأنا عن أغلالِ البرِّ مُبتَعَد.
أَفَأرَانِي تَحَرَّرتُ من قُيودِ البِرِّ، أم أرَانِي تَبَرَّرتُ بوهنٍ وخُسرانٍ في المُعتَقَد؟
فذي شَراسَتي اليوم مُتَشَعِّبَةٌ وحاضرةٌ في عُمُرِ ستينيٍّ ممدودٍ مُتَّقَد,
وَذِي فراستي مُتَشَبِّعَةٌ وناظرةٌ لبِرٍّ مُوعودٍ مِن وَلَدِي، وكما العُرفُ وَعَد.
بِرٌّ مُنتَظَرٌ موعُودٌ !
أنَا لن أنتَظرَ - بفمٍ فاغرٍ – بِرّاً ، ولبئسَ ذاك الوعَد !
ولقَد سبكتُ فؤادَاً فولاذاً لا تخترقهُ رأفةٌ من أحد، ولاطبطبةَ ولا مَدَد. فؤادٌ يَنهجُ بأنَّ ..
(ما من نَفسٍ إلّا وكانت في لحظةٍ هي الوَلَد، ثمَّ في لمضةٍ بانَت والِداً إلّا آدَمَ, كان والِداً وماهو بولد). فؤادٌ فولاذٌ يَلهَجُ..
(أَنَّ رَحمةَ الوَالِدِ وبِرَّ الوَلَدِ هُما صِنوانٌ غيرُ مُعتَضْطَدَ)؟
فرَحمةُ الوَالِدِ للوَلَدِ, هي ولايةٌ مَقضِيّةٌ مِن الإلهِ الحكيمِ عَلى الوَالِدِ وأمرٌ مُنعَقَد،
وحَقِيقٌ عَلى الوَالِدِ ألّا يَمُّنَ بها على الوَلَدِ, وألّا يَشُنَّ هجوماً للإيفاءِ بالعهد،
فالشرعُ ما سَنَّ في بنودِه مثلَ ذا عهد، بلِ..
إنَّ الوَالِدَ سيقفُ مسؤولاً عن"التَربِيةِ" فيمّا رُزِقَ من نِعمةِ الوَلَدِ ، إستِناداً لبَندِ في نهجٍ خالدٍ أبد ؛
{ كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا} لا (كما رَحِمَاني صَغِيرًا).
فَإن تَكُ تربيةً صَالحةً، نَجَا ونَجَا الوَلَدِ,
وإن تَكُ غَير ذلكَ هَلَكَ وهَلَكَ الوَلَدُ.
وهيّا إلى (دارِ العجزةِ) الوالدُ يتبعُهُ بعد حينٍ الولد.

وأمَّا بِرُّ الوَلَدِ للوَالِدِ، فهو وصايةٌ مَرضِيّةٌ مِن الإلهِ الرّحيم على الوَلَدِ، وبلا برقٍ وبلا رَعد.
وقِمنٌ للوَلَدِ ألّا يَضُنَّ على الوَالِدِ بإحسانٍ وجهد,
وَجزاؤها للوَلَدِ جَنَّاتٌ على مَا صَدَقَ في إحسَانِهِ للوَالِدِ ,
وإستِناداً لبَندِ في ذاتِ نهجٍ خالدٍ أبد:
{كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا} لا (كما رَحِمَاني صَغِيرًا).

فإعلم يا ذا شيبةٍ أنَّ:
رَحمَةَ الوَالِدِ فِطرَةٌ بلا مِنّةٍ منكَ وأسمَاها الشَّارعُ (حَناناً).
بِرَّ الوَلَدِ تَكلِيفٌ بلا تزييفٍ منه وأسمَاه الشَّارعُ (إحساناً).
وشَتّانَ بين الحنانِ والإحسان.

و إعلم يا ذا ولد أنَّ:
جُرعَةَ رَحَمَاتِ الوَلَدَ إذ هو يُمسي والِداً أُحصِرَت لِما وَلَد, ومَا أُحضِرَت لكَ, وَكَمَا ذَهَبَت رَحَمَاتُكَ إليِهِ مِن قَبلُ إذ أنتَ وَلَد.
هوَ مَجرى نَهرِ الرَحَمَاتِ هكذا برغد وبسعد.

