ليلة حب كردية

محمد سليم سواري

الحوار المتمدن-العدد: 3954 - 2012 / 12 / 27 - 16:24
المحور: الادب والفن
    

كم أنا مشتاق الى تلك الليالي الكردستانية عند الشتاء … عندما كان الثلج الناصع حلية الطبيعة ورونقها... وجمرات النار في الموقد فاكهة العائلة ... عند ذلك صدقت الحكمة القائلة بأن النار فاكهة الشتاء الشهية… وكانت زينة تلك الليالي الكردستانية المحببة جدأ الى نفسي وقلبي هو إجتماع مجاميع من أهل القرية في إحد البيوت ليسمعوا الحكايات والروايات والملاحم وكانت ملاحم (مم وزين ) و(قلعة دمدم ) و(الفرس الأسود) تأخذ حصة الأسد من تلك الروايات والحكايات .
وهنا أتذكر ملحمة (مم و زين ) التي كنتُ أسمعها في تلك الليالي ولم يكن الراوي شخصاًعادياً في نطقه وروايته لتلك الملحمة بل كان يتفنن في روايتها وله أُسلوبه الخاص وطريقته المحببة الى النفوس بحيث يتلقاها السامع بكل جوارحه وما أكثر ما كان يسترق منا الدموع والآهات وإنتظار الأحداث والمواقف…ما أجمل تلك الليالي وهي باقية ومطبوعة في عقلي ووجداني وذاكرتي .
وكذلك تبقى أحداث ملحمة مم وزين راسخة في نفسي ومشاعري حيث إختصر فلسفة تلك الملحمة الأديب الكردي الشيخ الجليل الدكتور(محمد سعيد رمضان البوطي) عندما ترجمها الى اللغة العربية ليطلع على هذا الأثر الخالد أبناء الضاد … نعم إختصرها بهذا الإهداء المميز : الى كل قلب كتب عليه أن يتجرع الحب علقماً ولا يذوقه رحيقاً وأن يحترق في ناره ولا يقتطف مرة من ثماره . سيدتي إنه منتهى التضحية والفداء لدى كل المحبين الصادقين والعشاق الحقيقين أن يكون في واحة الحب الأبدي ويتدرب على الألم والمعاناة وإرضاء الحبيبة ولو على حساب فناء الروح الآخر أو الروحين معاً .. إنه شيء مذهل يا حبيبتي الابدية .
ستبقى ملحمة مم وزين وبهذه الفلسفة الرصينة هوية العشق والوفاء الكردي الى المدى البعيد ... وإذا كان من حق العرب أن يفتحزوا بملحمة مجنون ليلى وجميل وبثينة والفرنسين بروميو وجوليت والإنكليز بهامليت … فما أجدر بأبناء الشعب الكردي أن يفتخروا بمم وزين هذا الأثر الخالد في العشق الإنساني والمحبة الإلهية .

#محمد_سليم_سواري (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل