أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد سليم سواري - دماءُ بريئة سواء كان تقصيراً أم جريمة














المزيد.....

دماءُ بريئة سواء كان تقصيراً أم جريمة


محمد سليم سواري

الحوار المتمدن-العدد: 2860 - 2009 / 12 / 16 - 16:33
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لا يختلف إثنان بأن معظم أيامنا كانت دامية خلال السنوات الست الماضية ، والمواطن العراقي ليس بحاجة لأن نُعرفه بأن هناك أحد دامٍ كما كان قبله أربعاء دامٍ وتبعهما ثلاثاء دامٍ ، نعم المواطنون المغلوبون على أمرهم في بغداد العاصمة والمدن العراقية الاخرى يعرفون معنى اليوم الدامي منذ البداية والى لحظات النهاية وما يتبع ذلك من الدماء والويلات والدموع والآهات وفقدان الأعزة والأرامل والأيتام ، وإنتظار الذين لم تبق لهم أشلاء أملاً في عودتهم ..أما الذين يعيشون في المنطقة الخضراء والفنادق ذات الخمسة نجوم الحمراء والجنائن المعلقة ، فإن أيامهم ولياليهم ليست كأيام وليالي العراقيين الذين تكلمنا عنهم ، وكما قيل : " إن من يأكل العصي لا كمن يعدها" .. رأينا ورأى كل العرقيون ، الذين يصفون ويعدون فقط أيامنا الدموية من السادة أعضاء البرلمان العراقي في اليوم التالي ليوم الثلاثاء في جلسة يتيمة وهزيلة ، حيث عقدت الجلسة على خلفية تفجيرات الثلاثاء وأغلبية الأعضاء لم يكونوا حاضرين بل خرجوا من الجلسة وقناني المياه المعدنية كانت شاخصة للمشاهد وهي تناجي وتنادي على السادة البرلمانين بالعودة الى كراسيهم ،حتى أن القليلين الذين واكبوا الجلسة منهم غيروا وضع جلوسهم لتكون جلسة سمر وضحك واداروا ظهورهم لمنصة الرئاسة والرئيس ، وكأن القسم منهم فرح على ما جرى لإعتقاده بأنه فشل لرئيس الوزراء وكسب لهم في الإنتخابات المقبلة ، هكذا دماء العراقيين رخيصة ، حتى بكتهم ملائكة السماء من هول المصيبة والسادة أعضاء البرلمان لم يكلفوا أنفسهم بدخول القاعة وترك كافتريا الإستراحة وكأن دماء العراقيين لا " تستاهل " أن يكلفوا أنفسهم هذا العناء .
وفي تلك الجلسة قالت عضوة من البرلمان وهي تصرخ من هول الفاجعة بأن البرلمان العراقي يتحمل كل المسؤولية فيما يحدث وما يعاني منه العراقيون .. نعم كما قال السيد المسيح عليه السلام : " من فمك أُدينك " ، إن البرلمان العراقي ورئيس الوزراء الذي تم تكليفه من قبل البرلمان والوزراء الذين صادق البرلمان على توزيرهم ، هم وحدهم يتحملون مسؤولية التفجيرات والدماء التي تسيل على أرض العراق سواء كان ذلك تقصير أم جريمة .
إن السادة المسؤولين يعرفون أكثر مني ومن غيري قواعد وسلوكيات دول الغرب والدول المتقدمة ومدى إنضباطهم وحبهم لشعوبهم وبلدانهم وإحترامهم لأنفسهم وقوانينهم ، هؤلاء المسؤولون كانت لهم صولات وجولات وزيارات وإقامات في تلك الدول حتى أن عوائل الكثيرين منهم تُقيم لحد الآن في تلك الدول ، وأنا خرجت لأول مرة من وطني حباً لله في أداء فريضة الحج لا معارضة لأحد أو منفعة ، حيث حدثني صديق لي قيل أيام وهو يُقيم في ألمانيا ويعمل مهندساً في إحدى الشركات العملاقة عن تنفيذ مشروع لنفق في إحدى المدن الألمانية الكبيرة وعند تنفيذ المشروع إنهارت إحدى البنايات القريبة وتوفي شخصان ، وعند التحري عن الأسباب ظهر بأنه كان المفروض أن تكون حافات النفق وحسب المخطط الهندسي والتصميم يبعد مسافة ستة أمتار عن البناية ولكن عند التنفيذ تم فتح النفق على بعد خمسة أمتار فكان السبب المباشر لإنهيار البناية ، فما كان من ريئس البلدية إلا أن قدم إستقالته من عمله ، بالرغم من معارضة الأهالي لذلك لما عرفوه من المسؤول عن إخلاصه وكفاءته في عمله حيث شغل هذا المنصب لدورتين متتاليتين ، ولكن شعوره بالمسؤولية وإحترامه لنفسه وحفظاً لماء وجهه سلك هذا المنحى فقدم إستقالته .
وإن حضور السيد رئيس الوزراء الى البرلمان بعد يومين من التفجيرات بشرط أن تكون الجلسة سرية والذي اعترف ضمناً بالتقصير عندما أعلن بأنه تلقى الساعة السادسة صباحاً معلومات عن إحتمال وقوع التفجيرات وتحديد الأماكن المحتملة والمستهدفة ، ولكونه القائد العام للقوات المسلحة لم يعط الأوامر التي يجب على القائد العام إتخاذها أم أن عنوان القائد العام مجرد عنوان برتوكولي ورمزي والعراق في هذه المحنة ، وهل أن الإعتراف بالتقصير يبرئ الساحة من تلك الجريمة .. أم أن تصريحات المسؤولين وإتهام الإرهاب والقاعدة وفلول البعث عن تلك التفجيرات تبرئ ساحتهم .. الكل يعلم من هم أعداء العملية السياسية في العراق الجديد بعد الإحتلال الأمريكي سنة 2003 وعلى السادة المسؤولين في العراق الجديد أن لا يتوقعوا بأن أعداء تلك العملية سيفرشون لهم الأرض بالورود والزهور .. فعليهم أن يكونوا أهلاً لمواجهة هولاء ودحرهم وحماية البلاد والعباد من كل الشرور أو الإعتراف بفشلهم وعدم التشبث بالسلطة والكراسي والمنطقة الخضراء والرواتب المليونية ليتولى أمر الناس من هم أهل للأمانة والمسؤولية .





#محمد_سليم_سواري (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أليست أيامنا كلها دامية ؟؟
- كم أتمنى لو كُنتُ ... ؟؟ *
- ماذا بعد إنتخابات برلمان أقليم كردستان
- رحلة الحياة نحو الابدية
- أحمد الجزراوي في ذمة الخلود
- شبكة الاعلام العراقية وهذا الوأد للاعلام الكردي
- إنتخابات مجالس المحافظات وأي طريق الى المستقبل ؟؟؟
- السيد نوري المالكي وعتاب بين الدوحة والزيونة
- لو كان التصويت لأمر يخص أعضاء البرلمان؟؟
- مشاريع - نص أخمص - في العراق الجديد
- كُنتُ هناك ... عند أطلال قريتي !!
- كُنت هناك ؟؟
- هل كان العزف الكردي بالمستوى المسؤول والمطلوب ؟؟
- ميزانية العراق
- كركوك والمثلث المجهول الأضلاع


المزيد.....




- شيرين في مهرجان -موازين-.. تفاعل وانتقادات ودعم
- حكم بالسجن النافذ في حق صحافي فرنسي في الجزائر بتهمة تمجيد ا ...
- الجزائر: الحكم على صحافي رياضي فرنسي بسبع سنوات سجن بتهمة تم ...
- غروسي: إيران قد تستأنف تخصيب اليورانيوم -في غضون أشهر-
- الموفد الأمريكي إلى سوريا: الحرب بين إيران وإسرائيل مهدت لطر ...
- أين أوروبا من نزاعات الشرق الأوسط في زمن القرار الأميركي؟
- مقتل وإصابة 18 شخصاً بانهيار منجم ذهب شمال شرق السودان
- ساني يودع البايرن دون أن يترك بصمة واضحة أو حباً جماهيرياً
- كارثة صحية جديدة في غزة.. 35 حالة حمى شوكية في مجمع ناصر
- توابع الحرب مع إيران.. المالية الإسرائيلية تعطل تمويل الكلفة ...


المزيد.....

- الوعي والإرادة والثورة الثقافية عند غرامشي وماو / زهير الخويلدي
- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد سليم سواري - دماءُ بريئة سواء كان تقصيراً أم جريمة