أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد سليم سواري - حوار بين الأُم وإبنتها














المزيد.....

حوار بين الأُم وإبنتها


محمد سليم سواري

الحوار المتمدن-العدد: 4140 - 2013 / 7 / 1 - 08:48
المحور: الادب والفن
    


عاتَبتها أُمها وقالت لها : يابنيتي ، لقد قضيتُ كل عمري ولم أسمع لحد الأن بهذه اللغة التي تسمونها هذه الأيام بلغة الحب ، لست ساذجه الى هذه الدرجة ... لقد عرفت الحب .. كان الحب في أيامنا قائماً .. ولكنني لم أسمع بلغة الحب التي تتكلمون عنها أنتم أبناء هذا الجيل .. لغة أي قوم هذه ؟ وهل من السهل أن يتعلم الإنسان هذه اللغة وكيف ؟ ؟
نعم يا أُمي الحبيبة .. صحيح إنك لم تسمعي بهذه اللغة ، لغة الحب بالمعنى المتعارف عليه للغة عند الناس .. لكن لغة الحب ، لغه مفهومة ومعروفة منذ الأزل .. ألم يكن ما تفاهم به آدم مع حواء شيء إسمه لغة الحب ، وليس أية لغة أخرى ؟ لأن الإنسان في ذلك الوقت لم يكن بمستوى يمكنه من معرفة أية لغة اخرى.. وقد أجادا فهم هذه اللغة بكل مفرداتها من وفاء وتضحية وإيثار وأخلاص محلي بأنانية.. فكان أن حُرما من الجنة بل وطردا منها .. ألم تكن هذه تضحية ؟ ألم تكن هذه أنانية ؟
أجل يا أُمي الحنونة ... ألم تبوحي لي في أكثر من مناسبة بأنك ومن دون كل شباب قريتنا كنتِ معجبة بوالدي وكنتِ تشعرين بسعادة لا يمكن وصفها .. عندما تمرين من أمام باب بيتهم للذهاب الى النبع .. وكانت تلك السعادة تنبع في نفسك نحو منعطف النشوة والإعتزاز عندما كنتِ تتأكدين بأن والدي يراك وأنت تنظرين إليه .. من هذا الإعجاب ومن تلك النظرة أصبح لكما لغة من مجموعة إشارات وإيحاءات وعواطف ، هذا ما نسميه نحن الآن لغة الحب كما تتكلمين عنه .. حيث لا تحتوي كل قواميس اللغة على مفرداته .
إنها لغة الحب .. اللغة التي يتقنها خريجي مدرسة الحب ، المدرسة التي كانت موجودة في حياة البشر منذ أن خلق الله عز وجل الأرض وما عليها ومن عليها !
أما الذين يعرفون أسرار ونواميس مدرسة الحب ويتقنون نهجها ولغتها ، فإنهم نخبة من الناس فيهم الفقير والوزير ، الصعلوك والزعيم ، الكهل والشاب ، المرأة والرجل ومن كل القوميات والأديان والأجناس والملل ، حيث يفهم كل هؤلاء مغاليق وإيحاءات وباسوردات هذه اللغة ومن يحظى بهذا كُتب عليه أن يفهم الحياة ويسعد بالحياة ويعيش من أجلها .. وما قيمة حياة مَن لم يعشق ويهوى ؟ !
إذا أنت لم تعشق ولم تدرِ ما الهوى فكن حجراً من يابس الصخر جلمداً
سيدتي وما أحلى الصباحات التي نسماتها محبة وكلماتها محبة والتحية فيها محبة والمعاناة محبة وحتى الألم والعتاب محبة.. هذه هي صباحاتنا وستبقى هكذا صباحاتنا إلى أن يقدر الله أمراً كان مقدوراً .. اللهم لا مانع لما أعطيت ولا معطي لما منعت .. اللهم أعنا على أن نكون أهل الحب ولا نبغض من هم غيرنا وافتح مغاليق قلوبنا على من نحبهم ويحبوننا .. اللهم دمر الفجرة الخونة من من الذين يبيعون ضمائرهم ويخونون أحبابهم في غفلة من الزمن .. اللهم جنبنا مهالكهم.. اللهم جنبنا منهم ومن أمثالهم وأنك يا رب محب ومجيد ومجيب .. يا الله .



#محمد_سليم_سواري (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحقيقة الخالدة
- مع آلهة الحب ؟؟
- هي نغمات الحب ؟؟
- الحب ميزان الحياة
- عاشقة الليل والكلمات ؟؟
- قواعد الإعراب في الحب
- الحب الكبير والمتواضع
- الحبيبة وليالي كوردستان
- الحب والسعادة !!
- عاصمة الحب والروح ؟؟
- عالم الحب والهوى
- هكذا كان العراق رائعاً !!
- الحب الحقيقي وهذا الإمتحان !!!
- عندما يتألق الحب ؟؟
- هذا المشهد الضبابي في العراق
- نظام الحكم الحالي في العراق شيء من لا شيء ؟؟
- في ذكرى رحل الصحفي والإنسان سكفان عبدالحكيم
- يا إمرأة تَعرفُني وأعرفُها ؟؟
- الكورد في المغرب العربي
- هنا الإذاعة الكردية في بغداد


المزيد.....




- وثائقي -لن نصمت-.. مقاومة تجارة السلاح البريطانية مع إسرائيل ...
- رحلة الأدب الفلسطيني: تحولات الخطاب والهوية بين الذاكرة والم ...
- ملتقى عالمي للغة العربية في معرض إسطنبول للكتاب على ضفاف الب ...
- لأول مرة في الشرق الأوسط: مهرجان -موسكو سيزونز- يصل إلى الكو ...
- شاهين تتسلم أوراق اعتماد رئيسة الممثلية الألمانية الجديدة لد ...
- الموسيقى.. ذراع المقاومة الإريترية وحنجرة الثورة
- فنانون يتضامنون مع حياة الفهد في أزمتها الصحية برسائل مؤثرة ...
- طبول الـ-ستيل بان-.. موسيقى برميل الزيت التي أدهشت البريطاني ...
- بين الذاكرة وما لم يروَ عن الثورة والانقسامات المجتمعية.. أي ...
- كيف نجح فيلم -فانتاستيك فور- في إعادة عالم -مارفل- إلى سكة ا ...


المزيد.....

- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد سليم سواري - حوار بين الأُم وإبنتها