أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد سليم سواري - المعادلة بين هي وهو !!














المزيد.....

المعادلة بين هي وهو !!


محمد سليم سواري

الحوار المتمدن-العدد: 4444 - 2014 / 5 / 5 - 08:20
المحور: الادب والفن
    


صديقة عزيزة علي أحترمها وأُقدر كل كلمة تقولها .. لأنها نعم الإنسانة الواعية والمدركة لبواطن الكثير من الأمور وأسرارها.. وكانت قد أرسلت قبل فترة رسالة مختصرة لي ورسالتها عن الحب الذي كان محور حديثنا قبل ذلك .. وكان لرسالتها في هذا الموضوع الكثير من العمق والجرأة المتسمة بالهدوء .. وطلبتَ مني مشكورة أن يكون لي رأي في هذا الطرح .. ومما جاء في رسالتها : ( نعم سيدي .. البعض يفهم الحب بصورة خاطئة .. فأنا أسمع أن الناس معظمهم يسمون الحب على أنه علاقة ، ولكن حسب مفهومي لكلمة الحب أنا أعتبرهاغير ذلك تماماً .. فمثلا قد يكون مشروع الزواج بين الرجل والمرأة هو علاقة .. وإما أنه نصف الدين أو ربما من أجل الحفاظ على الجنس البشري أي زيادة البشرية أو ربما هو مجرد إشباع رغبات الطرفين أو أحياناً يفهمها معظم الناس على أنه مصلحة .. فمهما كانت مسميات العلاقة تلك ففي النهاية هي مجرد علاقة ولكن ليس حباً .. فأنا أقول وحسب وجهة نظري أن الحب هي فطرية أو هبة قد يهديها الله لبعض البشر وليس لكل البشر .. وأعني هو وليس هي.. فالحب هو عطاء سيدي ، دون مقابل
فعندما نحب بعض الناس فنحن لا ننتظر منهم مقابل ذلك أي شيء اذا كان هناك مقابل فستكون علاقة .. فحبي لولدي بدون مقابل .. فأنا أُحبه إن كان هو يحبني أو لا .. وهكذا حبي لحبيبي فهو كالمحيط الذي لاينضب مياهه ، فهو عطاء مستمر لايتوقف ، فمهما حاولنا أن نفهم الناس بأن الحب هو أسمى وأعلى الصفات في العالم فهم لايفهمون ذلك والكل ينظر إليه نظرة غير شرعية .. وأنا أقول إن شرعية الحب تعلو كافة الشرائع التي يدعونها هولاء الناس .. فهل توافقني الرأي أم أنني مخطئة سيدي؟ )
سيدتي العزيزة .. أنا دائماً أتكلم عن قانون النسبية للقديس والعالم آنشتاين وكيف أن نظريته قلبت الكثير من الأشياء وغيرت العديد من الأفكار.. مثلاً أنا أرى النملة بعيني ولكنني عندما أنظر إلى تلك النملة بعدسة مكبرة أرى النملة كبيرة .. نعم حجم النملة تغيرت صغراً وكبراً بالنسبة لعيني وللعدسة .
سيدتي .. وهكذا يكون الكلام عن الحب .. الكل يتكلم عن الحب .. القسم منهم يدعي بأنه حبه لحبيبته نموذج فريد وإنه في هذا المضمار قد فاق قيس وليلى ومم وزين ومنهم أحد الأصدقاء إعتبر الحب شيء لا يستحق الذكر في الوقت الحاضر وليس له وجود إلا في دواوين الشعراء والذين يمضون وقتهم مع الحب هم مجانين .
عزيزتي .. هذا هو الخلاف البيزنطي حول الحب الواحد وهو حب القلب فكيف تكون صولتنا مع كل أنواع وأجناس الحب وبعض العلاقات تحت مختلف اللافتات .
أنا مع وجهة نظرك بأن الزواج مثلاً علاقة .. وهي أكيدة علاقة مبنية على المصلحة وكل علاقة مبنية على مصلحة أو غاية أو هدف .. حتى العداوة هي علاقة بين طرفي المعادلة الغاية منها أن يتمكن طرف من الطرف الآخر .. وإن ما ذهبت إليه إلى مفهوم العلاقة وهي تأتي من خيار الإنسان أو أحد طرفي المعادلة أو الطرفين وليس للعاطفة أو الغزيرة فيها دخل.. مثل الزواج والصداقة والعداوة والممارسات في العلاقات الإجتماعية والإقتصادية والدولية .
أما الحب الذي تحدثت عنه أو علاقة الأم بولدها فهذه أكيد تصنف ضمن مفهوم العلاقة ولكن فرق ذلك عن العلاقة السابقة وكما تفضلت فهي دون مقابل أو مصلحة ولكن إضطرار .. وإنها قد لا تكون من خيار الإنسان في كل التفاصيل مثل علاقة الاُم وولدها .
وفيما ذهبت إليه من لب الموضوع وزبدته أي الحب المتعارف عليه ففي حب القلب المسألة تختلف كلياً وهي ليست بالمفهوم المصلحي للعلاقة .. في الحب جوانب الإختيار والتحميص والبحث قليلة أو مفقودة وكما يقال نظرة وهناك من يقول والأُذن تعشق قبل العين أحياناً .. أي بدون مصلحة أو فرصة للإختيار.. قد يكون وحياً ولكن ليس بالمفهوم الديني للوحي وقد يكون إيعازاً من شيء مجهول لم يتم التعرف عليه هذا المجهول يبعث بإشارة أو إيعاز إلى الطرف الأول للمعادلة الرجل أو الطرف الثاني للمعادلة المرأة وقد يتم إستلام هذا الإيعاز أو الإلهام في وقت واحد للطرفين أو يتأخر إستلام أحدهما عن الآخر .. وكذلك قد يكون رد الفعل في نفس الوقت للطرفين أو يتأخر أحدهما للإجابة النفسية والروحية والوجدانية على هذا الإيعاز وعندما تكمل الدورة يكون هناك البداية المنطقية للحب وما أدراك ما الحب تعجز الأقلام عن وصفة تهب الرياح وتتجمع الغيوم وتسقط الأمطار ليأتي الربيع وهذا الربيع يغير كل شيء من وجه الأرض والإنسان الذي يعيش في واحة الحب كل شيء يتغير في حياته وينظر إلى الحياة نظرة أُخرى ويصبح إنساناً آخراً يلغي من محيطه الكثير من المفاهيم والعادات وما سميته أنت فوق كل الشرائع.
وأما ما جاء من كلامك نصاً (هبة قد يهديها الله لبعض البشر وليس لكل البشر .. وأعني هو وليس هي..) وقفت سيدتي عند هذه العبارة .. نعم أنا معك بان الحب هبة من الله لأن الله عزوجل محبة ولكن القليل القليل من البشر من يحظى بذلك ككل الرسائل السماوية التي إختص بها الله العدد القليل من الأنبياء والصالحين .. ولكن ما الفرق بين هو وهي إنهما طرفي المعادلة .. ليس هناك مفهوم للمعادلة في غياب أي طرف .. كما أن الشرارة الكهربائية لا تكمل ولا تفتعل بدون السالب والموجب .
سيدتي أنت محقة في كل ما ذهبت إليه وأنا محق في كل ما ذهبت إليه والحب محق في كل ما ذهب إليه .. أنتِ والحب وهو ثالوث لمثل تكمل به كل الزوايا .. فهنيئاً لمن يحب نعمة الحب الخالد الذي يجسد في كل خلية من خلايا الكيان الإنساني .



