أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد سليم سواري - في أربعينية البروفسور أثير كساب














المزيد.....

في أربعينية البروفسور أثير كساب


محمد سليم سواري

الحوار المتمدن-العدد: 6546 - 2020 / 4 / 25 - 01:45
المحور: الادب والفن
    


* عند كل الأعوام والساعات.. هناك في حياة الواحد منا محطات ووقفات وآهات ، وأصعب كل تلك الحافات وأعسرها عندما نفقد عزيزاً ومن القلب قريباً ومن النفس باراً ولطيفاً ، لتكون أيامنا غير كل الأيام ، ومنعطفاتنا ليس لها مثيل حتى عند الهواجس وفي الأحلام ، وأحداثاً لم يذقها إلا القليل من البشر والأنام .
ها وقد مرت علينا أربعينية الدكتور أثير كساب.. وكم كان رحيلك عزيزي الدكتور على أهلك وأقربائك وأصدقائك وطلابك مدوياً وجللاً فقد كنتَ ملئ السمع والبصر والفكر ففي هذا الغياب القدري لم يعد كلمة على السمع يمر، ولا لاحت من قامتكم مشهد للبصر ، أما هذا الفكر فبهت بين الواقع والخيال في إضطراب وكر وفر .
نعم ومنذ عام (2012) جمعتنا هنا مائدة الغربة وما أدراك ما مائدة الغربة ؟؟ جمعتنا مائدة الغربة الأستاذ المرحوم يوسف كلو والدكتور أثير كساب والشخصية نافع عبدالنور والأُستاذ طلال حيالي وأنا ، ومائدة الغربة خيار صعب ومضطر للكثرين من أبناء وطني.. أليست مائدة الغربة هي مائدة الشوق لوطن يأكله الفساد وأجناس الإرهاب ؟ أليست مائدة الغربة هي الحنين لموطن ذكريات غابت كالسراب؟ أليست مائدة الغربة هي النفي عن الأقرباء وكل أشياءنا الجميلات والأحباب؟ أليست مائدة الغربة مفروشة بالآلام والمعانات والآهات وكل هذا العذاب؟
وأنا الصابر على أقدار الدهر ومناياه كلما كنتُ أفقد عزيزاً من هؤلاء في غربتي أعزي نفسي بالآخرين حتى بقينا أنا والدكتور أثير فكان الواحد منا يطفئ نار غربته في سعة صدر الآخر وصبره لنقضي أقل من عام معاً في الحديث والذكريات وكان القدر بالمرصاد ليرحل عنا أخيراً الدكتور أثير ولأعيش وأُعاني تجربة فقدان الأربعة أصدقاء أعزاء خلال أقل من سنة في مناجاة ، أنا والحزن وسورة الأقدار.
لقد رحل عنا إنسان له من الحرص على العلاقات كما الأهل ، لقد فقدنا أستاذاً في نصائحه ولم يبخل ، لقد غاب عنا صديق في كل قول وفعل ، إنه الدكتور أثير كساب ولمن يتشرف بمعرفته :
* ولد الدكتور أثير كساب في مدينة الموصل عام (1944) وأنهى فيها دراسته الإعدادية.
* إنتقل مع عائلته إلى مدينة بغداد عام (1962) ، وفي عام (1966) تخرج من كلية الطب البيطري من جامعة بغداد وكان الأول على دفعته أهَلته للعمل والتعين في الكلية ثم الذهاب في بعثة دراسية إلى بريطانيا وفي عام (1979) نال شهادة الدكتوراه من جامعة كمبرج ، وعاد للوطن ليستمر في عمله أستاذا ورئيس قسم في كلية البيطرة ببغداد وتخرج على يديه المئات من الطلاب كما وأشرف على العديد من رسالات الماجستير والدكتوراه .
* وفي عام (2006) وبسبب الظروف الأمنية لمدينة بغداد غادرها إلى مدينة أربيل وعمل أٌستاذاً في جامعات كردستان وأشرف على العديد من رسالات الماجستير والدكتوراه أيضاً.
ومما هو جدير بالذكر إن المرحوم كان يشرف على المشاريع الكبيرة للدواجن في بغداد وأربيل ومنذ ثمانيات القرن الماضي وكانت نسبة النجاح في تلك المشاريع تفوق نسبة نجاح معظم مشاريع الدواجن في عموم العراق.. وكان له مساهمات طموحة ومؤلفات عديدة في أمراض الدواجن والوقاية منها .
* وفي عام (2010) غادر الوطن للإقامة في ولاية مشيغان الأمريكية إلى أن وافته المنية يوم (28.3.2020) .
عزيزي المرحوم الدكتور أثير .. كانت لحظة لم تغيب عن فكري بعد ذلك وفي كل اللحظات.. كانت لحظة هزتني من الأعماق وعبر المسافات.. كانت لحظة خُتمت بها الكثير من الكلمات وكل المعلقات .
كانت تلك اللحظة عندما إنتهيتُ من إلقاء كلمة رثاء للصديق المرحوم نافع عبدالنور في نادي ( شَنَندَوا ) بديترويت وعدت إلى المائدة التي كانت تجمعني معكم ومع الدكتور أذهر كساب وعقيلته وهيام كساب فقلتَ لي والإبتسامة لا تفارق محياك : " كاكه أبو روان عاشت يداك ودمتم لقد كانت كلمتك رائعة وبليغة حتى أنني تمنيتُ أن أكون أنا المتوفي وأنت تُرثيني " .. حقاً صدمت فقلت له .. بعيد عنكَ كل مكروه يا دكتور وعمر طويل .
نعم واليوم أمام تلك الوصية فلتغرس في قواميسي كل الكلمات.. نعم واليوم وأمام تلك الرغبة لم تسعفني كل معاجم اللغة وبحور الشعر والأبجديات .. فكل الرباعيات والقوافي لم تٌنجدني لأصف مشاعري أمام طيبتكم ورُقيكم ودمث الأخلاق والقامات .
صبراً لعائلته ، الست ديانا وإبنته نادين وشقيقه الدكتور أزهر وشقيقته الست هيام .
ونشد على يد ولده الدكتور إيهاب كساب ونقول له : الله يصبركم فأنتم خير خلف لخير سلف .
ونسمات الرحمة على روح الصديق المرحوم الدكتور أثير كساب .



