أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - محمد سليم سواري - شخصيات في الذاكرة ..الدكتور صباح عقراوي















المزيد.....

شخصيات في الذاكرة ..الدكتور صباح عقراوي


محمد سليم سواري

الحوار المتمدن-العدد: 5361 - 2016 / 12 / 4 - 09:52
المحور: المجتمع المدني
    


شخصيات في الذاكرة .. " الدكتور صباح عقراوي "

في بداية السبعينات من القرن الماضي تعرفت على هذا الإنسان حيث كان مسؤول إتحاد طلبة كوردستان في محافظة الموصل وطالباً في المرحلة الرابعة من كلية الطب في جامعة الموصل وبإعتبارنا كنا ننضوي تحت جناح هذا الإتحاد المناضل ومن خلال هذا الإنسان تعرفت على الكثير من الصفات من دمث أخلاقه وثقافته ووعيه المبكر للكثير من المسائل والأمور وكارازما شخصيتىه حيث الهيبة والتأثير والسحر والحماس والجاذبية وتُثير الولاء وموقفه لأن يكون واضحاً وصريحاً وصادقاً ويداً كريماً عند الشدائد ويتخذ الموقف المطلوب والمناسب في الوقت المناسب وأن يكون متواضعاً مع الناس المتواضعين ولا يهادن ويهاب المغرورين مهما كان حجمهم ومعظم هذه الصفات هبة من الله بعد أن يكون للأهل والإنسان يد في نموها وتحسينها وصقلها وشحذها .
هكذا عرفناه في تلك البداية من مسيرة حيث كنا شباباً والدماء التي كانت تجري في عروقنا تُناجينا صباحاً ومساءً في بوتقة حب القضية وعشقها التي كنا نراها كبيرة في شخص وشجاعة وهمة قائده البار البارزاني الخالد وفي تلك المسيرة كان علينا دفع الضريبة على حساب حلم المستقبل والدراسة لنتعلم في مدرسة الوطن والوفاء له ونَسينا حتى الإنتماء العائلي ليكون إنتمائنا للقضية هي العائلة والرهان .. مسيرة ممزوجة بالآهات والإرهاصات حيث الوطن والقضية تجتاز المنعطفات لتدخل الأنفاق على أيدى الأعداء وأجندتهم الشريرة ومكر وأطماع الثعالب الخبيثة .. ولن أنسى الأيام الأولى من شهر آذار( 1974) وآخر جلسة جمعتنا في بغداد وفي كازينو الكرمل مع الدكتور صباح وبحضور المرحوم الدكتور صادق عبدالله والصديق ساده الريكاني حيث الأيام عصيبة والساعات ثقيلة والقلوب صامدة بعد أن وصلت المفاوضات إلى طريق مسدود ومنعطف خطير بين الثورة الكوردية بقيادة الزعيم الخالد المرحوم الملا مصطفى البارزاني ( طيب الله ثراه ) وحكومة بغداد وسلطتها وغرورها.
وهكذا دارت الأيام دورتها في مختلف الأفلاك ليمضي كل واحد منا إلى حيث ما شاء له القدر أن يمضي ويكون وكل واحد منا يحمل الأحلام العريضة في حدقات العيون الضامرة والقلوب المنكسرة تجاه وطنه ومعاناة أبناء شعبه في ظل واقع لم يكون هناك بصيص أمل ونور في دهاليز السياسة والمصالح الأممية والبترولية ومزايدات الحقوق والمبادئ !!
لقد تغير الكثير من الثوابت والمواقف وإستجد العديد من الأمور لمجمل ما كانت عليه القضية الوطنية الكوردية في فضاء مريدها والمناضلين للنخاع في سبيلها والمتلهفين للغد الأفضل لها فمنهم مَن لاقى وجه ربه باسماً راضياً مرضياً ومنهم مَن كان بين قضبان الزنازين والسجون في عشق الحبيبة كوردستان غير مبال ومنهم مًن إختار السكوت والقنوط وإقتنع بأن الدنيا قد إنتهت ولن يكون هناك قيامة حتى بعد الموت ومنهم من وظف وجوده في أي موقع يكون فيه ليقدم ما هو ممكن وبما هو مقتنع به واهباً الخير لأبناء وطنه في وقت كان الرهان على هذا يتطلب الكثير من الجرأة والإقدام الموشحة بالحكمة وبذل ما يمكن بذله وعدم الإنتظار لِما قد تكون عليه الأيام .. هنا وبدون مجاملة كان الدكتور صباح عقراوي من هذا الرعيل حيث وظف إنتمائه لعائلة معروفة وعريقة ووظيفته كطبيب عسكري ووجوده ومكانته بين زملائه في العمل بعد نال الرضا منهم ليفرض شخصيته بكل آيات الود والإحترام ليكون هذا السلوك باباً للدفاع عن الكثير من الأشخاص وفي العديد من المسائل ليكون اليد الكريمة والبصمة الظاهرة والموقف الجليل في إنقاذ أشخاص وصلوا إلى عتبة الإعدام وفي تلك الأيام من خلال سعيه عن طريق اللجان الطبية مثلاً.
وفي تلك الفترة وما تلاها من الأيام لم يكن لنا إتصال مباشر مع البعض ولكنني تَعرفت على الكثير من أخباره وجهوده ومساهماته الوطنية الخيرة من خلال روايات وحكايات وأحداث لاِشخاص مازالوا شهوداً ( أدامهم الله ) يشيدون ما قَدم لهم هذا الإنسان مما جادت به نفسه من كرم المواقف ونبل الأخلاق والشعور العالي بالمسؤولية وفي تلك الأوقات الوجلة لتكون المحطة المهمة والمسؤولة عند بداية الإنتفاضة الباسلة التي أُشعل فتيلها في مدينة رانية وأمتدت شرارتها إلى كل ربوع كوردستان ليكون للدكتور صباح عقراوي شرف الريادة والقدوة في التنظم والإشراف ليقود أبناء مدينته إلى إنتفاضة شاملة في وقت لم يكن بالأحرى لأية جهة سياسية من الأحزاب الكوردية والعراقية أي وجود أو خطط في تلك الظروف وفي هذه المدينة بالذات بل كانت إنتفاضة جماهيرية إنطلقت من ظروف آنية أملتها معاناة الناس من نظام أثقل كاهلهم في حروب ومآسي لتكون إنتفاضة عقرة كنار على علم في كوردستان بصورة عامة ومنطقة بهدينان بصورة خاصة .
وعليه لا يمكن أن نَمر مرور الكرام على الكثير من تضحيات هذا الرجل وموقفه المتمييز وصموده الرائع بل ومساهمته المتميزة والمشهودة في الإنتفاضة الباسلة في قضاء عقرة ومحيطه الواسع تلك الإنتفاضة التي فتحت الطريق آنذاك ليكون لكل حدث حديث وليثبت بأن رجال المواقف قليلون ليجسد شعلة متقدة من الجرأة والشجاعة والإقدام في مواقف كانت صدور الرجال تحبس الآهات ليكون هذا الرجل العقل المثلى في رفع الغشاوة عن البصيرة قبل البصر لترى جمال الوطن وعدالة قضيته واليد العليا حيث إستغنى عن بيته ومزرعته وباعهما لتأمين الكثير من إحتياجات الرجال الپيشمرگه الذين كانوا بمعيته لتتجسد الحكمة والكلمة السحرية في كنفه لينسى الكثيرون من الأخوة الأعداء منطق الثأر والعداوات وينضموا تحت رآية القضية ليصبح لإنتفاضة عقرة أبعادها الصحيحة بعيدة عن الكثير من المزايدات الرخيصة لناس عاشوا ويعيشون على الأوهام .. وكمثل على ذلك الدور المميز في كسب ود معظم أبناء المنطقة وخاصة العشيرة الهركية في وقت كان الكثيرون عاجزين حتى عن تخطي عتبات مشاعرهم قبل بيوتهم وهنا أستشهد بحادثة ضمنها الأوراق اليومية للدكتور ( وأُعيد وأُكرر: إن ما يَرن في أُذني بما سمعته ومازلت أتذكره من كلام أحد وجهاء قرية " خرابه ياسين" وحسب ما أتذكر إسمه " عمر مام شين " حينما كنا جالسين بمجلس فيه المئات من مسلحي الطرفين حيث تقدم إلى منتصف المجلس وأشار لي بكلتا يديه منادياً بأعلى صوته: دكتور صباح والله والله ووالله .. لو كان قد أتانا غيرك ومهما كان موقعه.. لكنا قد قاتلناه بكل ما في أيدينا. فلو كان بإستطاعتنا لبقينا في مناطقنا وإن لم نكن نستطع لتركنا المنطقة نحو الموصل.. ولكن بمجيئك قد جعلت أيادينا تشل عن إستعمال البندقية.. فجئت أهلاً وسهلاً ) .
ومن خلال قراءة العديد من الأوراق والمواقف عن هذا الرجل يتضح لنا الكثير من الصفات والسمات والمزايا التي كانت تؤهله وتفضله ليكون له شأن ليس في محيط مدينته بل وفي أنحاء كوردستان .. ولو تم الإستفادة من خبرات وكفاءة هذا الإنسان وجماهيرته والآخرين من أمثاله بالشكل الصحيح وفي أية حلقة من حلقات خدمة الوطن ورعاية المواطن لكانت تلك الحلقة أو الحلقات مما تكون مميزة في أفق النجاح وجني الثمار .
وإعتصرني الألم في وقته عندما عرفت بأن هذا الرجل قد غادر الوطن ليعيش في الغربة والمنافي حيث أدركت بأن من تعنيه الحكمة من وجود الحياة والعدالة يفضل االغربة خارج حدود الوطن على الغربة داخل أسوار وطن يتحول إلى مقبرة الكفاءات الخيرة والعقول النيرة والقادة البررة ومرتعاً خصباً لمن يجيد مسح الأكتاف من جوقة وعاظ السلاطين والطبقة الجديدة في هذه المنعطفات حيث يعرفون من أين تؤكل الكتف ؟؟
وختاماً نضيف ونكرر بأنه من الصعب جداً على أي متابع ومراقب أن يتحدث بكلمات ولو قليلة عن هذا الرجل ويعدد محاسنه ويشخص بصماته ويثبت مواقفه من بعض زوايا حياته وبصماته على حياة الآخرين ولكن عندما نتجه إلى ذلك النهج فهذا يعني بأنه من الواجب والوفاء بمكان أن نَذكر( بفتح النون ) ونُذَكر ( بضم النون ) أبناء الوطن والآخرين بشخصية كوردية وكنز من هذا العيار .




#محمد_سليم_سواري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نادية مراد.. وهذا النبع من الدموع والآهات !
- في عصر اللاحب دعوة للحب !!
- بين أمواج البحر والتتر !!
- هل مضى عصر الرثاء ؟؟
- الكاتب والإعلامي الدكتور شعبان المزيري في ذمة الخلود
- بغداد بين ( منعطف الصابونجية ) ومنعطفات الغربة !!
- أبطال الحب في وطني
- ليس بالقتل وحده يُرضى الرب !!
- عشقي لهذا العالم
- الوطن بين السياسة والحب ؟
- الوعي العاطفي والوجداني
- كوردستان والكابينات الحكومية ؟
- المعادلة بين هي وهو !!
- الذكرى السادس عشرة بعد المائة لصحيفة كوردستان
- حوار الحب
- معادلة حب المرأة والرجل !
- نسمات الحب
- القوافي والكلمات تليق بكَ أيها العم نوري سواري
- قصص ( نيران العبيدي ) والتمثيل الدبلوماسي !!
- ضفة الحب والحياة


المزيد.....




- واشنطن تريد -رؤية تقدم ملموس- في -الأونروا- قبل استئناف تموي ...
- مبعوث أمريكي: خطر المجاعة شديد جدا في غزة خصوصا في الشمال
- بوريل يرحب بتقرير خبراء الأمم المتحدة حول الاتهامات الإسرائي ...
- صحيفة: سلطات فنلندا تؤجل إعداد مشروع القانون حول ترحيل المها ...
- إعادة اعتقال أحد أكثر المجرمين المطلوبين في الإكوادور
- اعتقال نائب وزير الدفاع الروسي للاشتباه في تقاضيه رشوة
- مفوض الأونروا يتحدث للجزيرة عن تقرير لجنة التحقيق وأسباب است ...
- الأردن يحذر من تراجع الدعم الدولي للاجئين السوريين على أراضي ...
- إعدام مُعلمة وابنها الطبيب.. تفاصيل حكاية كتبت برصاص إسرائيل ...
- الأونروا: ما الذي سيتغير بعد تقرير الأمم المتحدة؟


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - محمد سليم سواري - شخصيات في الذاكرة ..الدكتور صباح عقراوي