أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد سليم سواري - الحبيبة وليالي كوردستان














المزيد.....

الحبيبة وليالي كوردستان


محمد سليم سواري

الحوار المتمدن-العدد: 4088 - 2013 / 5 / 10 - 09:45
المحور: الادب والفن
    


لا ولن أنسى تلك الليلة الآذارية من ليالي كوردستان الجميلة بمدينة أربيل ، مدينة عبق التأريخ وسمو القلعة وفي الثمانينات من القرن الماضي حيث جَمَعنا الوَد والصداقة على مائدة واحدة مع الفنان الكردي حسن كرمياني .. وكم كنتُ أُجاهد منذ أيام للحديث عن جمال الفن الغنائي عند المغنية القديرة نجاة الصغيرة بعد أن أخذت إنسانة عزيزة علي بيدي إلى عتبة عالمها الرقيق للغوض في بحر رقتها حيث خزائن الجواهر والدرر من الوجد الصادق والهيام السائح بين طبقات المشاعر والعواطف .. أي سياحة كانت ؟؟ وما الذي ذكرني هذه بذاك ؟؟
نعم الفنان حسن كرمياني في تلك الليلة الكوردستانية إستمر بالغناء على المائدة الخاصة في فندق القصر الذهبي منذ العشاء آنذاك .. وبعد منتصف الليل كان يغني ويبكي بحرارة حيث تجري الدموع على خديه .. أية معادلة صعبة من الإشارات والرموز وليس فيها معالم واضحة وثوابت معينة.. الجالسون يضحكون ويُنَكتون ويفرحون ، ثم يبكون لبكاء فنانهم وفي مشهد تراجيدي تأخذ بالألباب .. وأخيراً وعند شروق الشمس على كل الأنحاء وضع الفنان يده على خده وقال : جئت إلى هنا لكي تفرحوا بغنائي ولي من المعاناة والآلام ما يكفيني لأتمزق من الألم لأبكي في داخلي .. ولكنها جلسة الاحباب واعزروني على هذه الدموع .. كان هذا الفنان المبدع يحس بأن مسؤوليته إسعاد الآخرين ونضح ما في دواخلهم من الشجون والهموم .
وبعد أكثر من ثلاثين سنة على الذكرى العزيزة والأعزاء الأحياءِ منهم والأموات أقف اليوم لأسمع غناء الفنانة الصغيرة بنعتها والكبيرة في فنها هذا الغناء شلال من الضباب البنفسجي يدغدغ المشاعر ويزلزل العواطف .. هذا الصوت نسمعه وكأننا نسبح مع نسائم الزمن السرمدي محتضنة كلمات تخلد الشاعر وألحان تمجد الملحن وهذه السيدة نجاة الصغيرة ترقص على أكتاف الكبرياء لنَسبح مع طيف الحبيبة عبر الأثير وفوق القارات والمحيطات في تناغم طردي مع كل آهة من الآهات المتجسدة مع كل حرف تلفظها الشفاه من قاموس الابجدية رافضة أسواق اليور والدولار.
ليس المبدع أو العمل الإبداعي مجرد إسم ومصطلح لغوي أو أدبي أو إجتماعي يلفظه اللسان ويتبادل من إنسان إلى إنسان وإن المبدع الحقيقي هو من يؤثر ويلملم مشاعرهم ويهز من مكنونات أعماقهم التي طمرت منذ سنين وهكذا هو الزمن الآتي مع غناء نجاة التي لم أعرفها في الزمن الغابر عن قرب وعندما يشاء القدر .. قدر الحبيبة عبر الأثير في ملحمة ( بستناك ) وأنا أسمع كل كلمة وأحس صوت الندى وهو يجري رحمة وبهجة على شرايين كل الأزهار والورد في الطبيعة الجميلة.. لتصبح الصغيرة هي الكبيرة بحق وتتوج صاحبة الحنان في مملكة العشق والغرام .
إنها لحظات خالدة في ذمة الزمن .. هذا الزمن الذي كان يمر علينا في الماضي القريب والبعيد مرور الكرام ولا نحس به ، واليوم مع همسات القلب وحنان الحبيبة وعشق الكلمات أصبح الزمن غير ذاك الزمن .. ليجعل من الإنسان إنساناً آخر ليغير به وجه الحياة مع هذا اللحن والجمل والأحرف السابحة بين قلوب العاشقين والمحظوظ من كان يملك الرقم السري لذلك القلب قلب الحبيبة.



#محمد_سليم_سواري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحب والسعادة !!
- عاصمة الحب والروح ؟؟
- عالم الحب والهوى
- هكذا كان العراق رائعاً !!
- الحب الحقيقي وهذا الإمتحان !!!
- عندما يتألق الحب ؟؟
- هذا المشهد الضبابي في العراق
- نظام الحكم الحالي في العراق شيء من لا شيء ؟؟
- في ذكرى رحل الصحفي والإنسان سكفان عبدالحكيم
- يا إمرأة تَعرفُني وأعرفُها ؟؟
- الكورد في المغرب العربي
- هنا الإذاعة الكردية في بغداد
- جمهورية الدولمة ؟
- هذه هي جمهوريتي ؟؟
- عند أبواب سوسة
- بين الدين والحب ؟؟
- مملكة الحب
- قلب إمرأة ؟؟
- الحب كما عرفناه ؟؟
- ليلة حب كردية


المزيد.....




- الإعلان الثاني جديد.. مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 الموسم ا ...
- الرئيس الايراني يصل إلي العاصمة الثقافية الباكستانية -لاهور- ...
- الإسكندرية تستعيد مجدها التليد
- على الهواء.. فنانة مصرية شهيرة توجه نداء استغاثة لرئاسة مجلس ...
- الشاعر ومترجمه.. من يعبر عن ذات الآخر؟
- “جميع ترددات قنوات النايل سات 2024” أفلام ومسلسلات وبرامج ور ...
- فنانة لبنانية شهيرة تتبرع بفساتينها من أجل فقراء مصر
- بجودة عالية الدقة: تردد قناة روتانا سينما 2024 Rotana Cinema ...
- NEW تردد قناة بطوط للأطفال 2024 العارضة لأحدث أفلام ديزنى ال ...
- فيلم -حرب أهلية- يواصل تصدّر شباك التذاكر الأميركي ويحقق 11 ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد سليم سواري - الحبيبة وليالي كوردستان