محمد سليم سواري
الحوار المتمدن-العدد: 4068 - 2013 / 4 / 20 - 09:14
المحور:
الادب والفن
من طريف ما سمعته ولطيف ما قرأته عن الحب وعلاقته بالشجاعة ... أنه في بلاد هضبة ( التبت ) في الصين وحسب التقاليد والعادات المتبعة عندهم في حالات الزواج ، وهو عندما تقع عين أحد الشباب على فتاة وتقع من قلبه موضعاً حسناً ويسعى للظفر بها من خلال إخبار أهل الفتاة بذلك ... فإن أهل الفتاة يستعدون لإقامة الطقوس الخاصة لإختبار أهلية هذا الشاب ليكون زوجاً لإبنتهم ! ... فإنهم يأخذون الفتاة ويذهبون بها الى الحقول والغابات ... ويكلفون الفتاة بالصعود الى شجرة عالية ويرتبون حولها حلقة من الرجال ... هم إخوان وأقارب الفتاة ، وفي أيدهم العصي للدفاع عن الفتاة ومنع الشاب من الوصول إليها... إنه يوم الإختبار الحقيقي للشاب ليبين لهم بأنه يحب الفتاة وإنه يعمل المستحيل ويقدم كل التضحيات ويتحدى الصعوبات والعراقيل من أجلها للوصول إليها .
ففي اليوم الموعود يذهب الشاب لوحده إلى المكان المطلوب حيث حلقة الرجال المحيطين بالفتاة لكسر هذا الطوق الأمني المنيع المضروب حول الفتاة ، متحملاً المزيد من الضرب بالعصي والركلات ... وتحت لهيب الضربات الموجعة يصعد هذا الفارس إلى الشجرة ويأخذ بيد الفتاة وينزلها من علياء الشجرة ثم يحملها على كتفيه والجماعة مستمرون بالضرب عليه ويشتد هذا الضرب رويداً رويداً كلما إشتدت مقاومة هذا الشاب حتى يتخلص من هذا الطوق والحصار ... وإن خلاصه وإجتيازه هذا الطوق الأمني من الرجال إعلان وإعتراف من الجميع بفوز هذا الشاب وموافقة أهل الفتاة لتكون إبنتهم زوجة لهذا الشاب المنقذ والمخلص... لأن الذي نجح في هذا الإختبار هو أهل لهذا الإختيار.
قد تكون هذه الحكاية عادية ، ولكن لها أكثر من معنى ومغزى وهو أن الحب يدفع ويحفز الإنسان لأن يكون كريماً وشجاعاً ومضحياً وأميناً وصبوراً من أجل الحب ومن أجل من يحب ؟؟ وإن الذي يحب يستطيع أن يصنع المستحيل ويتخطى كل الحدود والصعاب من أجل محبيه ... وإن عجائب الدنيا السبعة ما كانت لتكون لو لم يكن الدافع والحافز له هو الحب ! ؟
#محمد_سليم_سواري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