دعِ الوَلَدَ يُكافِحُ تحتَ النَائِبات في البلد، لِيَضُخَّ رَحَمَاتِ فُؤادِهِ لِما وَلَد،
مَا عِندَهُ منها مَزيد ولا رفد ، فرَحَمَاتُهُ يَبَسٌ وبِالكادِ تَسُدُّ رَمَقَ ما وَلَد.
أَفَعَدلاً منكَ أن تُلافِحَ - وبِتَغَنُجٍ- نبضاتِ الوَلَدَ، وتناكفَهُ على حَظٍّ مِنها بكبد ؟
تَعِسَ ذاكَ البِرٍّ!
وبئسَ العدلُ عدلكَ، بل..
هو نظرةٌ بعينٍ ضريرٍ أو ذي رمد.
رفقَاً بالوَلَدِ، وَخَفِّف من تَغَنُجِكَ، ودَعِ المِنَّةَ والمُلافَحةَ ونبشَ (العهد),
و تَكفيكَ مِنهُ في فَجرٍ نَظرةَ أمَلٍ، وخِفضَ جَناحٍ ومُصافَحةً ورشد.
لا مُلافَحةَ يا أيُّها الذي وَلَدَ والدَ الولد، ولامُناطحةَ قد تَضطَرُّ الوَلَدَ لأن يُقلِّدَكَ وِسامَ بِرٍّ زائِفٍ ومُنتَقَد،
وإياكَ أن تتقلّدَهُ ، لأنّهُ زائفٌ من مسد ، بل..
صَيِّر العُمُرَ نَضَّاخاً برحماتِكَ لِلوَلَدِ،
وذرِ الترقُبَ لخطاهُ وذرِ الرصد،
وزدْ من رَصيدِ رَحَمَاتِه ليَضُخَها هوَ لِما وَلَد ، فَيَرتَويَا الوَلَدُ ومَا وَلَدَ.

إنَّ رَحَمَاتِ الرَّحمنِ - يا ذا شيبةٍ - هي أصفى وأوفى لكَ من رحمةِ الوَلَدِ وَما وَلَدَ.
وتكفِيكَ مُتعَةِ النَّظرِ مِن عُلُوٍّ لِلوَلَدِ ومَا وَلَدَ,
وسيدعوانِ لكَ الوَلَدُ وما ولد بدُعاءِ:
{ رَّبِّ ارْحَمْهُمَا} ليُصَدِّقَا بَنداً في نهجٍ خالدٍ أبد :
{كَمَا رَبَّيَانِي} لا (كَمَا رَحِمَاني صَغِيرًا

فأكرِمْ بِظِلٍّ حَميمٍ خَفيفٍ من واَلَدٍ للوَلد..
وأنعِمْ بِقَولٍ كَريمٍ عَفيفٍ من وَلَدٍ للوَالد.
وآنَئذٍ سيَسعَدُ كُلُّ وَالَدٍ، وكُلُّ وَلَدٍ وَمَا وَلَدَ.



#علي_الجنابي (هاشتاغ)       Ali_._El-ganabi#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حكايةُ *كَسَّار*مع حُقنَةِ الحُمّى
- مفهومُ السَّكينةِ بين (مَكَّة) و (لاس فَيغاس)
- مَفاعلُ غَزّةَ النُوويّ
- ( أنا الثورُ ياغزّة)!
- والله إنَّ هؤلاءِ لرجالُ مُخابراتٍ
- -إي وَرَبّي: لا أَوفى ولا أَصفى مِن مِهنةِ المُخابرات-
- ★عندما يشُعُّ الظلامُ ★
- *لغز الرَغَدِ والسَعدِ*
- (الله يِخْرِبْ بَيْتَكْ, دَمَّرِتْنَهْ بشَخصِيتَكْ)!
- حَيهَلا رمضانَ
- * حَمُودِي ضَاغِطُهُم *
- *غسولُ الذات*
- فِرعَونُ البَغل
- *ظِلٌّ في الزُّقاقِ مُرعِبٌ*
- روبةُ عَرَب
- *مِن أبنِ الرافدين لديارِ الحرمين*
- نريدُ إسلام كما يريدُهُ صدام
- شَيّءٌ مِنَ الأُف
- الصمتُ الناطق
- هجاءُ الأخِلّاء


المزيد.....




- صدر حديثا : محطات ديوان شعر للشاعر موسى حلف
- قرنان من نهب الآثار التونسية على يد دبلوماسيين برتبة لصوص
- صراع الحب والمال يحسمه الصمت في فيلم -الماديون-
- كيف يبدو واقع السينما ومنصات البث في روسيا تحت سيف العقوبات؟ ...
- الممثل عادل درويش ضيف حكايتي مع السويد
- صاحب موسيقى فيلم -مهمة مستحيلة- لالو شيفرين : جسد يغيب وإبدا ...
- دينيس فيلنوف يُخرج فيلم -جيمس بوند- القادم
- افتتاح معرض -قفطان الأمس، نظرة اليوم- في -ليلة المتاحف- بالر ...
- -نملة تحفر في الصخر-ـ مسرحية تعيد ملف المفقودين اللبنانيين إ ...
- ذاكرة الألم والإبداع في أدب -أفريقيا المدهشة- بعين كتّابها


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علي الجنابي - إعترافٌ مِن وَالِد