أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد سليم سواري - وأي رثاء هذا الرثاء ؟؟














المزيد.....

وأي رثاء هذا الرثاء ؟؟


محمد سليم سواري

الحوار المتمدن-العدد: 6944 - 2021 / 6 / 30 - 21:27
المحور: الادب والفن
    


أربعون يوماً مضت.. وفي كل لحظة بساعاتها ولياليها وهالاتها القمرية وكأنني في حلم ولا تواتيني الشجاعة وتسعفني الجرأة لأُصدق بأن ما أعيش فيه ليس حلم بل إنه الحقيقة بأُم عينها في فَقد عزيزة على قلبي ليزلزل كل كياني الآهل للفناءوالإنهيار ليحضرني كلمات رئيس الوزراء البريطاني ( بوريس جونسون ) حول إجتياح جائحة فايروس كورونا ( ستفقدون أحبائكم ) ، نعم لقد فقدنا وفقدت البشرية أحباءً وأعزاءً لنا ولها.. وإلى الآن لم نفقه سيناريو وكل مفردات مسرحية هذا الفايروس اللعين ومَن يكونوا أبطالها الحقيقيون مِن الذين إبتلت البشرية بشرورهم وحقدهم الدفين في هذه الحرب العالمية الثالثة الخبيثة.. ففي كل الحروب أطرافها معروفة ونتائجها واضحة والعقوبات على المسببين والمهزومين محسوبة إلا في هذه الحرب الكونية!!
وهنا أقول.. إن غابت العدالة في قوانين ومصالح الدول والبشر على الأرض في معاقبة مَن تسبب بهذه الكارثة فإن عدالة السماء لا محالة نازلة بهم عاجلاً أم آجلاً .
أربعون يوماً مضت علي وأنا أسرح مع نفسي في عوالم السرد والبلاغة والكلمات والقواميس اللغوية وواحات الرثاء لأرسم بالكلمات وأنسج بالأحرف بُردة أتوشحها بقية عمري يلائم مبلغ حزني وعزائي على شقيقتي العزيزة (شكرية) لاُفيها ولو قسطاً يسيراً من حرصها علي ومقامها في نفسي ووجداني وكانت لي بمثابة الشقيق وأنا وحيد والدي وليس هناك في العمر الكثير لأبحث عن مَن يكون لي الشقيق في خريف مشواري.. ولن أنسى السنة الأُولى من دراستي الإبتدائية والذهاب إلى قرية أخوالي وأنا طفل صغير وهي ترافقني في أيام الدراسة وتنتظرني عند باب المدرسة لتشد من عزمي على تقبل الدوام والدراسة والمكوث معي في بيت خالتي فاطمة إلى نهاية الأسبوع وهي تُسلني وتخفف عني معاناة الفراق ووطأة الغربة عن الأهل.. يا ترى كم أنا اليوم بأشد الحاجة إلى من يخفف عني هذه المعاناة وهي غائبة عني ؟
أربعون يوماً مضت وكنتُ خلالها أقنع نفسي بأن لي من عزم الكلمات رصيد يُغنيني لأرثي إنسانة يليق بمقامها ومكانتها في وجداني سرد الأحرف والكلمات.. وكم هو صعب علي أن أقف اليوم هذا المشهد وقد خانني هذا الرصيد والرأسمال لأعيش في عتمة حزن أستحضر كل ما هو مؤلم من الحوادث والذكريات والتي تقض المضاجع ولن تجلب إلا الفواجع .
أربعون يوماً مضت وقد غابت قارورة الحب ونبع الخير وعربون الحكمة والصبر والطيبة وقد سكت قلبها الكبير الذي كان ينبض بالمودة والمحبة ليحول حياة المحيطن به إلى فردوس الخير والأمان وها وقد سكت هذا القلب الطاهر ليتحول قلبي وقلوب الآخرين من محبيها إلى واحة جرداء لا تسكنها ولا تعيش في أرجائها غير الآهات والحسرات والخيبات.
أصدقائي وكل الأعزاء أرجوكم أن تمنحونني من حزنكم حزناً ومن دموعكم دموعاً ومن ألم الفراق على أحبائكم آلاماً أُخرى لكي أُقيم مأتماً يليق بهذا الحدث الصادم وأنصُبُ خيمة عزائي الأبدي على فقدان مَن كانت وستبقى صديقة نفسي وقريبة من كياني وتؤام روحي ولن أبرح خيمة حزني وعزائي هذه ما عشتُ وحييتُ على وجه الأرض إلى أن يمنحني الله فرصة اللحاق بها وبأعزائي الآخرين الذين إشتقت إليهم كثيراً .
ها وقد عُدتُ إلى ديار غُربتي وغيوم الوجع والألم الدفين ترافقني حيث إبتلينا بهذا المصاب الأليم القاصم في مَن نحبهم وليس لي إلا أن أقول : اللهم أرحم روحاً قد أصبحت من ودائعكَ وعند الله تُكرم الودائع وأغفر لمن عشتُ معها وعاشت معي أجمل الأيام والأعوام ويهزني إليها الآن هذا الحنين والشوق العازف وكل هذا الوجد الجارف .



#محمد_سليم_سواري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وهكذا إنتهت مسيرة قلم مميز ( نزار أحمد بامرني )
- في أربعينية البروفسور أثير كساب
- عند فضاءات الغربة والوداع
- شخصيات في الذاكرة .. - ساده آدم الريكاني -
- شخصيات في الذاكرة ..الدكتور صباح عقراوي
- نادية مراد.. وهذا النبع من الدموع والآهات !
- في عصر اللاحب دعوة للحب !!
- بين أمواج البحر والتتر !!
- هل مضى عصر الرثاء ؟؟
- الكاتب والإعلامي الدكتور شعبان المزيري في ذمة الخلود
- بغداد بين ( منعطف الصابونجية ) ومنعطفات الغربة !!
- أبطال الحب في وطني
- ليس بالقتل وحده يُرضى الرب !!
- عشقي لهذا العالم
- الوطن بين السياسة والحب ؟
- الوعي العاطفي والوجداني
- كوردستان والكابينات الحكومية ؟
- المعادلة بين هي وهو !!
- الذكرى السادس عشرة بعد المائة لصحيفة كوردستان
- حوار الحب


المزيد.....




- فنانة مصرية شهيرة: سعاد حسني لم تنتحر (فيديو)
- وفاة المخرج ميشائيل فيرهوفن وساسة ألمانيا يشيدون بأعماله الف ...
- -الماتريكس 5-.. حكاية المصفوفة التي قلبت موازين سينما الخيال ...
- -باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد سليم سواري - وأي رثاء هذا الرثاء ؟؟