أهذا هو العراق ؟

محمد سليم سواري

الحوار المتمدن-العدد: 3589 - 2011 / 12 / 27 - 20:59
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

أهذا هو العراق الذي عرفناه بالأمس القريب ؟ أهذا هو العراق الذي نعرفه اليوم ؟ أهذا هو العراق الذي بذل في سبيله الكثير ليكون أفضل مما هو عليه .. ولكن ليس كما نعرفه ونلمسه اليوم ؟
من المؤكد أن النظام الديمقراطي في الحكم هو أفضل كل النظم التقليدية التي عرفت في حكم الشعوب لتنظيم مسألة الحقوق والواجبات بين الدولة وأبناء شعبها .. ولكن تجربة العراقيين فيما يسمى بالديمقراطية الحالية لإدارة البلاد هو الأسوأ مما عانى في ظله الشعب العراقي وبإسم الديمقراطية .. وعن الديمقراطية التي نتكلم عنها في عراق اليوم ، هو ديمقراطية الطرف الواحد دون إبداء أي إهتمام بالطرف الآخر وهو ما يمكن تسميتها بالديمقراطية الدكتاتورية ، ديمقراطية في إنتخاب أشخاص للبرلمان وعلى هذا الأساس تسمية المسؤولين حيث يتحول القسم منهم إلى أعتى الدكتاتورين في التأريخ ، فمثلاً في العراق الحالي يتم تسمية أغلب المسؤولين من رؤساء ووزراء ومدراء عامين وذوي الدرجات الخاصة على ما تمخضت عنه الإنتخابات الديمقراطية أو المحاصصات ، حيث الواحد منهم يرى نفسه ولا يرى الجانب الآخر حتى ولو كان رئيساً له ، لأن الطرف الآخر ليس من حزبه أو طائفته أو طيفه ليكون له اليد الطولى في عمل ما يشاء ، فكان الفساد المالي والإداري الذي ينخر في كيان الدولة، أما عن رؤساء بعض الأحزاب فحدث ولا حرج حيث تحول القسم منهم إلى دكتاتور في ظل مفردة الديمقراطية وكأن الديمقراطية عند هؤلاء أن يفعل الواحد منهم ما يشاء ويقرر ما يرغب ويريد ، ولو على حساب الآخرين ..نعم الشعب قد يقبل على مضض بالدكتاتور إن كان عادلاً وذو مواقف معروفة في الجرأة والحكمة والشجاعة والوطنية ، حيث أن التأريخ يحفل بأسماء الكثير من هؤلاء ممن خدم شعبه وبلاده وأخذوا بأيدهم من محنتهم إلى بر السلام ، فإذا كان عبدالكريم قاسم ينعت بالدكتاتورية من قبل أعداءه فألف رحمة على روح هذا الدكتاتور .. أما حكامنا الحاليين في العراق فإنهم لا يجيدون لعبة الديمقراطية بما تتطلب ولا يتسمون بما تتسم به مفردة الدكتاتورية من سمات وحال الشعب العراقي كما يقول المثل الشائع ( بين حانة ومانة ضاعت لِحانا ) .

#محمد_سليم_سواري (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل