أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - محمد سليم سواري - المحطة الأخيرة للإعلامي والإذاعي سكفان عبدالحكيم ورحلة حافلة بالعطاء















المزيد.....

المحطة الأخيرة للإعلامي والإذاعي سكفان عبدالحكيم ورحلة حافلة بالعطاء


محمد سليم سواري

الحوار المتمدن-العدد: 2987 - 2010 / 4 / 26 - 12:38
المحور: سيرة ذاتية
    


كانت رحلته بين محطة واخرى ومدينة واخرى ، رحلة معاناة وتضحية ، بدأها المرحوم سكفان عبدالحكيم في منتصف الستينات ، حيث كانت محطته الأولى عندما كان طالبا في المرحلة الإعدادية ، وبعد صدور بيان الحادي عشر من آذار ، شد الرحال الى مدينة بغداد .. حيث كانت بغداد تعني الأمل والمستقبل لكثير من الشباب الكرد وخاصة الطلاب منهم حيث ينهلون العلم من المنابع الصافية .. وكانت بغداد ومنذ بداية نشوء الدولة العراقية تعني الكثير بالنسبة للكثير من العوائل ، نعم تعني العتبة التي تنقلهم الى عالم الثقافة والمدنية والحضارة.
وفي مدينة بغداد سحره عالم الإعلام والصحافة والإذاعة، حيث بدأ في بداية السبعينات العمل في الإذاعة الكردية في بغداد ليكسب الخبرة الإذاعية وبكل المفردات المعروفة من إعداد وتقديم وتقييم وتنفيذ وترجمة والاشراف على الاعداد والتقديم وخلال تواجده في هذا المحيط وقع إختياره وإهتمامه بعالمين :
الأول : عالم الأطفال البريئة ، حيث انيطت به مهمة رئاسة قسم الأطفال ، وهو أول رئيس قسم لبرامج الأطفال في الإذادعة الكردية ببغداد وخلال وجوده في هذا القسم قام بتشكل مجاميع من الأطفال للقيام بتقدم البرامج الخاصة للأطفال وتسجيل الأغاني الخاصة بهم مع العديد من التمثيليات .
الثاني : حيث كان إهتمامه منصباً في عالم الفن والغناء ، فبحكم وجوده في الإذاعة الكردية وطول سنوات وجوده هناك ، كان يشرف على تقييم النصوص الكردية الخاصة بالغناء وتقديمها الى القسم الخاص بالغناء والموسيقى الكردي ليتم وضع الألحان لها وإختيار المغنين لتنفيذها ولم يكن هذا العمل سهلاً ، بل كان بحاجة الى الكثير من الجهود والإتصالات بعد إختيار الصالح منها ، وفي بعض المرات يستدعي عقد جلسة بين الشاعر ، صاحب الكلمات والملحن والمغني لتعديل بعض النصوص او إجراء بعض الإضافات او الحذف او حتى تغيير الملحن او المغني إن استدعى الأمر وهكذا أصبح قريباً من عالم الفن والغناء الواسع وكان يساعد الشباب منهم ويأخذ بأيديهم للولوج الى هذا العالم الساحر بأوسع أبوابه ولن ينسى الفنانون الكرد ما قدمه المرحوم من مساعدات الى الكثير منهم حيث كان ينصحهم ويقدم لهم المشوره ويجري معهم اللقاءات الإذاعية والصحفية ليكون الدافع والمشجع له .
وفي هذا الصدد لا ننسى رحلة الفنانة الكردية " عيشا شان " من كردستان تركيا التي جاءت الى بغداد سنة 1978 بدعوة من دائرة الإذاعة والتلفزون ، ورفضت السكن في اي فندق ، فتطوع المرحوم لتسكن عيشا شان في بيته فترة وجودها في بغداد حيث تجاوت الشهرين وكان هو وزوجته وعائلته في حالة طوارئ للإهتمام بهذه الفنانة الضيفة ومرافقتها مع زوجته في رحلتها الى بعض المحافظات ، كما وأصبح مسكنه في حركة دائمة وذلك لزيارة العديد من الشخصيات الكردية في بغداد للفنانة واللقاء بها ، كما تطوع قسم من تلك الشخصيات لدعوة الفنانة الى مسكنه او الى االمنتديات المرموقة وإقامة المآدب على شرفها ومنهم الكاتب والأديب الكردي المرحوم صادق بهاء الدين ، وعن تلك الزيارة تحدثنا كثيراً مع المرحوم ولأكثر من مرة حيث طلب منها في أحد الأيام أن تسجل له ساعة كاملة " القران الكريم " بصوتها فلبت طلبه بشرط أن يكون له فقط دون تداولها .
كم قضينا معاً الكثير من الأيام الحلوة والليالي الجميلة ونحن نسهر في مسكنه المتواضع على نهر الخابور لنناقش الكثير من المسائل الثقافية والأدبية ونعرج الى السياسية منها ونتكلم عن ظروف العراق بصورة عامة وكردستان بصورة خاصة ومقارنة كل مفردات الحياة بما تنعم به اوربا والدول الاخرى وكان يتحدث ورائده الأمل والتفاؤل بالمستقبل ويقول بثقة عالية وكأنه يعرف الكثير من خفايا الامور : " في الأيام القادمة سيتغير الكثير من الامور ، التغيير سنة الحياة والويل لمن يقف في وجه أمواج ورياح التغيير حيث سيخسر الكثير ولن يطول الكثير حتى يخسر نفسه " .. نعم خلال معرفتي للمرحوم في ست وثلاثين سنة كان يراهن على المستقبل وعندما كنت معه أشعر بما للأدب والإعلام والمستقبل من أهمية وقيمة لا يضاهيه كل كنوز العالم.
اما في مجال الكتابة والتأليف فكان له العديد من المقالات الأدبية والصحفية والنقدية في مختلف المجالات كما كان يعمل في العديد من الصحف والمجلات محرراً ومترجماً مثل صحيفة هاوكاري ومجلة بيان والأديب الكردي .
ومن مؤلفاته التي أتحف بها المكتبة الكردية :
1ـ محمد عارف جزيري (كه ي رباده) : نشر هذا الكتاب سنة 1986 والكتاب يتضمن جزءاً من المسيرة الفنية للفنان الكردي المبدع محمد عارف جزيري ، حيث يكشف الكثير من جوانب حياته الفنية .
2ـ جه كه ر خوين : هذا الكتاب عن حياة الشاعر الكردي المعروف جه كه ر خوين وتم نشره سنة 1986 في بغداد حيث يشير بأنه أول من كتب عن هذا الشاعر بعد وفاته .
3ـ هفال هفالوشكي : تم هذا الكتاب بعد تجربة المؤلف مع عالم الأطفال حيث كان أول رئيس قسم لبرامج الأطفال في الاذاعة الكردية وقد لخص في هذا الكتاب تجربته الثرة في هذا المجال.
4 ـ جوخي ئه يازي : نشر هذا الكتاب سنة 1987 عن المغني الكردي الشاب ئه ياز زاخويي الذي رحل الى جوار ربه وهوفي مقتبل العمر ، وفي هذا الكتاب يسلط الضوء 5 ـ ئه لبوما زاخو : صدر هذا الكتاب سنة 2007 ويحتوي على ذاكرة زاخو من الصور الفوتوغرافية للعديد من مواقع زاخو المهمة مع صور لشخصياتها المهمة وأعيانها والذين كان لهم بصمات في مجال الثقافة والزعامة على مسيرة الفنان ومجيئه الى بغداد ودخوله الى الإذاعة الكردية في بغداد .
المرحوم من مواليد زاخو سنة 1948 ، بدأ العمل في عالم الصحافة والإعلام في بداية السبعينات حيث عمل في الإذاعة الكردية في بغداد وكان يشرف على قسم الأطفال ، كما كان يعمل في دار الثقافة والنشر الكردية وخاصة في صحيفة " هاوكاري " ومجلة " به يان " ، في نهاية الثمانينات إنتقل للسكن في مدينة دهوك ، وبعد إنتفاضة سنة 1991 عمل في الدائرة الإعلامية في محافظة دهوك ، حيث عرف عنه في تلك الفترة الحرص والأمانة والشعور بالمسؤولية ، وفي سنة 1997 هاجر للسكن في دولة السويد ، ولكن لم تروق له العيش والحياة بعيداً عن كردستان ومدينته زاخو ، حيث كان يقسم وقته للعيش بين أحضان الوطن وقضاء الجزء الآخر مع عائلته في اوربا الى أن وافته المنية في التاسع من آذار 2010 في مدينة زاخو وهو في كنف وطنه وبعيد عن عائلته وأولاده ، وكانت معادلة صعبة قد لا يعرف صعوبتها إلا من عانى بقسوة منها ؟؟ .



#محمد_سليم_سواري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حكومة المحاصصة والشراكة الوطنية ... حكومة نهب الثروات الوطني ...
- شيلان
- زاخو تودع إبنها البار .. الصحفي والإذاعي سكفان عبدالحكيم
- أعاصيرالديمقراطية في العراق الجديد
- من الأدب الكردي المعاصر .. نشيد الخلود*
- الذكرى المئوية لميلاد الشخصية والمربية الكردية .. روشن بدرخا ...
- دماءُ بريئة سواء كان تقصيراً أم جريمة
- أليست أيامنا كلها دامية ؟؟
- كم أتمنى لو كُنتُ ... ؟؟ *
- ماذا بعد إنتخابات برلمان أقليم كردستان
- رحلة الحياة نحو الابدية
- أحمد الجزراوي في ذمة الخلود
- شبكة الاعلام العراقية وهذا الوأد للاعلام الكردي
- إنتخابات مجالس المحافظات وأي طريق الى المستقبل ؟؟؟
- السيد نوري المالكي وعتاب بين الدوحة والزيونة
- لو كان التصويت لأمر يخص أعضاء البرلمان؟؟
- مشاريع - نص أخمص - في العراق الجديد
- كُنتُ هناك ... عند أطلال قريتي !!
- كُنت هناك ؟؟
- هل كان العزف الكردي بالمستوى المسؤول والمطلوب ؟؟


المزيد.....




- علماء يستخدمون الذكاء الاصطناعي لحل مشكلة اختفاء -غابات بحري ...
- خبيرة توضح لـCNN إن كانت إسرائيل قادرة على دخول حرب واسعة ال ...
- فيضانات دبي الجمعة.. كيف يبدو الأمر بعد 3 أيام على الأمطار ا ...
- السعودية ومصر والأردن تعلق على فشل مجلس الأمن و-الفيتو- الأم ...
- قبل بدء موسم الحج.. تحذير للمصريين المتجهين إلى السعودية
- قائد الجيش الإيراني: الكيان الصهيوني اختبر سابقا ردة فعلنا ع ...
- الولايات المتحدة لا تزال غير مقتنعة بالخطط الإسرائيلية بشأن ...
- مسؤول أوروبي: الاتحاد الأوروبي يحضر الحزمة الرابعة عشرة من ا ...
- إصابة 3 أشخاص في هجوم انتحاري استهدف حافلة تقل عمالًا ياباني ...
- إعلام ونشطاء: هجوم صاروخي إسرائيلي جنوبي سوريا


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - محمد سليم سواري - المحطة الأخيرة للإعلامي والإذاعي سكفان عبدالحكيم ورحلة حافلة بالعطاء