#محمد_سليم_سواري (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عند فضاءات الغربة والوداع
- شخصيات في الذاكرة .. - ساده آدم الريكاني -
- شخصيات في الذاكرة ..الدكتور صباح عقراوي
- نادية مراد.. وهذا النبع من الدموع والآهات !
- في عصر اللاحب دعوة للحب !!
- بين أمواج البحر والتتر !!
- هل مضى عصر الرثاء ؟؟
- الكاتب والإعلامي الدكتور شعبان المزيري في ذمة الخلود
- بغداد بين ( منعطف الصابونجية ) ومنعطفات الغربة !!
- أبطال الحب في وطني
- ليس بالقتل وحده يُرضى الرب !!
- عشقي لهذا العالم
- الوطن بين السياسة والحب ؟
- الوعي العاطفي والوجداني
- كوردستان والكابينات الحكومية ؟
- المعادلة بين هي وهو !!
- الذكرى السادس عشرة بعد المائة لصحيفة كوردستان
- حوار الحب
- معادلة حب المرأة والرجل !
- نسمات الحب


المزيد.....




- إندبندنت: غزة تلاحق إسرائيل في ساحات الرياضة والثقافة العالم ...
- مسرح الحرية.. حين يتجسد النزوح في أعمال فنية
- مسرح الحرية.. حين يتجسد النزوح في أعمال فنية
- أبحث عن الشعر: مروان ياسين الدليمي وصوت الشعر في ذروته
- ما قصة السوار الفرعوني الذي اختفى إلى الأبد من المتحف المصري ...
- الوزير الفلسطيني أحمد عساف: حريصون على نقل الرواية الفلسطيني ...
- فيلم -ذا روزز- كوميديا سوداء تكشف ثنائية الحب والكراهية
- فيلم -البحر- عن طفل فلسطيني يفوز بـ-الأوسكار الإسرائيلي- ووز ...
- كيف تراجع ويجز عن مساره الموسيقي في ألبومه الجديد -عقارب-؟
- فرنسا تختار فيلم -مجرد حادث- للإيراني بناهي لتمثيلها في الأو ...


المزيد.....

- الرملة 4000 / رانية مرجية
- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد سليم سواري - في أربعينية البروفسور أثير كساب