أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد سليم سواري - سيادة اللواء لا يعرف القراءة ولا الكتابة














المزيد.....

سيادة اللواء لا يعرف القراءة ولا الكتابة


محمد سليم سواري

الحوار المتمدن-العدد: 3687 - 2012 / 4 / 3 - 16:31
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لم يخطر ببالي أن أكتب عن المؤسسة العسكرية سواء في العراق ( الديمقراطي ) أو أي مكان آخر لأسباب عدة ويأتي في مقدمتها أنني عندما أديتُ ( 35 ) خمسة و ثلاثين شهراً الخدمة العسكرية في الجيش العراق من الخدمة الإلزامية أو ما كانت تعرف بخدمة العلم وخدمة الإحتياط ، كنت وما زلت أعتبرها من أقسى وأتعب أيام عمري وكنت أقول للمقربين مني: نحن لم نعايش ونتذوق الموت ولكنني متأكد بأن الموت أطيب وأحلى من هذه الحال أي العسكرية السابقة.. وبالرغم من ذلك لم أسمح لنفسي أن أكتب أو أتحدث سلباَ أو إيجاباً عن المؤسسة العسكرية كما سَمَحت في حينه سنة 2003 إحدى عضوات مجلس الحكم المنحل لنفسها بالتفكير في تولي حقيبة وزارة الدفاع وعندما سألها الصحفي عن مؤهلاتها قالت بكل ثقة وبدون إستحاء بأن والدها كان ( نائب ضابط ) في الجيش العراقي السابق .
ولكن ما دفعني للكتابة في هذا الموضوع الخطير والمهم في المؤسسة العسكرية والتي أعتبرها بحق مقدسة لأنه على عاتقها تقع حماية الوطن والمواطن أولاً وإنها في كل دول العالم إلا عندنا غير قابلة للتعليب والذوبان والحل كما حدث في عصر ( يريمر ) .. نعم كنت مع أحد الأصدقاء نتابع نشاطاً على إحدى القنوات الفضائية وكان راعي الحفل شخصاً بكامل زيه وقيافته العسكرية ووقعت عيناي على كتفه حيث يحمل رتبة لواء لم أُصدق عيني ولكني سمعت المذيع وهو يؤكد على هذه الرتبة لهذا الشخص ( والأُذن تعشق قبل العين أحياناً ) لقد إستغربت لأن يحمل هذا الشخص وفي هذا السن هذه الرتبة لأنه بالكثير وفي سنه لا يستحق رتبة رائد ، فكيف وهو يحمل رتبة لواء وعرفت من صديقي بأن السيد اللواء لم يدخل الكلية العسكرية لا في العراق ولا خارجه ولا يمكن أن يؤدي التحية العسكرية بصورة صحيحة وفق السياقات العسكرية بأن يكون أصبع الإبهام لليد اليمنى ( وليس اليسرى ) بمستوى الحاجب ..عندئذ قرأت الفاتحة على المؤسسة العسكرية في العراق الديمقراطي أو كل ما له صلة بالضوابط والسياقات العسكرية والإستحقاق المهني .. أهذه هي المهنية أن يحمل شخص ما رتبة لواء وهو في المقاييس العسكرية لا يستحق رتبة عريف مع تقديري لرتبة العريف التي كان يقلدها الفوهرر هتلر ويعتز بها .. وعندما وقف سيادة اللواء ليلقي كلمته بالمناسبة وكانت كلمته إرتجالية ولكنه أساء إلى اللغة بكل مفرداتها كما أساء إلى العسكرية بكل سياقاتها ورتبها وعندما قلت لصديقي أما كان الأجدر بسيادة اللواء أن يكتب كلمته ليلقيها على الورقة بصورة جيدة ويتجنب هذا الإحراج ، وقد صعقت من كلام صديقي حيث قال : ( أما تدري إن سيادة اللواء لا يعرف القراءة ولا الكتابة ) .
مع تقديري لكل الذين يحملون رتباً عسكرية وهم غير مؤهلين لذلك حسب السياقات المهنية والقواميس العسكرية وقد يحملون تلك الرتب لإستحقاقهم النضالي في صفوف المعارضة ومقارعة الدكتاتورية حيث قدموا الغالي والنفيس لإستلام السلطة أما كان الأحرى بهم أن يحتفظوا برتبة المجاهد والمناضل حيث تساوي كل المراسيم التي تصدر لمنح الرتب الأُخرى ولكان مكانتهم في قلوب وعيون الناس أرفع وأعلى .
إن منح الرتب العسكرية وبدون الإستحقاقات المهنية هي عملية إنتحار للمؤسسة العسكرية وإساءة لها يوازي عملية أن يمارس أحدهم مهنة الطب وهو لا يعرف كتابة الوصفة الطبية ( الراشيتة ) أو أن يكلف شخصاً آخر بقيادة طائرة حربية وهو فلاح لا يجيد إلا إستعمال المسحاة .. وعليه يجب إعادة النظر في منح الرتب العسكرية والوظائف المهنية وحتى الوزارية إلا لمستحقيها وليس كما يحدث في العراق الديمقراطي حيث نرى أحدهم وقد كان البارحة وزيراً للإعمار واليوم هو وزير للمالية وليس ببعيد أن يكون غداً وزيراً للثقافة أو الدفاع أو الداخلية .



#محمد_سليم_سواري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الذكرى الثانية لرحيل الكاتب والإعلامي الكردي سكفان عبدالحكيم
- عاشت السلطة الرابعة إلا في وطني
- مفهوم الدولة في قريتي وفي وطني
- رحل الأمريكان.. فماذا أنتم فاعلون ؟؟
- همسات بين الإحتلال والتحرير
- بين الربيع العربي والشتاء العراقي
- أهذا هو العراق ؟
- الاخطبوط - بول - ورئاسة الحكومة العراقية
- كيف ستكون الصورة الجديدة للبرلمان العراقي ؟؟
- لقد إغتالوا فاطمة في كردستان !؟
- المحطة الأخيرة للإعلامي والإذاعي سكفان عبدالحكيم ورحلة حافلة ...
- حكومة المحاصصة والشراكة الوطنية ... حكومة نهب الثروات الوطني ...
- شيلان
- زاخو تودع إبنها البار .. الصحفي والإذاعي سكفان عبدالحكيم
- أعاصيرالديمقراطية في العراق الجديد
- من الأدب الكردي المعاصر .. نشيد الخلود*
- الذكرى المئوية لميلاد الشخصية والمربية الكردية .. روشن بدرخا ...
- دماءُ بريئة سواء كان تقصيراً أم جريمة
- أليست أيامنا كلها دامية ؟؟
- كم أتمنى لو كُنتُ ... ؟؟ *


المزيد.....




- شاهد تطورات المكياج وتسريحات الشعر على مدى الـ100 عام الماضي ...
- من دبي إلى تكساس.. السيارات المائية الفارهة تصل إلى أمريكا
- بعد الهجوم الإيراني على إسرائيل: ما هي الدول المنخرطة؟
- السفارة الروسية: طهران وعدت بإتاحة التواصل مع مواطن روسي في ...
- شجار في برلمان جورجيا بسبب مشروع قانون - العملاء الأجانب- (ف ...
- -بوليتيكو-: شولتس ونيهمر انتقدا بوريل بسبب تصريحاته المناهضة ...
- من بينها جسر غولدن غيت.. محتجون مؤيدون لفلسطين يعرقلون المرو ...
- عبر خمس طرق بسيطة - باحث يدعي أنه استطاع تجديد شبابه
- نتنياهو: هناك حاجة لرد إسرائيلي ذكي على الهجوم الإيراني
- هاري وميغان في منتجع ليلته بـ8 آلاف دولار


المزيد.....

- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد سليم سواري - سيادة اللواء لا يعرف القراءة ولا الكتابة