#محمد_سليم_سواري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الذكرى السادس عشرة بعد المائة لصحيفة كوردستان
- حوار الحب
- معادلة حب المرأة والرجل !
- نسمات الحب
- القوافي والكلمات تليق بكَ أيها العم نوري سواري
- قصص ( نيران العبيدي ) والتمثيل الدبلوماسي !!
- ضفة الحب والحياة
- ما بين عاصمة الحب والروح
- حوار سياسي في مربع لغير السياسيين !
- الحب بين الغاية والوسيلة
- وكم يحلو الحديث عن وطني ؟؟
- العشق في محراب شيخ الشعراء الكورد
- الحب وقدر جبران خليل جبران
- لمن يكون صوتكَ في إنتخابات برلمان كوردستان ؟؟
- لمن يكون رهان الحب ؟؟
- الديمقراطية في قريتي وفي وطني
- أنا لا أعرف ؟ !
- البداية من عتبة البرلمان العراقي
- مدرسة الحياة
- حوار بين الأُم وإبنتها


المزيد.....




- مصر.. الفنان محمد عادل إمام يعلق على قرار إعادة عرض فيلم - ...
- أولاد رزق 3.. قائمة أفلام عيد الأضحى المبارك 2024 و نجاح فيل ...
- مصر.. ما حقيقة إصابة الفنان القدير لطفي لبيب بشلل نصفي؟
- دور السينما بمصر والخليج تُعيد عرض فيلم -زهايمر- احتفالا بمي ...
- بعد فوزه بالأوسكار عن -الكتاب الأخضر-.. فاريلي يعود للكوميدي ...
- رواية -أمي وأعرفها- لأحمد طملية.. صور بليغة من سرديات المخيم ...
- إلغاء مسرحية وجدي معوض في بيروت: اتهامات بالتطبيع تقصي عملا ...
- أفلام كرتون على مدار اليوم …. تردد قناة توم وجيري الجديد 202 ...
- الفيديو الإعلاني لجهاز -آي باد برو- اللوحي الجديد يثير سخط ا ...
- متحف -مسرح الدمى- في إسبانيا.. رحلة بطعم خاص عبر ثقافات العا ...


المزيد.....

- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد سليم سواري - المعادلة بين هي وهو !!